نادين إغبارية
قررت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة شن حربٍ جديدة على نظام بشار الأسد في سوريا، على الرغم من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق عن نيته الانسحاب تماماً من هناك. تأتي هذه الخطوة بعد مزاعم حول قيام النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية محظورة في دوما تسببت باصابة أكثر من 500 مدنيّ ما بين قتيل وجريح
ولاقى هذا الخبر اهتماماً عالمياً ومحلياً وتداولت الصحف العالمية هذا الموضوع من عدة جوانب.
فقد قال موقع أنتي وور الأمريكي: إن الولايات المتحدة وحلفاءها يستعدون لمهاجمة الحكومة السورية، وهناك مخاطر شديدة يمكن أن تنتج عن معركة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا. خطر العداء بين القوات الأمريكية والروسية مرتفع جداً. فعندما يتم توجيه القتال إلى الحكومة السورية، قد تقوم روسيا بإسقاط طائرة حربية أمريكية مهاجمة أو قد تهاجم الطائرات الأمريكية القوات الروسية على الأرض.
وبحسب الخبر فإنه من الواضح أن الحرب الأمريكية مع روسيا ستكون ضخمة وكارثية، فأكبر قوتين نوويتين في العالم يعيشان أسوأ علاقات ثنائية على الإطلاق منذ عقود وفقاً للرئيس ترامب. من الممكن أن يتصاعد الصراع المباشر إلى حرب عالمية ثالثة، فالقوات الأمريكية داخل سوريا تبحث بالفعل عن صراع محتمل مع تركيا حول مدينة منبج، وذلك لأن الولايات المتحدة متحالفة مع وحدات حماية الشعب الكردية، وتركيا في حالة حرب معتلك الوحدات. كل القوات الأمريكية موجودة في أراضي قوات حماية الشعب، وهددت تركيا بجعل تلك القوات هدفاً لها. كما هددت تركيا باستهداف القوات البريطانية والفرنسية في منبج لنفس السبب.
أكبر حرب محتملة بطبيعة الحال هي بين الولايات المتحدة وروسيا. لكن من بين حلفاء الولايات المتحدة الذين يحتمل أن يكونوا متورطين في الأمر؛ المملكة العربية السعودية التي تهتم أيضاً بمهاجمة إيران.أما في الجنوب السوري فهناك مصالح متضاربة أيضاً، حيث تحرص إيران على حماية الحكومة العلوية الصديقة والوصول إلى المواقع الدينية الشيعية. وعلى النقيض من ذلك، يريد السعوديون إقامة حكومة إسلامية سنية هناك.
إن مصلحة إسرائيل هي إلحاق الضرر بإيران حيث يعترف المسؤولون الإسرائيليون علناً بأنهم يفضلون فوز داعش في الحرب مقارنة بالحكومة السورية. هذا لا يعني بالطبع أن إسرائيل تعتقد أنها ستنسجم مع داعش. بدلاً من ذلك فإن الأجندة الإسرائيلية هي فقط الحفاظ على استمرار الحرب إلى الأبد لضمان أن سوريا ليست مستقرة أبداً بما يكفي لتكون مواجهة عسكرية لها في المنطقة. وكما هو الحال مع لبنان المجاور فإن إبقاء سورية ضعيفة وغير مستقرة سيسمح لإسرائيل باختيار الحروب العرضية معها وتجاهلها عندما تناسب مصالحها.
ولكن الموقع أضاف في خبر آخر اليوم: إن الرئيس دونالد ترامب يتراجع عن الهجوم الوشيك على سوريا. يأتي هذا بعد يوم واحد من تحذير ترامب الجيش الروسي “بالاستعداد” لقدوم الصواريخ الأمريكية إلى سوريا. وبحسب الخبر فإن ترامب الآن يقول فقط إنه سيتم اتخاذ قرار “قريباً جداً”. كما قلل وزير الدفاع جيمس ماتيس من فرص وقوع هجوم وشيك.
وقال ماتيس للجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب: “إن قرار الهجوم يجب أن يكون متوازناً مع خطر اندلاع حرب جديدة خارج نطاق السيطرة”. تشير التقارير إلى أن البيت الأبيض قد غُمر بالمكالمات الهاتفية حول الهجوم المحتمل على سوريا، وأن تلك المكالمات الهاتفية عارضت بشكل ساحق الفكرة. على الرغم من أنه من غير المرجح أن تعترف الإدارة بأنها تتأثر بالرأي العام ، إلا أن التحول السريع يظهر ذلك.
وحول هذا الموضوع أيضاً قالت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز الإسرائيلية إن الولايات المتحدة تناقش العمليات ضد سوريا بعد أن استخدم الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيميائية. وتناقش إيران رداً على الهجوم الإسرائيلي المزعوم على قاعدة تي-4 الجوية في حمص. ويبدو أن هذين الحدثين منفصلين لكن يمكن أن ينتج عنهما تطور هام للغاية. سوف يرد الإيرانيون على الهجوم الإسرائيلي المزعوم -حتى لو لم يكن على الفور- وحتى إن لم يكن من إيران.
في غضون ذلك أعلنت إسرائيل أن أهدافها الاستراتيجية هي منع إيران من الحصول على موطئ قدم في سوريا، وإلغاء “الصفقة الإيرانية” لعام 2015. كلا هذين الهدفين مهمان بالنسبة لإسرائيل ويهدفان إلى منع المخاطر الهائلة في المستقبل حتى لو تضمنا أخطارًا في الوقت الحاضر.
