ما هي الدول الأكثر هشاشة، والأكثر استقرار في العالم؟ وعبر أي عدسة ينظر الغرب إلى العالم العربي؟ وهل ما يحدث في سوريا شراكة روسية-أمريكية؟ أم أن وقف إطلاق النار مجرد حبر على ورق؟ وكيف تعاملت ألمانيا مع اللاجئين المغاربة الذين دخلوا البلاد كسوريين؟ ولماذا يشعر كثير من الغربيين بالندم لمساعدتهم في الإطاحة بالقذافي في ليبيا؟ وما هي دلالات هذا الطرح في واقع المواجهات المشتعلة حاليا، خاصة في سوريا؟
مؤشر الدول الهشة
نشرت صحيفة التليجراف البريطانية تقريرا أعدته آشلي كيرك عن الدول التي تمثل أكبر تهديد للاستقرار العالمي، بحسب مؤشر الدول الهشة، الذي يصنف الدول استنادا إلى عدة فئات، بما في ذلك شرعية الدولة، والأجهزة الأمنية، والتدهور الاقتصادي، وعدد اللاجئين الفارين من البلاد.
ووفقًا للقائمة، كان لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نصيب الأسد من التدهور خلال السنوات الأخيرة. فمن بين الدول الأكثر هشاشة في العالم، يوجد سبعة في أفريقيا، وثلاثة في الشرق الأوسط.
وشملت قائمة الدول الأكثر هشاشة: جنوب السودان، والصومال، جمهورية أفريقيا الوسطى، والسودان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتشاد، واليمن، وسوريا، وأفغانستان، وغينيا.
أما قائمة الدول الأكثر استقرارًا، فتوزعت بين أوروبا وأستراليا بواقع 8 إلى 2 على التوالي، وشملت: فنلندا، والسويد، والنرويج، والدنمارك، ولوكسمبرج، وسويسرا، ونيوزيلنده، وآيسلندا، وأستراليا، وأيرلندا.
تقسيم العرب
وكتب رمزي بارود في ميدل إيست مونيتور مقالا بعنوان “الخطة “ب” ليست لغزًا: لماذا يحرص الغرب على تقسيم العرب”، خلص إلى أن “الغرب لطالما نظر للعالم العربي باعتباره مكانا للاحتلال والاستغلال والسيطرة والترويض. ولا تزال هذه العقلية هي التي تحدد شكل العلاقة بين الجانبين”.
شراكة أمريكية-روسية
وحول الشراكة بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا نشرت هيئة الإذاعة البريطانية مقالا لـ مارك آيربان خلص إلى أن “اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا تُحدِث فارقا، ومهما كانت الحجج بشأن الانتهاكات المبكرة، فقد انخفض مستوى العنف في البلاد. وفي ظل هذا التقدم الهش، تجد الولايات المتحدة وروسيا نفسيهما يعملان سويا بعد سنوات كانت سوريا خلالها منتدى للمنافسة فيما بينهما”.
خروقات روسية
لكن صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريرا يرصد استمرار الغارات الجوية الروسية في سوريا رغم بدء تطبيق الهدنة التي وصفتها الصحيفة الأمريكية بالهشة بين الفصائل المتحاربة على الأرض.
ويشير التقرير الذي أعده معهد دراسات الحرب إلى أن يوم السبت شهد هدوءًا سرعان ما تبدد على وقع الغارات الجوية يوم الأحد. وفي الساعات التي سبقت وقف إطلاق النار، أفادت التقارير على الأرض بشن أكثر من 100 غارة جوية في شمال حلب في محاولة من القوات الحكومية والروسية لتعزيز مكاسبهم في اللحظة الأخيرة.
اللاجئون المغاربة في ألمانيا
ونقل موقع ميدل إيست مونيتور تصريحات وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره حول ترحيل المواطنين المغاربة الذين دخلوا البلاد في عام 2015 متظاهرين بأنهم لاجئون سوريون.
ووفقا للمكتب الاتحادى للهجرة واللاجئين (BAMF) دخل قرابة 10 آلاف مغربي إلى ألمانيا العام الماضي، مُنِح قرابة 3.7% منهم فقط حق اللجوء. كما كشف الوزير الألماني أيضا أن برلين لن توقع اتفاقية للتعاون الأمني مع الرباط في المستقبل القريب، لافتا إلى أن “هناك حاجة إلى معالجة بعض المسائل التقنية” قبل التوقيع، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
مخاطر تغير النظام
وتحت عنوان “ليبيا ومخاطر تغيير النظام” نشر موقع هافينجتون بوست الأمريكي مقالا لمدير مشروع الأسلحة والأمن في مركز السياسات الدولية، وليام هارتونغ، خلُصَ إلى أن التدخل الغربي في ليبيا يمثل دراسة حالة في مخاطر تغيير النظام.
وحول انزلاق المهام العسكرية، وما يسفر عنه ذلك من تداعيات أوسع نطاقًا، أضاف: “ما بدأ كحملة جوية محدودة تهدف إلى منع قوات القذافي من تنفيذ تهديداتها بإقامة حمام دم في بنغازي سرعات ما تحولت إلى محاولة ناجحة للإطاحة به”.
وأردف: “كان من المفترض أن تكون ليبيا نوعا مختلفا من التدخل، مع بصمة أخف بكثير، ودعم دولي أكثر حماسا، وأمل واقعي في إقامة نظام ديمقراطي علماني في أعقاب الصراع.
ورغم أن النتائج كانت مختلفة عما حدث في العراق، إلا أنها لم تكن بالضرورة أفضل. حيث تدهورت الأوضاع في ليبيا إلى حرب أهلية متعددة الأطراف. وقد تعرضت مخازن أسلحة القذافي إلى المداهمة، وانتهى المطاف بكثير من محتواها في أيدي الجماعات الإرهابية التي تعمل في مالي وأماكن أخرى في شمال أفريقيا المجاورة. كما سيطر تنظيم الدولة على الأرض في شمال ليبيا، على ساحل البحر المتوسط، وهي المنطقة التي يمكن استخدامها كقاعدة جديدة للعمليات. باختصار، تحققت أسوأ مخاوف المعارضين للتدخل في ليبيا”.