خلال الأشهر القليلة الماضية كان الحدث الأكثر حساسية في سوريا تلك الأخبار التي توالت في فترة معينة عن رغبة النظام واستعداده وحلفائه لشن هجوم واسع على إدلب، الخارجة عن سيطرته والتي تؤوي ما يقرب من ٣ ملايين سوري.
لم يلق حدث يخص سوريا كل هذا الاهتمام منذ معركة عفرين (عملية غصن الزيتون في 20 كانون الثاني 2018)، إذ لاقت احتمالية شن النظام في سوريا لمعركة واسعة في إدلب اهتماماً كبيراً من مختلف الأطراف المتدخلة في الشأن السوري أو المهتمة بما يجري في سوريا كما شكلت تحدياً كبيراً للعلاقات أو التحالف التركي الروسي وحقيقة العلاقة التي تربط الطرفين ورؤيتهما لمآلات الأمور في سوريا.
ورغم أن النظام لم يتمكن من المضي في المعركة التي كان يتحضر لها واستطاع العالم بشكل أو بآخر حتى الآن تجاوز حصول هذه المعركة ذات المآلات السيئة بإجماع كل الأطراف، إلا ان ما بعد هذه الأزمة ليس كما قبلها ، فقد تبلورت بشكل أوضح مناطق النفوذ في سوريا وتعضد دور الأطراف الدولية المتدخلة بشكل أكبر وأصبحت مسألة تقاسم النفوذ في سوريا واقعاً أكثر شرعية -إن صح التعبير-.
وأصبح الحديث عن خروج هذه الأطراف الدولية من المشهد مرتبط بشكل مباشر باحتمالية عودة الحرب في نطاق واسع في سوريا وعودة تدفق اللاجئين إلى تركيا وأوروبا ودول الجوار وعودة أعمال العنف والتفجيرات في مناطق مختلفة من العالم.
في هذا التحليل نتعرض لهذا الحدث الهام ومسألة تقاسم النفوذ في سوريا التي أصبحت واقعاً ظاهراً اليوم أكثر من أي وقت مضى