في ساعة مبكرة من يوم ١٥ ديسمبر ٢٠١٥ أعلنت المملكة العربية السعودية في مؤتمر صحفي للرجل الثالث في هرم السلطة، عن إنشاء حلف عسكري يضم أكثر من ٣٠ دولة بهدف “محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره أيا كان مذهبها وتسميتها”.
وجاء التحالف الإسلامي – الذي لازالت العديد من الأسئلة المهمة حول ظروف تكوينه والهدف منه يلفها الغموض- “انطلاقاً من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، مهما كان مذهبها وتسميتها، والتي تعيث في الأرض قتلا وفسادًا، وتهدف إلى ترويع الآمنين”، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية.
ولعل أفضل ما يلخص الهدف من تشكيل هذا التحالف تصريح وزير خارجية السعودية في لقاء صحفي لاحق لإعلان التحالف لخص فيه فكرة التحالف والهدف من انشائه في أربعة محاور:أولها أمني بغرض تبادل المعلومات بين الدول الإسلامية حول الحركات الإرهابية وأنشطتها، وثانيها عسكري، وثالثها ذا طابعٍ فكري، ورابعها وقف أي تمويل محتمل لهذه الحركات الإرهابية.
وفيما لو قدّر للتحالف الإسلامي أن ينطلق ويسير بخطى ثابتة، فإنه من المفترض أن يتمكن من تحقيق حد من الاستقرار في المنطقة عبر تطويق الانتشار الإيراني والحَدّ من التوسّع الذي يحققه الأكاسرة الجُدُد تحت أدخنة الإرهاب في المنطقة. وعبر تعويق الدور والنفود الروسي ومحاولتهم إعادة تموضعهم في مجالهم السابق أيام السوفييت.وكل هذا من المفترض أن يكون بالتوازي مع عمليات الحد من انتشار الإرهاب وتحرير المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا والسماح لسكانها بالعودة إليها.