أبريل 28, 2024

أتلنتيكو: بعد عولمة رؤوس المال، العالم يتجه نحو عولمة البيانات

شهد تبادل السلع ورؤوس الأموال تراجعا ملحوظا في الآونة الأخيرة وفي المقابل، شهد تبادل المعلومات ارتفاعا خاصة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة.

هل يمكن أن يكون هناك قاسم مشترك بين فتاة من كينيا تشاهد فيديو يتعلق بمشروع جديد في كاليفورنيا وشركة نفط عملاقة تستخدم أجهزة استشعار إلكترونية للتحكم في 4000 بئر نفطي في جميع أنحاء العالم من نقطة واحدة، أو باحثين يقومون بتجارب في مجال الطب في الهند لفائدة شركة أدوية أوروبية؟

هذا هو السؤال الذي تطرحه شركة “ماكينزي آند كومباني” للاستشارات الاستراتيجية. وتفيد الإجابة عن هذا السؤال بأن ما يجمع الفتاة الكينية بشركة النفط وبالباحثين هو مجال تبادل المعلومات، والذي تقول عنه الشركة أنه بداية حقبة جديدة من العولمة. 

منذ أزمة سنة 2008، تم الجزم بأن العولمة انتهت، وذلك بعد تراجع تبادل السلع ورؤوس الأموال. لكن شركة ماكينزي تؤمن بأن العولمة لا زالت موجودة وتتجسد الآن في “مرحلة جديدة تتميز بارتفاع ملحوظ في حجم تبادل البيانات والمعلومات”، فخلال السنوات العشر الأخيرة تقريبا، من سنة 2005 إلى سنة 2014، ارتفع حجم مبادلات المعلومات من 4.7 تيرابايت في الثانية الواحدة، إلى 211.3 تيرابايت في الثانية الواحد. على الرغم من سيطرة الدول الغنية على هذه المبادلات، إلا أن الدول النامية لها مكانة هامة في هذا المجال.

ولهذه المبادلات التجارية العالمية قيمة اقتصادية عالية جدا. فوفقا للنموذج الاقتصادي الذي تم إنشاؤه من طرف شركة ماكينزي للاستشارات، فإن عولمة مجال تبادل المعلومات خلق نموا عالميا بلغ 10 بالمئة على مدى العقد الماضي. وبلغت القيمة المضافة لعولمة البيانات 7800 مليار دولار سنة 2014.

لكن الأرقام ليست كل شيء، فظاهرة تبادل المعلومات والبيانات من شأنها تغيير الموازين. على سبيل المثال، تمثل التجارة الإلكترونية 12٪ من التجارة العالمية فيما يتعلق بالسلع. وتعتمد الشركات اللوجستية على المجسّات لحماية ممتلكاتها، ما يضمن مزيدا من التواصل الأكثر فعالية وأمانا.

ولكن قبل كل شيء، تغير عولمة البيانات الطريقة التي يتم من خلالها ممارسة العولمة ككل. فهي تجعل العالم منفتحا أكثر على الدول النامية بطريقة أكثر فعالية من تلك التي تعتمدها العولمة التقليدية. هذا بالإضافة إلى أن الدول النامية أصبح بإمكانها تبادل المعلومات فيما بينها، في حين أن العولمة التقليدية كانت تتم عادة بين الدول الغنية أو بين الدول الغنية والنامية.

كما تفتح العولمة آفاقا للشركات الصغيرة والمتوسطة لتكون، بشكل أو بآخر، متساوية مع الشركات الكبيرة، وتمكنهم من الانفتاح على أسواق تصدير جديدة. فموقع “علي بابا” مثلا يتم تلقيبه ب”إيباي الصيني”. فهو عبارة عن مركز تجاري كبير لكنه يقوم بممارسة التجارة على الإنترنت. وعادة ما تساعد مثل هذه المواقع الشركات الصغرى والمتوسطة على ممارسة التجارة على نطاق أوسع، حيث كانت الشركات الكبرى الوحيدة القادرة على التعامل مع الموردين الصينيين.

مثال آخر هو الفيسبوك، والذي لديه الآن مليار مستخدم وهو رقم في تطور يومي. وينشط فيه 50 مليون شركة صغيرة ومتوسطة، وذلك وفقا لشركة ماكينزي. و30% من المشاركين في صفحات هذه الشركات هم من مواطني دول أجنبية، الأمر الذي يخول للشركات إيجاد عملاء بطريقة أسهم وأسرع بكثير. وقد سهلت هذه الظاهرة الجديدة أيضا عملية التصدير بالنسبة لهذه الشركات.

المصدر

ضع تعليقاَ