مثّل شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025 فترة تركزت فيها الجهود على استكمال التحضيرات لانتخابات مجلس الشعب، واستمرار الحراك الدبلوماسي النشط الذي شمل لقاءات على أعلى المستويات مع قادة إقليميين ودوليين، في ظل استمرار التحديات الأمنية الداخلية والخارجية.
فيما يلي إحاطة تفصيلية بالتطورات التي رُصدت خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025:
أولاً: التطورات الإدارية والحوكمية والانتخابية
تصدر ملف انتخابات مجلس الشعب المشهد الإداري، بالتزامن مع استكمال الحكومة لجهودها في تطوير العمل الوزاري والقضائي.
1. الإجراءات الانتخابية:
• القوائم النهائية: أصدرت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب القوائم النهائية لأعضاء الهيئات الناخبة، إضافة إلى قائمة المرشحين لعضوية المجلس في الدوائر الانتخابية للمحافظات السورية المقررة.
• التعليمات: أصدرت اللجنة مدونة قواعد السلوك الخاصة بالمرشحين المشاركين في الانتخابات، كما أصدرت قراراً يوضح التعليمات والمواعيد الخاصة بالدعاية الانتخابية للمترشحين لعضوية مجلس الشعب.
• عملية الاقتراع: بدأت في 5 تشرين الأول/أكتوبر عملية اقتراع أعضاء الهيئات الناخبة عند التاسعة صباحاً، مع تسلّم البطاقات والورقات الانتخابية الرسمية. وتم الإدلاء بالأصوات داخل غرفة سرّية، وتوضع الأوراق في الصندوق علناً، وتنتهي العملية ظهراً مع احتمال التمديد حتى الرابعة عصراً.
• فرز الأصوات: بعد إغلاق الصندوق، يُفتَح علناً أمام وسائل الإعلام ويبدأ فرز الأصوات وإعلان النتائج الأولية فوراً، ويمكن تقديم الطعون للجنة المختصة على النتائج أو آلية الفرز.
2. القرارات الوزارية والقضائية:
• القضاء: أصدرت وزارة العدل قراراً بتشكيل لجنة قضائية تتولى النظر في الطلبات والاعتراضات المقدمة إليها من المحكومين غيابياً بموجب أحكام صادرة عن المحاكم الجزائية، بسبب انتمائهم الثوري أو مواقفهم السياسية والثورية. كما أصدرت وزارة العدل تعميماً ينظم آلية تعامل المحاكم ودوائر التنفيذ مع القرارات والأحكام الصادرة عن محاكم الشمال السوري.
• هيكلة المؤسسات: بحث وزير العدل مع رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية ورئيس الهيئة العليا للمفقودين سبُل تعزيز التنسيق بين المؤسسات الوطنية لضمان نجاح تطوير نموذج وطني سوري للعدالة الانتقالية. كما بحث وزير العدل مع وزير التربية الإجراءات اللازمة لبناء بيئة قانونية عصرية تخدم القطاع التربوي.
• اقتصاد وخدمات: عقدت الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية اجتماعاً وزارياً لمناقشة استعدادات وزارة الزراعة للموسم الشتوي. كما عقدت اجتماعاً ضم وزيري الاقتصاد والصناعة والنقل ومدير المنافذ البرية والبحرية، بهدف مناقشة ومعالجة التحديات التي تواجه قطاع النقل البري في سوريا.
ثانياً: التطورات السياسية والدبلوماسية
شهد هذا الشهر نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً على المستويين الإقليمي والدولي، مع تركيز على ملف التعاون الاقتصادي والأمني.
1. الحراك الرئاسي والوزاري:
• جولات الشرع الداخلية والخارجية: شارك الرئيس “أحمد الشرع” في حفل حملة “الوفاء لإدلب” فور عودته من الولايات المتحدة، ثم أجرى زيارة إلى محافظة حلب، عقد خلالها جلسة مع قادة الفرق العسكرية واجتماعاً موسعاً مع المحافظ وكبار مسؤولي المحافظة والعاملين في مديريات الأوقاف والصحة والشؤون الاجتماعية. واختتم جولته بلقاء العاملين في المؤسسة العامة لمياه الشرب والشركة العامة للكهرباء.
• لقاءات الشيباني: واصل وزير الخارجية “أسعد الشيباني” لقاءاته على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وشارك في برنامج حواري على قناة “سي إن إن” حول وجهة نظر الحكومة السورية. كما شارك مع رئيس جهاز الاستخبارات العامة في اجتماع قادة مؤتمر “ميونيخ للأمن” في مدينة “العلا” بالمملكة العربية السعودية.
• اعتماد السفراء: تسلّم وزير الخارجية “الشيباني” نسخاً من أوراق اعتماد سفراء كل من السعودية، وأرمينيا، وإيطاليا، وبنغلاديش.
• قضايا إقليمية: اعترفت الحكومة السورية بدولة كوسوفو.
2. العلاقات الدولية والإقليمية:
• الولايات المتحدة: استقبل الرئيس “الشرع” وفداً أمريكياً ضم المبعوث “توماس باراك” وقائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال “براد كوبر” في دمشق، بعد ساعات من زيارتهما للحسكة ولقائهما قائد قوات سوريا الديمقراطية.
