صراخ حلب لا يزال يُدَوّي من حناجر مَن تبقى على قيد الحياة من سكان المناطق المحاصرة، بعد استئناف الغارات الجوية، وتعثر عمليات الإخلاء، وتجدٌّد القتال، وفرض شروط إيرانية جديدة.
لليوم الثاني على التوالي، نخصص هذه القراءة الصحفية لرصد أبرز التطورات الميدانية والدولية ذات الصلة، حسبما رصدته الوكالات والصحف والمواقع الأجنبية:
شروط إيرانية جديدة.. مواصلة الغارات على حلب.. توقف عمليات الإخلاء
تعثرت خطط إخلاء مناطق المتمردين في حلب، بموازاة تصاعد القتال في المدينة، بعد رفض بعض المجموعات المسلحة شروط الاتفاق الجديدة التي فرضتها إيران.
تريد إيران إخلاءً متزامنًا للجرحى من قريتين، الفوعة وكفريا، المحاصرتين من المتمردين، وفقا لمصادر في المعارضة والأمم المتحدة، بحسب صحيفة التليجراف البريطانية.
لكن لا توجد مؤشرات على حدوث ذلك. بل أطلق المتمردون قذائف على قريتين تسكنهما أغلبية شيعية في محافظة إدلب غربي حلب، ما تسبب في سقوط بعض الضحايا، بحسب المرصد السوري.
كما لا توجد مؤشرات فورية على توقيت الإخلاء، لكن محطة تلفزيونية مؤيدة للمعارضة قالت إن التنفيذ قد يتأخر حتى يوم الخميس.
وزير الدفاع الإيراني يهنئ نظام الأسد.. وشكوك حول التزام المقاتلين الشيعة
هنأ وزير الدفاع الإيراني، العميد حسين دهقان، النظام “على أحدث انتصار يحرزه الجيش السوري بتحرير مدينة حلب”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن أبي زيد، وهو مستشار قانوني لجماعات المعارضة السورية، قوله إن الميليشيات الإيرانية وحزب الله الشيعي قصفوا أربعة أحياء تسيطر عليها المعارضة يوم الأربعاء.
وأضاف: “من الواضح أن الروس لا يستطيعون إلزام إيران بالاتفاق”، مشيرًا إلى أن المطالب الإيرانية الجديدة تشمل استعادة رفات مقاتلين إيرانيين قتلوا في حلب، وإطلاق سراح رهائن إيرانيين أُسِروا في إدلب، بحسب صحيفة يو إس إيه توداي.
تركيا تتهم الحكومة السورية بخرق الهدنة.. لافروف: نهاية المتمردين خلال أيام
بعد استئناف الغارات الجوية والقصف وإطلاق النار، يوم الاربعاء، اتهمت تركيا قوات الحكومة بخرق الهدنة، بينما قال التلفزيون الرسمي السوري إن قصف المتمردين أسفر عن مقتل ستة أشخاص.
رغم ذلك، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف: إن المقاومة المتمردة من المرجح أن تنتهي في غضون يومين أو ثلاثة.
وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان سيبحثان قضية حلب اليوم الأربعاء.
حلبيون يحرقون متعلقاتهم الشخصية خوفًا من نهب النظام
أما المواطنون في شرق حلب، فحزموا حقائبهم وحرقوا متعلقاتهم الشخصية، خوفا من عمليات النهب التي يقوم بها الجيش السوري وحلفائه من الميليشيات المدعومة إيرانيًا.
حتى الفجر، لم يكن أحد غادر المدينة بموجب هذه الخطة، وفقا لشاهد من رويترز ينتظر عند نقطة الانطلاق، حيث تتأهب 20 حافلة، دون أن تظهر أي علامة على التحرك إلى مناطق المتمردين.
تدمر في قبضة داعش.. و250 ألف مدني مصيرهم مجهول
ركزت الحكومة السورية وحلفاؤها على محاربة المعارضة المسلحة، بدلا تنظيم من الدولة، الذي تمكن هذا الأسبوع من استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية، ما يدل مرة أخرى على التحدي الذي يواجه الأسد لاستعادة السيطرة على كل التراب السوري.
ومع انجلاء الغبار عن حلب، يتصاعد القلق العالمي إزاء محنة 250 ألف مدني يعتقد أنهم لا يزالون محاصرون في القطاعات التي يسيطر عليها المتمردون في الشرق.