إسرائيل قادرة على التعامل مع العديد من التهديدات من تلقاء نفسها وإذا لزم الأمر يمكنها التعامل مع نظام الأسد وحتى إسقاطه. ومع ذلك إذا استمر التصعيد لفتح صراع مع إيران أو أدى إلى تدخل روسيا، فإن إسرائيل ستحتاج إلى مساعدة أمريكية.
وأضافت الصحيفة في خبر آخر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفكر في ضرب 8 أهداف محتملة في سوريا رداً على الهجوم الأخير بالأسلحة الكيميائية في دوما، حسبما قال مصدر لمحطة سي إن بي سي يوم الخميس. وقال المصدر إن هذه الأهداف تشمل مطارين سوريين ومركز أبحاث ومرفق أسلحة كيميائية.
ومن جانبها قالت صحيفة سي بي سي نيوز الأمريكية: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر تحذيراً صارماً آخر إلى روسيا لدورها المزعوم في هجوم كيميائي مشتبه به في سوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع. في الوقت الذي تعد فيه الإدارة رداً مضاداً على الهجوم الأخير، والذي يبدو أنه استهدف المدنيين والأطفال الصغار. وهدد قائلاً: “روسيا تتعهد بإسقاط أي صواريخ يطلق على سوريا، استعدي يا روسيا لأن صواريخنا ستأتي لطيفة وجديدة وذكية!”. يذكر أن مشرعين روساً حذّروا الولايات المتحدة من أن موسكو ستعتبر أي غارة جوية على سوريا جريمة حرب ومن الممكن أن تؤدي إلى صدام عسكري مباشر.
وحول استعداد القوى العالمية للهجوم في سوريا قالت صحيفة الغارديان البريطانية: إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لم تستبعد التزام المملكة المتحدة بالانضمام إلى تدخل عسكري منسق في سوريا دون التشاور مع أعضاء البرلمان، بعد الإصرار على أن هجوم الأسلحة الكيميائية على دوما “لا يمكن أن يمر دون عقاب”. بعض الوزراء يحذرون بشكل خاص من أنهم ما زالوا بحاجة إلى الإقتناع بالأدلة ضد النظام السوري. لكن من المتوقع أن يقدم معظمهم دعمهم بعد أن أثبتت كل المؤشرات مسؤولية النظام السوري عن الهجوم.
وأضافت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز إن تيريزا ماي أمرت الغواصات البريطانية بالتحرك استعداداً لشن هجمات ضد الجيش السوري. ونقلت الصحيفة البريطانية -بريتيش دايلي- عن مصادر حكومية قولها إن بريطانيا “تبذل كل ما هو ضروري” لتتمكن من إطلاق صواريخ توماهوك من الغواصات ضد أهداف عسكرية في سوريا.
أما صحيفة نيوزويك فذكرت أن الصين قامت بحث الولايات المتحدة على عدم القيام بعمل عسكري ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد التي اتهمتها بعض الحكومات الغربية وحلفاؤها بهجوم بالأسلحة الكيميائية، تقول بكين إنه لا يزال غير مؤكد. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ شوانغ للصحفيين: بأن حكومته “تشعر بالأسف” بعد أن فشلت قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن حادث الغاز السام المشتبه فيه في دوما وسط دمشق التي يسيطر عليها المتمردون. ومع ذلك قال: “إن القلق الملح في الوقت الراهن هو إجراء تحقيق شامل ونزيه وموضوعي بشأن الهجوم بالأسلحة الكيماوية المشتبه بها في سوريا لاكتشاف الحقيقة”.
وفي خبر متصل ذكرت الصحيفة أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي رُشّح ليكون وزير الخارجية مايك بومبيو قال للمشرعين يوم الخميس إن الولايات المتحدة قتلت ما يصل إلى 200 روسي في غارات جوية نفذت ضد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في فبراير. وبقي المسؤولون الأميركيون صامتين حتى الآن بشأن عدد الإصابات الناجمة عن هجوم قوات التحالف على مقاتلي الحكومة المؤيدين للحكومة السورية.
وحول الجهات المشاركة في هذا الهجوم قالت صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية إنه وبعد أن عثر مصور سوري على أجزاء صنعتها شركة Krempel Group الألمانية في بقايا الصواريخ الكيميائية التي تنتجها إيران والتي قصفت مدنيين سوريين في يناير وفبراير رفضت الشركة يوم الأربعاء تحذيرات أمريكية جديدة حول مخاطر إدارة الأعمال مع الجمهورية الإسلامية. وقال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات سيجال ماندلكر يوم الثلاثاء: “لا تزال هناك مخاطر مستمرة من ممارسة الأعمال هناك، لأن الإيرانيين لم يقوموا بإصلاح نظامهم”. وقال ماندليكر الذي كان يتحدث في لندن: إن طهران تمول حزب الله وحماس والرئيس السوري بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال يوم الخميس إن فرنسا لديها دليل على قيام الحكومة السورية بهجوم بالأسلحة الكيميائية الأسبوع الماضي وستقرر ما إذا كانت ستقوم بالرد عندما يتم جمع كل المعلومات الضرورية.
ومن المتوقع أن تنضم فرنسا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في شن غارات جوية أو أي شكل آخر من الهجمات رداً على استخدام الأسلحة، لكن يبقى من غير الواضح متى قد يحدث ذلك أو ما إذا كان سيحدث بالتأكيد.