الكتاب: جيل الثورة.. على خط الجبهة بين التقاليد والتغيير في الشرق الأوسط
المؤلف: راشيل أسبدين
الناشر: هارفيل سيكر
تاريخ الإصدار: 2 يونيو 2016
عدد الصفحات: 272
اللغة: الإنجليزية
على حافة التغيير
في عام 2003، وصلت راشيل أسبدين إلى مصر، كصحفية متدربة تبلغ من العمر 23 عاما، فوجدت بلدًا على حافة التغيير.
من بين 80 مليون مصري، كان ثلثا المواطنين تحت سن الـ30. شعور بالاختناق، والانكسار، والإحباط يخنق الجيل الجديد، المحاصَر بين دكتاتورية ليس لديها شيء تقدمه، وآباء مستبدين لا يزالون يتشبثون بالتقاليد والطاعة بعد دهرٍ من الخوف.
في يناير 20112، نفد صبر الشباب. ظنُّوا أن الثورة التي تلت ذلك ستغير كل شيء بالنسبة لهم. لكن مع تصاعد العنف، انهار الاقتصاد، ومع تفتت الجبهة الموحدة المناهضة لمبارك إلى شراذم طائفية، ارتعدت عزائم الكثيرين، وترددوا في التخلص من الطرق القديمة.
أسئلة الحاضر والمستقبل
يحاول الكتاب الإجابة على الأسئلة التالية:
ما الذي يحدث حينما يهدأ الغبار وتنكشف حقيقة ما أسفرت عنه الثورة؟
لماذا يتحوَّل هذا الجيل إلى الدين، برغم أنه نشأ على أفلام هوليوود والعلامات التجارية العالمية؟
كيف تختار بين الجنس والتقاليد، والنزعة الاستهلاكية والإيمان؟
لماذا بعدما هتف الناس من أجل الحرية تراجعوا إلى دعم الدولة العسكرية؟
وإلى أين سيأخذ الجيل القادم الشرق الأوسط؟
4 قصص واقعية
يتتبع الكتاب قصص أربعة شباب مصريين:
- عمرو؛ مهندس برمجيات ملحد،
- أمل؛ فتاة قروية، تحدَّت أسرتها ومجتمعها بأكمله،
- أيمن؛ شاب كان يومًا متطرفًا دينيًا،
- رقية؛ التي ستصبح شهيدة في سن المراهقة.
من خلال هذه القصص، يكشف “جيل الثورة” النقاب عن القوى المعقدة التي تشكِّل حياة الشباب المحاصر بين التقاليد والحداثة، ويشرح ماذا تعني هذه القصص الشخصية لمستقبل الشرق الأوسط.
حكم عسكريّ
تقول المؤلفة: “تعيش مصر حكمًا عسكريًا منذ عام 1952، ولفترة طويلة ظل الإخوان يخوضون صراعا مع حكام البلاد.
حتى عام 2011، كان التنظيم محظورًا، وأعضاؤه- إلى جانب أي شخص يشتبه في تعاطفه مع الإسلام السياسي- يخضعون للمراقبة والسجن والتعذيب وحتى الإعدام.
كان لدى النظام، الذي تتابع على رئاسته رجال الجيش من جمال عبد الناصر مرورا بأنور السادات وصولا إلى حسني مبارك، أسبابه للخوف من الإسلاميين.
على الرغم من أن الإخوان نبذوا العنف في السبعينيات، إلا أن أعضاء جماعة جهادية اغتالوا الرئيس السادات في عام 1981 خلال عرض عسكري على بُعد 500م تقريبًا من موقع اعتصام رابعة.
ثورة.. وانقسام
منح سقوط مبارك للإخوان فرصة لالتقاط الأنفاس، وبسطت عليهم الثورة عباءة الشرعية، فهيمنوا على الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أوائل عام 2012. وفي يونيو من العام ذاته، أصبح مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر.
لكن سرعان ما انقسمت البلاد. وخرج المحتجون إلى الشوارع يوم 30 يونيو ضد الإخوان ومرسي، وصورت الاحتجاجات الجماعة باعتبارها مجموعة من المتعصبين الذين يعتزمون إقامة دولة إسلامية على الطريقة الإيرانية.
بينما نظَّم أنصار الرئيس أنفسهم، وخرجوا بمسيرات أصغر لدعمه. في القاهرة، استقروا في اعتصامين؛ إحداهما في رابعة شرقًا، والآخر في النهضة غربًا.
حكاية “رقية”
هنا تبدأ قصة رقية التي كانت تعيش في اعتصام رابعة، وآخر مرة شاهدتها المؤلفة كان في صيف عام 2014، في مقهى شهير داخل أكبر مركز تسوق في القاهرة.
مع ازدياد اضطهاد الدولة لخصومها بطريقة أكثر تنظيمًا من أي وقت مضى، كان عقد الاجتماع في أحد الأماكن المجهولة والمزدحمة أكثر أمانا.
بصوتٍ رقيق، يحيط بها ضحكات المراهقين الذين يجلسون على الطاولات المحيطة والأسر التي تحمل أكياس التسوق، كررت رقية حكايتها لمشاهد الدمار وسفك الدماء التي شاهدتها.
تقول المؤلفة: كانت “رقية” نموذجًا لجيل من الشباب المصريين الذين قادوا الاحتجاجات من عام 2011 إلى عام 2013. شاهدوا الدكتاتور يطيح بثمار جهودهم، بعدما شهدوا أول انتخابات حقيقية في تاريخ مصر، وذاقو، وإن لفترة وجيزة، طعم الحرية واحترام الذات.
وأضافت: “ولأنهم شبُّوا عن الطوق، فإنهم لن يقبلوا بالصفقة التي قبل آباؤهم وأجدادهم أن يعقدوها مع الدولة: القمع في مقابل الأمن والاستقرار الظاهر.
لكن بينما حاولت المؤسسة العسكرية سحق هؤلاء الشباب، فإنها خلقت منهم قنبلة موقوتة. ورغم أن الوضع يبدو مستقرا في البلاد، فإنه لن يكون كذلك في المستقبل”، هكذا حذرت المؤلفة في آخر جملة من المقتطف الذي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
قالوا عن الكتاب
كتاب وصفه جاك شينكر، عبر إيفينينج ستاندرد: بأنه “دراسة رائعة….يسبر أغوار أحد خطوط المواجهة الثورية الأكثر أهمية”. وقالت عنه شيرين الفقي في أوبزرفر: إنه من بين ثمار الربيع العربي الأكثر فائدة، وإقناعًا، وإثارة للاهتمام”.
أما “جارديان” فلفتت إلى الخبرة التي اكتسبتها المؤلفة من عيشها في القاهرة، وإن لفترة متقطعة، لأكثر من عقد من الزمان؛ ما منحها إطلالة واضحة على تفاصيل مدهشة”.
يتفق هذا الرأي مع ما قالته “شيرين الفقي” في أن القصص التي احتواها الكتاب مقنعة، إلى جانب أنها تقدم صورة مختلفة بعض الشيء للشباب المصري.