(المحتوى لا يعبر بالضرورة عن رأي وتوجهات المركز)
العناوين
- نظام سوريا يدرس الانسحاب من التحالف الإيراني
- دفعة جديدة من مقاتلي داعش من سوريا إلى أوكرانيا
- تاريخ الأسلحة الكيمياوية العراقية والإيرانية والهجمات المتبادلة به بين الطرفين
- الوجود الإيراني في الحسكة السورية آفاق متصاعدة ونفوذ متنامي
- بداية التواجد الإيراني في الحسكة
- محاولة إيران نسج تحالف مع قبيلة طي العربية
- إيران تهديد حقيقي للوجود الأمريكي في المحافظة
- حان الوقت لإسرائيل لتقول لا في وجه بايدن بما يخص انحنائه للإيرانيين
- روسيا دمرت غروزني ثم حلب فهل كييف هي المدينة القادمة
- في الحالة السورية
- في الحالة الأوكرانية
نظام سوريا يدرس الانسحاب من التحالف الإيراني
23 آذار/مارس 2022 ، جيوبوليتيك
في نهاية الاسبوع الفائت قام رأس النظام السوري بشار الأسد بزيارة الإمارات في أول رحلة خارجية منذ بدء الثورة السورية ضده عام 2011.
قالت الخارجية الأمريكية أن الموضوع غير مقبول ومحاولة لإضفاء شرعية على نظام الأسد الذي قتل 500 الف مدني وخلف أكثر من 150 ألف مفقود وملايين المهجرين ,كما قال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن أن الولايات المتحدة ترفض الجهود التي من شأنها إعادة تأهيل الأسد ونظامه
الزيارة جاءت بعد مشوار طويل من رحلة التطبيع العربية مع نظام الأسد وخاصة الإمارات .
وصف الأمير محمد بن زايد سوريا بأنها حجر الزاوية للأمن العربي ودعا رأس النظام وزعيم الإمارات إلى انسحاب القوات الأجنبية من سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامة امنها ,لكن كانت غاية الأسد اعمق من ذلك بكثير وهي حشد دعم أبو ظبي من أجل كبح جماح النفوذ الإيراني المتنامي في سوريا وهذا يعد تحول في السياسة ومن المحتمل أن تدعمه واشنطن .
الغرب لا يهتم بسوريا وهذا يعود لسبب ان الأسد نجح في تصوير الثورة على أنها مجموعة من الارهابيين والمجرمين وأن سلوكه القمعي كان ضرورة من أجل الحفاظ على سلامة الدولة والمجتمع من التطرف والإرهاب وكانت أهم عامل من عدم اهتمام الغرب بسوريا والصراع الدائر فيها وحتى عندما استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية في عام 2013 وأثناء الهجوم قرر اوباما عدم التدخل ,لم يكن للولايات المتحدة مصلحة حيوية مهمة من أجل معاقبة الأسد ولم تتخذ إجراءات عقابية بحق من يطبعون معه ، على الرغم لا تشجع اعادة العلاقات معه .
كما قالت الولايات المتحدة أنها لن ترفع العقوبات عن النظام الا في حال التوصل الى اتفاق مع المعارضة السورية من أجل إنشاء دستور جديد .
ماهي دوافع أبو ظبي ؟في عام 2011 علقت أبو ظبي عضوية سوريا في الجامعة العربية مثل العديد من الدول وسحبوا السفير من دمشق ,وبعد تحول الثورة الى صراع طائفي مرير و جيوسياسي طويل الأمد ومشاهد الدمار المرعبة القادمة من سوريا ساعدت الانظمة الاستبدادية العربية من أجل قمع الشعوب التي كانت تتعطش للحرية والديمقراطية وكانت الحالة السورية هي المثل القريب المشاهد بالعين المجردة .
