كان للتطورات المتعلقة بمدينة “حلب” نصيب الأسد اليوم من تغطية الصحف الأجنبية المهتمة بالشأن السوري، وسط تحذيرات من تداعيات هذا الانتصار غير المسبوق لنظام الأسد، ليس فقط على الداخل السوري، ولكن أيضا على مستقبل المعركة الإقليمية.
إلى جانب ذلك، تحاول السطور التالية الإجابة عن سؤالي: هل شبَّ قاديروف عن طوق موسكو؟ ولماذا يدعم بوتين الأسد؟ كما تستعرض مظاهر القصور الاستخباراتي والأمني الأوروبي، والصعوبات التي تواجه إيران في طريق عودتها إلى أسواق الطاقة الأوروبية.
أعظم انتصارات الأسد
تحت عنوان “مالذي قد يعنيه سقوط حلب بالنسبة لسوريا والعالم؟” حذر محرر الشؤون الخارجية في صحيفة واشنطن بوست، إيشان ثارور، من أن السقوط المرتقب لعاصمة سوريا التجارية في وقت السلم ربما يكون “أعظم انتصار للأسد منذ انطلاق التمرد ضد حكمة في 2011”.
وأضاف: “ما ستشهده الأسابيع المقبلة سيكون له تأثير كبير على مستقبل الصراع السوري، والشبكة المعقدة من الأجندات الإقليمية المتنافسة التي تحيط به”. مُرَجِّحًا أن تعمد الحكومة السورية إلى تجويع المتمردين في حلب بدلا من المخاطرة بخوض معركة برية مكلفة وطويلة داخل المدينة.
معركة تاريخية
وتحت عنوان “معركة تاريخية من أجل سوريا” رصد محرر الشؤون الخارجية في موقع هافينجتون بوست، لو لوريا، تعهد دول خليجية، تقودها السعودية، وتركيا بشن حرب برية في سوريا، وهو “ما يمثل ضغطا على أوباما لتقرير ما إذا كان مستعدًا لخسارة سوريا لصالح سوريا وإيران”.
وأضاف: “من المرجح ألا يقف المحافظون الجدد في واشنطن مكتوفي الأيدي، وهم يشتهدون روسيا تحرز النصر في سوريا. على الأقل تقدير سيرغبون في أن ترسل الولايات المتحدة قوات برية لمواجهة روسيا والتأثير على النتيجة”.
هل شبَّ قاديروف عن طوق موسكو؟
وتعليقًا على إعلان رمضان قاديروف أن القوات الخاصة الشيشانية متواجدة على الأرض في سوريا، واخترقت خلايا تابعة لتنظيم الدولة لجمع معلومات استخباراتية، قالت صحيفة الإندبندنت: إن هذه المعلومات والرد الروسي “تُظهِر تصدعات في جدار الرواية الرسمية حول التواجد الروسي في سوريا، وتشير إلى أن السيد قاديروف قد شَبّ عن طوق موسكو”.
وأضافت الصحيفة البريطانية: “في تناقضٍ نادِر بين الخط الرسمي للكرملين والمعلومات التي تبث على التلفزيون الحكومي، رفض المتحدث باسم الرئاسة، دميتري بيسكوف، تأكيد هذه المعلومات”.
وأردفت الإندبندنت: “نفى الكرملين مرارا وتكرارا وجود قواته على الأرض، وظل يُراوِغ بشأن ما إذا القوات الخاصة الروسية تعمل في البلاد. ويضيف هذا التقرير أدلة متزايدة على أن السيد قاديروف خرج عن سيطرة موسكو، ويمكن أن يتنافس للحصول على أكبر قدر من النفوذ في المنطقة”.
خمسة أسباب وراء دعم بوتين للأسد
وتحت عنوان “ماذا تريد روسيا في سوريا؟ 5 أسباب وراء دعم بوتين للأسد”، كتب كبير المراسلين الدوليين في شبكة سي إن إن، ماثيو تشانس: “فيما يلي خمسة أسباب توضح لماذا لن تترك روسيا سوريا في أي وقت قريب:
- حماية مصالح روسيا في سوريا.
- الحفاظ على المصالح الاستراتيجية.
- محاربة المجموعات الإسلامية.
- دعم بوتين داخل روسيا.
- بيع السلاح.
قصور استخباراتي أوروبي
وتحت عنوان “حينما تواجه أوروبا المفككة الإرهاب العابر للحدود”، خلُص مركز بروكنجز إلى أن الهجمات التي شنها تنظيم الدولة في باريس عام 2015 لا تسلط الضوء فقط على التهديد الإرهابي الذي يواجه أوروبا، ولكن تبرز أيضا أوجه القصور الأوروبية في الاستخبارات وأمن الحدود.
وأضاف: “ليس كل (المقاتلين الأوروبيين في سوريا والعراق) يمثلون تهديدًا لأمن المواطنين الأوروبيين، بيدَ أن إطلاق النار على المتحف اليهودي في بلجيكا خلال شهر مايو 2014، وهجمات باريس في نوفمبر 2015، أثبتت أن الخطر حقيقي. ولأن أوروبا تواجه تهديدًا فريدًا، يبدو من المنطقي أن الرد ينبغي أن يكون أوروبيًا”.
طريق إيران الوعر
وحول “الطريق الوعر” الذي يواجه عودة طهران إلى أسواق الطاقة العالمية، قال معهد بروجل للأبحاث في بروكسل: “يلعب قطاع الطاقة الإيراني دورا حيويا في اقتصاد البلاد. والآن بعد رفع العقوبات، يجب على الحكومة إصلاح قطاع النفط لتشجيع الشركات الدولية على الاستثمار”.
وأضاف المركز الأوروبي: “إن الإصلاح أمر حيوي وعاجل. وتأخُّر القيام بهذه الخطوة قد يقوض عودة إيران إلى أسواق النفط والغاز العالمية في المدى القصير. وسيكون لذلك نتائج غير متوقعة، ليس فقط على آفاق الاقتصاد الكلي في البلاد، ولكن أيضًا بالنسبة لأسواق النفط العالمية”.