توضح الصور التي التقطتها طائرات الاستطلاع استمرار الجهود التركية في حشد قواتها بمحاذاة الحدود السورية.
وكانت مصادر من قوات النظام السوري قد ادعت تمكنها من رصد أكثر من 20 دبابة تركية و20 مدفع ذاتي الدفع بالإضافة إلى 30 بندقية مدفعية ظرهت بمحاذاة الحدود السورية التركية خلال الفترة الممتدة بين 7 و 10 يناير الماضي.
وتعمل تركيا بسرية على نشر وتعزيز كمية كبيرة من المعدات العسكرية في منشآتها العسكرية القريبة من الحدود السورية، عدا عن قيامها بجهود كبيرة لتعزيز تواجد قواتها على الحدود مع سوريا. ووفق تقديرات، فقد نشر تركيا ما يزيد على 5 آلاف عسكري في المنطقة خلال أول اسبوعين من شهر فبراير. ولتوزيعهم على طول الحدود قامت تركيا بتجهيز معسكرات للجنود على طول الحدود تشبه كثيرًا معسكرات اللاجئين المنتشرة هناك.
في منطقة باب السلام مثلًا، تم إيواء ما يصل إلى 2000 عسكري في معسكر من الخيام يقع مباشرة خلف خط الحدود. وتذكر التقارير أن مستشفًا ميدانيًا جهز في الموقع. ويشير الخبراء إلى تركيا ستكمل استعداداتها للتدخل العسكري في سوريا مع إنقضاء شهر فبراير.
المملكة العربية السعودية تنتظر الإذن الأمريكي لبدء العملية البرية في سوريا
ذكر أحمد عسيري، احد المستشارين المقربين من وزير الدفاع السعودي، أن السعودية ستطلق حملتها العسكرية البرية في سوريا، حالما يتم اتخاذ قرار بالأمر من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، أشار عادل الجبير وزير الخارجية السعودي الى استعداد بلاده لإطلاق عملية عسكرية برية في سوريا كجزء من قوات التحالف التي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة داعش.
ووفقًا لموقع “بوليت أونلاين ” الروسي، فإن العلاقات الروسية – التركية شهدت منعطفًا حادًا بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية في 24 نوفمبر الماضي، ولكن قبل ذلك، كان من الصعب وصفهم بالأصدقاء الجيدين على مدار سنوات الصراع السوري الخمسة الماضية.
وأصبحت روسيا عدوًا محتملًا للأتراك والسعوديين بمجرد انضمامها قواتها للقتال إلى جانب النظام الروسي. مانعة بذلك إمكانية تقديم أي مساعدة عبر المجال الجوي للثوار السوريين ومغلقة إمكانية الوصول البحري لسوريا كذلك. وكانت هناك عملية روسية سابقة تدعي “سوريا اكسبرس” انطلقت في العام 2012، لا يمكن وصفها إلا بالنكاية بالحكومة التركية فقط.
وأدى التدخل الروسي في سوريا، إلى دعم نظام الأسد في أكثر اللحظات الحرجة في الصراع الروسي، وبالتالي ساعدت روسيا الأسد على الاحتفاظ بالمدن الهامة ودفعت المسلحين للانسحاب من الأراضي القريبة من دمشق حيث كانوا على وشك فرض حصار محكم عليها.
وبالعودة إلى الدور التركي في الصراع، فيمكننا القول أن المواطنين الأتراك شاركوا في الصراع السوري منذ باديته. فتركيا قامت بالتدخل بالصراع السوري بشكل أو بآخر، وهو ما يدخل تحت تصنيف التدخل الدولي في شأن خارجي. وكان من ضمن ذلك ما يتلقاه المتشددون من مساعدات طبية ووصول للانترنت عبر مقدم تركي خاص، وهو ما ساعدهم بتحميل أشرطة الفيديو الدعائية الخاصة بهم.
ويمكن هنا ذكر المشاركة التركية في الهجوم على بلدة كسب في محافظة اللاذقية ربيع عام 2014. هذا عدا عن عبور بضعة آلاف من مقاتلي جبهة النصرة عبر الأراضي التركية بدعم من المخابرات والجيش التركي.
تركيا تحاول إضعاف الميليشيات الكردية
بكل تأكيد، شهدت العلاقات التركية الروسية تدهورًا حادًا بعد 24 نوفمبر الماضي. فأنقرة لم تقدم أي اعتذار رسمي لروسيا عن إسقاط المقاتلة الروسية، ولم تعلن عن نيتها معاقبة أي متسبب بالحادث الذي أدى إلى مقتل عسكريين روسيين. ولم تحدث أزمة بمثل هذا العمق والخطورة بين الدولتين منذ عام 1920.
تغير الخطاب التركي بشكل كبير للغاية، فقبل بضعة أيام، تحدث رئيس الوزراء التركي أثناء مخاطبته لكتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان عن نية أنقرة في التدخل للدفاع عن مدينة حلب السورية.
روسيا تشتبه في مؤامرة تركية لغزو سوريا
قال داود أوغلو في خطابه أمام كتلة حزبه في البرلمان:” لقد حان الوقت لسداد الدين التاريخي لحب، فأخواننا هناك في حلب سبق لهم أن دافعوا عن سانليورفا وغازي عنتاب وكهرمانماراس. ونحن الآن بدورنا سنقوم بالدفاع عن مدينة حلب الشهباء. وتركيا كلها تدعم المدافعين عنها دومًا.
هذا كان جزءً من البيان الذي أدلى به رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو بعد أن تمكنت قوات النظام من قطع الإمدادات بشكل كامل عن قوات المعارضة المتواجدة في حلب.
من جهتهم أعلن المسؤولين الروسيين عن مخاوفهم بشأن الهجوم التركي المحتمل على سوريا، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية:” نملك لدينا أسباب قوية للاعتقاد بأن تركيا في طريقها لاتخاذ جهود للإعداد لغزو عسكري باتجاه الأراضي السورية – دولة ذات سيادة حسب وصفه -. ولقد رأينا الكثير من الدلائل على الاستعدادت السرية التي تقوم بها تركيا لشن هجمة عسكري على سوريا”.
فيما تحدث وزير الخارجية الروسي عن احتمال اندلاع حرب واسعة الناطق في المنطقة بمشاركة دول جوار سوريا.
وأضاف لافروف:” إن لم تجلب محادثات جنيف الأخيرة أي نتائج عملية، فسوف تبرز خيارات الحل العسكري للعديد من الدول. وبالفعل قدمت العديد من الدول مثل هذه التصريحات الفارغة. أستطيع أن اتفهم أن هناك من يكره بشار الأسد شخصيًأ. ولكني لا أعتقد أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة سيسمح بتنفيذ مثل هذه الخطط المتهورة.”