لعبت أبوظبي دورا مهما في ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة وخاصة بعد قرار إدارة أوباما سياسة عدم التدخل في سوريا وسياسة عدم الإهتمام بها حتى بعد التدخل الروسي لصالح الأسد ,في عام 2018 أعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق وشجعت العديد من الدول من أجل إعادة العلاقات مع نظام الأسد وكانت مصر أول دولة عربية فعلت ذلك عام 2013
يقول ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بأنها الترتيبات الاخيرة من اجل إعادة تأهيل الأسد مع أقرانه العرب ، فالعرب لم يطلبوا من الأسد اطلاق سراح المعتقلين او اصلاحات سياسية لكن بالمقابل طلبوا منه تقليص نفوذ إيران في سوريا وخنق حزب الله في لبنان ، وفي نهاية المطاف تتراجع إيران عن مشروعها الذي يهدف إلى السيطرة على المنطقة .في المقابل الأسد يريد دولة عربية قوية لتعزيز نفوذه وإعادة شرعيته فالإمارات هي دولة مزدهرة وقوية ومستقرة وغنية فالأسد بدأ زيارته من العاصمة التجارية وهي دبي وانتهى من رأسها السياسي الحالي للبلاد وهي العاصمة أبو ظبي واستكشاف آفاق تعاون حيوي مع الإمارات في عدة مجالات ,الطاقة ,سوق العقارات وتوفير المال من أجل إعادة الإعمار في بلاده المتهالكة اقتصاديا ، وقال الأمير محمد بن زايد أن إنهاء الصراع يتطلب مرونة وبراغماتية وأنه بدون انهاء الحرب فإن إيران ستعزز من سلطتها في سوريا وخاصة بعد انشغال الروس في أوكرانيا .
وبالنسبة لإسرائيل فإنها غير مهتمة بعلاقات مع دمشق او حتى توقيع اتفاق سلام وأن اتفاق للسلام غير مهم للبلدين و يمكنهم التعاون والتواصل من خلال الامارات ,إيران تراقب بقلق عميق من إعادة تأهيل النظام وإعادة العرب علاقتهم معه ونوايا الأسد بامتعاض شدة الحدة ففي الحقيقة الأسد يكره إيران و ايديولوجيتها لكن التحالف بين النظام وإيران بدأه أبوه منذ الحرب الإيرانية العراقية سنة 1980 ومستمر إلى الآن في الواقع لولا إيران وميليشياتها لكان نظام الأسد انهار تماما ، سلوك إيران في سوريا يكرهه الأسد حيث تحاول إيران انشاء فئة من المواطنين موالين لها على غرار حزب الله في لبنان وتكثيف أنشطتها الاقتصادية و كانت إيران تضغط على الأسد من أجل عقود طويلة الأمد تصل إلى 50 عاماً في عدة قطاعات حيوية مثل الكهرباء والطرق أنشأت مؤخرا بنك من أجل أموال إعادة الإعمار وتحاول إيران زيادة صادراتها الى سوريا التي تقدر حاليا بنحو 3% فقط من مجمل التجارة الخارجية لسوريا السورية ، لإيران وجود عسكري كبير في سوريا والآن تحاول إيران الهيمنة الاقتصادية على البلاد على الرغم من مقاومة الأسد الخفية لها ,لكن حصة الأسد ذهبت الى موسكو في القطاع الاقتصادي مثل استثمارات في قطاع الفوسفات و النفط ومصانع البتروكيماويات في حمص وميناء طرطوس التجاري حيث يعتبر رأس النظام أن روسيا هي الضامنة الوحيد لأمنه وأمن الطائفة العلوية والأسد غير مستعد لإعطاء إيران حصة كبيرة في الاقتصاد بعد الحرب على الرغم من تلقي إيران وعودا بالتعاون والمشاركة في مؤتمرات إعادة الإعمار .
على الرغم من العلاقة القوية بين إيران وسوريا إلا أن العلويين ينظرون إلى إيران بازدراء معتقدين أنها تحاول تبشيرهم بمذهبها الشيعي لكن العلاقات الاقتصادية ضعيفة الى الآن و أن الأسد أضعفها عمدا وهذا الموضوع سبب إحباطا في طهران التي أنفقت 30 مليار دولار من أجل بقاء النظام
الدور الروسي في سوريا
يعتقد الأمير محمد بن زايد أن موسكو يمكن أن تلعب دورا مهما في استقرار النظام وتمكين اسرائيل من تقويض النفوذ الإيراني في سوريا وخاصة العسكري ,لكن من غير الواضح إلى أي مدى ستؤثر حرب أوكرانيا في تصور قادة الشرق الأوسط لموسكو كقوة عالمية .
في الواقع تختلف السياسة الخارجية الروسية عن السياسة الأمريكية تماما حيث تكمن السياسة الأمريكية الى متابعة الفرص بغض النظر عن الموقع الجغرافي لكن في الحالة الروسية هي العقيدة التي رسمها بريماكوف بإعتبار روسيا مركز قوة مستقل في الشؤون الخارجية وتهدف لإنهاء الهيمنة الأمريكية العالمية وهذه العقيدة ينفذها بوتين ولافروف وأقرب مثال هو الحرب الروسية في سوريا حيث اكتسبت القوات الروسية الخبرة القتالية من قصف وتدمير وقتل وتجريب الاسلحة الفتاكة والآن تطبق في أوكرانيا .
ختم الكاتب يقول أن زيارة الأسد جاءت في ظل ازمة عالمية وهي الحرب في أوكرانيا والتي لها تداعيات على سوريا كما يمكن لإيران أن قد تتشجع في مواجهة الصعوبات العسكرية الكبيرة في سوريا وهذا يأخذنا الى امر بالغ الاهمية وهو اما ترسيخ الموقف الراهن او إطلاق إسرائيل عمل عسكري واسع النطاق ضد إيران في سوريا.
دفعة جديدة من مقاتلي داعش من سوريا إلى أوكرانيا
30 آذار/مارس 2022 ، global research
وفقا لتقرير صادر عن وكالة الأنباء سبوتنيك الروسية أن ما لا يقل عن 87 من عناصر داعش السابقين تم نقلهم إلى الحدود التركية السورية تحت إشراف قائد هيئة تحرير الشام ابو محمد الجولاني . ويقول التقرير إن معظم المقاتلين هم من جنسيات عراقية وشيشانية وتونسية وفرنسيين ويشير التقرير أنه تم نقل الدفعة الجديدة ب 26اذار الجاري
كما وصل سابقا حوالي 450 من مقاتلي هيئة تحرير الشام إلى أوكرانيا من أجل قتال الجيش الروسي هناك .وبحسب التقرير فإن قيادات مهمة في هيئة تحرير الشام تنسق مع قادة جماعة التركستان الإسلامي وأنصار التوحيد وحراس الدين لتسهيل مرورهم من إدلب إلى تركيا ثم إرسالهم إلى أوكرانيا
في أوائل آذار الجاري أصدر جهاز الاستخبارات الروسي تحذير من أن القوات الأمريكية يقومون بتدريب مقاتلي داعش وأخواتها في قاعدة التنف في سوريا ومن ثم إرسالهم إلى أوكرانيا .كما كشف التقرير أن العملية سرية جدا ، كما أنه في نهاية 2021 أفرجت الولايات المتحدة عن العشرات من عناصر داعش بما في ذلك مواطنون روس وغيرهم من الجنسيات وتم إرسالهم إلى قاعدة التنف حيث يشرف على تدريبهم مدربين من الجيش الأمريكي و يقومون بتدريبهم على عمليات التفجير والتفخيخ وتزويدهم بالأسلحة وأجهزة اتصال متطورة ثم ارسالهم الى إقليم دونباس من أجل قتال القوات الروسية هناك
ختم الكاتب يقول أن كل هذا الإنتقال للمقاتلين من العالم والارهابيين جاء بعد دعوة الرئيس الأوكراني زيلينسكي وأن الولايات المتحدة هي من تسهل لهم الانتقال إلى هناك.
تاريخ الأسلحة الكيمياوية العراقية والإيرانية والهجمات المتبادلة به بين الطرفين
29 آذار/مارس 2022 ، Wilson Center
استخدم الجيش العراقي خلال الحرب مع إيران الاسلحة الكيميائية على نطاق واسع جدا ضد وحدات الجيش الإيراني والقرى الإيرانية وضد المعارضين الأكراد في الشمال و ضد السكان المدنيين هناك ,وإعترف العراق باستخدام 1800طن من غاز الخردل و600طن من غاز السارين و 140 طن من غاز الأعصاب تم استخدامها عن طريق 19500 قنبلة جوية 54000 قذيفة مدفعية و 27000 صاروخ قصير المدى .
كان أسلوب الجيش العراقي في استخدام هذه الاسلحة خلال الحرب لأغراض الدفاعية خلال الحرب بين عامي 1983 و 1988 لكن أصبح استخدامها أمر مشاع وتم استخدامها في عمليات هجومية بين عامي 1986 و1988 واضيف للاعتراف العراقي سجلات وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية تفاصيل مهمة جدا ومعلومات إضافية خلال فترة مهمة من التاريخ في الشرق الأوسط .ورسمت السجلات صورة أكثر تعقيدا من خلال معرفة إدارة ريغن والمخابرات الأمريكية بتفاصيل استخدام العراق للأسلحة الكيميائية أكثر بكثير مما سمحوا له به وكان العراق يحظى بدعم سياسي من الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حربه ضد الإيرانيين ,من ناحية أخرى كانت قدرة الولايات المتحدة محدودة أو معدومة بالتأثير على العراق فيما يتعلق باستخدام الاسلحة الكيميائية خلال الحرب الإيرانية العراقية علاوة على ذلك فان صدام حسين كان مرتاب ولديه شكوك طويلة الأمد من الولايات المتحدة حتى خلال دعمه أثناء فترة الحرب ، كل هذا كان يلقي بقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على ردعه ناهيك عن أطماعه الإقليمية وهذه المعلومات تأخذنا الى شيء مهم وهو أن الغرب كان المحرك الرئيسي للأحداث أثناء الحقبة البعثية وتاريخ العراق الحديث .