الأمم المتحدة: انهيار كامل للإنسانية.. ونقص الماء والغذاء وغلق المستشفيات
أسفرت هزيمة المتمردين في حلب عن نزوح جماعي للمدنيين المذعورين والمتمردين في هذا الطقس الصعب، ما تسبب في أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها “انهيار الكامل للإنسانية”، محذرة من نقص فعلي في المواد الغذائية والمياه في المناطق المتمردة، في ظل إغلاق كافة المستشفيات.
وقال جينس ليرك، المتحدث باسم المكتب الإنساني للأمم المتحدة في جينيف: “نكرر قلقنا الشديد على سلامة وأمن المحاصرين، الذين لا يزالون في الأحياء المتبقية التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب. كما سمعنا عن تقارير من الأمين العام بشأن انتهاكات شديدة لحقوق الإنسان، وهذا أيضا يقلقنا للغاية”.
جثث الأطفال في شوارع حماه بعد هجوم بالغاز.. 93 قتيلًا و16 مصاب
هذه الصور مفجعة ومؤلمة، لكن الذين نشروها يريدون للعالم أن يعرف بالضبط كيف ماتوا، هكذا استهل موقع نيوز الأسترالي تغطيته، التي تضمنت صورًا للأطفال القتلى.
يقول اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية (UOSSM): إن هؤلاء الأطفال، من بين 93 آخرين، ارتقوا نتيجة هجوم بالغازات الكيميائية بالقرب من مدينة حماة.
16 شخصا على الأقل ممن قتلوا نتيجة هجوم الغاز، من الأطفال، وتقول المنظمة الإغاثية والولايات المتحدة إن 300 آخرين أصيبوا.
صحيفة ديلي ميل البريطانية نشرت الصور ذاتها، وقالت إنها مُفجِعة، مشيرة إلى أن أرواح الأطفال ارتقت سريعًا بعد استنشاق الغاز وتكوُّن رغوة في الفم.
وأرجع اتحاد ارتفاع أعداد المصابين إلى النقص الشديد في الكوادر الطبية المدربة على الاستجابة للحالات التي تعرضت لأسلحة كيميائية.
وزير خارجية بريطانيا: كان ينبغي ضرب الأسد في 2013
قال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون: إن مجلس العموم، وحزب العمل بشكل ضمني، يتحملون جزءا من المسؤولية عن المحنة التي تغرق فيها سوريا بسبب التصويت ضد القيام بعمل عسكري ضد بشار الأسد في عام 2013، حسبما نقلته صحيفة الجارديان.
وقالت متحدثة باسم رئاسة الوزراء البريطانية: “لا نعتقد أن الرئيس الأسد، الذي يحكم الشعب السوري بمثل هذه القسوة الوحشية، هو الطريق نحو مستقبل آمن ومزدهر لسوريا على المدى البعيد”.
وأكدت المتحدثة أن المملكة المتحدة ستمارس ضغوطا على شركائها الأوروبيين خلال قمة الخميس في بروكسل، من أجل تبني “إعلان حازم وواضح” حول الوضع في حلب، وخصوصا فيما يتعلق بـ”ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف إطلاق النار”.
* عناوين أخرى:
– سي بي إس نيوز: الأسد يستأنف معاقبة المتمردين في بقعة صغيرة من حلب
– ديلي ميل: نساء حلب المرعوبات “يبدأن قتل أنفسهن حتى لا يغتصبهن جنود الأسد” بعد انهيار وقف إطلاق النار في سوريا
– وكالة سبوتنيك عن “لافروف”: لطالما كانت روسيا مستعدة لاستئناف محادثات التسوية في سوريا برعاية أممية
– روبن رايت- ذا نيويوركر: معركة حلب- ستالينجراد سوريا- انتهت
– نيوز 24 (فيديو): حلب السورية تُدَمَّر بينما يتفرج العالم
– بيتر تاتشل- الجارديان: السوريون في حاجة إلى مساعدتنا.. لا يمكننا السماح لوزرائنا بعدم الاكتراث
– المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: هجمات جنسية بتحريض روسي-سوري للتأثير على نتائج الانتخابات الألمانية المقبلة