إعداد: آمال وشنان، نادين اغبارية
عرفت الأزمة السورية في بعدها الإقليمي انزلاقا خطيراً صبيحة يوم السبت، وهو أول احتكاك مباشر بين ثلاث لاعبين إقليميين أساسيين في الصراع، وعليه ركزت الصحف الغربية على حيثيات التوتر والتصعيد، حيث نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليلا بعنوان “إسرائيل-سوريا-إيران: الأسد يحول التهديد إلى فعل” وقالت أن الحادث الذي وقع يوم السبت على الحدود الإسرائيلية السورية يشير إلى تصعيد خطير في الصراع الدائر بين إسرائيل من جهة وإيران ونظام الأسد من جهة أخرى وتساءل كاتب المقال ماذا تريد إيران مع الحدود الإسرائيلية؟ منذ الصيف الماضي، حذرت القيادة الإسرائيلية من محاولة إيرانية للحصول على موطئ قدم في سوريا، مستفيدة من نجاح نظام الأسد في الحرب الأهلية. وتشمل هذه المحاولة نشر حوالي 000 10 من مقاتلي الميليشيات الشيعية في العراق وباكستان وأفغانستان في جنوب سوريا تحت رعاية إيران؛ إنشاء مصنع للأسلحة في سوريا؛ والمحادثات الإيرانية مع نظام الأسد لإنشاء قاعدة جوية وبحرية في سوريا. إن التوغل في الأراضي الإسرائيلية، الذي يبدو مخططا له، يشكل انتهاكا للسيادة واستفزازا شديدا. وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلى العميد رونين مانيليس قد استخدم كلمات قاسية هذا الصباح قائلاً: “إن إيران تسحب المنطقة للخطر وستدفع الثمن”. ويبدو من خطابه أن هذا التهديد لم ينته بعد. وقد حذر نظام الأسد إسرائيل منذ وقت طويل من أنه سيرد على الضربات الإسرائيلية ضد القوافل ومستودعات الأسلحة المرتبطة بحزب الله في الأراضي السورية. وظهر تحذير شديد من هذا النوع في الأسبوع الماضي، بعد تفجير يعزى إلى إسرائيل – لمرفق لتطوير الأسلحة بالقرب من دمشق. وجاء إطلاق صواريخ مضادة للطائرات على طائرات إسرائيلية رداً على التوغل الإسرائيلي في سوريا، ولكنه أيضا تعبير عن شعور النظام الجديد بالقوة، هذا التوتر، أكثر من أي وقت مضى، هو انعكاس لصراع القوى الكبرى. وبالنسبة لروسيا التي لا تزال لديها أسراب مقاتلة وبطاريات متطورة مضادة للطائرات في شمال سوريا، فإن نظام الأسد -وحتى الإيرانيين- إلى حد ما، جزء من معسكر موسكو الذي له اليد العليا في الحرب الأهلية السورية. وكانت إدارة ترامب تشير إلى موقف أكثر حزما تجاه الإيرانيين بالمقارنة مع إدارة أوباما التي كانت تخشى التدخل في البلاد، وكانت قلقة من إحباط ما يعتبره أعظم إنجاز لها: الاتفاق النووي الإيراني الموقع في فيينا في صيف 2015. والسؤال المطروح الآن هل أعطى الرئيس ترامب نتنياهو الضوء الأخضر لضرب إيران في الشمال؟
في الموضوع نفسه نشرت الغارديان خبراً بعنوان “مصادر عسكرية:إسقاط طائرة اسرائيلية بنيران سورية”، حيث تحطمت مقاتلة إسرائيلية من طراز إف -16 بعد أن أطلق النظام صواريخ مضادة للطائرات على غارة لتدمير المنشآت الإيرانية المتهمين بإطلاق طائرة بدون طيار إلى إسرائيل. وقد ادعى الجيش الإسرائيلي إسقاط الطائرة بدون طيار وضرب أهدافا إيرانية فى سوريا بعد ما وصفه بأنه “انتهاك صارخ وغير نظامي للسيادة الإسرائيلية”. وكانت هذه الحادثة من أخطر الحوادث التي وقعت بين إسرائيل وإيران وسوريا منذ بدء الحرب الأهلية السورية قبل ثماني سنوات تقريبا. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس على موقع تويتر أن إيران “مسؤولة عن هذا الانتهاك الصارخ للسيادة الاسرائيلية، قوات الدفاع الإسرائيلية استهدفت أنظمة السيطرة الإيرانية في سوريا التي أرسلت [الطائرات بدون طيار] إلى المجال الجوي الإسرائيلي”. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال رونين مانيليس أن إسرائيل تُحمل إيران مسؤولية مباشرة عن الحادث. وأضاف: “هذا هجوم إيراني خطير على الأراضي الإسرائيلية، إن إيران تسحب المنطقة إلى مغامرة لا تعرف كيف ستنتهي”. و قال: “كل من هو مسؤول عن هذا الحادث سيدفع الثمن”. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قام بزيارة نادرة إلى الجبهة الإسرائيلية السورية أمس وحذر أعداء اسرائيل من اختبار صبرها.
