في ظل الأحداث والتوترات الأخيرة في الشأن الإسرائيلي الفلسطيني قالت صحيفة المونيتور إنه وبالرغم من العنف فإن اهتمام واشنطن ظل يركز بقوة على مهرجان حفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، حيث رفضت إدارة دونالد ترامب والمشرعين الأمريكيين الذين أيدوا التحرك المثير للجدل منذ فترة طويلة السماح لدماء الفلسطينيين بأن تفسد هذه المناسبة التاريخية.
في الوقت الذي اختارت فيه إدارة ترامب توقيت إحياء الذكرى الـ 70 لتأسيس إسرائيل لإعلان افتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس، فإن هذا التاريخ يصادف الذكرى السنوية للنزوح الجماعي الفلسطيني الذي أعقب ذلك والمعروف بذكرى النكبة.
طوال الأيام الماضية نظم آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة احتجاجات أسبوعية على السياج الحدودي لغزة منذ 30 مارس/آذار بدعم من حركة حماس والمعروفة باسم “مسيرة العودة الكبرى”.
وحول هذه الاحتجاجات التي ارتفعت مؤخراً قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن القوات الإسرائيلية فتحت النار على متظاهرين في غزة يوم الإثنين ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة أكثر من 2400 شخص كانوا يحتجون على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس يوم الإثنين.
ومع سقوط الجثث على الحدود في ما أصبح أكثر الأيام دموية في غزة منذ حرب 2014، احتفل مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون بافتتاح السفارة.
وأضافت الغارديان في خبر آخر أن مراسم تشييع 58 شهيداً ستقام في غزة بينما يحتج عشرات الآلاف على طول الحدود ضد افتتاح السفارة الأمريكية في القدس. ومن المتوقع أن تجرى الجنازات في القطاع يوم الثلاثاء، بالتزامن مع اليوم الذي يحيي فيه الفلسطينيون “النكبة” لإحياء ذكرى رحيل وطرد أكثر من 700 ألف شخص في حرب عام 1948.
وحول ردود الفعل العالمية على هذا الحدث قالت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز نقلاً عن مسؤول كبير إن الجامعة العربية ستعقد محادثات طارئة يوم الأربعاء لمناقشة ما وصفته بقرار واشنطن “غير القانوني” بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب الى القدس.
وقال نائب الأمين العام للمنظمة العربية للشؤون الفلسطينية سعيد أبو علي إن الاجتماع سيركز على “طرق مواجهة القرار غير القانوني من قبل الولايات المتحدة لنقل السفارة إلى القدس”.
وقال للصحفيين إن الممثلين الدائمين لأعضاء جامعة الدول العربية ومقرها القاهرة سيجتمعون “بطلب من دولة فلسطين”.
وحول الموضوع نفسه أضافت إسرائيل ناشيونال نيوز في خبر آخر إن تركيا قامت يوم الإثنين باستدعاء سفرائها من إسرائيل والولايات المتحدة احتجاجاً على أعمال الشغب المميتة على طول الحدود بين إسرائيل وغزة.
وصرح نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ للصحفيين في أنقرة أن تركيا استدعت السفيرين “للتشاور” وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال بوزداغ أيضاً إن تركيا تدعو لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي يوم الجمعة لكنه لم يعط تفاصيل أوفى.
وذكرت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز إن العاهل الأردني الملك عبد الله يوم الإثنين أكد أن الأردن يرفض ويدين ما أسماه “أعمال العدوان الصارخة والعنف الذي ترتكبه إسرائيل” ضد العرب الفلسطينيين في غزة. كما انتقد الملك نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس محذراً من أن هذه الخطوة ستكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وستشعل مشاعر المسلمين والمسيحيين. وأضافت الصحيفة إن سوريا انتقدت إسرائيل واتهمتها بتنفيذ “مجزرة وحشية” بعد مقتل ما لا يقل عن 58 من الفلسطينيين في قطاع غزة يوم الإثنين. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن “سوريا تدين المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين العزل”.
ومن جانبها قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن إسرائيل واجهت إدانة دولية واسعة النطاق بعد مقتل 58 شخصاً من بينهم طفل في احتجاجات في غزة، وانضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل في إلقاء اللوم على حماس في الوفيات. وقد استدعت تركيا وجنوب إفريقيا، اللتان انضمتا بقوة إلى الفلسطينيين، سفرائها إلى إسرائيل بينما قال بوريس جونسون: “نحن نفهم أن البعض قد أثار هذا العنف ولكن من ناحية أخرى يجب أن يكون هناك ضبط للنفس في استخدام جولات حية”.
وأدان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يوم الإثنين “أعمال العنف المميتة” التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة وقال إنها تشعر بالقلق من احتمال حدوث أحداث مماثلة يوم الثلاثاء في حين دعا إلى إجراء تحقيق مستقل.
أما الصحافة الإسرائيلية فتداولت الخبر من جانبها حيث قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن وزارة الخارجية التركية استدعت اليوم الثلاثاء السفير الإسرائيلي في أنقرة “ايتان نيه” وأبلغته أنه يجب عليه المغادرة ورفضت وزارة الخارجية في القدس التعليق على التقرير.
وأعلنت تركيا أمس عن عودة سفرائها من الولايات المتحدة وإسرائيل وأعلنت الحداد لمدة 3 أيام بعد مقتل 61 متظاهرا فلسطينياً في قطاع غزة ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
ليس من الواضح بعد ما إذا كانت هذه خطوة نحو خفض مستوى العلاقات بين أنقرة والقدس أو طرد مؤقت للسفير. كما انتقدت المعارضة التركية إسرائيل بشدة بسبب الأحداث في غزة ودعت إلى إلغاء اتفاق المصالحة مع إسرائيل.
ووفقاً للإجراءات الدبلوماسية المقبولة يُمنح سفير تم طرده من بلد ما، 24 ساعة لتنفيذ الإجراء.
وأضافت الصحيفة في خبر آخر إن معظم المحلات التجارية والمدارس في القدس الشرقية تم إغلاقها يوم الثلاثاء تضامناً مع الاحتجاج في غزة وسكانها والاحتجاج على نقل السفارة إلى المدينة.
وأعلنت لجنة المتابعة العربية العليا- برئاسة النائب السابق محمد بركة- إضرابًا عامًا غدًا في جميع المدن العربية حيث سيتم إغلاق الشركات والمدارس والأماكن العامة.
أما صحيفة هآرتس فنشرت خبراً جاء فيه أن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أعلنت اليوم الثلاثاء أن عدد القتلى من مظاهرات الأمس في السياج الحدودي قد ارتفع إلى 61.
ومع الاحتفال بالذكرى السنوية السبعين للنكبة من المتوقع عودة عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى السياج بعد جنازات القتلى.
وفي الليلة الماضية ، نقلت حماس إلى إسرائيل رسائل غير مباشرة ، تفيد بأنها تدرس طي خيوط المعسكرات على طول السياج الحدودي في غزة وإحداث تغيير في طبيعة المظاهرات، ولكن في إسرائيل كان من الصعب تقييم مصداقية الرسائل وفيما إذا كانت حماس تنوي كبح المظاهرات.
وقبل ذلك نقلت إسرائيل رسائل إلى حماس مفادها أنها قد تهاجم بعمق داخل قطاع غزة وتغتال كبار الأعضاء في التنظيم إذا استمرت المظاهرات.
وكان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قد وافق على فتح معبر كرم أبو سالم يوم الجمعة، عقب تداعيات الاشتباكات الخطيرة على طول السياج، بعد سقوط عشرات الضحايا ، والنقد الشديد من المجتمع الدولي.
وحول الاستعدادات الإسرائيلية قال موقع ملف ديبكا إن القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي تم نقلها بطائرة هليكوبتر إلى الجنوب يوم الإثنين في الساعة 14:00 ونشرت على طول الحدود الإسرائيلية مع مصر والسياج المحيط بغزة.
وقد تم نشر تحذيرات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، وللمرة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات، أطلقت طائرة إسرائيلية النار على موقع لحماس بالقرب من جباليا بعد إطلاقها على جنود الجيش الإسرائيلي ثم كثفت لاحقاً هجماتها على أهداف حماس في عمق قطاع غزة. وقد قام الجيش الإسرائيلي بتصفية خلية من 3 فلسطينيين حاولوا زرع عبوة ناسفة في السياج الحدودي بالقرب من رفح.