أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الأسبوع الماضي، عملية عسكرية لتحرير منطقة الأنبار في شمالي العراق من داعش. ويقوم الجيش العراقي والميليشيات الشيعية العراقية التابعة للواء الحشد الشعبي، بقيادة قوات الحرس الثوري الإيراني، ومقاتلو القبائل العربية السنية والقوات الجوية الأمريكية بالمشاركة في هذه الحملة.
وقال العبادي إن الهدف الرئيسي من العملية هو السيطرة على مدينة القائم، وهي آخر مدينة في العراق في أيدي داعش. ومع ذلك، فإن مصادر عسكرية لديبكا تفيد أن المعارك ضد داعش تتم أساساً من قبل مقاتلي القبائل العربية، وتقدمهم نحو القائم بطيء جداً. وتحول الجيش العراقي والميليشيات العراقية الشيعية شمالاً، في حين تحركوا على طول الحدود العراقية السورية. وفي يوم السبت ٢٨ أكتوبر وصلت هذه القوات إلى معبر فيشخابور الحدودي، وأجبرت قوات البيشمركة الكردية على الانسحاب من هناك. وهكذا استكملت القوات العراقية والقوات التابعة للقيادة الإيرانية استيلاءها على المنطقة الشمالية من الحدود العراقية السورية. وتم التخطيط للعملية العسكرية برمتها وتنفيذها تحت القيادة المباشرة للقائد العام الإيراني قاسم سليماني.
وحقق العراق وإيران، خلال هذه الفترة، الأهداف الاستراتيجية الأربعة الرئيسية:
- تم قطع العلاقة الإقليمية بين الأكراد في كردستان العراق والأكراد السوريين. ولم تعد الميليشيات الكردية السورية، ولا سيما وحدات حماية الشعب، قادرة على مساعدة قوات البيشمركة والعكس صحيح.
- تم قطع العلاقة الإقليمية الوحيدة التي كانت تربط الـ 5.5 مليون من سكان الحكم الذاتي العراقي الكردي وحكومة إقليم كردستان بالخارج. ولأن حكومة بغداد قطعت أيضاً خطوطها الجوية بتهديدها بإسقاط أي طائرة تصل أو تغادر المطارات الدولية في أربيل والسليمانية، فيكون بذلك قد تم الحصار العراقي الإيراني على منطقة الحكم الذاتي الكردي.
- لأن معبر فيشخابور الحدودي هو الطريق البري الوحيد الذي يقوم الجيش الأمريكي، من خلاله، بتسليم الإمدادات للقوات العسكرية الأمريكية في سوريا، فقد قام العراقيون والإيرانيون بفصل القوات العسكرية الأمريكية في العراق عن نظيرتها في سوريا. الآن ليس لدى الأميركيين خيار سوى إرسال الإمدادات لقواتهم في سوريا عن طريق الجو.
- أنجزت إيران بناء جسرها البري إلى سوريا عبر العراق: أين خطابات الرئيس دونالد ترامب وكلماته بعدم السماح لإيران ببناء جسرها البري من العراق إلى سوريا، وأن الولايات المتحدة تتصرف ضد الحرس الثوري الإيراني؟ أين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي يكرر كل بضعة أيام شعار أنهما لن يسمحا لإيران بتعميق سيطرتها العسكرية على سوريا؟ بينما يتكلم الجميع فقط تعمل إيران وتطور بسرعة استراتيجية وعسكرية.
المصدر: ديبكا