ما الذي يريده بوتين في سوريا تحديدًا، والشرق الأوسط بشكل أعم؟ هذا هو السؤال التي تكرَّر بأكثر من صيغة في عدد من الصحف الأجنبية، وتلخصت إجابته- رغم تنوع جوانبها- في كلمة واحدة: المصالح!
وفي المقابل، يوجد شبه إجماع في الصحافة الأجنبية على تحميل الإدارة الأمريكية مسئولية صنع الفراغ الذي ملأته موسكو في المنطقة، والذي أسهم في اشتعال الصراع بوتيرة غير مسبوقة، قد تؤدي إلى نتائج كارثية، لا يمكن السيطرة عليها.
إلى جانب هذه الملفات السياسية والعسكرية، لا تزال الصحف تتابع عن كثب تداعيات انخفاض أسعار النفط، وترصُد الفصول المتكررة من مسلسل الحرب الكلامية بين الدول الكبرى في المنطقة والعالم.
ورغم هذا الزخم الإعلامي الكبير، لا تزال المأساة الإقليمية مستمرة، وشلال الدماء لم يتوقف بعد.
ماذا تريد روسيا من حملتها في سوريا
تحت عنوان “ماذا تريد روسيا من حملتها في سوريا؟” نقل موقع دويتشه فيله عن الباحث في معهد تشاتام هاوس، كير جيلز، قوله: “هذا التقدم العسكري الأخير الذي أحرزه النظام بدعمٍ روسيّ لم يكن مفاجئًا لأن الهدف الروسيّ “كان دائما هو دعم حكومة الأسد”، وإن كانت موسكو تصر على أنها تهاجم مواقع إرهابية.
وأضاف التقرير: “بيد أن تدخل روسيا في سوريا لا يقتصر على مجرد مكافحة الإرهاب، بل يتخطاه- وفقًا لـ “جيلز”- إلى كونه “فرصة لممارسة بسط السلطة واستخدام الصراع المسلح باعتباره فرصة تدريبية”.
تعزيز الكرملين في المتوسط والوطن
وأردف الباحث: “بعد غزو العراق، وانطلاق الربيع العربي، كان يُنظَر إلى سوريا باعتبارها أحد الفرص الأخيرة المتبقية لروسيا لكي تتدخل وتمنع انهيار الحكومة في الشرق الأوسط، مع كل الفوضى وزعزعة الاستقرار المترتبة على ذلك”.
وأشار التقرير إلى أن أهداف موسكو تشمل أيضًا: تعزيز موطئ قدم لها في منطقة البحر المتوسط، ودعم بوتين على الصعيد المحلي، مستشهدا بالحملة الإعلامية المحمومة داخل روسيا بموازاة الحملة العسكرية، فضلا عن تشتيت الانتباه تماما عن مسألة ضم شبه جزيرة القرم.
أولويات بوتين.. وواجبات أمريكا
وكتب دنيس روس، المستشار في معهد واشنطن، مقالا في لوس أنجلوس تايمز، خلُصَ فيه إلى أن بوتين يهدف إلى التأكيد على أن روسيا، وليس أمريكا، هي صاحبة السلطة الرئيسية في المنطقة، وعلى نحو متزايد في أماكن أخرى.
وأضاف الدبلوماسي البارز في إدارات بوش وكلينتون وأوباما سابقًا: “إذا كانت أولوية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي العملية السياسية؛ لكان قد عمل على تعزيز وقف إطلاق النار، وليس زيادة وتيرة العمليات العسكرية الروسية. ولكان أبلغنا بأنه سيمنع الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام البراميل المتفجرة، ويجبره على فتح ممرات إنسانية للغذاء والدواء”.
وختم بالقول: علينا أن نكون صادقين بشأن استراتيجيتنا تجاه سوريا اليوم: ما لم نكن على استعداد لاستخدام نفوذنا ضد ما يفعله الروس؛ لن يكون لدينا شركاء من السنة، وستتضاءل احتمالية أن تؤتي الدبلوماسية ثمارها”.
سوريا التي تشهد مأساة خارج السيطرة
وحذرت كارين دي يونغ وليز سلاي في صحيفة واشنطن بوست من أن سوريا التي تشهد مأساة بالفعل، على وشك الانزلاق إلى كارثة أكبر، قد لا يمكن السيطرة عليها.
وقال التقرير: “فجأة، وبعد أربع سنوات من الحرب الأهلية الوحشية، أصبحت سوريا هذا الأسبوع أكثر من كارثة عسكرية ودبلوماسية وإنسانية. وما كان يبدو ممكنا قبل أسبوعين، يبدو الآن ميؤوسا منه تماما”.
وأضاف: “يمكن أن يؤدي فشل مفاوضات السلام إلى أن يتخذ الرئيس أوباما أخيرًا القرار الذي لطالما قاومه: تقديم المزيد من التسليح والدعم الكامل للجماعات المتمردة التي لا يثق هو شخصيا في التزامها تجاه سوريا الديمقراطية العلمانية”.
المملكة العربية السعودية تواجه أسوأ التوقعات المالية
وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن المملكة العربية السعودية تواجه أسوأ التوقعات المالية في 15 عاما، وسط تراجع أسعار النفط؛ ما اضطرها إلى إعلان ميزانية تقشفية في ديسمبر الماضي، وخفض الإنفاق لسد الفجوة، ورفع أسعار البنزين والكهرباء والمياه على المستهلكين، وأسعار الغاز والمواد الخام على الصناعات.
وأضافت الصحيفة البريطانية: “هذا الخفض في الإنفاق سوف يكلف الأسرة التوسط 140 دولارا إضافية في الشهر، وفقا لتقديرات إتش إس بي سي. لكن رغم الموجة الأولى من التعليقات على وسائل الاعلام الاجتماعية، تقبل معظم المواطنين الزيادات، حسبما أشار السعوديون والدبلوماسيون.
التغيير تحت الضغط
ونقلت فاينانشيال تايمز عن سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة، جوزيف ويستفول، قوله: “أفضل وقت لتغيير الثقافة عندما تكون أسعار النفط منخفضة، وهناك مشكلات أمنية في المنطقة.
مضيفًا، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر استضافته الرياض الشهر الماضي: “في خضم كل هذا الاضطراب، يدرك الشعب السعودي أن شيئًا ما يجب أن يتغير.. أما في أوقات الرخاء، فلا أحد يرغب في التغيير”.
أردوغان يوبخ أمريكا
وتحت عنوان “ الزعيم التركي ينتقد الولايات المتحدة بسبب دعمها للأكراد” أبرزت صحيفة نيويورك تايمز توبيخ أردوغان اليوم الأربعاء الإدارة الأمريكية لعدم وضعها الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على قائمة المنظمات الإرهابية، واصفا الموقف الأمريكي بأنه فشل أسهم في تحويل المنطقة إلى حمام دم.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أردوغان قوله، أمام مسؤولين إقليميين في أنقرة، مخاطبًا أمريكا: “هل أنتم إلى جانبنا أم إلى جانب منظمة الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني الإرهابية؟