زهير عطوف
لم يعد اليوم يخفى على أحد، ما للإعلام والسينما وهوليوود من أثر كبير في توجيه العقل البشري نحو قيم ومفاهيم ونماذج منمطة، حيث يمكن القول أن الدول الغربية -وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية- وفي سعيها للهيمنة على العالم استخدمت ولا تزال حتى اليوم نموذجين: الأول هو القوة العسكرية، والثاني هو القوة الناعمة، التى لعبت في أحيان كثيرة دوراً لا يقل أهمية عن القوة العسكرية والمادية والاقتصادية. حيث تعمل القوة الناعمة عبر الإعلام والسينما وهوليوود لإرسال رسائل للمشاهدين من أجل تسويق وتبنّي الأهداف الغربية.
ومن بين الوظائف الأساسية للسينما وهوليوود والإعلام الغربي بالخصوص أنه يسعى لخلق حالة من القبول الشعبي لأهداف وقيم النموذج الغربي، من خلال تقدير حكام الغرب وقبول الجماهير لتوجهات سياسية غربية معينة. وفي هذا السياق أصبحت السينما أداةً لتشكيل حياة الناس الأخلاقية حيث تعمل بقوة كيد خفية لتلقين الأخلاق والمفاهيم الغربية، وقد نجحت السينما إلى حدٍّ ما في ذلك من خلال تأثيرها العميق على العقل اللاوعي للناس.
وفي عصر الرأسمالية والليبرالية ومع تزايد الأجيال التى تجيد التعاطي مع الأدوات التكنولوجية، صار الحلم الغربي يترسخ في أذهان الناس بشكل متزايد، وباتت الثقافة الشعبية الغربية الليبرالية هي النموذج المثالي الذي تسعى الأجيال لإدراكه وتقليده.
تقوم هوليوود بدور مركزي في دعم السياسة الخارجية الأمريكية وفي شحن الرأي العام وتمهيده لكي تقبل الدول الأخرى بالثقافة الأمريكية، كما ترتبط هوليوود بعلاقة متينة بالجيش، فلطالما لجأ صانعو الأفلام إلى القوات المسلحة الأمريكية لطلب معدات عسكرية بالمقابل تستفيد السلطات الأميركية من هوليوود لإظهار مقاتليها وعناصر الأمن في صورة الأبطال المثاليين.
نتطرق من خلال هذه الورقة إلى التسويق السياسي للقيم و للنموذج الغربي عبر الأدوات الفنية وفي مقدمتها الإعلام والسينما، ونتحدث عن العولمة من خلال السياسات الليبرالية الحديثة، كما نناقش التسويق السياسي للنموذج وللقيم الأمريكية عبر هوليوود، وهل كان لهوليوود دور فاعل في ذلك؟ بمعنى آخر كيف لعبت هوليوود دور المؤثر والفاعل في المساهمة في تشكيل شريحة واسعة من شعوب العالم تجاه السياسات الأمريكية والحلم الأمريكي؟ وكيف ساهمت هوليوود في تكوين صورة معينة عن المسلمين؟ وما علاقة البنتاغون بهوليوود؟
[pdf-embedder url=”http://idraksy.net/wp-content/uploads/2018/10/Value-Export-Attouf.pdf” title=”Value Export – Attouf”]