slot dana slot toto toto 4d slot pulsa slot gopay slot ovo slot bet 200 slot bet 100 situs bet 200 situs bet 100 situs slot dana situs slot toto jagung77
نوفمبر 25, 2024

معهد واشنطن: معركة حلب مركز لعبة الشطرنج السورية

بمساعدة روسية وإيرانية واسعة، تمكنت قوات النظام من قطع شريان الحياة الرئيسي لقوات المعارضة في شمال سوريا، ويتوقع أن يوجه الثوار لوماً كبيراً للغرب في حال لم يحصلوا على الدعم اللازم من القوى الخارجية.

وكانت قوات النظام قد نجحت في الثاني من فبراير الجاري في قطع الطريق المعروف باسم ممر عزاز، وهو الطريق الوصل بين مدينة حلب والحدود التركية. وعلى الرغم من كون المعارك هناك محلية تنضوي على عدد قليل من المقاتلين، إلا أنها قد تكون نقطة تحول حقيقية في المعارك في سوريا. فبالإضافة إلى النتائج المباشرة بتطويق قوات المعارضة في المعارضة، قد تتمكن قوات النظام من بسط سيطرتها مجدداً على الحدود التركية السورية خلال الأشهر القادمة، وهو ما سيحفز القوى الكردية هناك لاختيار التعايش مع الأسد ودعم نظامه.

قطع الممر الشمالي

بدأ الهجوم على الممر المذكور من قبل قوات النظام الاحتياطية المتواجدة في باشكوي ( المتاخمة للمناطق الشمالية من حلب ) بالإضافة لدعم القطاعات الشيعية الموالية للنظام في قرى نبل والزهراء. حزب الله وميليشيات أخرى شيعية مدعومة من إيران ( ميليشيا بدر الشيعية وميليشيا “الدفاع الوطني المحلية”) شكلوا الوحدات البرية الرئيسية المشاركة في هذه المعارك ضد جبهة النصرة تحديداً التي كانت قد أرسلت العديد من التعزيزات العسكرية لمنطقة إدلب في وقت سابق.

بالنسبة للمقاتلين الشيعة، تمثل المعركة أمراً رمزياً للغاية، يتمثل في الدفاع عن الشيعة ضد السنة الذين يحاولون طردهم من المنطقة، وهو ما ساهم في إيجاد جيوب لمقاومة السنة في قرية الزهراء لمدة تجاوزت 3 سنوات. هذا عدا عن التعاون الذي قدمه حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بتوفير حماية للحدود الغربية من القرية والسماح بإدخال الأغذية والمؤونة إليها. في المقابل، قامت قوات النظام بحماية حي الشيخ مقصود الكردي في حلب ضد هجمات الثوار. وبهذا يصل التعاون السلبي بين قوات النظام والقوات الكردية إلى درجة نشاط عالية خاصة مع وقوع ممر عزاز تحت سيطرة قوات النظام الآن.

وكانت هناك محاولة في بداية شهر فبراير من العام  لضم منطقة نبل والزهراء لمناطق سيطرة الحكومة، لكنها فشلت بشكل كبير بسبب نقص القوات والإعداد. وتبع تلك المحاولة هجوم واسع من قوات المعارضة مكنها من السيطرة على إدلب وحلب وهدد اللاذقية كذلك. وهو ما تبعه طلب بشار للتدخل الروسي دون أي شروط سورية. في المقابل، شهدت الأسابيع السابقة لهذا الهجوم الأخير قصفاً جوياً روسياً مركزاً على دفاعات المتمردين خاصة في مناطق باب السلام الواصلة مع تركيا والتي دأب الثوار على تلقي الإمدادات عبرها لفترة طويلة.

ولا يتجاوز مناطق سيطرة المعارضة من الممر الواصل بين حلب وتركيا مسافة خمسة إلى خمسة عشر كيلومتراً. حيث تتواجد قوات لداعش في الشرق، وتحده من الغرب مناطق كردية “عفرين”. وتشكل جبهة النصرة وأحرار الشام وحركة نور الدين زنكي ولواء السلطان مراد ( المجموعة التركمانية المقربة من تركيا) الأعضاء الرئيسية المشكلة لقوات جيش الفتح الذي يحظى بدعم مباشر من السعودية وتركيا. ومنذ تحقيق هذا التحالف انتصارات عريضة في ربيع العام الماضي، ظهرت العديد من الانقسامات بين صفوفه. فجبهة النصرة وكتائب أحرار الشام خاضت معارك بينية خلال الفترة الماضية، في حين انسحبت كتائب نور الدين زنكي من مشارف حلب، وانحصر قتال لواء السلطان مراد ضد قوات داعش فقط.

