أعلنت اليوم (5 حزيران/يونيو) كلٌّ من مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع علاقاتها مع دولة قطر بحجة دعم الأخيرة للإرهاب، وهي من الأحداث غير المسبوقة في الخليج العربي، والتي من شأنها أن تعمق الصراع في هذه المنطقة، وقد استنكرت قطر هذا الفعل ووصفته بـ”غير المبرر”، وأكدت أنها وقعت ضحية حملة من الأكاذيب، هدفها نشر الفتنة وزيادة الصراعات في المنطقة.
الأسطر القادمة تُظهر كيف غطت الصحافة الإسرائيلية أزمة قطع العلاقات مع قطر، من خلال تسليط الضوء على عناوين الصحف الإسرائيلية التي تناولت الموضوع.
فتحت عنوان: “قطر، طفل الشرق الأوسط البغيض” نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت“ العبرية تقريراً تحدّثت فيه عن غضب بعض الدول العربية وامتعاضها من سياسة قطر، خصوصاً بعد انتشار تصريحاتٍ للأمير القطري فيما يرتبط بالعلاقات مع إسرائيل؛ الأمر الذي أدى إلى حجب المواقع القطرية ومنها الجزيرة ومنع بثّها في السعودية ومصر.
كما ذكر التقرير أنّ قطر حاولت إخفاء هذه التصريحات بالادّعاء بأنها ضحية مؤامرة لتقسيم الخليج العربيّ وتفريقه.
ونشرت الصحيفة أنّ شركة الطيران الإسرائيلية “اركياع” ستستمر في التعامل مع قطر، بالرغم من قطع بعض الدول العربيّة علاقاتها معها.
يذكر أن الإسرائيليين يسافرون مع هذه الشركة إلى العاصمة القبرصية لارنكا، ومن هناك إلى الدوحة مع شركات طيران قطرية، ومن ثم إلى شرقي آسيا؛ الأمر الذي يسهّل على من يحمل الجواز الإسرائيلي السفر لعدّة دولٍ بأقلّ تكلفة وأقلّ محطات.
وفي الصحيفة نفسها وتحت عنوان “لعبة قطر المزدوجة” كتبت “يديعوت أحرونوت” أنّ قطر هي الدولة الوحيدة بعد تركيا التي لا تزال تدعم غزة، وتسعى لإعادة إعمارها، وأيضاً تدعم “حماس” بالرغم من طردها لقادةٍ في الحركة، حيث إن حماس لا تزال بحاجة للدعم القطري، وبحسب ما جاء في الصحيفة فإنه بالرغم من الضربة التي تلقّتها حماس من قطر، إلا أنّ حماس لا تزال وفيّة لها.
أمَّا صحيفة “إسرائيل اليوم” فقد أوردت مقالاً تحت عنوان “قطر تحاول عدم جذب الانتباه لسياستها تجاه حماس”، قالت فيه إنّ إعلان قناة الميادين عن خبر طرد قطر لقادةٍ في حركة حماس ليس مصادفةً، إنما هي خطةٌ مدروسةٌ خاصة أنّ قناة الميادين مقربةٌ من حزب الله.
وبحسب الصحيفة فإن الطرد جاء بعد مشاورات بين قطر وإيران وحزب الله، بحكم العلاقات القوية بينهم، ويضيف التقرير أن إيران وحزب الله يريدان إيصال رسالة لقادة حماس مفادها: “اذهبوا إلى موطنكم الذي هو طهران”.
وتحت عنوان “الأزمة في الخليج تضع ترامب في معضلةٍ غير مألوفة”، نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تقريراً تطرقت فيه إلى تبعات الأزمة الحاليّة بين دول الخليج، وتأثير هذه الأزمة على سياسة “ترامب” في المنطقة.
وبحسب الصحيفة فإن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر سوف يؤدي إلى توتّر العلاقات بين الدول العربية وإيران، وهو الأمر الذي يسعى له “ترامب” وأكّده في زيارته الأخيرة للمنطقة، لكن هناك احتمال أن تمارس السعودية الضغط على “ترامب” للانضمام إليها وقطع العلاقات مع قطر؛ ممّا سيؤثر سلباً على سياسة “ترامب”، بالإضافة إلى تأثيره على الوضع الاقتصادي الأمريكي، وعلى العلاقات الاقتصادية الأمريكية-القطرية.
أمَّا صحيفة “معاريف” العبرية فقد نشرت تقريراً تحدثت فيه عن تداعيات الأزمة الأخيرة بين قطر والدول العربية، وتأثيرها على سياسة قطر تجاه حماس. وجاء في التقرير الذي نشرته معاريف تحت عنوان “الرئيس السابق للبعثة الإسرائيلية في قطر: ما يحدث هو خطوة مثيرة ستغير العالم”، اقتباساتٌ من مقابلةٍ أجراها رئيس البعثة الإسرائيلية السابق في قطر “إيلي افيدار”، وتحدث فيها عن تخبطات في صفوف حركة حماس وترقّب، وأن حماس غير قادرة على إعادة إعمار غزة من دون الدعم القطري، وأضاف: “مخطئٌ من يعتقد أنّه الوقت المناسب لتقترب إسرائيل من قطر وتقوّي العلاقات بين البلدين، فإن قطر حالياً تعيش أزمةً كارثية”، وقال أيضاً: “إنّ قطر حالياً تبذل ما بوسعها للضغط على البيت الأبيض؛ من أجل المساعدة في حلّ هذه الأزمة”، إذ إن قطر تقع جغرفياً في المنتصف بين الدول التي قاطعتها، ولا يمكن التنقل من قطر إلى دول أخرى دون مساعدةٍ من الدول المجاورة.
أمَّا صحيفة “جيروزاليم بوست“ الإسرائيلية فقد ذكرت في مقالها المعنون:”5 أسباب توجب على إسرائيل الاهتمام بالأزمة الخليجية”، أن من الممكن تحسين صورة إسرائيل في المنطقة بعد التطورات التي تحدث، وعددت خمسة أسبابٍ توجب على إسرائيل الاهتمام بالأزمة الخليجية.
أولها: أنّ قطر هي الداعم الرسميّ لحماس، وفي ظل هذه الأزمة ستتضرر حماس أيضاً، ممّا فيه مصلحة لإسرائيل.
ثانيها: أن الأزمة بين قطر والدول العربية تقرّب إسرائيل من السعودية ومصر ودول الخليج.
ثالثها: أنّ هذه الأزمة تعكس أيضاً نقطةً مهمةً وهي عودة التأثير الأمريكي للمنطقة.
رابعها: نزع الشرعية عن حركاتٍ إرهابية مثل “حماس”، بحسب ما جاء في الصحيفة.
خامسها: تعزيز يد إسرائيل بشكلٍ عام والحكومة الحالية بشكلٍ خاص.
يذكر أنّ قطر تعتبر إحدى أغنى دول الخليج، كما أنها تخطط لاستضافة كأس العالم 2022، بالإضافة إلى احتوائها عدة قواعد عسكرية أمريكية.