تراجعَ سعر النفط الأمريكي وهبط إلى أدنى مستوىً في التاريخ، بسبب انهيار الطلب العالمي عليه.
حيث تسارعت خسائر العقود الآجلة للخام الأمريكي وهوتْ بنسبة 98٪ تقريباً لتصل إلى 20 سنت أمريكي للبرميل، لتعود بعد دقائق وتهوي العقود الآجلة للنفط الأمريكي لأقرب استحقاق (شهر أيار) بنسبة كبيرة. في تطوّر تاريخي من شأنه إذا استمر أنْ يمثّل كارثةً مالية بالنسبة لموازنات الدول المنتجة للنفط.
انعكاسات هذا الحدث ما زالت غير واضحة تماماً ولكن يوجد نقاط مهمة من الضروري التركيز عليها لدى محاولة تحليل هذا الحدث
1. تسبب انتشار فيروس كورونا بانخفاض النشاط الإنتاجي في عموم دول العالم, إضافة إلى توقف جزئي في قطاع الطيران والنقل وبالتالي انخفض استهلاك الطاقة بنسبة كبيرة.
2. تقديرات الوكالة الدولية للطاقة تفيد بأن الطلب على النفط انخفض بنسبة 30٪ وبالتالي الأسعار ستنخفض بنسبة توازي هذه النقطة خاصة بعد الذي حصل في الشهرين الماضيين من ارتفاع في العرض.
3. الزيادة في العرض النفطي أدت إلى امتلاء مخازن النفط لدى عدد كبير من الدول ( وبالتالي انخفاض الطلب سيستمر على المدى القريب).
4. اتفاق أوبك+ الذي حصل لم يكن كافياً على تثبيت الأسعار حيث أن الأطراف اللاعبة في السوق أثرت أن تراعي مصالحها بالدرجة الأولى دون الأخذ بعين الاعتبار تحركات اللاعبين الأخرين، والتخفيضات المقترحة لن تنقذ السعر على المدى القريب.
5. الشركات الأميركية انتاجها للنفط مكلف، يصل إلى 40 دولاراً للبرميل في بعض الحالات لأنه نفط صخري، وبالتالي هي مهددة بالاغلاق وعملت على رفع الأسعار من خلال الضغوط على كبار المنتجين ولكن الأمر لم يفلح.
6. الذي حصل اليوم بتخفيض اضافي للسعر هو مسألتين:
الأولى: خيبة أمل بأسعار النفط بعد اتفاق أوبك + وادراك الجميع أن الأسعار لن تعود للارتفاع على المدى القصير
الثانية: تخلي البعض عن العقود الآجلة لشهر أيار المقبل والاتجاه إلى شراء عقود أبعد وهو ما أعطى تخفيضاً اضافياً للأسعار وصلت إلى ما نراه اليوم.
7. العقود المستقبلية بقيت محافظة نسبياً على سعرها, نلاحظ أن عقد شهر حزيران فوق عشرين للخام الأميركي ولخام برنت وهو الأهم عالمياً فوق 25 دولاراً.
أما الأسعار المنخفضة فظهرت بسبب البيع المكثف لعقود وتسليمات شهر أيار/مايو، ونتيجة الخوف من كلفة التخزين المرتفعة في ظل انخفاض الطلب والاستهلاك عالمياً.
8. هناك تهديد حقيقي الآن على شركات وعمال النفط الأميركي على المدى القصير حيث أن تكلفة إنتاج النفط الصخري أعلى من السعر الحالي بكثير.
9. ولكن ومن جهة أخرى الولايات المتحدة الأميركية تستورد ثلثي انتاجها اليومي والأسعار الضعيفة ستنعكس عليها بشكل إيجابي.
10. أسعار النفط لن تتحسن على المدى القصير وسنشاهد تذبذبات في الفترة المقبلة لكن ضمن نطاق سعري ضعيف.