وواجه تمدد المعارضة في منطقة عزاز مشاكل عديدة خلال الفترة الماضية بعد قيام القوات الديمقراطية السورية ” تحالف من القوات الكردية وبعض المقاتلين العرب تحت مظلة الاتحاد الديمقراطي” بتحقيق انتصار ضد الثوار هناك خلال الأسابيع الأخيرة، ممهداً الطريق أمام قواته نحو حلب.

استفادت قوات سوريا الديمقراطية من القصف الروسي المركز ضد الثوار، فضلاً عن الدعم الروسي المباشر لهم بالسلاح. وفي الرابع من فبراير الجاري أعلنت القوات هذه تمكنها من السيطرة على بعض القرى شمالي حلب منها الزهراء ونبل وزيارات والخربا. وفي ضوء هذه لتطورات، يبدو ان انتصارات قوات النظام الأخيرة جاءت لصالح الأكراد، الذين تمكنوا من التقدم في الجزء الشمالي من ممر عزاز، بينما يقنعون النظام وحلفاءه في تعزيز تمركز قواتهم حول حلب بدلاً من التوجه إلى ممر عزاز.

إغلاق الحدود الغربية

حالياً، تم قطع الطريق الشمالي، ومن المرجح أن يكون الهدف التالي لقوات النظام هو قطع الطريق الغربي الذي يسيطر عليه الثوار بما يعرف بمعبر واد الهوى الحدودي. وبالتوازي مع الهجوم على عزاز، بدأ حزب الله هجوماً آخراً على الضواحي الشمالية من حلب لقطع الطريق المعروف باسم “كاستيلو”، وهو الذي يستخدمه الثوار لإيصال الدعم للأحياء الشرقية من حلب.

ويواجه هجوم حزب الله هذا العديد من المعيقات بسبب صعوبة التضاريس والكثافة العالية للمباني في المنطقة بما يمنع تقدم الدبابات بسهولة. وبشكل عام، لا يسعى النظام وحلفاؤه إلى استعادة السيطرة على هذه الأحياء بشكل سريع، خاصة وأن احتمال وقوع خسائر ثقيلة في صفوف  قوات النظام يزيد في حرب المدن الكبيرة جداً. و الحل الأفضل للنظام في هذه الحالة يتمثل في فرض حصار على هذه المناطق والانتظار، وهو ما سيدفع عشرات آلاف المدنين الذين لم يغادروا حلب حتى الآن إلى الفرار منها، هذا بالإضافة إلى انحساب العديد من المقاتلين من هناك أيضاً، ربما لأنهم يخشون عدم قدرتهم على الانسحاب لاحقاً في حال فرض حصار على المدينة بالكامل كما حدث في حمص عام 2014.

ومن المرجح أن تتركز جهود النظام وحليفه الروسي على المناطق الغربية من ريف حلب، انطلاقاً من منطقة الزهراء. حيث يمكن عبرها مهاجمة قوات الماعرضة في شمال غرب حلب ودعم إجراءات مماثلة في الجنوب الغربي، حيث تمكنت قوات النظام السوري من تحقيق تقدم كبير منذ أوكتوبر هناك. وكما حدث في المناطق السابقة، من المحتمل أن تقوم قوات الأسد بتجنب المناطق الحضرية الكثيفة، مفضلة التحرك في حقل مفتوح وقطع خطوط الاتصالات بين الثوار. ومن المتوقع خلال الأشهر القادمة ان تحاول قوات النظام وحلفائها السيطرة على قسم كبير من الحدود الغربية الممتدة بين منطقة باب الهوى وجبل التركمان في محافظة اللاذقية الشمالية.

