تستعرض جولة اليوم في أروقة الصحافة الأجنبية أحدث انتكاسة لتنظيم الدولة في سوريا، وتُنَبِّه- مرة أخرى- على أن المشردين السوريين أكثر أهمية من آثار تدمر، وتحذر من خطورة التدخل الغربي في ليبيا، وتنقل رأيا هجوميًا ضد وثائق بنما، وتختم بنصيحة من تمارا كوفمان للولايات المتحدة أن تبدأ بحماية نفسها من عدم الاستقرار الذي يلوح في أفق مصر”.
استعادة “القريتين”
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية خبر استعادة القوات السورية السيطرة على مدينة أخرى من قبضة تنظيم الدولة، بعد إعادة سيطرتها على مدينة تدمر التاريخية قبل أيام.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن التوغل في بلدة القريتين، تحت غطاء كثيف من القصف الجوي الروسي، يمثل انتكاسة أخرى لمتطرفي التنظيم في سوريا”.
البشر أكثر أهمية من الآثار
تحت عنوان “انسوا الآثار.. ماذا عن المدنيين في تدمر؟” كتب توم وستكوت في شبكة “إيرين” عن تهجير سكان المدينة، مشددًا على ضرورة عدم الانشغال بالحجارة على حساب البشر، قائلا: “الناس أكثر أهمية من الأطلال”.
وهي الزاوية سبق وأن أكدنا عليها يوم استعادة المدينة التاريخية من أيدي تنظيم الدولة، تعليقًا على انشغال التقارير الإعلامية الغربية بتغطية حالة الآثار، في مقابل تجاهل ملحوظ لمعاناة السوريين.
خلف خطوط داعش
تحت عنوان “في قلب الإرهاب.. خلف خطوط داعش” نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقتطفات من كتاب يورجن تودينهوفر، أول صحفي غربي يُسمح له بدخول المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا ويعود بسلام، تصف ما رآه في الرقة والموصل، وتحكي عن اللحظة المخيفة التي أدرك فيها أن السائق الملثم الغاضب لم يكن سوى أحد أكثر المطلوبين في العالم.
زيادة الطين بلّة في ليبيا
حذر مدير المعهد المستقل للسلام والحرية بالولايات المتحدة، إيفان إيلاند، من مغبة التدخل الغربي في ليبيا، واصفًا إياه بأنه “فكرة سيئة”.
وقال “إيلاند” في مستهل مقاله المنشور على موقع هافينجتون بوست: بشكل لا يصدق، بعدما تسببت في حالة الفوضى التي تعاني منها ليبيا عن طريق الإطاحة بالدكتاتور الليبي معمر القذافي في عام 2011، توشك الولايات المتحدة أن تقود تدخلا عسكريا غربيا آخر يهدف لتوحيد ليبيا من أجل محاربة أقوى خلايا تنظيم الدولة خارج العراق وسوريا، والتي نبتت جذورها في فوضى ما بعد القذافي. تكرار الخطأ ذاته لن يؤدي إلا إلى زيادة الوضع سوءًا”.
وثائق بنما
اهتم عدد كبير من الصحف الأجنبية بتغطية تسريب نحو 11 مليون وثيقة، تكشف كيف ساعدت شركة الاستشارات القانونية، موساك فونسيكا، التي تعتمد السرية في أعمالها، بعض زبائنها في غسيل الأموال والتحايل على العقوبات والتهرب من الضرائب. وفي مقابل الاستحسان الذي قوبل به هذا الجهد الصحفي الاستقصائي الكبير، اتهم غوردون داف عبر موقع فيترانس توداي “وثائق بنما” بأنها عملية احتيال شارك فيها الموساد الإسرائيلي.
أمريكا لا يمكنها إنقاذ مصر من نفسها
تحت عنوان “أمريكا لا يمكنها إنقاذ مصر من نفسها”، خلُصَ المقال الذي كتبته تمارا كوفمان ويتس، مديرة مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط، في بروكنجز إلى أنه يبدو واضحا على نحو متزايد أن حتى الانخراط المباشر من قِبَل البيت الأبيض لن يجعل القيادة المصرية تخرج عن مسار التدمير الذاتي الذي تسلكه.
ولفتت الكاتبة إلى خطورة العقبات التي تواصل الحكومة المصرية إلقاءها في طريق التعاون بين واشنطن والقاهرة، بموازاة تعزيز نظريات المؤامرة عبر وسائل الإعلام، وإقامة محاكمات صورية.
وأضافت: “عدم الاستقرار الذي يلوح في أفق مصر يتطلب أن تتخذ الولايات المتحدة الآن خطوات لحماية نفسها من الاعتماد على بلد لا يمكننا إنقاذه من أمور ليس أقلها أسوأ اندفاعات قادته”.
تعزيز الإرهاب
نشر موقع هافينجتون بوست مقالا للباحث مايكل برينر، خَلُصَ إلى أن “حكومة الولايات المتحدة تتبع- عن دراية- مسارا؛ يؤدي إلى تعزيز المجموعة الإرهابية التي أعلن الرئيس أوباما أنها أخطر تهديد يواجه الولايات المتحدة.
وأضاف: “لكن لا تقلقوا أيها المواطنون الصالحون. فقط تأكدوا من خلع أحذيتكم في المطارات واستغرقوا في النوم وأنتم تعلمون أن وكالة الأمن القومي ستواصل مراقبة اتصالاتكم الإلكترونية دون أمر قضائي. ومحاولة إبقاء إيران معزولة تعكس هذه النظرية الغريبة.
هناك استنتاجان لا ثالث لهما يمكن استخلاصهما من أحداث مغامرة أمريكية في الشرق الأوسط. إما أن رجال أوباما بالغوا كثيرًا في تقدير التهديد الإرهابي الذي يمثله تهديد القاعدة، أو أنهم مهملين لدرجة الاستهتار بما يعرض الشعب الأمريكي للخطر”.