نشرت وول ستريت جورنال خبرا بعنوان “إسرائيل تضرب أهدافا سورية بعد اعتراض الطائرات الإيرانية بدون طيار” ذكر الجيش الإسرائيلى اليوم أنه شن غارات جوية على أهداف سورية بعد اعتراضه طائرة بدون طيار إيرانية أطلقت من سوريا وتسللت إلى المجال الجوي الإسرائيلي مع تحطم طائرة إف16 وسط إطلاق نار مضاد للطائرات مما زاد من حدة التوترات بين الجارتين. وأن أحد الطيارين في حالة خطيرة، كما نشرت الأندبندنت خبرا بعنوان”أُسقطت طائرة مقاتلة إسرائيلية خلال هجوم كبير ضد أهداف في سوريا” ووصف المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي جوناثان كونريكوس الغارة التي شنتها الطائرات بدون طيار بأنها “انتهاك صارخ للسيادة الإسرائيلية”. ردا على ذلك، ضربت إسرائيل أهدافاً في وسط سوريا والضواحي الجنوبية الغربية من العاصمة دمشق في موجتين منفصلتين متتاليتين من الضربات الجوية يوم السبت، وقال المرصد السوري أن الجولة الأولى تستهدف المنطقة الصحراوية الوسطى حيث من المعروف أن القوات السورية وحلفائها المدعومين من إيران بما فيهم حزب الله يحافظون على القواعد هناك. وأشارت إلى تقارير غير مؤكدة عن وقوع ضحايا بين القوات الحكومية السورية والميليشيات المتحالفة معها. وقال المرصد الذي يراقب الحرب السورية عبر شبكة من الناشطين على الأرض أن الجولة الثانية من الهجمات استهدفت بؤر في الضواحي الجنوبية الغربية لدمشق.