على عكس العراق لايزال البرنامج الإيراني للأسلحة الكيميائية واستخدامه محل جدل في المعركة العراقية الإيرانية و المعلومات عنه شحيحة جدا ,حيث كان محل جدل دولي وإقليمي متجدد بالتطورات التاريخية السابقة والجارية وهذا القلق الدولي العميق من برنامج إيران النووي يلقي بظلاله على إمكانية العودة للاتفاق الشامل .لكن السلوك الإيراني السابق من خلال استخدامها للأسلحة الكيميائية يمكن أن يقدم لنا تصور عن سلوك إيران في حال امتلاكها أسلحة نووية على الصعيد الدولي والإقليمي ,ومع ذلك فإن دراسة تاريخ الأسلحة الكيميائية الإيرانية صعب جدا لأنه لا يمكن الوصول الى الوثائق بهذا الخصوص .
كان العراق يتهم الإيرانيين بإستخدام الأسلحة وخاصة في مذبحة حلبجة ضد أكراد العراق كما أن هذه المزاعم أكدتها المخابرات الأمريكية ومسؤولين سياسيين أمريكيين ساعدوا العراقيين أثناء حربهم مع الإيرانيين ,هناك بعض الادلة التي تدين الإيرانيين بإستخدام الأسلحة الكيميائية أثناء الحرب مع العراق من خلال سجلات الجيش العراقي بعد الاستيلاء عام2003 ،وهناك دليل آخر مهم جدا هو وصول الثوار الليبيين الى مخازن أسلحة تعود للجيش الليبي بعد سقوط النظام هناك تحوي على أسلحة كيميائية منها غاز الخردل تحمل علامات فارسية هذا الإكتشاف كان مفاجئة و أهم دليل يدين الإيرانيين حيث كانوا على علاقة جيدة مع نظام معمر القذافي وكان هناك تعاون عسكري معهم ومع السوريين ايضا .
تقدم وثائق المخابرات العراقية تأكيدا مستقلا عن استخدام إيران للأسلحة كيميائية منها قذائف مدفعية من عيار 155 مم وقذائف جوية أيضا بين عامي 1987 و1989 وبعد مرور ثلاثة عقود أكد تقرير المخابرات العراقية ان الأسلحة التي وجدها الثوار الليبيين والتي كانت عبارة عن قذائف جوية من نفس العيار التي استخدمتها إيران أثناء الحرب مع العراق كما أكده تحقيق استخباراتي أمريكي أن المخابرات الأمريكية واثقة ان القذائف مصممة ومصنوعة في إيران لليبيا ,وقال مسؤول امريكي أن إيران باعت الذخائر بعد انتهاء الحرب ,وهناك مقالة كتبت سنة 1985 عن عزم إيران وليبيا تبادل أسلحة كيميائية بألغام بحرية من ليبيا سوفيتية الصنع وكانت إيران بحاجة لهذه الالغام في ظل حرب الناقلات مع العراق في الخليج وأكدته تقارير استخباراتية غربية .
كما اشتكت تشاد من استخدام ليبيا أسلحة كيميائية في ذلك الوقت لكن الإدارة الأميركية في عهد ريغان قالت ان ليبيا ليس لديها الإمكانية استخدام أسلحة كيميائية
كما صرح رئيس الوزراء الإيراني في ذلك الوقت مير حسين موسوي بأن إيران تنتج أسلحة كيمائية هجومية متطورة عبر بيان رسمي ,وهناك دليل آخر أيضا بأن القذافي استخدم أسلحة كيميائية ضد القوات التشادية بعد هزيمة قواته في أواخر الثمانينيات وكانت هذه الاسلحة إيرانية الصنع .
في مقال خاص لـ نيويورك تايمز سنة 1987 نقلا عن المخابرات المصرية ان اتفاقاً حصل بين الليبين الإيرانيين بحصول إيران على صواريخ سكود مقابل حصول ليبيا على اسلحة كيمائية وكانت صواريخ سكود تستخدم ضد أهداف مدنية وقصفت العاصمة العراقية بها وعليه فإن القاسم المشترك بين التقارير الإخبارية والاستخباراتية الغربية والمصرية والعراقية هي أن ليبيا تلقت أسلحة كيميائية من إيران مقابل صواريخ سكود وهذه الصواريخ كانت نواة لبرنامج إيران الصاروخي إلى يومنا هذا الذي تهدد به دول المنطقة
يقول السيد بريل أنه بالإضافة إلى قيمتها التاريخية إلا أنها أثرت على المفاوضات الجارية الآن في فيينا من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن العودة الى الاتفاق الشامل وأن إيران غير ملتزمة بوعودها حتى بعد توقيعها على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة الكيميائية وأن الغرب يدرك ذلك جيدا كما يدعمون الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط ويهددون المصالح الأمريكية والغربية كما قال وزير الخارجية الأمريكية بلينكن بأن إيران غير ملتزمة بتعهداتها السابقة بما يخص أسلحتها الكيميائية
ختم الكاتب يقول إن أهم عثرة في العلاقات الإيرانية الأمريكية هي بيع أسلحة كيميائية الى ليبيا وقد تكون مثال مهم فيما يتعلق الموضوع ببرنامج الاسلحة النووية الإيرانية وخطر انتشارها في العالم.
الوجود الإيراني في الحسكة السورية آفاق متصاعدة ونفوذ متنامي وتهديد مباشر للقوات الأمريكية
خلال الشهرين الماضيين عززت إيران تواجدها العسكري في محافظة الحسكة من خلال استقدام تعزيزات بشرية وعتاد في مساعي لتعزيز وجودها العسكري في المحافظة التي تعد السلة الغذائية للبلاد وغنية أيضا بالنفط شملت التعزيزات ثلاثة شحنات إيرانية وصلت عبر مطار القامشلي اثنتان معدات عسكرية والثالثة مواد لوجستية مختصة بالتجسس ومعدات إتصال و طائرات درون .
وتم نقل المعدات الى فوج طرطب الذي يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني والفرقة الرابعة حيث يقع الفوج شرق مدينة القامشلي كما أن زيادة الدور الإيراني في المحافظة جاء بعد تراجع الدور الروسي فيها مستغلة الخلافات بين العشائر العربية والإدارة الكردية في المنطقة.
بداية التواجد الإيراني في الحسكة
يعود الوجود الإيراني في المحافظة إلى عام 2013 ، عبر وصول قادة ميدانيين من حزب الله اللبناني من أجل تدريب عناصر ميليشيات الدفاع الوطني وإدارة الأمن في مطار القامشلي الذي كان الجسر الجوي الذي يربط المحافظة بالعاصمة دمشق، و في عام 2014 وصل قادة عسكريين من الحرس الثوري الإيراني لكن سرعان ما انسحبوا سنة 2015 م إلى محافظة دير الزور من أجل صد هجمات داعش هناك كما انتهى الوجود الإيراني بعد عملية نبع السلام وفق اتفاقية أمنية بين تركيا وروسيا
كما قامت روسيا بدعم المخابرات الجوية من أجل طرد الإيرانيين من المحافظة ولكن بقي الوجود الإيراني المحدود في فوج طرطب فقط الذي كان يخضع للفرقة الرابعة لكن الإيرانيين عادوا بقوة خلال السنة الماضية وبداية هذه السنة وسيطروا على مواقع حيوية في المحافظة، الوجود الإيراني الحالي في أربع مراكز وهي فوج طرطب الذي شهد توسعة ,المركز الثاني هو مركز الثروة الحيوانية الذي تتخذ الميليشيات الإيرانية مخزن للأسلحة ,المركز الثالث هو فرع الأمن العسكري الذي يتبع لإيران مباشرة وهو موجود داخل المدينة, المركز الرابع يقع ضمن مكتب النقل جنوب مدينة القامشلي ويعتبر هذا المركز مقر إدارة العمليات العسكرية والأنشطة الاستخباراتية . أعداد الميليشيات الإيرانية حوالي ألف عنصر تم تدريب العناصر في معسكرات خاصة للحرس الثوري الإيراني في الديماس بدمشق ومحافظة دير الزور و مدة التدريب ثلاثة أشهر بعدها يلاحظ عليهم تغير في سلوكهم ولباسهم وشعاراتهم الشيعية وسماع اللطميات .
محاولة إيران نسج تحالف مع قبيلة طي العربية
في شهر نيسان 2021 اندلعت اشتباكات بين حارة طي والقوات الكردية في مدينة القامشلي أسفرت لسيطرة الاخيرة على الحي وخلال المواجهات تخلت دمشق عن قبيلة طي وبعدها بدأت قبيلة طي رحلة البحث عن حليف لها من أجل مواجهة الوحدات الكردية وهنا وجدت إيران الفرصة الذهبية حيث بدأت بدعم وجهاء عشيرة طي في المحافظة من أجل رفع عدد العناصر التابعين لها في المحافظة كما أن علاقة إيران بعشيرة طي ليست وليدة حادثة الحي لأنها بدأت منذ عام 2019 حيث دعت إيران وجهاء العشيرة لزيارتها لكن العشيرة كانت تعاني من انقسامات متعددة الولاءات من إيران الى النظام و روسيا لكن المعارك الاخيرة وتخلي النظام والروس عنها جعلها في الصف الإيراني وهذا يلخص سياسة إيران في استثمار تحالفاتها مع العشيرة وغيرها لرفد ميلشياتها العسكرية بمقاتلين من أبناء العشائر ولإعطاء وجودها صبغة شرعية في المحافظة وقبول المجتمع المحلي لها بوصفها أحد داعميه.
إيران تهديد حقيقي للوجود الأمريكي في المحافظة
حيث تستغل إيران وجودها العسكري من أجل تعزيز نفوذها الذي يمتد شرقا من أجل فرض سيطرتها على كامل الشريط الحدودي مع العراق ومحاولة السيطرة على معبر اليعربية الذي سيعطيها عدة مزايا أولها السيطرة بشكل كلي على المنافذ الحدودية مع العراق والسيطرة على الرسوم الجمركية من خلال التجارة العابرة للحدود الشرعية وغير الشرعية .والهدف الرئيسي الذي تعمل عليه إيران الآن هو تحريض السكان المحليين على محاربة الوجود الأمريكي في المحافظة والذي تجاوز مرحلة اعتراض الدوريات الأمريكية الى مهاجمة القواعد الأمريكية وهذا غالبا تقف وراءه إيران مثل استهداف قاعدة الشدادي ومحاولة الهجوم على القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي
وختم السيد محمد سامر يقول إن إيران تريد التأكيد على قدرتها على استخدام القوة العسكرية من خلال الوكلاء ضد القوات الأمريكية وترفض إيران إدراج وجودها العسكري في المنطقة بملف المفاوضات النووية الجارية مع الغرب ، كما تريد إيران دفع القوات الأمريكية للانسحاب من سوريا والعراق مثلما حصل في أفغانستان.
حان الوقت لإسرائيل لتقول لا في وجه بايدن بما يخص انحنائه للإيرانيين
يرى الكاتب أنه يجب الإعتراف بأن سياسة بايدن في الشرق الأوسط تشكل تهديدا مباشرا للمصالح الإسرائيلية الحيوية وعليها أن تمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية وعرقلة توسعها في المنطقة .
يقول السيد ميشيل ان نوايا إدارة بايدن جلية وصريحة فيما يتعلق بملف إيران النووي وهي التوصل الى إتفاق أقوى و أطول لكن الصفقة التي يتفاوض عليها الإيرانيين والغرب تمنع إدخال أي تحسينات جديدة على الاتفاقية الأصلية وأن الصفقة المتوقعة تزيل جميع القيود ذات المغزى على البرنامج النووي العسكري بحلول 2031 وطهران لن توافق على ازالتها .ويعرج الكاتب على جملة أطول وأقوى ويقول أنه كان شعارا فارغا من أجل عودة إدارة بايدن الى الإتفاق السابق وكان الهدف من الشعار هو إرسال رسالة لإسرائيليين بأن واشنطن وتل أبيب متفقتان لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما لأن إدارة بايدن تهدف الى تقليص دورها في الشرق الأوسط وهذا الدور يتطلب استرضاء للإيرانيين ، وتعتمد فلسفة بايدن بأن سلوك إيران سيتغير في النظام الإقليمي الجديد وتحولها الى عامل استقرار لكن يمكن لأي شخص مراقبة تأثير الاتفاق على وكلاء إيران في المنطقة ,من الواضح أن إيران ستعزز مكانتها لأن إيران ستحصل على عشرات المليارات من الدولارات و ستوجه جزء كبير من هذه الأموال الى وكلائها في المنطقة .
ماهي الخطة الأمريكية لمواجهة إيران في المنطقة ؟لاشي وأبسط مثال على ذلك أن الأمريكيين ليس لديهم أي خطة عمل، وهناك مثال قريب هو الهجوم على القنصلية الأمريكية في أربيل العراق حيث لم يكن هناك أي رد فعل أمريكي .
يرى ميشيل بأن إدارة بايدن تركت حلفائها يتعاملون مع إيران لوحدهم على سبيل المثال الامارات الذين تعرضوا لصواريخ الحوثي وكلاء إيران في اليمن .
ويعتقد ميشيل أنه من الصعب على حلفاء أمريكا ردع الإيرانيين لوحدهم لكن إسرائيل تمتلك القدرة العملية للرد على الطرف الإيراني أكثر من الآخرين في المنطقة .
