نادين إغبارية
بالرغم من أن حديث ترامب حول الانسحاب من الاتفاق النووي ليس جديداً بل وكان على قائمة الوعود الانتخابية التي ثدمها في حملته الانتخابية إلا أنه يبقى واحداً من أهم القرارات التي اتخذت مؤخراً والتي يتوقع أن يكون لها أثر ليس بالقليل على استقرار العالم وعلى طبيعة ودور إيران في الشرق الأوسط وعلى علاقة دول أوروبا بإيران على الصعيد السياسي والاقتصادي
وقد تداولت الصحافة العالمية هذا الحدث بالكثير من التفاصيل والتحليل، التقرير التالي يسلط الضوء على أهم ما كتب بخصوص هذا القرار
حول هذا الموضوع قالت صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية إن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب انسحب يوم الثلاثاء من خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي صفقة تم توقيعها عام 2015 للحد من طموحات إيران النووية. تفاعلت القوى العالمية مع هذا الخبر وانقسمت الآراء بين مرحب ومعارض.
ووفق ما ذكره موقع أنتي وور فقد وضع ترامب إنذارًا حتى تاريخ 12 أيار\مايو طالب فيه بإجراء تغييرات على الصفقة وهدد بالانسحاب إذا لم تحصل تلك التغييرات. في حين أن الاتحاد الأوروبي عرض عليه تنازلات لا تعد ولا تحصى في محاولة لإبقائه، ولكن كان ترامب غير راضٍ في نهاية المطاف.
واشتكى من أن الصفقة لن تضمن سوى بقاء “النظام الإيراني”. وقال: إن الصفقة كانت “إحراجًا كبيرًا بالنسبة لي كمواطن ولجميع المواطنين الأمريكيين”. واستشهد بمزاعم إسرائيل حول سعي إيران للأسلحة النووية. وزعم ترامب أن العالم بأسره كان متفقًا على “التهديد” الذي تشكله إيران على الرغم من التزام العالم بالصفقة.
من بين المرحبين بالقرار حليف أمريكا في الشرق الأوسط المملكة العربية السعودية وبحسب ما نشره السفير السعودي في الولايات المتحدة خالد بن سلمان: فإن “المملكة العربية السعودية تؤيد تماماً التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة بما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران”، وأَضاف: “كان دائماً لدينا تحفظات فيما يتعلق ببنود الاتفاق وبرنامج الصواريخ البالستية ودعم إيران للإرهاب في المنطقة”.
وحول رد الفعل السعودي أيضاً أضافت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز أن السعودية وحلفاءها العرب الخليجيين، رحبوا يوم الثلاثاء بقرار الرئيس دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية مع إيران عام 2015. وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان نقلته رويترز: “استخدمت إيران مكاسب اقتصادية من رفع العقوبات لمواصلة أنشطتها لزعزعة استقرار المنطقة خاصة من خلال تطوير الصواريخ الباليستية ودعم الجماعات الإرهابية في المنطقة”. فقد دعمت السعودية ترامب في إعادة فرض العقوبات وحثت المجتمع الدولي على العمل من أجل “رؤية شاملة لا تقتصر على برنامجها النووي فحسب بل تشمل أيضًا جميع الأنشطة العدائية”.
كما رحّب وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش بالخطوة كذلك فكتب على تويتر: “لقد فسرت إيران خطة العمل المشتركة بين الدول العربية باعتبارها موافقة على هيمنتها الإقليمية. لقد تعززت إيران العدوانية نتيجة لذلك وأصبح برنامجها للصواريخ الباليستية مهينًا وقابل للتصدير”.
أما السيناتور الأمريكية اليزابيث وارن فقد استنكرت هذا القرار ونشرت على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر:”حتى إدارة ترامب اعترفت بأن إيران تمتثل للصفقة، الآن انسحبت من دون تقديم أي بديل حقيقي لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. إن خلق الفوضى والارتباك ليس استراتيجية إنها وصفة لكارثة”.
ومن جانبها طالبت أكبر دبلوماسية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني يوم الثلاثاء المجتمع الدولي بالالتزام بالاتفاق النووي الإيراني، على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قراره بالانسحاب وإعادة فرض عقوبات على طهران.
وحول ردود الفعل الإيرانية قالت صحيفة التايمز أوف إسرائيل إن رئيس الحرس الثوري الإيراني رحّب بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 قائلاً: “إنه من الواضح منذ البداية أن الأمريكيين “غير جديرين بالثقة” وإن هذه الخطوة لن يكون لها أي تأثير”.
ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية يوم الأربعاء عن الجنرال محمد علي جعفري قوله: إن الإتحاد الأوروبي الذي عارض الانسحاب سينضم في النهاية إلى الولايات المتحدة وهذا يعني أن “مصير الصفقة واضح”.
وفي نفس السياق قالت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز إن أعضاء البرلمان الإيراني حرقوا علمًا أمريكيًا ونص الاتفاق النووي بينما كانوا ينادون “الموت لأميركا”.
أما عن الترحيب الإسرائيلي بالقرار قالت صحيفة الجيروزاليم بوست إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- الذي تميزت سنواته التسع الأخيرة في منصبه إلى حد كبير بالجهود المبذولة لمنع الاتفاق النووي مع إيران- شكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأثنى عليه للقيام بالانسحاب من الاتفاق النووي.
وحول تداعيات الانسحاب قال موقع أنتي وور إنه وفور صدور قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أعلن وزير الخزانة الأمريكية ستيف منوشين إلغاء تراخيص إيرباص وبوينغ لبيع طائرات ركاب وقطع غيار لإيران. وستنتهي التراخيص- وفقًا لمسؤولي وزارة الخزانة- في غضون 90 يومًا الأمر الذي سيسمح للشركات ببعض المبيعات في اللحظة الأخيرة.
وكانت إيران-إير تتوقع شراء أسطول جديد بالكامل من الطائرات بدلاً من الطائرات القديمة والطائرات غير الآمنة التي كانت تستخدمها قبل الثورة الإيرانية. وكانت خطة شركة إيران-إير شراء 100 طائرة من نوع إيرباص.