أما رويترز فنشرت خبرا بعنوان “إسرائيل تضرب 12 هدفا سوريا وإيرانيا في سوريا: الجيش الإسرائيلي” وقال الجيش الاسرائيلي اليوم السبت أنه شن هجوما واسع النطاق على أجهزة الدفاع الجوي السورية والأهداف الايرانية في سوريا “حيث تم الاعتداء على اثني عشر هدفا منها مناطق للدفاع الجوي وأربعة أهداف إيرانية تشكل جزءاً من المؤسسة العسكرية الإيرانية في سوريا” وقال الجيش في بيان أن “الصواريخ المضادة للطائرات أطلقت خلال الهجوم على إسرائيل مما أثار إنذارات سمعت في شمال إسرائيل”. وفي موضوع مقارب نشرت تايمز أوف إسرائيل خبرا بعنوان ” مطار بن غريون الدولي يوقف الرحلات لفترة وجيزة بسبب التوتر في الحدود الشمالية” حيث توقفت الرحلات عن المغادرة وتأخير وصولها لمدة ساعة بعد إجراء تقييم أمني. أوقف مطار إسرائيل الرئيسي جميع عمليات المغادرة وأوقفوا بعض عمليات الهبوط صباح اليوم السبت بسبب الاشتباكات العسكرية على طول الحدود الشمالية. وقد تأخرت الرحلات في مطار بن غوريون الدولي لمدة ساعة تقريبا ابتداء من الساعة التاسعة صباحا بعد إجراء تقييم أمني. واستأنفت الحركة الجوية المنتظمة في وقت لاحق. ويعتبر المطار موقعا استراتيجيا يمكن استهدافه من قبل “أعداء” إسرائيل خلال الصراع العسكري. نشرت فويس أوف أمريكا خبرا بعنوان “سوريا: الرد على “العدوان الإسرائيلي الجديد” وقالت وسائل الإعلام السورية اليوم السبت أن سوريا تستجيب لـ”العدوان الاسرائيلي الجديد” في أعقاب غارة إسرائيلية سابقة في وسط البلاد. وقال المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية جوناثان كونريكوس على موقع تويتر أن إسرائيل “تضرب العديد من الأهداف العسكرية السورية وايران في سوريا، ردا على العدوان الإيراني”. وقال التلفزيون السوري أنه يمكن سماع أصوات الانفجارات في ريف دمشق بالقرب من العاصمة. أما ميدل ايست آي فنشرت خبرا بعنوان “إسرائيل تطلق هجمات إف 16 في سوريا” وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس أن “عددا كبيرا” من الطائرات الحربية الإسرائيلية تعرضت “لنيران العدو” ولم تتضرر سوى طائرة إسرائيلية واحدة. وقال الجيش أن طائرة إف -16 سقطت في حقل قرب قرية حردوف في شمال إسرائيل، كما أظهرت لقطات تلفزيونية وأصيب أحد الطيارين. وقال ديفيد إيفري، قائد القوات الجوية الإسرائيلية السابق لرويترز أنه يعتقد أنها المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز إف -16 منذ أن بدأت إسرائيل استخدام الطائرات في الثمانينيات.وقال كونريكوس: “لا نعرف ما إذا كان الطيارون أصيبوا بسبب النيران (السورية)”. وأضاف أنه “لم يتضح بعد الطريقة التي أسقطت بها، لكن الأمر مثير”. كما ارتفعت حدة التوتر عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان بشأن الخطط الإسرائيلية للجدار الحدودي، ويخطط اللبنانيون لاستغلال كتلة الطاقة البحرية التي تقع جزئيا في المياه المتنازع عليها.
في موضوع قريب نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالا بعنوان”هل الجهود الأمريكية جديدة في سوريا ستغير اللعبة؟” قال كاتب المقال أن المعركة الكبرى التي استمرت طوال الليل إلى 7 فبراير / شباط، أدت إلى مقتل أكثر من مائة شخص من جانب النظام السوري. باستخدام قوة نيران هائلة، أرسل التحالف من خلالها رسالة: “ابقى ضمن حدودك”. الولايات المتحدة تتزايد جذور اندماجها في الصراع السوري. بدأت المساعدات الإنسانية تتدفق إلى وادي نهر الفرات، وتجري المعركة من أجل دعم القبائل العربية السنية المحلية على خلفية الصراع قبل وصول داعش إلى وادي نهر الفرات، كانت هذه المنطقة مفصولة عن الحياة في دمشق. في أوائل 2000 كانت خط أنابيب للمقاتلين الأجانب والإرهابيين المتدفقة إلى العراق من الخارج عبر سوريا. وقد كسبت القبائل العربية السنية مالا من التهريب. وكان بعضهم موجود عبر الحدود في العراق، ووفقا لمواصلات دبلوماسية مسربة، خلال صحوة الأنبار وحملة بقيادة الولايات المتحدة بعد عام 2006 ضد الإرهابيين، تمكن الأمريكيون من تجنيد 25 قبيلة في العراق، وكان العديد منهم أصدقاء عابرون للحدود. هذه الشبكة من الدعم للولايات المتحدة في الغالب توقفت بحلول عام 2014، عندما اجتاحت داعش وادي الفرات نفسه في العراق. والآن، بعد ثلاث سنوات من قتال داعش، عاد الأمريكيون، ولكن هذه المرة إلى شرق سوريا بدلا من محافظة الأنبار في العراق. فهم يفهمون أن القبائل ستكون مفتاح الأمن.