كما قال نفتالي بينيت أن الإتفاق لا يلزم إسرائيل وقال أيضا أن المدة الزمنية التي تسمح لإيران ببناء عدد لا حصر له من اجهزة الطرد المركزي لا تلزمنا أيضا بينت قال هذا الكلام خلال زيارته مبنى الموساد .
هذا النهج من قبل قادة إسرائيل يعني بأنهم مستعدون للتعامل مع صراع مع الإدارة الأمريكية الحالية حول سياسة إدارة بايدن في المنطقة ,من الواضح أن قادة اسرائيل قرروا مواجهة مفتوحة مع إيران وسيعمل الإيرانيين لجر الولايات المتحدة إلى المواجهة وسيستخدمون وكلائهم لمهاجمة الأهداف الأمريكية في المنطقة مثل كل مرة .
يقول الكاتب إنه من يسعى لتقويض الإتفاق النووي هي اسرائيل في مثل هذا السيناريو هل يتوقع أي شخص من إدارة بايدن ان تدعم إسرائيل فإن سلوك إدارة بايدن هو تحميل إسرائيل المسؤولية ومطالبتها بضبط النفس
كما يجب التحضير للرد الإسرائيلي على هذا التحدي القادم وينبغي اتخاذ موقف صارم ضد إدارة بايدن وسياسته الكارثية في المنطقة .
حتى الآن فعلت اسرائيل كل ما بوسعها من أجل إبقاء الخلاف مع الإدارة في إطار الغرف السرية على حد زعم الكاتب
ويضيف السيد ميشيل بأن كبار المسؤولين في اسرائيل يحتجون بشدة ضد سياسة بايدن في الغرف المغلقة ويطالبون بالعودة الى نهج إدارة ترامب وهي سياسة الضغط الأقصى .
لكن في العلن تبنت إسرائيل الرواية الأمريكية التي تقول بأن سياسة الضغط الاقصى جاءت بنتائج عكسية وهي تسريع إيران برنامجها النووي ويعتقد ميشيل بأن هذه الرواية خاطئة جدا ,وعليه إذا تظاهر القادة الإسرائيليين انهم يقبلون بهذا الإتفاق علانية فكيف لهم أن ينجحوا في تجنيد اصدقاء اسرائيل في واشنطن ضد هذا الاتفاق سرا .
هناك افتراض سائد عند بعض القادة في تل أبيب بأن الحفاظ على مظاهر العلاقة مع إدارة بايدن ، فستكون اسرائيل قادرة في المستقبل على استخدام أدواتها الناعمة من أجل إقناع واشنطن وتحويل مسارها من استرضاء طهران الى ردعها ,لكن هذا الافتراض خاطئ تماما لأنه في الأساس قامت سياسة بايدن على إيمانه بالاتفاق وأن المصالحة ستخلق فرصة تاريخية لإعادة العلاقات الأمريكية الإيرانية وعليه لن يسمح لإسرائيل بتخريب سياسته التي كان يعمل عليها لسنين طويلة
وختم السيد ميشيل يقول بأن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل شيء ضد التسلح الإيراني ويجب عليها تطوير سياسة الاحتجاج العلني ضد سياسة بايدن ,كما ينبغي على إسرائيل الحصول على أدوات من أجل هزيمة إيران بدون طلب المساعدة من الأمريكيين ولا يوجد جدوى من سياسة انتظار استيقاظ إدارة بايدن من اعتقادها بأن سياسة التهدئة مع إيران ستؤدي إلى اعتدالها والسبيل المتاح الآن عند الإسرائيليين هو إجبار إدارة بايدن على تحمل نتائج السياسات التي خلفتها في المنطقة وأهمها إخفاء نهج استرضاء الإيرانيين.
روسيا دمرت غروزني ثم حلب فهل كييف هي المدينة القادمة
تشير الآدلة والبراهين القادمة من مسرح العمليات في أوكرانيا بأن الوضع العسكري الروسي مكلف جدا على الرغم من الفوارق العسكرية بين الطرفين وقد يكون الماضي البعيد والقريب مقدمة لتكتيكات اتبعتها روسيا في حرب المدن ربما تكرر روسيا ما فعلت في غروزني في التسعينيات من تدمير وهجمات وحشية بالغة القسوة والشدة والمثال القريب هو مدينة حلب السورية سنة 2015 حيث دمرت المدينة على رؤوس سكانها لكن هذه الأفعال في الحالة الأوكرانية ستكون أقل فاعلية لكنها أكثر خطورة بسبب تصميم الأوكران على المقاومة وشراسة الدفاع تقريبا في كل المناطق والعامل الثاني الأسلحة الفتاكة التي قدمها الغرب والتي يقدمها الى الآن والعامل الثالث هو الدعم الاستخباراتي الذي كان له آثار بالغة الأهمية على أرض المعركة ,عندما شن الروس حربهم على الشيشان في عام 1994 توقعت القوات الروسية حرب خاطفة وسريعة لكنهم في الواقع احتاجوا ثلاثة أشهر من أجل السيطرة على العاصمة غروزني بعد خسارة حوالي 100 ألف من مدني وعسكري قتلوا في هذه الحرب وانتهت بتوقيع معاهدة سلام مؤقتة مع الزعيم الشيشاني ويلتسن .
