لتحميل كامل الدراسة بهيئة ملف PDF
تستخدم في هذه الدراسة نظرية الألعاب Game Theory لفهم وتحليل جائحة كورونا.يقوم النموذج الذي تم بنائه بشكل تدريجي على شكل لعبة بين فايروس كورونا والبشر، تمتد على خمس مراحل، ويتم الإنتقال لكل مرحلة عبر مجموعة من الخطوات الإستراتيجية التي يضعها اللاعبون (الفايروس أو البشر، حيث أننا الآن بالمرحلة الرابعة للعبة، وجميع اللاعبين مضطرين بهذه المرحلة للتعايش وخوض لعبة لاصفرية (أي لا منتصر ولا خاسر فيها)، وقمنا بهذه الدراسة بوضع علاقات رياضية لكيفية تحقيق الاستقرار والتعايش بهذه المرحلة من اللعبة بين فيروس كورونا والبشر.
تعد هذه الدراسة المبدئية من الأوائل التي تستخدم نظرية الألعاب، وهي تضع إطاراً عاماً لفهم الحالة الإنسانية في ظل جائحة كورونا، وبنموذج رياضي شامل للعبة القائمة حاليا بين الفيروس والبشر بمراحلها المختلفة، يجمع بين خصائص الفيروس البيولوجية، مع السياسات الحكومية (الإجراءات التحفظية)المتخذة، واستجابة المجتمعات البشرية لها، بظل الطاقة الاستيعابية المحدودة للمستشفيات ووجود عوامل إجتماعية ونفسية وعوامل أخرى تحكم نجاح هذه الإجراءات التحفظية.
وتقدم الدراسة خوارزمية جديدة تحدد إمكانية فتح أو إغلاق الأنشطة البشرية في ظل جائحة كورونا متاح إستخدامها في أي دولة أو مجتمع، ووفقا لمتغيرات أربعة، منها معامل يقيس نجاعة الإجراءات التحفظية التي تتخذها السلطات تلك الدولة، والذي تم تعريفه رياضيا على شكل مقياس من صفر إلى تسعة، ومعامل آخر أسميناه “معامل التمرد البشري ضد الإجراءات التحفظية”، حيث تنفرد الدراسة بفرضية أن كل إجراء تحفظي يقابله تأثيرات جانبية سلبية تقود إلى حالة تمرد بشري ضد الإجراء التحفظي، وقمنا بوضع معادلات رياضية لحساب المدة الزمنية القصوى التي يمكن لكل إجراء تحفظي تطبيقه واقعيا قبل أن يتسبب معامل التمرد البشري (الناتج عنه) بزيادة انتشار المرض (بدلا من مكافحته).
نموذج اللعبة الذي تضعه الدراسة يصلح للتخطيط وأيضا لتقييم نتائج الإجراءات تحفظية والسياسات المتعلقة بمكافحة الجائحة، وهو نموذج موضوعي يستند إلى نظرية الألعاب والتحليل الرياضي للعبة القائمة حاليا بين الفايروس والبشر، ونتائج الدراسة عامة ويمكن تطبيقها لتحليل وقراءة حالة الجائحة في أي دولة أو مجتمع، وهي تصلح أيضا لاستشراف المستقبل في ظل جائحة كورونا، والاسترشاد بتوقعاتها من قبل صانعي القرار المخولين بإدارة أزمة كورونا.