من المحتمل أن تتوج الجهود المبذولة لابرام اتفاق مصالحة بين الجانب الإسرائيلي والتركي في 26 يونيو الجاري وفق ما أشارت مصادر مطلعة.
ومن المنتظر أن تجتمع وفود كلا الجانبين يوم 26 يونيو الجاري لتعلن توصلها لاتفاق ينهي النزاع الذي دار بين الجانبين لأكثر من 6 سنوات وفق لمصدر مطلع فضل الكشف عن هويته. وأضاف المصدر أن الوفد التركي سيترأسه فريدون سينيرليو وكيل وزارة الخارجية التركية فيما سيترأس الوفد الإسرائيلي يوسف تشيخانوفير المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
سيتبع توقيع الاتفاق واعلانه رسمياً إعادة تعيين متبادل للسفراء في كلا الدولتين وصولاً إلى تطبيع للعلاقات الدبلوماسة في نهاية يوليو القادم.
وفي حال مر الاتفاق كما هو منتظر فإن كلا البلدين سيزيلان الكثير من التحفظات المرتبطة بالاتفاقات الدولية التي تجمع بينهما، وهو ما يعني إعادة إطلاق التدريبات العسكرية المشتركة وزيادة الاستثمار المشترك في مجال الطاقة واستثمارات الدفاع المشترك.
وسبق لإسرائيل أن اعتذرت عام 2013 عن تسببها بحادث سفينة مرمرة وفق طلب تركيا وهو ما اعتقد الكثيرون أنه سيؤدي إلى تحسين العلاقة بين الطرفين، إلا أن العلاقة عادت للتدهور مجدداً بعد أن قامت إسرائيل بشن هجوم عسكري على غزة عام 2014.
وكان الطرفان قد بدءا سلسلة من المحادثات السرية في شهر ديسمبر الامضي بهدف تسهيل تقارب وجهات النظر بين الطرفين، وتبع ذلك جولات محادثات أخرى جرت في كل من لندن وجنيف في عام 2016.
وطالبت تركيا بشروط تضمنت تعويضات لضحايا سفينة مافي مرمرة ورفع الحصار عن غزة وشرطين آخرين مقابل قبولها لإصلاح العلاقة مع إسرائيل. ليشير الطرفان في أوقات سابقة إلى أن مسألة تعويض الضحايا قد تم حلها رغم عدم وجود إعلان رسمي بشأن هذه القضية.
وتفيد المصادر أن المشكلة الأكبر بين الطرفين تتعلق بمسألة رفع الحصار عن غزة، ووفقاً لذلك وافقت إسرائيل على اتمام تركيا لإجراءات بناء مستشفى في قطاع غزة بالإضافة إلى ضمانات إسرائيلية بعدم اعتراض أو وقف الإمدادات التركية الطبية للمستشفى سواءً كمواد أو موظفين.
في الوقت نفسه، وضعت كل من تركيا وألمانيا بنداً مشتركاً يتيح توليد الطاقة الكهربائية في غزة،وتصر تركيا أيضاً على إنشاء محطة لتقطير المياه في البحر. وفيما يتعلق بالمساعدات التركية فسيتم تسليمها كاملة إلى غزة بشرط أن يتم نقلها عبر ميناء أشدود.
وتأتي مرحلة تطبيع العلاقات هذه بعد أن قام رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بإرسال رسالة تصالحية إلى إسرائيل في 16 يونيو الجاري، وصرح بين علي يلدريم وقتها:” نحن على وشك الوصول إلى نقطة تفاهم مشتركة مع إسرائيل، هناك اتصالات لم تنتهي حتى اللحظة لكني أعتقد أنها لن تدوم طويلاً، والأهم هو رفع الحصار عن غزة للأغراض الإنسانية”.