slot dana slot toto toto 4d slot pulsa slot gopay slot ovo slot bet 200 slot bet 100 situs bet 200 situs bet 100 situs slot dana situs slot toto jagung77
نوفمبر 16, 2025

في 11 يوماً: تفاصيل انهيار نظام الأسد وتحرير سوريا

بحسب شهادات الأشخاص الذين عايشوا الحدث وشاركوا فيه

للحصول على نسخة PDF

بعد صراع مرير وممتد لأربعة عشر عاماً من الدمار والصمود، شهدت الجمهورية العربية السورية في أواخر عام 2024 تحولًا جيوسياسيًا لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعه. انهار نظام بشار الأسد، الذي بدا راسخاً ومحصناً بفضل الدعم الإقليمي والدولي واستراتيجيات القمع العنيفة، في غضون 11 يومًا فقط من العمليات العسكرية والضغط السياسي المتسارع. لقد كانت هذه الأيام القليلة بمثابة نهاية دراماتيكية لحقبة استبدادية طويلة.

إن الانهيار السريع والمفاجئ للنظام لا يمكن تفسيره كحدث منعزل أو مجرد هزيمة عسكرية عابرة، بل كان تتويجاً لانهيار بنيوي عميق وتآكل منهجي لامتداد سنوات، لقد كان النظام في الحقيقة جثة تتنفس، انهار هيكلها بمجرد تلقيها دفعة قوية ومحسوبة، وتسارع هذا الانهيار بفعل تقاطع وتضافر ثلاثة عوامل رئيسية ومتزامنة، صنعت “العاصفة” التي أطاحت بالأسد:

  1. التفكك الداخلي العميق والإنهاك الاقتصادي
  2. نضج وتطور حالة فصائل المعارضة
  3. النافذة الجيوسياسية الضيقة والحاسمة (التوقيت الدولي)

هذا التقرير، هو حصيلة مراجعة وتدقيق في المقابلات والأفلام الوثائقية التي تضمنت شهادات شخصيات أمنية وإدارية وإعلامية -من كلا الطرفين(النظام والمعارضة)- وفي التفاصيل الميدانية الموثقة من داخل غرف العمليات، التي تم نشرها منذ 8 ديسمبر 2024، أي خلال العام الأول بعد التحرير،

ويهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على العوامل العسكرية والسياسية والاستراتيجية التي تضافرت وأدت إلى هذا التحول الجذري، كما يسرد تفاصيل الأيام والساعات الأخيرة للنظام، وكيف أسست تلك الأيام مستقبلاً جديداً لسوريا.

مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل ما ورد في هذا التقرير يستند بشكل كامل لما ورد في المصادر المذكورة في نهاية التقرير.

1. بذور الانهيار: الظروف التي سبقت الهجوم

إن فهم الانهيار المتسارع لنظام الأسد يتطلب فهماً معمقاً للظروف التي سبقت هجوم “ردع العدوان“، لم يكن السقوط وليد اللحظة، بل كان تتويجاً لتآكل منهجي أضعف بنية النظام على مدى سنوات، قابله نضج استراتيجي في جانب فصائل المعارضة، وتزامن مع متغيرات جيوسياسية حرمت النظام من غطائه الخارجي الحاسم.

1.1: التآكل الداخلي للنظام: الخذلان والفساد والهشاشة العسكرية

تراكمت العوامل الداخلية التي أدت إلى تآكل نظام الأسد من الداخل، محولةً مؤسساته، وعلى رأسها الجيش، إلى هيكل هش ينتظر ضربة قاصمة.

  • الأزمة الاقتصادية والفساد: في سنواته الأخيرة، حصر بشار الأسد اهتمامه بجمع الثروة الشخصية، حيث سحب كافة الصلاحيات المالية من المؤسسات، بما في ذلك الجيش، ووجّه موارد الدولة إلى مكتبه الخاص، ووصل الأمر إلى إشرافه المباشر مع شقيقه ماهر على تجارة مخدر الكبتاغون، لذلك فإن الانهيار المعنوي للجيش لم يكن مجرد نتيجة لظروف الحرب، بل كان رد فعل مباشر على الشعور بالخذلان المطلق. فقد رأى الجنود بأعينهم كيف تستأثر عائلة الأسد بموارد الدولة وتجارة المخدرات، بينما يُتركون هم على الجبهات برواتب زهيدة وطعام رديء، ليتحول دورهم من الدفاع عن “الوطن” إلى مجرد حماية مصالح عائلة فاسدة.
  • انعدام الثقة وتدهور الروح المعنوية: كانت معنويات جنود النظام في حالة انهيار تام، ففترات الحجز الطويلة في الخدمة الإلزامية، وضعف الرواتب، وسوء الطعام، كلها عوامل ساهمت في تآكل الروح القتالية. إلى جانب ما أشرنا إليه أعلاه من شعور بأنهم يقاتلون من أجل حماية عائلة الأسد وليس الوطن، وهو ما يفسر عدم وجود مقاومة حقيقية في مواجهة هجوم المعارضة الأخير. لقد كان جيش النظام يعاني من تفكك بنيوي وانهيار معنوي جعله غير راغب في القتال.

1.2 التحول الاستراتيجي للمعارضة: من الدفاع إلى الهجوم المنسق

في المقابل، كانت قوات المعارضة قد مرت بتحول استراتيجي عميق بعد الهزائم الكبيرة التي منيت بها في عامي 2019 و2020، وهو تحول استغرق أربع سنوات من الإعداد الدؤوب.

  • مراجعة الأخطاء وتوحيد القرار: دفعت خسائر 2020 المعارضة إلى “وقفة صدق مع النفس“، حيث اعترفت الفصائل بأن حالة التشرذم كانت السبب الرئيسي في الهزيمة. نتج عن هذه المراجعة تشكيل “غرفة عمليات الفتح المبين”، التي هدفت إلى توحيد القرار العسكري وتجاوز حالة الانقسام، مما خلق بيئة من التنسيق والتناغم بين مختلف القوى.
  • بناء المقاتل والمؤسسة العسكرية: على مدى أربع سنوات، بُذلت جهود جبارة في بناء قوة عسكرية منظمة ومؤهلة:
    • التدريب والتأهيل: أُنشئت معسكرات تدريب مكثفة كانت “تفور وتغلي بالمقاتلين ليل نهار”، لرفع كفاءة الجنود على عدة مستويات، وشمل ذلك تدريبات متخصصة مثل القتال الليلي.
    • بناء العقيدة العسكرية: تم التركيز على رفع الروح المعنوية وزرع عقيدة قتالية قائمة على اليقين بالتحرير، وأن تحرير البلاد مسؤولية أبنائها، مما خلق دافعاً قوياً لدى المقاتلين.
    • التأهيل القيادي: لعبت الكلية الحربية دوراً محورياً في صقل المهارات المعرفية للقادة الميدانيين وربطهم بجنودهم، مما أدى إلى بناء علاقة ثقة وطاعة عززت من فعالية الوحدات القتالية.
  • التصنيع العسكري المحلي والابتكار التكتيكي: في ظل الحصار، اعتمدت المعارضة على ذاتها في تطوير الأسلحة، وحققت نجاحاً استثنائياً لدى تطوير طائرات مسيرة انتحارية واستطلاعية وقاصفة، والتي أصبحت تُعرف إعلامياً بقوة “كتائب الشاهين” (وهو اسم للوحدات المشغلة)، كما تم تصنيع مصفحات محلية الصنع مثل مدرعة “الكرار”، وراجمات صواريخ، هذه الابتكارات منحت القوات مرونة وسرعة في المعركة، ومكنتها من تنفيذ تكتيكات غير متماثلة فاجأت النظام.
  • الاختراق الاستخباراتي والحرب النفسية: كان جمع المعلومات الدقيقة عبر الرصد الجوي والأرضي والاختراق الاستخباراتي لصفوف النظام عاملاً حاسماً، استُخدمت عمليات “الاستطلاع” لتحديد نقاط ضعف العدو، بالتوازي مع شن حرب نفسية فعالة عبر تسريب معلومات مضللة لاستنزاف قوات النظام وإشغالها في محاور وهمية، بينما كان التحضير يجري بهدوء للمحور الرئيسي للهجوم.

كانت هذه العوامل مجتمعة قد هيأت المسرح لانهيار دراماتيكي، لم يكن سوى مسألة وقت.

1.2 النافذة الجيوسياسية وخسارة الحلفاء

وصف توقيت العملية بأنه “ذكي وصائب ودقيق”، حيث تزامن مع انشغال الحلفاء الرئيسيين للنظام، واستعدادهم للتخلي عنه بعدما أصبحت كلفة التعامل معه أكبر بكثير من كلفة التخلي عنه

  • خذلان بوتين: سافر بشار الأسد إلى موسكو في 26 نوفمبر 2024، لحضور حفل تخرج ابنه، وكانت نيته اللقاء بالرئيس بوتين طلب الدعم العسكري وتأمين غطاء لإيران لإيصال المساعدات، إلا أن اللقاء تأجل أكثر من مرة. وفي نهاية الأمر، طلب الأسد من بوتين تأمين النقل الجوي للمساعدات الإيرانية، لكن بوتين لم يلبِ الطلب. عاد الأسد من موسكو بزيارة “دون نتائج”. وعندما تصاعدت الأحداث، حاول الأسد الاتصال ببوتين لعدة أيام قبل السقوط، لكن الاتصال “لم يحصل”. وقد أبلغ بوتين الأسد في لقاء مختصر بأنه “لا يستطيع مساعدته إذا كان جيشه لا يريد القتال”.
  • تبرؤ إيران واتهام روسيا: حصلت “حالة تبرؤ نسبي أو تبرؤ واضح من قبل إيران تجاه الأسد بشكل مطلق”. وكشف قيادي في الحرس الثوري الإيراني، العميد بهروز إثباتي، أن بلاده تلقت “هزيمة سيئة” في سوريا، واتهم روسيا بـ”الخيانة”. كما كشف أن طائرة إيرانية محملة بالسلاح توجهت إلى سوريا بعد محاصرة حمص، لكن “لم يسمحوا لها وعادت” من الأجواء العراقية بسبب تحذير أمريكي.
  • الموقف التركي الحاسم: كان عناد الأسد في رفض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عاملاً حاسماً في إغلاق فرص الحل السياسي، كان الأسد يخشى أن اللقاء سيشمل “جدول إصلاحات سياسية”. وعندما بدأ الجدران تنهار من حول الأسد أبلغ الرئيس أردوغان الطرف العراقي الذي كان يسعى لوساطة أنه “لا مجال للحديث عن وساطات”.
  • أطراف الأخرى: بعد عودته من موسكو سافر الأسد إلى الإمارات العربية كما أفاد مستشاره السابق، وعرض على أبوظبي قيادة تشكيل “غرفة تحالف عربي ضد الإرهاب“، لكن عرضه قوبل بالرفض، ليعود إلى دمشق أكثر عزلة من أي وقت مضى.

2. التسلسل الزمني للانهيار(27 نوفمبر – 8 ديسمبر 2024)

2.1. الأيام 1-3: اختراق حلب وتطويقها (27 – 30 نوفمبر)

  • ساعة الصفر: صباح الأربعاء 27 نوفمبر 2024، انطلقت عملية “ردع العدوان” من ريف حلب الغربي. كان الهدف المعلن هو “ردع العدوان ضد القوات السورية والميليشيات الإيرانية”، لكن الأهداف الاستراتيجية كانت أبعد من ذلك بكثير.
  • تكتيك الصدمة والشلل: مثلت معركة تحرير حلب، قطيعة تكتيكية مع أساليب الحرب التقليدية التي سادت الصراع السوري، فبدلاً من حرب الاستنزاف على الخطوط الأمامية، تبنت المعارضة عقيدة الصدمة والشلل، التي استهدفت العقل العصبي للنظام وليس أطرافه:
    • تم تجنب الهجوم المباشر والتركيز على ضرب مراكز القيادة والسيطرة وغرف العمليات الحيوية باستخدام طائرات مسيرة دقيقة لشل قدرة النظام على التواصل وإصدار الأوامر.
    • تم تنفيذ خرق عميق وسريع من محور غير متوقع وهو الشيخ عقيل، حيث تسللت وحدة النخبة “العصائب الحمراء” خلف خطوط العدو واغتالت قيادة الفرقة 30 حرس جمهوري في غرفة عملياتهم، مما أدى إلى انهيار كامل في منظومة القيادة والسيطرة. سمح هذا التكتيك بإدخال فرقة عسكرية كاملة خلف خطوط العدو والتوسع من الداخل.
  • تحرير المدينة: بحلول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024، كانت قوات المعارضة قد سيطرت على أحياء حلب الرئيسية، بما في ذلك الحمدانية وحلب الجديدة، بالإضافة إلى مطار حلب الدولي، أدى إعلان قطع الأوتوستراد الدولي (M5)، -شريان الإمداد الرئيسي للنظام-، إلى إثارة حالة من الرعب والفوضى، مما سرّع من وتيرة الانسحابات العشوائية لقوات النظام. وبحلول 30 نوفمبر 2024، تم فرض حظر للتجول في المدينة لإحكام السيطرة عليها.

2.2. الأيام 4-9: معركة حماة والانهيار المتسارع (1 – 5 ديسمبر)

  • الحرب النفسية: لعب الإعلام الحربي دوراً حاسماً خصوصاً في معركة حماة، مقطع فيديو قصير لم يتجاوز بضع ثوانٍ، يظهر فيه عناصر من المعارضة قرب لافتة “حماة ترحب بكم”، كان كافياً لإحداث ارتباك هائل وانسحابات عشوائية في صفوف النظام قبل بدء المعركة الفعلية داخل المدينة.
  • المعركة على الأرض: حاول النظام حشد قواته وإعادة التموضع حول حماة، معززاً دفاعاته في جبل زين العابدين الاستراتيجي، لكن قوات المعارضة تقدمت من ثلاثة محاور (شمالي، غربي، شرقي)، وسيطرت على مدن استراتيجية في ريف حماة مثل صوران وقلعة المضيق، ونجحت في تطويق المدينة.
  • تحرير حماة: يوم الخميس 5 ديسمبر، أعلنت المعارضة سيطرتها الكاملة على مدينة حماة، رابع أكبر مدن سوريا. وفي اعتراف نادر بالهزيمة، أصدر الجيش بياناً أقر فيه بـما أسماه “اختراق المجموعات الإرهابية” للمدينة، معلناً “إعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”. كما تم تحرير مئات الأسرى من سجن حماة المركزي في مشهد رمزي مؤثر.

2.3. اليومان 10-11: الطريق إلى دمشق (6 – 7 ديسمبر)

  • تحرير حمص: مع تحرير حماة، أصبح الطريق مفتوحاً نحو حمص، في محاولة يائسة لإعاقة تقدم فصائل المعارضة، قصف الطيران جسر الرستن الاستراتيجي يوم 6 ديسمبر، لكن ذلك لم يوقف الزحف، واستمرت فصائل هيئة تحرير الشام وحلفائها من باقي فصائل المعارضة، بالتقدم في عمق حمص خلال يوم 7 ديسمبر، ثم تم تأمين المدينة بالكامل في الساعات الأولى من فجر 8 ديسمبر.
  • تفكك الجبهة الجنوبية: بالتزامن مع تحرير حمص، أطلقت الفصائل المحلية في درعا والسويداء عملية “كسر القيود”. وفي يوم 7 ديسمبر، أعلنت السيطرة الكاملة على درعا، مما أدى إلى انهيار شامل وغير متوقع لجبهات النظام في الجنوب بأكمله.
  • تطويق العاصمة: مساء يوم 7 ديسمبر، ومع تحرير حمص ودرعا، أصدرت “إدارة العمليات المشتركة” بياناً أعلنت فيه بدء تنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية تطويق العاصمة دمشق، ممهدةً للانهيار النهائي والسريع.

الانهيار العسكري الكامل تزامن مع فوضى وهروب جماعي في أعلى هرم السلطة، تاركاً العاصمة بلا حماية أو قيادة.

3. الساعات الأخيرة: فوضى الهروب وتحرير العاصمة

مثل الهروب السري للأسد صدمة لدائرته الضيقة، وأصبح رمزاً لسقوط نظامه.

3.1. الليلة التي اختفى فيها الأسد

  • لحظة المغادرة: بحسب الشهود فقد غادر بشار الأسد مكتبه في القصر الرئاسي في ليلة يوم السبت 7 ديسمبر، أو فجر يوم الأحد 8 ديسمبر، وقد تلقى اتصالاً روسياً “مهماً” مفاده بأن عليه المغادرة لتجنب إراقة مزيد من الدماء وحماية المصالح الروسية، وسادت حالة من الإنكار في القصر الرئاسي، كان كبار مساعدي الأسد يطمئنون المسؤولين القلقين بأن الرئيس لا يزال في دمشق، وأنه يضع خطة دفاعية مع الروس والإيرانيين. لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً.
  • خداع الدائرة المقربة: عندما شك بعض المقربين من بشار الأسد أنه اختفى، تتبع كبار مساعديه أثره إلى منزله. وهناك، أبلغهم الحرس الخارجي أن الروس قد نقلوه، ما إن شاع الخبر حتى دب الذعر، قال أحد كبار المساعدين لأحد أقاربه عبر الهاتف: “لقد رحل”.
  • الهروب بتنسيق روسي: تمت عملية الهروب بتنسيق روسي كامل. نُقل الأسد في قافلة من ثلاث سيارات رباعية الدفع، برفقة ابنه واثنين من مستشاريه الماليين، من دمشق إلى قاعدة حميميم الجوية التي تسيطر عليها روسيا على الساحل السوري. ومن هناك، استقل طائرة إلى موسكو.
  • مشهد الفوضى في دمشق: ما أن بدأ خبر هروب بشار الأسد يتردد في الأوساط، حتى أدرك الجميع أن النظام قد انهار، وبدأت موجة هروب جماعي وفوضوي لأركان السلطة الذين تُركوا لمصيرهم.

3.2: فرار أركان النظام

في الساعات التي تلت هروب الأسد، سارع كبار قادة الجيش والأمن لتأمين خروجهم من البلاد، تاركين وراءهم مؤسسات الدولة في حالة انهيار كامل.

ماهر الأسدقائد الفرقة الرابعة، رجحت العديد من التقارير أنه هرب إلى العراق برفقة رجل الأعمال رئيف القوتلي بعد إصابته بطلق ناري في ساعده، تشير تقارير لاحقة إلى أنه يعيش حياة مترفة في موسكو.
قادة عسكريون وأمنيونمجموعة من كبار القادة (قحطان خليل مدير المخابرات الجوية، علي عباس وعلي أيوب وزيرا دفاع سابقان، وعبد الكريم إبراهيم رئيس الأركان) وبحسب التقارير التي حاولت توثيق مصير هؤلاء، فقد هربوا على متن طائرة “ياك-40” من مطار دمشق إلى قاعدة حميميم في الساعات الأولى من فجر 8 ديسمبر.
حسام لوقامدير المخابرات العامة، فرّ بعد الاستيلاء على 1.36 مليون دولار من خزينة الجهاز، بحسب التقارير التي حاولت تتبع مصيره، ويُعتقد أنه وصل إلى روسيا.
كمال الحسن و علي مملوكرئيس المخابرات العسكرية ومدير الأمن الوطني، لجآ إلى السفارة الروسية بعد إصابة الحسن في اشتباك، وتم تهريبهما لاحقًا إلى قاعدة حميميم ومنها إلى روسيا.
بسام الحسنلواء سابق متهم بالإشراف على الهجمات الكيميائية، نجا من الاعتقال بالصدفة عند حاجز للمعارضة قرب حمص بسبب عدم التعرف عليه، وصل إلى لبنان ثم إيران، ويقال إنه عاد إلى بيروت ويتعاون مع استخبارات أمريكية.
مسؤولون آخرونهرب آخرون مثل المستشارة بثينة شعبان إلى الإمارات، بينما فرّ مسؤولون آخرون إلى لبنان.

3.3: تحرير دمشق

فجر الأحد 8 ديسمبر 2024، كان المشهد في دمشق سريالياً:

  • دخلت قوات المعارضة العاصمة من عدة محاور دون أن تواجه أي مقاومة تذكر، الشوارع كانت خالية، ومؤسسات النظام الأمنية والعسكرية قد تبخرت.
  • أعلنت “هيئة تحرير الشام” رسمياً سقوط النظام، بينما صرح رئيس وزراء حكومة النظام، محمد غازي الجلالي، بأنه باقٍ في دمشق ومستعد لتسليم السلطة.
  • أبلغت قيادة الجيش السوري ضباطها عبر رسائل بأن “النظام” قد انتهى رسمياً.
  • في لحظة رمزية، أعلنت عدة وسائل عربية منها قناة سوريا وقناة العربية سقوط النظام: “سوريا من دون بشار الأسد“.

وهكذا، وبشكل أسرع مما توقعه أشد المتفائلين، سقط أحد أعتى الأنظمة في المنطقة، ليس فقط عسكرياً، بل معنوياً ومؤسسياً.

4. خاتمة

لم يكن أي من العوامل التي أدت لانهيار نظام الأسد كافياً بمفرده لإسقاطه، لكن تزامُنها في لحظة زمنية معينة هو ما أنتج الانهيار المتسارع، لقد تقاطع النضج الاستراتيجي للمعارضة مع الذروة غير المسبوقة للضعف الهيكلي للنظام، في لحظة جيوسياسية فريدة تُرك فيها الأسد معزولاً وبلا غطاء خارجي فعال لأول مرة منذ عام 2015.

4.1. أسباب الانهيار: العوامل الحاسمة

يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذا السقوط الدراماتيكي في النقاط التالية:

  1. تفوق المعارضة: بعد هزائم 2020، أمضت المعارضة أربع سنوات في إعادة بناء نفسها. توحيد القرار العسكري، والتدريب المكثف، والاعتماد على التصنيع المحلي (خاصة الطائرات المسيرة والمصفحات)، وتطبيق تكتيكات حرب غير متماثلة (مثل ضرب القيادة والسيطرة والاختراق العميق)، بالإضافة إلى الاختراق الاستخباراتي الفعال، كلها عوامل منحتها تفوقاً حاسماً في الميدان.
  2. الانهيار المعنوي والمؤسسي للنظام: كان جيش النظام متآكلاً من الداخل، الفساد المستشري الذي حوّل موارد الدولة لخدمة العائلة الحاكمة، وانعدام الروح القتالية لدى الجنود الذين شعروا بالخذلان وأنهم يقاتلون بلا قضية، وتفكك منظومة القيادة والسيطرة، كلها حولت الجيش إلى هيكل عاجز عن الصمود.
  3. النافذة الجيوسياسية المواتية: انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا واستنزاف مواردها قلّص من قدرتها على تقديم دعم حاسم كما فعلت في 2015، وفي الوقت نفسه، كانت إيران وميليشياتها، خاصة حزب الله، قد أُضعفت واستُنزفت بعد حرب غزة. هذا الفراغ حرم النظام من غطائه الخارجي الذي كان سبباً رئيسياً في بقائه طوال السنوات الماضية.
  4. الحرب النفسية والإعلامية: نجحت المعارضة في استخدام الإعلام كسلاح فعال لبث الرعب والفوضى في صفوف قوات النظام وداعميه، مشاهد التقدم السريع، مثل فيديو “حماة ترحب بكم”، سرّعت من وتيرة الانهيار والانسحابات قبل وصول القوات العسكرية.
  5. فقدان الشرعية والعزلة السياسية: فشل بشار الأسد في إعادة تأهيل نظامه عربياً ودولياً. عناده في رفض أي حلول سياسية، خاصة مع تركيا، وإصراره على الحل العسكري جعله معزولًا تمامًا في لحظة الحقيقة. عندما انهار جيشه، لم يجد حليفًا مستعدًا أو قادرًا على إنقاذه.

4.2. سوريا على أعتاب مرحلة جديدة

يمثل يوم 8 ديسمبر 2024 نهاية فصل دموي ومؤلم في تاريخ سوريا الحديث، ونهاية لحكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من 50 عاماً. لقد أُطيح بأحد أعتى الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، لكن هذا الحدث، رغم رمزيته التاريخية، يفتح الباب أمام مستقبل غامض.

تقف سوريا اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، مليئة بالتحديات الجسيمة لإعادة بناء الدولة والمجتمع، وتحمل في طياتها أيضاً آمالاً عريضة بإرساء أُسس وطن جديد يسع جميع أبنائه.

5. المصادر

ضع تعليقاَ