أما فيما يخص الصحافة الإسرائيلية فتناولت الموضوع من عدة زوايا. حيث قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم السبت أنه نفذ هجوما واسع النطاق على ثلاث بطاريات للدفاع الجوي السوري وأربعة أهداف إيرانية في سوريا. وفي حوالي الساعة 9:00 صباحا، أعلن التلفزيون السوري عن سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على أطراف دمشق. وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع افيجدور ليبرمان وصل إلى مقر وزارة الدفاع في تل أبيب هذا الصباح وتلقى معلومات منتظمة حول الأحداث فى الشمال وأجرى مشاورات مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادى ايزنكوت وكبار مسؤولي مؤسسات الدفاع. يذكر أن هذه هي المرة الأولى في ثماني سنوات من الحرب في سوريا التي تجري فيها عملية عسكرية مباشرة بين القوات الإسرائيلية والإيرانية.
وبحسب موقع ملف ديبكا العسكري قدم الجيش الإسرائيلي الإعلان التالي عن الحادث: “الجيش الإسرائيلي، باستخدام مروحية قتالية، اعترض بنجاح طائرة إيرانية بدون طيار أطلقت من سوريا وتوغلت في إسرائيل. تم الكشف عن الطائرة في وقت مبكر من أنظمة الدفاع الجوي ورصدت حتى تم إسقاطها، وهاجم الجيش الإسرائيلي أهدافا إيرانية في سوريا. وكانت الإنذارات التي سمعت في مرتفعات الجولان نتيجة نيران سورية مضادة للطائرات. وكان هذا الحدث لا يزال مستمرا. وسيواصل الجيش الإسرائيلي العمل ضد محاولات التسلل إلى المجال الجوي وسيعمل بحزم على منع انتهاك السيادة الاسرائيلية”.
في 4 ديسمبر / كانون الأول، أفادت مصادر عسكرية لديبكا أن إيران نقلت إلى قواتها وإلى حزب الله في سوريا طائرتها الجديدة من الطائرات بدون طيار (المهاجر 6). وعقب بدء الحادث مباشرة، عقد رئيس الأركان جادي ايزنكوت اجتماعا مع قادة الجيش، ويدير الأحداث رئيس الأركان والقائد العام للقوات الجوية اللواء عميكام نوركين. وأضاف الموقع أن الاشتباك بين الجيش الإسرائيلي وإيران وسوريا مستمر.
وتحت عنوان”وفي الاشتباك العسكري بين اسرائيل وايران وسوريا في الشمال، تشارك القوات العسكرية الروسية المتمركزة في سوريا أيضا” قال موقع ملف ديبكا أنه عندما أرسلت القوات الجوية الإسرائيلية للعمل في وسط سوريا بالقرب من تدمر، بهدف تدمير قافلة النقل الإيرانية التي أطلقت الطائرات بدون طيار الإيرانية صباح السبت 10.2، التي كانت متمركزة في قاعدة تي 4، واجهت ليس فقط الدفاعات المضادة للطائرات السورية، بل أيضا نظام الدفاع السوري الروسي المضاد للطائرات، الذي يتم تشغيله وتنسيقه مع المقر الروسي في قاعدة حميميم. وبحسب الموقع فإن هذا ليس حدثا محليا يتعلق بالقوات الإيرانية والسورية، بل هو تدهور أمني خطير يشمل الجيش الروسي في سوريا. أولا وقبل كل شيء، عندما تقوم إيران بإرسال طائرة استطلاع من قاعدة إيرانية روسية في سوريا لدخول إسرائيل، فإن الوضع العسكري الاستراتيجي في المنطقة قد تغير بالفعل. ويمكن افتراض أن المقر الروسي في سوريا، الذي يراقب عن كثب جميع القواعد الجوية في سوريا، كان على علم بهذا الإطلاق. وكانت النتيجة بطبيعة الحال تأثير صاروخ مضاد للطائرات سوري على مقاتلة اسرائيلية من طراز إف – 16. وحقيقة أنه خلال العملية الواسعة للقوات الجوية الإسرائيلية فتحت الطائرات النار من داخل لبنان تشير إلى نطاق التنسيق السوري الإيراني الروسي مع حزب الله ومع الجيش اللبناني. ونتيجة لذلك، أغلق المجال الجوي الإسرائيلي بأكمله من وسط البلاد إلى الشمال.
إن إسقاط طائرة إسرائيلية باستخدام صاروخ سوري من قبل نظام مضاد للطائرات بقيادة جنرالات روس ليس بالامر البسيط، وفي حال صح القول إن اسرائيل اتجهت إلى واشنطن وموسكو صباح اليوم للتدخل من أجل وقف القتال تدل على الموقف العسكري السياسي المتدني الذي تجد فيه إسرائيل والجيش الإسرائيلي نفسها.
توجه مثل هذا هو العكس تماما للخطابات العنيفة لوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي هدد بأنه في حال اندلعت الحرب في سوريا ولبنان، فإنها سوف تنفجر على جبهتين. وإن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع الذي هدد أعداء إسرائيل بأن “لا تختبروا صبرنا” هي أيضا غير ضرورية لأنه وفي صباح اليوم، إيران وهي العدو الأكبر لإسرائيل، قامت بالفعل باختبار صبرهم.
ويحاول موقع ديبكا منذ فترة طويلة التحذير بأن الاتصالات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو محدودة بطبيعتها. مع كل التفاهمات الروسية – الإسرائيلية، سوف يهتم بوتين وموسكو بمصالحها الاستراتيجية، وليس بمصالح إسرائيل.
أما صحيفة هآرتس فنشرت بدورها مقالاً تحليليا حول الوضع بعنوان“تبادل إطلاق النار على الحدود الشمالية يشير إلى تصعيد خطير ضد إيران”. وجاء فيه أن أحداث الليل وصباح السبت على الحدود الإسرائيلية السورية تعبر عن تصعيد خطير في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران ونظام الأسد. وقد استعيض عن التهديدات بإجراءات حقيقية – تبادل إطلاق النار على الحدود وعمق الأراضي السورية – والتوتر لم ينته بعد. إن التسلل إلى إسرائيل، الذي يبدو أنه مخطط له، يشكل انتهاكا للسيادة واستفزازا صارخا. منذ وقت طويل، حذر نظام الأسد إسرائيل من أن سوريا سترد على تفجيرات القوات الجوية (التي تناقلتها وسائل الإعلام الأجنبية) ضد القوافل ومستودعات الأسلحة المرتبطة بحزب الله في الأراضي السورية. وجاء هذا التحذير الجريء في منتصف الأسبوع بعد تفجير قنبلة نسبت إلى إسرائيل في منشأة لتطوير الأسلحة في منطقة دمشق.
وحول نفس الموضوع قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه وفي مطار بن غوريون، أوقفت جميع الرحلات المغادرة صباح اليوم (السبت) قبل الساعة 9:00 صباحا بقليل، وسجلت حالات تأخير في عدد من عمليات الهبوط في أعقاب الحوادث الأمنية في الشمال. وبالإضافة إلى ذلك، أغلق المجال الجوي على الساحل الإسرائيلي شمال شفايم أمام جميع الرحلات الجوية المدنية بسبب نشاط القوات الجوية الذي يستخدم الطريق للوصول إلى خط المواجهة على الحدود الشمالية.
تتفق جميع الصحف الإسرائيلية على أن حدث مثل هذا سيغير الخارطة السياسية في المنطقة وسيؤدي إلى توتر أعمق بين إسرائيل والقوى العاملة في سوريا وأن هذه ليست سوى البداية وأن التوتر الحاصل هو مستمر.