أبريل 27, 2024

عرض كتاب: دولة محترقة.. سوريون في الثورة والحرب

المؤلف: روبين ياسين كساب، ليلى الشامي

الناشر: بلوتو برس- لندن، المملكة المتحدة

عدد الصفحات: 288

اللغة: الإنجليزية

تاريخ الإصدار: 20 يناير 2016

 

صوت من لا صوت له

“الأخبار القادمة من سوريا مُفجِعَة؛ حَيَواتٌ مَزَّقها الصراع، ومدنيون يُجَوَّعون عَمْدًا، وصُعودٌ للجماعات المتطرفة وانتشارٌ للسرد الطائفي، وتدخلٌ من القوى الأجنبية زاد النار اشتعالا. هذه كلها جوانب مفزعة للثورة المضادة التي حاولت سحق الحركة الشعبية التي ظهرت في عام 2011 لرفض عقودٍ من الاستبداد، والمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية.

لكن هناك قصةٌ أخرى تستحق أيضًا أن تُحكى؛ قصةُ عددٍ لا يُحصى من الأفراد والمجتمعات المُلهِمة والشجاعة، التي حاولت الحفاظ على أهداف الثورة الأصيلة، حتى تحت أكثر الظروف مأساوية، وفي مواجهة القمع الأكثر وحشية.

قصص هؤلاء غالبا لا تُحكى، ونادرًا ما تلقى تضامنًا؛ وهذا هو السبب الذي دفعنا إلى تأليف هذا الكتاب: أن نمنح صوتًا لمن لا صوت له”.

هذا ما كتبته ليلى الشامي في مستهل حديثها عن كتاب “دولة محترقة.. سوريون في الثورة والحرب” الذي شاركت في تأليفه بالإنجليزية مع روبين ياسين كساب، وصدر يوم 20 يناير 2016، عن دار نشر “بلوتو برس” اللندنية في 288 صفحة.

شهادات مباشرة

أما “بلوتو برس” فصدَّرت الكتاب بعرضٍ موجز، اعتبرته “ليلى”- بابتسامةٍ ضمنيَّة- دعاية مغالية من الناشر، جاء فيه:

خرج كثير من السوريين إلى شوارع دمشق في 2011 للمطالبة بإسقاط حكومة بشار الأسد. واليوم، تحوَّلت معظم أجزاء سوريا إلى منطقة حرب، ويخشى كثيرون أن البلاد كلها أضحت على حافة الانهيار.

هذا الواقع المعقد هو موضوع كتاب “دولة محترقة”؛ الذي يرصد تفاصيل وتطورات فريدة للحياه في سوريا اليوم، استنادًا إلى شهادات جديدة حصل عليها مؤلفَي الكتاب غضَّة من مقاتلي المعارضة، والمنفيين في مخيمات اللاجين، والنشطاء الحقوقيين الشجعان.

فشل المجتمع الدولي

مزج المؤلفان هذه القصص بتحليلٍ عميق لعسكرة الانتفاضة، وصعود الإسلاميين، والحرب الطائفية، ودور الحكومة السورية في تفاقم وحشية الصراع. ومن خلال هذه اللقاءات، إلى جانب مجموعة واسعة من المصادرالثانوية، يجادل الكتاب بشكلٍ مُقنِع بأن المجتمع الدولي فشل في التزاماته المعلنة حيال دعم جماعات المعارضة السورية.

كابوس سياسي وإنساني

ولأن الكتاب يغطي مسائل متعدده، منها: تنظيم الدولة، والإسلاموية، والجغرافيا السياسية الإقليمية، والمنظمات الثورية الشعبية، وأسوأ أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية؛ فإنه يوفر إطلالة حية على الكابوس السياسي والإنساني الذي تشهده سوريا في العصر الحديث.

إطلالة على فهرس الكتاب

كما يوفر الكتاب إطلالة على “الثورة من أعلى”، ويرصد العقد الأول من حكم بشار الأسد، ويتطرق إلى القاعدة الشعبية في سوريا، ويتناول ظاهرة العسكرة والتحرر. وفي الجزء الذي عنونه بـ”الأرض المحروقة” تحدث عن صعود الإسلامويين، قبل أن ينتقل إلى ظواهر الطرد والنفي، وتثوير الثقافة، وفشل النخب، ويختم بدعوةٍ للتضامن مع ثورة الشعب السوري، مُذَيَّلةً بقائمة لأبرز المنظمات.

أشمل من الصراع

والكتاب بذلك لا يقتصر على الصراع السوري القائم، لكنه يمتد ليشمل الدولة والمجتمع ككل؛ ومن ثمَّ فهو كتابٌ “لابد من قراءته حتى قبل أن يضع الصراع أوزاره؛ لفهم ما حدث، ولماذا حدث، وكيف ينبغي أن ينتهي”. على حد قول الباحث السوري بمعهد دلما حسن حسن، المؤلف المشارك لكتاب “داعش: داخل جيش الإرهاب”؛ كتابُ يستند هو إلى الآخر إلى شهاداتٍ هامة، لكنها لبعض المنضمين لتنظيم الدولة، وعدد من الباحثين المهتمين بدراسة التنظيم، وبعض القيادات العسكرية الأمريكية.

حكاية سوريا

يتفق مع هذا الرأي الكاتب السوري المعارض، والسجين السياسي السابق، ياسين الحاج صالح، قائلا: “حُرِم السوريون لعقود من سرد حكاياتهم، ووقصص بلادهم، لكن في هذا الكتاب، يحكي “روبين” و”ليلى” القصة السورية. وهو كتاب لا غنى عنه للراغبين في معرفة الحقيقة حول سوريا”.

وذهب ياسر منيف، أستاذ السوسيولوجيا المساعد في جامعة إمرسون الأمريكية، والمؤسس المشارك للحملة العالمية للتضامن مع الثورة السورية، إلى اعتبار الكتاب “أفضل سردٍ للانتفاضة السورية حتى الآن”.

واصفًا إياه بأنه “تحليل شامل ودقيق لصراعٍ جيوسياسي متعدد الأوجة، ونضالات شعبية لا تُحصى” مضيفًا: “أي شخص مهتم بفهم الوضع شديد التعقيد في سوريا؛ يجب أن يقرأ هذا الكتاب رفيع المستوى”.

ترياق الاختزالية الجيوسياسية

“إنه الكتاب الذي كنتُ أنتظره عن سوريا”، كما قالت الرسامة والكاتبة مولي كرابابل، وقال عنه أيضًا توماس بييريه، المحاضر في جامعة أدنبرة، ومدير مركز الدراسات المتقدمة للعالم العربي: “يقدم الكتاب رؤية تشكل الترياق المثالي للاختزالية الجيوسياسية، وهو يتميَّز في تقديم مزيج من: المحتوى المستقى من الميدان مباشرة، والتحليل الذي يتسم بالدقة والواقعية، والإيمان الذي لا يتزعزع في نضال الشعب السوري من أجل العدالة والكرامة”.

الدعم الواجب

أَمَا وقد “فشل التضامن مع السوريين في الظهور على مدى السنوات الخمس الماضية. فيجب ألا يستمر هذا الفشل لخمسِ سنواتٍ أخرى. وأتمنى أن يوضح كتابنا أنه لا يزال هناك العديد من المجتمعات والمبادرات الرائعة والمثيرة للإعجاب لدعم سوريا. وهم بحاجة إلى الدعم الآن، أكثر من أي وقتٍ مضى”.. بهذا ختمت “ليلى” حديثها.

ضع تعليقاَ