نادين إغبارية
شنت القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية غارات جوية على سوريا ردّاً على هجوم مشتبه به بالغاز السام أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص بهدف تدمير قدراتها في مجال الأسلحة الكيميائية في أكبر تدخل حتى الآن في الصراع من قبل القوى الغربية.
وحول هذا الخبر قالت صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن العمل العسكري من البيت الأبيض قائلاً: “إن الحلفاء الثلاثة حركوا قوتهم الصالحة ضد الهمجية والوحشية”. ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الضربة بأنها “محدودة ومستهدفة”، وقالت إنها سمحت بالتحرك البريطاني بعد أن أشارت المعلومات الاستخباراتية إلى أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد كانت مسؤولة عن هجومٍ باستخدام أسلحة كيميائية في دوما يوم السبت الماضي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الهجمات كانت محدودة حتى الآن في منشآت الأسلحة الكيميائية السورية. مع أكثر من 100 صاروخ أطلقت من السفن والطائرات، ضرب الحلفاء ثلاثةً من مرافق الأسلحة الكيميائية الرئيسية في سوريا، بحسب ما قاله وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد. وشملت الأهداف مركزاً سورياً لبحث وتطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في منطقة دمشق الكبرى بالإضافة إلى مرفق لتخزين الأسلحة الكيميائية بالقرب من مدينة حمص. وهناك هدف ثالث بالقرب من حمص أيضاً يحتوي على مرفق لتخزين معدات الأسلحة الكيميائية ومركز قيادة.
ووصف ماتيس الضربات بأنها: “إطلاق نار لمرة واحدة” لكن ترامب أثار احتمال المزيد من الهجمات إذا استخدمت حكومة الأسد الأسلحة الكيميائية مرة أخرى. وقال الرئيس الأمريكي في خطاب له: “نحن مستعدون للحفاظ على هذا الرد حتى يتوقف النظام السوري عن استخدام المواد الكيميائية المحظورة”.
وفي الشأن نفسه قالت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز إن وزارة الدفاع الروسية زعمت يوم الجمعة أن بريطانيا هي من لفقت خبر الهجوم الكيميائي على مدينة دوما السورية الأسبوع الماضي، وفق ما ذكرته وكالة أسوشيتد برس. اشتمل الهجوم الذي وقع في دوما يوم السبت الماضي على الطائرات الحربية التابعة للحكومة السورية شمل استخدام غاز الأعصاب “السارين”. وتم الإبلاغ عن مقتل ما يصل إلى 150 شخصًا مع أكثر من 1000 مصابٍ من الهجوم بالأسلحة الكيميائية المشتبه بها.
لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف ادعى يوم الجمعة أن صور ضحايا الهجوم المزعوم كانت مزيفة بمشاركة مباشرة لبريطانيا ولم يقدم المسؤول الروسي أدلة على مزاعمه.
وأضافت الصحيفة في خبر آخر أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي قالت يوم الجمعة إن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيميائية 50 مرة على الأقل خلال الحرب الأهلية في البلاد. وبحسب تصريح هالي فإن “استخدام الأسد الأخير للغاز السام ضد شعب دوما لم يكن استخدامه الأول أو الثاني أو الثالث، تقدر الولايات المتحدة أن الأسد قد استخدم أسلحة كيميائية في الحرب السورية على الأقل 50 مرة”. وقالت في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي دعت إليه روسيا: إن التقديرات العامة تصل إلى 200 -في إشارة إلى الهجوم الذي وقع السبت الماضي- والذي يُعتقد أن غاز الأعصاب السارين قد استخدم فيه.
من جانبها قالت صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية إن مسودة بيان لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي جاء فيها: “إن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات جديدة على سوريا بما في ذلك وضع المزيد من الناس في القائمة السوداء على تطوير واستخدام الأسلحة الكيميائية”. وقال مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إن “الأدلة تشير بوضوح إلى النظام السوري” في التحقيقات بشأن الهجوم بالغاز على بلدة دوما والذي أودى بحياة العشرات من الأشخاص.
وفي خبر متصل ذكرت الصحيفة أن النائب الروسي فلاديمير جيباروف قال يوم السبت: إن روسيا ستطلب على الأرجح عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية على سوريا.
وحول ردود الفعل العالمية على هذه الحملة العسكرية قالت صحيفة التايمز أوف إسرائيل إن إسرائيل قالت يوم السبت: “إن الضربات الأمريكية والبريطانية والفرنسية المجمعة على سوريا كانت استجابة “مناسبة” لهجوم الغاز الكيميائي المزعوم وحذرت من أن تصرفات دمشق تعرضها للخطر”. وجاء البيان الإسرائيلي بعد ساعات فقط من إعلان ترامب عن إطلاق عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا واستهداف النظام “الإجرامي” لبشار الأسد بسبب استخدامه المزعوم للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين وردعه عن القيام بذلك مرة أخرى.
وحول تصريحات المعارضة السورية على هذه العملية قالت صحيفة الجيروزاليم بوست نقلاً عن المعارضة السورية إن الغارات الغربية يوم السبت لن تغير مسار الحرب المستمرة منذ 7 سنوات حيث قال الجيش السوري إنه سيقوم بسحق بقية مناطق المتمردين في البلاد. وقالت واشنطن إن الصواريخ التي أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا استهدفت قدرات الرئيس السوري بشار الأسد في مجال الأسلحة الكيميائية رداً على هجوم بالغازات السامة القاتلة قرب دمشق قبل أسبوع. لكن المتمردين والسياسيين المعارضين قالوا إن القوى الغربية يجب أن تضرب أسلحة الأسد التقليدية التي قتلت العديد من الناس خلال الحرب. وقال بعض المسؤولين المعارضين إنهم يخشون من شن هجوم على معقل المتمردين في إدلب، وهو ما أشار إليه مسؤول إيراني رفيع المستوى.
وحول التصريحات من جانب الحكومة السورية قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الرئيس السوري بشار الأسد قال إن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة زادت من عزمه على مواصلة “القتال وسحق” قوات المتمردين في البلاد. وقال الأسد إنه لن يغير مساره في محاربة “الإرهابيين في كل شبر من البلاد”.
ومن جانبها قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد بالهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضد سوريا ووصفها بأنها “نفذت بشكل تام” مضيفا: “لم يكن من الممكن أن تكون النتيجة أفضل وتمت المهمة”. وشكر رئيس الولايات المتحدة لندن وباريس على “حكمتهما وقوتهما العسكرية الرائعة” في الانضمام إلى واشنطن في إطلاق أكثر من 100 صاروخ ليلة الجمعة ضد ما يقولان إنهما منشآت أسلحة كيميائية سورية.