ما هو مصير وقف إطلاق النار في سوريا؟ وهل لا تزال الشعوب تثق في مصداقية الدبلوماسية الدولية؟ وكيف يرى الإسرائيليون هجوم أنقرة؟ ولماذا أرسل نتنياهو مبعوثه الخاص إلى روسيا بشكل عاجل اليوم؟ ولماذا يحذر كثير من المحللين أنقرة من الغرق في المستنقع السوري؟ وأليس الأفضل ترك المناكفات السياسية قليلا والاهتمام أكثر بتوثيق جرائم الحرب برغم الإفلات من العقاب؟ وكيف يمكن إنقاذ عقول الأطفال الناجين من الصراع؟
الإجابات على هذه الأسئلة وغيرها تتطرق إليها السطور التالية في سياق استعراض بعض أبرز التغطيات التي نشرتها الصحف الأجنبية عن سوريا والشرق الأوسط.
تقويض المصداقية الدبلوماسية
تحت عنوان “رغم النوايا الحسنة.. آفاق وقف إطلاق النار في سوريا قاتمة”، حذر إميل حكيم عبر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) من أن “اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في مؤتمر ميونيخ للأمن “مليء بالثغرات والغموض. ويُستَبعَد أن يُنهي العنف، بل يهدد بتقويض المصداقية الدبلوماسية”.
وأضاف: “في ظل هذه الظروف، يعتبر وقف الأعمال العدائية في سوريا في أحسن الأحوال مجرد رغبة حسنة النية، لكنه يرقى إلى مستوى المهزلة المأساوية، في أسوأ الأحوال”.
وأردف: لن يتوقف القتال، ما يهدد بتقويض مصداقية الدبلوماسية تماما. ويجدُر بنا تذكُّر أن الأسد هو الذي انتهك وقف إطلاق النار السابق في عامي 2011 و2012، حينما كانت له اليد العليا عسكريًا”.
هجوم أنقرة بعيون إسرائيلية
وتحت عنوان “هل يمكن أن يكون تفجير أنقرة ذريعة تركيا لغزو سوريا؟” قال الدبلوماسي السابق والسياسي الإسرائيلي، أوري سافير، عبر إسرائيل ناشيونال نيوز: إن التصريحات التركية بخصوص الحادث “ستزيد المخاوف حيال إمكانية أن تستخدم تركيا الهجوم كذريعة لشن عملية برية محدودة داخل سوريا، وهو الأمر الذي تشير إليه منذ عدة أشهر لوقف التقدم الكردي”.
قلق إسرائيلي من اقتراب القصف الروسي من الحدود
وأفاد موقع ديبكا بأن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري جولد، التقى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في موسكو بعد ظهر اليوم؛ لبحث الوضع في جنوب سوريا.
وأضاف الموقع الإسرائيلي: أرسل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مبعوثه الشخصي، جولد، على وجه السرعة إلى العاصمة الروسية؛ لنقل قلق إسرائيل بشأن اقتراب القصف الروسي من الحدود الشمالية الشرقية لإسرائيل”.
وختم الموقع بالإشارة إلى أن “آخر الشخصيات رفيعة المستوى التي زارت العاصمة الروسية كان وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، الذي اجتمع مع القادة الروس بشأن توثيق العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو”.
المستنقع السوري
وتحت عنوان “تركيا تغرق في المستنقع السوري” نشر موقع الجزيرة بالإنجليزية مقالا لـ ديفيد ليبيسكا، استهله بالإشارة إلى أن “مقتل قرابة 200 شخص خلال سبعة أشهر فقط، ولا يزال العدّ مستمرًا في تركيا”. مضيفًا: “أربع هجمات، وأربعة أهداف، وهدف واحد: المزيد من الإرهاب والفوضى والعنف”.
وأردف الكاتب: “سارع رئيس الوزراء التركي أحمد داودد أوغلو إلى تحويل الاتفجير الانتحاري إلى ميزة جيوسياسية. إذ أعلن أن منفذ الهجوم مواطن سوري يُسدعى صالح نجار، وله صلات بوحدات حماية الشعب YPG الكردية، التي يتهمها أوغلو بتلقي التوجيهات من حزب العمال الكردستاني PKK”.
وختم بالإشارة إلى ثمن الحملة السعودية لمكافحة الإرهاب الذي يرجح ألا يكون بخسًا، في مقابل المشكلات المالية التي تواجهها أنقرة بسبب تباطؤ الاقتصاد. مضيفًا: “لكن خيار تركيا بسيط: منح الأولوية لمكافحة الإرهاب، والاستثمار بكثافة في تحسين الأوضاع الأمنية أو استمرار الانزلاق، ببطء لكن بثبات، إلى المستنقع السورية”.
أصدقاء وخصوم
وتحت عنوان “إطلالة على أصدقاء تركيا وخصومها في الصراع السوري، شملت القائمة التي أعدتها وكالة أسوشيتد برس: حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية، وقوات سوريا الديمقراطية، وقوات البيشمركة، وتنظيم الدولة، والحكومة السورية، وأحرار الشام.. في إشارةٍ إلى أن أعداء تركيا على الجبهة السورية أكثر من أصدقائها.
التوثيق لا المناكفات
وتحت عنوان “سياسة جرائم الحرب في سوريا” نشر موقع الجزيرة الإنجليزية مقالا للكاتب جيمس دينسيلو أكد في مستهله على الحاجة الملحة إلى “التقارير المبنية على الدليل التي توثق جرائم الحرب المحتملة في سوريا، بدلا من الاتهامات المسيسة”.
وأضاف: “من الملاحظ غياب المساءلة عن جرائم الحرب حتى الآن، لكن من الأهمية بمكان تطبيق آليات العدالة العالمية بشكل صحيح، للتأثير على ترفات المقاتلين اليوم، والإسهام في التئام جراح سوريا غدا”.
إنقاذ الأطفال
“هل يمكن إنقاذ الأطفال الناجين من الحرب في سوريا والعراق؟” تساؤل طرحته كاثي أوتين عبر موقع ديلي بيست، في سياق استعراضها للجهود المضنية التي يبذلها الأطباء والمعالجون لإنقاذ عقول الأطفال من الأهوال التي شهدوها في مناطق الحرب.
وأضافت الكاتبة: “لفترة طويلة، وحتى الآن، كان الأطفال هم الضحايا الأكثر إثارة للرثاء والأضعف حيلة في خضم الحروب الوحشية المشتعلة في العراق وسوريا”. وحول ألوان المآسي التي شهدها الأطفال، قالت “كاثي”: خضعوا للتجنيد، والتلقين، واللاستعباد، والاغتصاب، والقتل، وتحولوا إلى قتلة بأيدي تنظيم الدولة، وأزهقت أرواحهم بقذائف الهاون والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية على أيدي النظام السوري الذي لا يأبه بالأضرار الجانبية. وأصبحوا الآن- على ما يبدو- مستهدفين بشكل مباشر من قبل الضربات الجوية الروسية، رغم إنكار الروس بطبيعة الحال”.