في أوائل شهر يونيو، قادت الطائرات الروسية حملة قصف عنيفة ضد معاقل المتمردين السوريين في الجيب الغربي من مدينة حلب. وتركزت الهجمات على بلدة حاريتان وبلدة كفر حمرة استعداداً لهجوم قوات النظام الكبير عليها بغية تحقيق هدفها في تطويق مواقع المتمردين في المدينة. وفي سبيل هذا الهدف، وظفت دمشق عدداً كبيراً من الجنود بما في ذلك عناصر من الفرقة الآلية الرابعة وقوات الدفاع الوطني وكتائب البعث.يذكر أن محاولات قوات النظام السابقة للسيطرة على حلب شهدت فشلاً ذريعاً، لكن استمرار الاستنزاف في صفوف الثوار والدعم الجوي الروسي حسن فرص النجاح. وتقود “قوات النمر” بقيادة العقيد سهيل الحسن هجوماً إلى الشمال مباشرة من مزارع الملاح.
في ١٠ يونيو، استهدفت قوات النمر سالفة الذكر مزارع الملاح بشكل كثيف مطلقة هجومها البري باتجاه حلب. وبعد أسابيع من القتال أعلنت قوات النظام في ٢٨ يونيو سيطرتها على المنطقة. وبعد تسعة أيام، تقدمت قوات النظام أيضاً من الجنوب باتجاه دوار الليرمون، وتحركت شمالاً لكي تلتقي مع قوات النمر التي واصلت باتجاه مزارع الملاح جنوباً. في تلك المرحلة كان خط الإمداد الرئيسي لحلب “طريق الكاستيلو” في خطر محدق. وفي ٩ يوليو، تمكنت قوات النظام من الاستيلاء على تل جانبجا، والذي يشرف مباشرة على طريق الكاستيلو، ومنذ ذلك الحين، أصبح الثوار غير قادرين على نقل إمدادات من أو إلى حلب عبر هذا الطريق.
الآن، تسعى قوات النظام إلى إطباق فكي الكماشة على جيب الثوار الواقع في شرق حلب، وعلى مدى الأسبوعين الماضيين حاولت قوات النظام الضغط من الجنوب لاستعادة السيطرة على حي الخالدية والمنطقة الصناعية في الليرمون ومحطة الحافلات هناك أيضا. وفي نفس الوقت، حافظت قوات النمر على تقدمها من الشمال وتمكنت من تجاوز مجمع كاستيلو، مسيطرة على قسم كبير من الطريق. وهكذا اقترب فكي الكماشة من الإطباق على جيوب المتمردين في حلب. وساءت أحوال الثوار أيضاً بعد تمكن القوات الكردية من الاستيلاء على مجمع إسكان الشباب وهو ما زاد من عزلة الثوار وقطع خطوط الإمداد عن مواقعه واحداً تلو الآخر.
وفي حال ما تمكنت قوات النظام من إكمال الطوق والحفاظ عليه في مناطق شرق حلب، فسيكون من الصعب على الثوار الصمود هناك. وهذا لا يعني أبداً أن معركة حلب انتهت بانتصار النظام، حيث يتعين على قواته العمل على تطهير المباني والدفاع عنها بشكل جدي، ناهيك عن احتواء جهود الثوار المتواصلة لكسر الحصار، ومع ذلك لا يمكننا الآن القول إلا برجحان كفة الميزان لصالح النظام السوري.
الهجوم على حلب
الهدف: محاصرة الجيب الشرقي الذي يخضع لسيطرة قوات المعارضة عبر قطع طريق إمداد الثوار الأول – جزء كبير من هذا الطريق يمر عبر طريق الكاستيلو. أنظر رقم ١
———–
-ما قبل ١٠ يونيو:
قامت الطائرات الروسية بقصف الثوار في المناطق الغربية من الجيب. وصلت مجموعة من قوات النظام من أجل بدء المعركة، الجزء الأكبر منها توجه نحو مناطق شمال “مزرعة الملاح”. أنظر رقم ٢
٢٨ يونيو: قوات النظام تسيطر على “مزرعة الملاح”.
٧ يوليو:
قوات النظام تتقدم من الجنوب باتجاه شمال “دوار الليرمون” أنظر رقم ٦.
٩يوليو:
قوات النظام تسيطر على تلة جابنجه (أنظر رقم ٣). تشرف التلة على طريق الكاستيلو، وهو ما مكن قوات النظام من منع قوات المعارضة من استخدام الطريق لنقل الامدادات.
١٤ يوليو:
تقدمت قوات النظام شمالاً وتمكنت من السيطرة على منطقة الخالدية ( أنظر رقم ٨) بالإضافة إلى معظم منطقة الليرمون الصناعية ( أنظر رقم ٧).
الفترة ما بين ١٧ و٢٥ يوليو:
بدأت قوات النظام المتواجدة في الشمال بالتحرك باتجاه طريق الكاستيلو، متزامنة مع تحرك قوات النظام من الجنوب باتجاه دوار الليرمون (أنظر رقم ٦)، ومحطة باصات الليرمون (أنظر رقم ٥).
٢٦ يوليو:
قوات النظام القادمة من الشمال تمكنت من السيطرة على مجمع الكاستيلو (أنظر رقم ٤)، فيما تمكنت قوات النظام المتقدمة من الجنوب من السيطرة على محطة باصات الليرمون.
٢٧ يوليو:
القوات الكردية تسيطر على مجمع السكن الشبابي.