أصدر البيت الأبيض قبل أيام تصريحاً مكتوباً متعلقاً بالمحادثة الهاتفية التي جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وتضمن هذا البيان ما نصه:” طلب الرئيس ترامب موافقة الملك على دعم خلق مناطق آمنة في سوريا واليمن، فضلاً عن دعم أفكار أخرى لمساعدة العديد من اللاجئين الذين نزحوا بسبب النزاعات المستمرة”.
وخلال حملته الانتخابية أكد ترامب ونائبه “مايك بنس” مراراً وتكراراً نيتهم إنشاء مناطق آمنة في سوريا دون إيراد أي توضيحات إضافية. وأعلن ترامب أن دول شرق أوسطية – لم يسمها- ستدفع تكلفة إنشاء مناطق آمنة جميلة وكبيرة في سوريا، فيما أعلن بنس خلال جلسة الاستماع الخاصة بمنصب نائب الرئيس أن هذا التوجه يقتضي “إنشاء طريق مرور آمن” وفرض مناطق حظر جوي. وبعد خمسة أيام، وحين سئل ترامب عن موقف نائبه قال بشكل واضح:” لم نتحدث سوياً عن هذا الأمر، وانا أعارض ما قاله”.
لا ينبني على الحملات الانتخابية مواقف معينة، لكن المعطيات التي يتحدث بها الرئيس خلال عمله كرئيس في البيت الأبيض ينبغي أن تعكس سياسة الحكومة الفعلية. وإن كان ترامب جاد في تفويض القوات المسلحة الأمريكية لإنشاء مناطق آمنة (كما هو واضح من حديثه مع العاهل السعودي) فإنه يتوجب عليه وعلى كبار مساعديه أن يوضحوا بالضبط معنى هذا التوجه وتفنيد المهمة العسكرية الجديدة.
وبعيداً عن أي تحليلات أخرى او شروط مسبقة، ينبغي على إدارة ترامب الإجابة على الأسئلة الخمسة عشر المطروحة هنا لتوضيح المزيد عن المنطقة الآمنة التي سبق لترامب أن تحدث عنها:
- ما هو الهدف السياسي النهائي للمناطق الآمنة؟ هل ستوفر ملجأ إنسانياً للمشردين داخلياً؟ أو ستمثل مناطق نفوذ للتوصل إلى اتفاق سلام؟
- ما هو الأساس القانوني المحلي بالنسبة لهذه المناطق؟
- على فرض اعتراض النظام السوري على هذه المناطق، ما هو الأساس القانوني الدولي الخاص بها؟
- أين سيكون موقع تواجدها بالضبط في سوريا واليمن؟ ولماذا تم اختيار هذه المواقع بالتحديد؟
- هل سيتم حماية المدنيين غير المقاتلين والجماعات المتمردة داخل المناطق الآمنة؟ إن لم يكن كذلك، فما هي الطريقة المثلى لفحص السكان وما الإجراء المتبع للتدقيق والتحقق من هوية القاطنين؟
- هل سيتم توفير حماية من جميع أشكال الأذى لمن يقيم في تلك المناطق بما في ذلك القصف الجوي وقصف المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة ونيران القناصة والجوع ونقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي؟
- هل سيتم حماية جميع من يقيم في المناطق الآمنة من الأذى الناجم عن جميع الفاعلين ( بما في ذلك المقاتلات الروسية والجماعات المتمردة المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا، أو عبر الضربات الجوية السعودية العشوائية في اليمن)؟
- أي من الدول ستوفر قوات عسكرية لتنفيذ المهام المطلوبة في المناطق الآمنة (التصدي لهجمات الأعداء الجوية، الدعم اللوجستي وعمليات البحث والإنقاذ القتالية وغيرها)؟
- أي من الجماعات او الدول سيسمح لها بتقديم مساعدات إنسانية ومن سيسمح لها بالوصول إلى من يقيم في المناطق الآمنة؟
- الأكثر أهمية، من الذي سيوفر القوات البرية للقيام بدوريات في المناطق الآمنة وتنفيذ مهامها؟
- أي من الدول القريبة يسمح لها ولقواتها بالتحرك في المناطق الآمنة وأيها يمكن لها استخدام أجواء المناطق للتحليق ولأي من المهام على وجه التحديد؟
- لمن ستتبع القيادة العليا في نهاية المطاف بغض النظر عن عدد الدول المشاركة؟
- ما هي العقيدة العسكرية وقواعد الاشتباك التي ستفرض في المناطق الآمنة؟
- هل ستعمل قوات الأمن المتواجدة في المناطق الآمنة على منع المجموعات المسلحة من استخدام المنطقة الآمنة لتجنيد المقاتلين أو حماية أنشطتها خاصة وأن المجموعات المسلحة ستسعى لذلك بكل تأكيد؟
- من سيدفع وإلى متى سيلتزم بالدفع مقابل هذه المناطق الآمنة؟
هذه المادة مترجمة من موقع مجلس العلاقات الخارجية للإطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا