وزارة الإعلام أو ديوان وسائل الإعلام، هي الهيئة المسؤولة عن أي محتوى تنشره أي وسيلة من وسائل الإعلام التابعة لتنظيم داعش.
يخصص “جيش” من المسؤولين المنضبطين للعمل بالقطعة في المواقع التي تشرف عليها إحدى الوحدات الأكثر أهمية داخل تنظيم الدولة، وهي وزارة الإعلام.
وفي هذا الإطار، قال فريان خان، مدير تحرير “كونسورتيوم بحوث وتحليل الإرهاب” والمعتاد على تصفح وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الدولة، إن “آلة وشبكة الدعاية التابعة لتنظيم الدولة عملاقة للغاية. ويتم في مواقع صحفها الإلكترونية ومكاتبها المتواجدة في المحافظات الخاضعة لسيطرة التنظيم، بلورة وتصنيع المواد التي تخدم دعاية تنظيم الدولة بجميع أشكالها، المرئية والمسموعة بداية من مقاطع الفيديو، وصولا إلى الموسيقى والصور والأنفوغرافي”.
ومن حدود دولة “الخلافة” التي أعلن عنها منذ عامين، أسس أتباع أبو بكر البغدادي منظمة معقدة لها جذورها داخل “قناة الفرقان”، التي تعد الذراع الإعلامية الثانية للتنظيم، وتم تأسيسها بدعم من تنظيم القاعدة منذ عدة سنوات، ثم انتقلت تبعيتها لتنظيم الدولة بعد الإعلان عن ذلك.
وأوضح الصحفي الصحراوي محمد بشير الحسين الباحث في الدعاية الجهادية في جامعة إشبيلية بإسبانيا، أن “الفرقان، هي الوحدة التي تترأس الشبكة الإعلامية للتنظيم. وقد تأسست في 31 أكتوبر/تشرين الثاني سنة 2006 والتي أدخل عليها تنظيم القاعدة في العراق تغييرات هيكلية، بعد وفاة زعيمها أبو مصعب الزرقاوي”.
ويتفرع عن هذا الكيان الأول، الذي ينتج منشورات باللغة العربية، صحيفة الحياة، التي تنشر رسائل تنظيم الدولة بأكثر من 16 لغة. كما أنها مخصصة لإجراء حوارات تلفزيونية مع قيادات التنظيم مثل البغدادي ومحمد العدناني، كما أنها النافذة الإعلامية المعنية بعمل المونتاج للفيديوهات الإجرامية للتنظيم، حيث يذاع الفيديو بأعلى جودة ممكنة مصحوبا بأناشيد جهادية ومؤثرات صوتية.
كما أنه تحت إشراف نفس الهيئة، يتم اعداد منشورات “دابق” باللغة الإنجليزية، والتركية، والروسية والبوسنية، فضلا عن منشورات صحيفة “دار الإسلام”، باللغة الفرنسية. والجدير بالذكر هنا، أن تنظيم الدولة لا يملك صحيفة تنشر باللغة الإسبانية.
ويضيف الباحث الصحراوي؛ “إن الإسبان الذين التحقوا بتنظيم الدولة، معظمهم من أصل مغربي، لذلك فهم يفتقرون إلى مستوى عال من التعليم. كما أن معظم خطابات البغدادي التي تمت ترجمتها تحتوي على العديد من الأخطاء اللغوية. وبطبيعة الحال، فإن هذا الجانب يشوه سمعة تنظيم الدولة، إذ أنه لا يحرص على اخراج دعايته في أفضل صورة”.
ويقول الخبير في الجهاد، أيمن التميمي إن “الفرقان، الحياة وأجناد هي وسائل الإعلام الرئيسية لتنظيم الدولة”. ومن الواضح أن مجلة الفرقان تتكفل بإنتاج الأناشيد الدينية والجهادية، دون آلات موسيقية إذ تعوض أصوات الذكور جوقة الألحان.
ومن الأجهزة الأخرى المنتجة لدعاية تنظيم الدولة، يمكن الحديث عن مجلة الاعتصام، حيث أن مهمتها الأساسية تتمثل في التعليق على المعلومات الواردة في الصحافة العالمية حول تنظيم الدولة ودحضها. وبفضل هذه الشبكة الواسعة من الصحف الدعائية، تمكن جنود “وزارة إعلام” من نشر رسائلهم خارج أسوار دولة “الخلافة” عبر موجات إذاعة البيان.
وتعد البيان، الإذاعة الرئيسية التي يمكن الاستماع لها في جميع أنحاء الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، هذا إضافة إلى الصفحة الأسبوعية “النبأ” أو “وكالة الأخبار العربية “أعماق”. ويشير التميمي في هذا الإطار إلى أن “أعماق هي جزء من وسائل الإعلام الرسمية على الرغم من أنه لا يوجد اعتراف رسمي يعطيها شرعية النشاط”.
وأضافت الصحيفة أنه من أكبر المشاريع الكبرى التي يحلم تنظيم الدولة بتحقيقها، نذكر فكرة تأسيس قناة تلفزيونية التي أعلن عنها في سنة 2015 وانتهت بالفشل. وفي هذا الإطار، يقول الحسين إن “التنظيم كان ينوي إطلاق اسم “الخلافة” على هذه القناة، كما وعد بإعداد ثمانية برامج تلفزيونية تتطرق إلى مواضيع مختلفة، هذا إلى جانب نشرة أخبار يومية”.
والجدير بالذكر أنه منذ نشأة الخلافة، أحدثت أشرطة الفيديو التي ينتجها أتباع أبو بكر البغدادي ضجة كبيرة نظرا لبشاعة الصور التي يخرجها عناصر التنظيم والتي أظهرت في الكثير من الأحيان مشاهد حية لقطع الرؤوس. كما أن جزءا كبيرا من مقاطع الفيديو تذاع بأعلى جودة ممكنة، وهو ما يعكس مهنية العناصر التي يتم تجنيدها للعمل في هذه “الوزارة”. وحسب الباحث الصحراوي، فإن معظم قيادات الوزارة هم من أصول غربية.
وقد عرف التنظيم في الفترة الأخيرة عديد الهزائم التي أضعفت وزارته، أهمها مقتل وزير الإعلام، أبو محمد الفرقان والمتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني. ويعلق خان على هذه الأحداث قائلا إن “تنظيم الدولة لم يعلن عن تعويض لمناصب المسؤولين، ولكنه يملك مجموعة من العناصر المستعدة لشغل كل المناصب وفي أي مكان. لكن ليس من المؤكد أن تنظيم الدولة يملك بدائل بنفس الكفاءة من شأنها فهم آلة الدعاية”.
ومن الواضح أن الحصار الذي تعاني منه الخلافة في الفترة الأخيرة قد أثر أيضا على كمية ونوعية مادتها الدعائية. ويشير التميمي إلى أن “آلة الدعاية قد غيرت من استراتيجيتها في الآونة الأخيرة حيث قلصت من الرسائل التي تعرّف بنموذج التنظيم مقابل تزايد عدد الرسائل التي تدور في فلك المجال العسكري والمعارك التي تخوضها، كما أن هذه الرسائل أصبحت تفتقر إلى الجودة. وبالإضافة إلى ذلك، توقفت مجلة دابق عن النشر، في حين لم تبلغ المجلة “الرومية” الجديدة مستوى سابقتها”.
وإضافة إلى مركز الوحدة الإعلامية المتواجدة في مركز التنظيم في المدينة السورية في الرقة، كوّن تنظيم الدولة مراكز إعلامية في 35 محافظة هذا إضافة إلى الإعلان عن مراكز رمزية في كل من سيناء المصرية، وليبيا، واليمن، وأفغانستان والمملكة العربية السعودية.
وعلى الرغم من تراجع مردود آلة الدعاية التابعة لتنظيم الدولة، تدارك التنظيم النقص في المادة الدعائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل أخرى غير رسمية. ويعلق خان قائلا إنه “حتى لو تراجع مردود الدعاية، فقد أنتج التنظيم كما هائلا من المواد التي سيتواصل تداولها لعقود وسيكون هناك دائما أنصار على استعداد إلى إعادة تحديث رسائلهم مرارا وتكرارا”.
هذه المادة مترجمة من صحيفة الموندو الفرنسية للإطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا