القضية الرئيسية التي لا تزال تسيطر على تغطية الصحافة الأجنبية للشأن السوري، هي: تأثير فوز ترامب على مسار الأزمة السورية.
خيارات ترامب محدودة في سوريا
على عكس التيار السائد إعلاميًا، ذهب تقرير أعده مراسل صحيفة ك. ساينس مونيتور، نيكولاس بلانفورد، إلى أن فوز ترامب بالرئاسة قد لا يغير المشهد السوري كثيرًا.
ورغم وعود ترامب خلال حملته الانتخابية بـ”ضرب داعش”، يقول الخبراء: إن خيارات “ترامب” في سوريا محدودة بالفعل.
تقلُّص خيارات المعارضة سياسيا وعسكريًا
لكن التقرير رجّح أن تتقلص الخيارات السياسية والعسكرية المتاحة للمعارضة السورية أكثر، بما في ذلك الخيارات التي كانت تحظى بدعم الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
“ترامب” يحب الأقوياء
مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية، رامي خوري، رجَّح أن شعار “أمريكا أولا” سيجعل “ترامب” يتعاون مع “بوتين” في سوريا، حسبما ورد في مقاله المنشور على موقع الجزيرة الإنجليزية.
يقول “خوري”: “إن ميل ترامب للعمل مع بوتين، وحتى بشار الأسد، ينسجم مع جانب آخر من جوانب السياسة الخارجية التي كان متوقعا أن ينتهجها في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، وهو: احترامه أو حتى إعجابه بـ”القادة الأقوياء”.
وأضاف: “هذا قد يكون مؤشرا على علاقات وثيقة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، ورجب طيب أردوغان في تركيا، وحتى الأسد في سوريا. ويمكن أن يشكل نواة لأخوية فضفاضة من قادة الشرق الأوسط تسمح الولايات المتحدة بمواصلة سياستها المتسمرة منذ عقود لصالح “الاستقرار” في ظل قيادات قوية.
محاصرة المعارضة السورية
مراسل صحيفة الجارديان البريطانية، مارتن تشولوف، رأى أن فوز ترامب لم يترك للمعارضة السورية مكانا يمكنهم اللجوء إليه، وقوَّض آمالهم في إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.
تحدث “تشولوف” عن قناعة في أوساط المتمردين أن ترامب سيؤيد سياسة بوتين في قصف المعارضة ليسوقهم قسرًا إلى طاولة المفاوضات، بموازاة تجويع المواطنين الذين يؤيدونهم لإجبارهم على الاستسلام.
وأضاف: يتوقع قادة المعارضة السياسية أن الرئيس الأمريكي المنتخب سيصوغ سياسته في سوريا باعتبارها معركة ضد تنظيم الدولة في آخر معاقله الواقفة شمال شرق البلاد.
عراقيل في طريق “ترامب”
توم بيري وليلى بسام قالا إن الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه يأملون في الاستفادة من فوز ترامب معتبرين أنه أنقذهم من مخاطر التدخل الذي كانت ستتبناه غريمته هيلاري كلينتون.
وأضافا في تقريرٍ نشرته وكالة رويترز: فوز ترامب قد يؤذن بالفعل بتحولٍ في مسار الحملة العسكرية المدعومة من روسيا في حلب.
لكن أحد التعقيدات يمكن أن يكون موقف ترامب المتشدد من إيران الداعم العسكري الرئيس للأسد، إلى جانب روسيا.
بيدَ أن محللون يقولون إن النفور الجمهوري طويل الأمد من الأسد قد يمنع أيضا أي تحوُّل كبير في السياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب.
روسيا تتهم المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيميائية
الخبر الآخر الذي حظي باهتمام الصحافة الأجنبية اليوم في الشأن السوري، هو: الاتهام الروسي للمعارضة باستخدام أسلحة كيميائية.
ديلي ميل وسالون ويو بي آي وإيه بي سي نيوز وجيروزاليم بوست وبزنس ستاندرد وبانكوك بوست وشينخوا وغيرها، نقلت عن الجيش الروسي إن لديه أدلة تثبت استخدام المتمردين السوريين أسلحة كيميائية في شرق مدينة حلب المحاصرة.
وأضاف الجيش في بيان: “خبراء من وزارة الدفاع الروسية وجدوا ذخيرة مدفعية لم تنفجر أطلقها الإرهابيون تحتوي على مواد سامة.
وبعد تحليل سريع في المختبر المتنقل، وجدنا أن المواد السامة في ذخيرة المتمردين من المرجح للغاية أن تكون غاز الكلور والفوسفور الأبيض”.
وتعهدت وزارة الدفاع الروسية بإجراء تحليل أكثر دقة في مختبر عسكري روسي معتمد لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
جمعة الغلابة.. الشرطة أكثر من الشعب
على الساحة المصرية، خيَّمت “جمعة الغلابة” على تغطية الصحافة الأجنبية، رغم الهدوء غير المتوقع الذي خيم على شوارع العاصمة.
رويترز رصدت انتشار شرطة الشغب والعربات المدرعة في الشوارع الخالية وسط القاهرة تحسبًا لخروج تظاهرات شعبية احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية. وهو عين ما ركزت عليه تغطية نيويورك تايمز المنقولة عن أسوشيتد برس.
السعودية تعترف بديون مليارية للشركات الخاصة
في الشأن السعودي، تركزت التغطية على إعلان وزير المالية الجديد، محمد الجدعان، أن بلاده ستسدد مليارات الدولارات المستحقة للشركات الخاصة بعد انهيار عائدات النفط.
وأوضح “الجدعان” أن الوزارة تعمل يوميا على إصدار أوامر سداد بالآلاف”، بعدما أدى تأخير دفع المستحقات إلى معاناة آلاف العمال الأجانب، خاصة في قطاع المقاولات، بسبب تأخر رواتبهم.
كما أعلن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي يرأسه ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان، أن المملكة ستدفع متأخرات الشركات الخاصة الشهر المقبل.
تغطية الوكالات الروسية كانت مختلفة، حيث اختارت سبوتنيك للخبر عنوان: “حتى الأغنياء يبكون.. الحكومة السعودية مدينة بـ”مليارات الدولارات” للشركات الخاصة”. فيما وصف عنوان روسيا اليوم الإعلان السعودي بأنه “اعتراف”، وهو ما تكرر في مستهل تغطية الجارديان وميدل إيست مونيتور.