في الوقت نفسه، من المحتمل أن تهاجم القوات الكردية المنطقة الحدودية الممتدة على طول 90 كم بين عزاز وجرابلس في الشمال، وهي المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش الآن. وستتماشى هذه الخطوة مع استراتيجية القوات الكردية في ربط الجيوب الكردية بين عفرين وكوباني.

وعلى النقيض من الولايات المتحدة، تسعى روسيا إلى عدم استعداء الأكراد عبر حظر هدفهم المخفي في التوحد الإقليمي. وعلاوة على ذلك، فإن فلاديمير بوتين يريد أن يضع الكثير من الضغط على الحدود التركية السورية، ولا يخفى على أحد أن هذا الأمر كان أحد أهم اسباب التدخل الروسي في سوريا. وبهذا تكون كامل الحدود تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي والقوات الموالية للأسد مع عدم وجود نافذة حدودية تصل بين تركيا والثوار أو حتى داعش.

هجوم مضاد أم فتح جبهة جديدة؟

تحكمت ثلاثة أهداف رئيسية باستراتيجية موسكو منذ سبتمبر الماضي، فالهدف الأول تمثل في حماية المناطق العلوية الساحلية عبر إيجاد قواعد عسكرية لوجستية روسية هناك، أما الهدف الثاني فكان تعزيز الأسد وقواته وإبعاد قوات الثوار عن المدن الكبيرة كحمص وحماة واللاذقية وحلب ودمشق، والهدف الثالث تركز على قطع خطوط الإمداد الخارجية للمتمردين.

نجحت القوات الروسية إلى حد كبير بتحقيق وإنجاز الهدفين الأولين، فلم تكن هناك أي هجمات من قوات المعارضة على اللاذقية أو طرطوس حيث تتواجد القواعد العسكرية الروسية، عدا عن عدم تمكن الثوار من السيطرة على أي مدينة كبيرة خلال فترة التدخل الروسي. وعلى العكس منذلك، تم إجلاء الثوار من حي الوعر في حمص في ديسمبر الماضي بعد أن عانى مقاتلوا المعارضة هناك من يأس كبير بسبب عدم وصول أي دعم لهم.

والآن، تمكنت قوات النظام من قطع طريق عزاز، ويمكن أن يصنف الهدف الثالث من الحملة الروسية على أنه تحقق بشكل نصفي. ويبدو ان روسيا وحلفائها في طريقهم لتلبية طموحاتهم في سوريا، حيث يتم التغطية على ضعف قوات الأسد البرية بتكثيف القصف الجوي الروسي وتعزيز التفوق فيه عدا عن تعزيز الميليشيات الشيعية والاستعانة الشديدة بها.

على الجانب الآخر، لن تقف السعودية وتركيا موقف مكتوف الأيدي في مواجهة التقدم العسكري الروسي – الإيراني في سوريا. فعلى سبيل المثال، من الممكن لهما تدعم تشكيل مظلة جديدة لتوحيد فصائل المعارضة السورية أو إرسال صواريخ مضادة للطائرات لبعض كتائب الثوار. وثمة خيار آخر يتمثل في فتح جبهة جديدة في شمال لبنان، حيث من الممكن ان ينضم لتلك المعارك بعض الجماعات السلفية اللبنانية والكثير من اللاجئين السوريين.

ومن شأن هذه الخطوة أن تشكل تهديداً مباشراً لقلب المناطق العلوية الداعمة للأسد في طرطوس وحمص، وكذلك تهديد الطريق الرئيسي المؤدي لدمشق. وقد تؤدي هذه الخطوة أيضاً إلى تجاوز قوات الأسد وقطع خطوط إمداد واتصالات حزب الله عدا عن قطع الطرق الواصلة بين لبنان وسوريا. والسؤال الأهم هنا، هل تملك السعودية وتركيا الوسائل والاستعداد لإجراء مثل هذه العملية الجريئة؟

وعلى كل حال، فمن الصعب أن نرى كيف سيقاوم الثوار الخطة الروسية – الإيرانية – السورية الحالية. فالانتصارات الأخيرة في حلب وضعت بوتين في قلب رقعة الشطرنج السورية خلافاً للتوقعات التي سبقت التدخل الروسي في سوريا والتي تحدثت عن ضآلة تأثيره ووقوع روسيا في مستنقع آخر.

فابريك بلانشي

ضع تعليقاَ