كشف التقرير عن مواقف البعض من الديبلوماسيين والسياسيين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي قبل وبعد الاعلان عن النتائج.
مثل انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية أمام نظيرته هيلاري كلينتون، الموضوع الرئيسي في خطب زعماء العالم، الذين عبروا عن ردود أفعالهم المتباينة إثر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقد رحب العديد من زعماء العالم بانتصار دونالد ترامب على غرار رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، والرئيس التركي رجب الطيب أردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. إلا أن زعماء أخرين لم يخفوا خيبة أملهم تجاه نتائج الانتخابات الأمريكية.
وفي المقابل، تلقى المشككون ومناهضي العولمة في أوروبا، خبر نجاح ترامب بمنتهى الحماس، واعتبروا هذا الفوز خبرا سارا، فهذا الانتصار دليل على أن “الديمقراطية لازالت على قيد الحياة”. وقد رحب رئيس الوزراء المجري بهذه النتائج، فهي انتصار لمواقفه المعارضة للاجئين، التي وضعته في مواجهة ضد بروكسل. وبنفس الروح علق عن هذا الحدث زعيم الحزب الفرنسي “الجبهة الوطنية” مارين لو بان.
كما أعرب وزير الخارجية البولندي، فيتولد فاشيكوفسكي، عن أمله في التمكن في وقت وجيز من تكوين علاقات مع منظومة دونالد ترامب المستقبلية، موضحا أنه يطمح في درجة أولى “إلى مزيد الاهتمام بقضايا الأمن وتنفيد الاتفاقيات التي تم التوصل إليها إثر قمة حلف شمال الأطلسي في تموز/ يوليو الماضي”.
كما سلط التقرير الضوء على تعليق زعيم آخر من زعماء أوروبا الشرقية، رئيس الوزراء التشيكي، بوهوسلاف سوبوتكا، الذي أفصح عن احترامه لاختيار الشعب الأمريكي. كما أشار إلى أن “دونالد ترامب على عكس من سبقوه، يعرف على الأقل أين تقع جمهورية التشيك”. لكنه عاد ليقول إن “معارف ترامب الجغرافية لا يجب أن تكون دوما لصالحه، مما يستوجب أن نكون حذرين إزاء القرارات التي ستتخذها الحكومة الأمريكية الجديدة”.
ولم يكتفي التقرير طبعا بتسليط الضوء على ردود فعل زعماء أوروبا الشرقية، وتحدث عن تعبير السلطات الغربية عن مخاوفها، إثر نتائج الانتخابات الأمريكية؛ إلا أنها حافظت على القواعد الدبلوماسية. وفي هذا السياق، عبر رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، عن موقفه بكل حذر من خلال تصريحه بأنه “واثق من أن دونالد ترامب الرئيس، سيكون مختلفا عن دونالد ترامب أثناء الحملة الانتخابية”.
إلا أن رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، دعا إلى الانتباه “من التحديات الناجمة عن هذه الانتخابات”، وأكد عن “تخوفاته تجاه مستقبل العلاقات التي تجمع دول حلف شمال الأطلسي”.
وفي لهجة مماثلة عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن قلقه تجاه بعض تصريحات دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، وأضاف أن انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية “يفتح فترة من الشكوك”. وعموما يمكن القول إن تصريحات فرنسوا هولاند قبل نتائج الانتخابات كانت أكثر حدة؛ إذ انتقدت تصرفات ترامب ووصفتها بالغريبة كما اعتبرها مثيرة للاشمئزاز.
ومثل ما يعلم الجميع، فإن رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينزي، كان مؤيدا لهيلاري كلينتون، إلا أنه غيّر خطابه فجأة بين ليلة وضحاها. وقد صرح بعد نتائج الانتخابات إنه “في هذه الساعة، يشهد العالم انتصار دونالد ترامب، ونيابة عن بلدي إيطاليا أعرب عن تهاني وعن رغبتي في العمل الجدي بين الدولتين، وأنا واثق بأن العلاقات الأمريكية الإيطالية ستكون وطيدة”.
كما أنه هناك العديد من الديبلوماسيين والسياسيين الذين قاموا بتعديل مواقفهم حرفيا بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات. وبالإضافة إلى ذلك، تم محو العديد من المنشورات من شبكات التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق يمكن الحديث عن تعليقات سفير فرنسا في الولايات المتحدة الأمريكية، جيرارد أرواد، الذي كان قد نشر على حسابه التعليق التالي “بعد هذه الانتخابات أصبح كل شيء ممكن، العالم ينهار من حولنا”.
كما دوّن نظيره سفير الولايات المتحدة السابق لدى روسيا، مايكل ماكفول، أن “بوتين تدخل في الانتخابات الأمريكية ونجح في ذلك، أحسنت!”. ولكنه سارع في حذف هذا المنشور بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات أيضا. ويضاف إلى هذه المواقف المترددة، منشور وزير الداخلية الأوكراني، الذي نعت من خلاله في تغريده له الرئيس الحالي ترامب “بالمنبوذ الخطير”.
ومن أكثر التعليقات إثارة للاهتمام، نذكر ردة فعل الرئيس المكسيكي انريكي بينيا نييتو، الذي كان قد قارن ترامب في وقت سابق بموسيليني و هتلر على خلفيته اتهامه بالعنصرية؛ إلا أن زيارة ترامب الأخيرة إلى المكسيك في أيلول/ سبتمبر الماضي، كانت قد خفضت مستوى التوتر بينهما.
وتبعا لذلك، نشر نييتو على حسابه في التويتر التغريدة التالية: “أهنأ الولايات المتحدة بالانتخابات وأكرر تهاني لدونالد ترامب. كما أنني أرغب في العمل معه لتطوير العلاقات بين الدولتين”.
كما صرح رجب الطيب أردوغان “آمل أن تحمل هذه الانتخابات إلى الولايات المتحدة الأمريكية مستقبلا مليئا بالنجاح وآمل أن يحمل خطوات ايجابية لمنطقة تضمن الحقوق والحريات”. كما تمنى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، النجاح لدونالد ترامب في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
هذه المادة مترجمة عن صحيفة كومرسانت للإطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا