تتركز مناقشات مجلس الوزراء الإسرائيلي في جلسته اليوم الأحد على موضوع الجولان.وتشير التقارير إلى نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة موسكو يوم الخميس القادم 21 أبريل\ نيسان من أجل عقد اجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة واحدة من أهم المعارك الحاسمة في مسيرة نتنياهو السياسية، والتي تعد واحدة من أكثر القضايا الحساسة في إسرائيل خلال السنوات العشرة الماضية، والحديث هنا يتعلق بقضية مرتفعات الجولان ومستقبل السيطرة عليها.
ووفق مصادر استخباراتية في موسكو مقربة من “ديبكا” فإن كبار القادة السياسيين الإسرائيلين والعسكريين كذلك فوجؤوا وصدموا نهاية الأسبوع الماضي عندما اكتشفوا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافقا على دعم خطة تقضي بعودة الجولان للسيطرة السورية مجدداً. وذكرت المصادر أن كلا الرئيسين أعطيا وزراء خارجيتهما ( كيري ولافروف) الضوء الأخضر لوضع هذا البند في الاقتراح الذي تجري صياغته حالياً في مؤتمر جنيف والمتعلق بإنهاء الحرب الأهلية السورية.
يذكر ان إسرائيل قامت باحتلال الجولان قبل 49 عاماً خلال حرب الأيام الستة عام 1967 بعد هزيمة الجيش السوري هناك.
وفي عام 1981، تحديداً في عهد مناحيم بيغين، أصدرت إسرائيل قانوناً يعرف الجولان على أنها منطقة خاضعة للسيادة الإسرائيلية، ولم يذكر القانون أبداً أن هذه المنطقة تتبع إسرائيل أو أنها جزء منها.
وفي حين تستعد إسرائيل الآن لمعركة مستقبلية حول مستقبل السيطرة على القدس ومناطق ويهودا والسامرة ( الضفة الغربية ) ،قرر أوباما وبوتين توجيه ضربة دبلوماسية لحكومة إسرائيل ونتنياهو في قضية غير متوقعة وكانت تحديداً الجولان.
ويأتي هذا المسعى من قبل القوتين في اطار استخدامهما للتعاون الدبلوماسي والعسكري بشأن سوريا لفرض اتفاقات على الدول المجاورة بما فيها إسرائيل وتركيا والمملكة العربية السعودية والأردن.
فعلى سبيل المثال، حاولت كل من واشنطن وموسكو فرض اتفاق بشأن منح الاستقلال للأكراد السوريين، على الرغم من معارضة أنقرة الشديدة. وفي نفس الوقت، يضغط أوباما وبوتين على كل من عمان والرياض لقبول استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في تولي مقاليد الحكم ببلاده، على الأقل ضمن المستقبل المنظور.
ووفق مصادر “ديبكا” فإن مثل هذه الخطوات الدبلوماسية أو العسكرية من المحتمل أن تأخذ وقتاً طويلاً حتى يتم تنفيذها بشكل تام. وربما يمتد الأمر لسنوات، وهو ما يحدث عادة في خطط أمريكا لإسقاط الأسد مثلاً او خطط روسيا لدعمه، ولكن على إسرائيل أن تقلق إزاء هذا الأمر طالما تابعت الدولتان إصرارهما في تنفيذ هذه الخطة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن نتنياهو لم يتوجه إلى أمريكا من أجل مناقشة هذه الخطة، بل سيتوجه إلى موسكو، ويأتي ذلك بعد زيادة الرحلات الدبلوماسية التي يقوم بها عدد من كبار المسؤولين وضباط الجيش الإسرائيلي إلى موسكو في الفترة الأخيرة، حيث تهب رياح التغيير على الشرق الأوسط من هناك الآن.
مع ذلك، فموسكو ليست واشنطن وإسرائيل لا تملك فيها لوبي قوي يدافع عن مصالحها، ويجب أن يكون واضحاً أن الزيارات المتكررة لموسكو من قبل الضباط والسياسيين الإسرائيلين لم تؤثر كثيراً في السياسة الروسية في المنطقة، ولم تخلق زخم تأثير على القيادة الروسية حتى اللحظة. فبوتين كسب في بعض الأحيان تنازلات من إسرائيل بشأن المسائل ذات الأهمية الاستراتيجية في الحد الأدنى. ولكن فيما يتعلق بالخطوات الدبلوماسية والعسكرية بشأن سوريا وإيران فقد أبدى بوتين بعض الدعم لموقف إسرائيل.
وفي خضم هذه التطورات، ثلاثة جهات إقليمية فاعلة تبدو سعيدة جداً بهذا الاتفاق تشمل: الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة الإيرانية وحسن نصر الله زعيم حزب الله.
فهؤلاء الآن غير مضطرين للقيام بعمل عسكري ما ضد إسرائيل في سبيل استعادة الجولان، لأن أوباما وبوتين قررا القيام بهذا العمل القذر نيابة عنهم.