في سنة 1999 بدأت حرب جديدة أمر بها رئيس الوزراء آنذاك بوتين تحت حجج العمليات الإرهابية الكبيرة التي يعتقد بعض الخبراء بأنها كانت كاذبة .بدأت القوات الروسية حملة من القصف العنيف جدا من المدفعية وقاذفات الصواريخ المتعددة المهام و انتهت الحرب بتنصيب زعيم موالي لها في الشيشان وهو رمضان قادروف .
في الحالة السورية
في عام 2015 بدأ بوتين حرب لمساعدة بشار الأسد في سوريا خلال الحرب الأهلية هناك واعتمد سياسة الأرض المحروقة من خلال القاذفات المتوسطة tu22 لقصف مكثف على مدينة في مسرح العمليات العسكرية لم يكن لدى الثوار السوريين أي من الدفاعات الجوية ولا حتى أي أسلحة متطورة فعالة في أرض المعركة كان القصف همجي وجنوني ذو حدة وقد يكون جريمة حرب دولية بحق المدنيين من أجل قمع معارضيه وعلى أثره هرب أكثر من مليون سوري باتجاه تركيا ومنهم من اتجه إلى أوروبا وهذا العدد الكبير من اللاجئين هدد في زعزعة التوازن السياسي لعدة بلدان في القارة الأوروبية وعليه حققت موسكو نصرا جيو استراتيجي .
في الحالة الأوكرانية
يعتقد ويلسون أنه قد تتبع موسكو نفس النهج في حرب المدن الأوكرانية لكن أوكرانيا ليست الشيشان ولا ثوار حلب ليس لديهم أي مقومات عسكرية ، الوضع يختلف هنا حيث أن أوكرانيا تمتلك مضادات جوية مثل s300 وصواريخ ستينغر الأمريكية وعليه سيكون أمام الروس استخدام المدفعية الثقيلة وقاذفات الصواريخ متعددة المهام اسكندر عالية الدقة وصواريخ كروز بعيدة المدى مما سيجبر المدنيين للهروب من المدن من أجل تقويض إرادة المدافعين الأوكرانيين على أي مقاومة احتلال ,لكن بالمقابل تعاني القوات البرية الروسية من مقاومة شرسة جدا وتتعرض لهجمات عالية الدقة من طائرات b2 تركية الصنع ,كما تعاني القوات الجوية الروسية من دفاعات جوية شرسة جدا وعليه ليس أمام الروس إلا اتباع نهج القصف الشامل من قاذفات الصواريخ المتوسطة واستخدام الطائرات جزءا في مسرح العمليات
ويرى الكاتب بأن المخاطر السياسية والعسكرية كبيرة جدا في أوكرانيا أكثر من الحرب السابقة التي خاضتها روسيا في الشيشان وسوريا ففي الشيشان كانت مبررة في أعقاب هجمات إرهابية من قبل جهاديين. وفي سوريا لم تكن الكلفة البشرية عالية ولا الكلفة المالية .
يعتقد ويلسون بأن روسيا تحولت إلى دولة منبوذة وأن سياسة العقوبات الغربية ستدمر جزء كبير من اقتصادها بسبب الغزو على أوكرانيا ,ويضيف الكاتب أنه إذا استمر القتال قد تجبر روسيا على جلب مقاتلين من الشرق الأوسط وأفريقيا في ظل المقاومة الأوكرانية العنيدة جدا ويرى أنه إذا طال القتال سيستفيد الأوكرانيين من ذلك فيما إذا ارهقوا القوات المهاجمة أو شل حركتها وهذا ما حصل في الآونة الأخيرة لكن لا تستطيع روسيا فعل ما فعلته في غروزني وحلب لأن الكلفة ستكون عالية جدا ومرهقة .
ختم الكاتب يقول إذا ما أستمر القتال ربما تكون هناك احتجاجات شعبية تؤدي الى إسقاط نظام بوتين في ظل فشل عسكري وعقوبات غربية هائلة على الاقتصاد الروسي وهذه العقوبات تقوض بشكل فعال قدرة وقوة حكام الكرملين.