• روسيا: التقى الأمين العام للرئاسة السورية نائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي فيرشينين”. كما زار وزير الدفاع “مرهف أبو قصرة” موسكو والتقى نظيره الروسي بالتزامن مع استئناف روسيا رحلاتها الجوية من وإلى قواعدها في سوريا.
• الخليج العربي: عقد وزير الخارجية “الشيباني” مباحثات مع وزير الخارجية القطري خلال زيارة إلى الدوحة، وزاد عدد الوزراء السوريين الذين زاروا السعودية [143، 141].
• منظمات دولية: شارك وزراء المالية والاقتصاد وحاكم المصرف المركزي في اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، وعقدوا اجتماعات مهمة مع عدد من المسؤولين الدوليين والأمريكيين. كما شارك وفد من وزارة الخارجية السورية في “قمة حركة عدم الانحياز” في أوغندا.
• المنظمات الإسلامية: استعادت سوريا عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي بمبادرة قدمتها تركيا في الاجتماع الاستثنائي بـ “جدة”.
ثالثاً: التطورات العسكرية والأمنية
شهد الشهر تصعيداً على جبهتي الشمال الشرقي والجنوب، بالتزامن مع استمرار التحركات الإسرائيلية وزيادة النشاط لفلول النظام السابق.
1. التوترات مع “قسد”:
• اشتباكات ووقف إطلاق نار: تزامن وصول الوفد الأمريكي إلى دمشق مع تصعيد عسكري تطور إلى اشتباكات بين القوات الحكومية و “قسد” في حلب وريفها الشرقي، وإغلاق المعابر البرية والمائية بين مناطق سيطرة الجانبين، قبل أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
• المفاوضات: أرسلت “قسد” وفداً إلى دمشق لمناقشة آليات انضمامها إلى الجيش السوري، حيث قال قائدها العام “مظلوم عبدي” إن هناك اتفاقاً مبدئياً على خُطّة لدمج القـوة ضمن الجيش السوري كمجموعة واحدة، وأن قادة وعناصر “قسد” سيحصلون على مناصب جيّدة في وزارة الدفاع وقيادة الجـيش.
• إجراءات أمن دير الزور: أصدر الأمن العام في دير الزور قراراً يمنع توجه أي عنصر عسكري إلى مناطق سيطرة “قسد” لعدم تنفيذ الاتفاق بعد، كما لا يُسمح بدخول عناصر “قسد” إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة.
2. التحركات الإسرائيلية:
• التوغل والاعتقالات: صعّدت إسرائيل من عمليات التوغل خارج المنطقة العازلة والمداهمات والاعتقالات ونصب الحواجز للتفتيش، ونصبت حاجزاً في منطقة “الكوم” على طريق دمشق – القنيطرة، وآخر في موقع حاجز “الصقري” على أوتستراد “السلام”.
• التهدئة: تجددت المفاوضات الأمنية غير المباشرة، حيث التقى وزير الخارجية السوري بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي “رون ديرمر” في العاصمة البريطانية لندن، بحضور المبعوث الأمريكي، لمناقشة مقترح إسرائيل بشأن اتفاقية أمنية جديدة مع سوريا.
3. الأمن الداخلي (الساحل والسويداء):
• الساحل السوري: شهد الساحل محاولات من فلول النظام السابق لتنفيذ عمليات ضد مراكز أمنية.
• السويداء: قامت فصائل السويداء المحلية باستهداف مواقع لقوات الأمن الداخلي بريف المحافظة الغربي.
◦ ناشد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز “حكمت الهجري” الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي، للتحرك العاجل للرفع الفوري للحصار المفروض على “جبل الباشان” وتأمين الممرات الإنسانية الآمنة، ومحاسبة المسؤولين ومرتكبي الجرائم.
• ملف المخدرات: شهد الأسبوع الفائت نشاطاً للقوى الأمنية في تتبع المخدرات ومصادرتها واعتقال شبكات الترويج لها.
رابعاً: التطورات الاقتصادية والخدمية
شهد هذا الشهر زيادة في أسعار الخدمات الأساسية، بالتوازي مع جهود لتعزيز الاستثمار وتطوير القطاعات الحيوية.
• الأسعار والرواتب: رفعت وزارة الطاقة تسعيرة الكهرباء وفق شرائح حددتها في قرارها، كما رفعت “سادكوب” أسعار المحروقات، ورفعت المؤسسة العامة للمخابز أسعار الخبز التجاري.
• الاستثمار والتنمية: جرى توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين منظمة التنمية السورية وصندوق التنمية السوري. وشهدت المحافظات السورية عدداً من المعارض وافتتاح عدد من المدارس والأقسام الصحية في المستشفيات.
• دعم إقليمي: وصل وفد سعودي لتدشين المشاريع الإنسانية التي سينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. كما وصلت طائرة تابعة للقوات الجوية القطرية تحمل 12 طناً من المعدات الطبية الدقيقة.
