فرضت التطورات العسكرية الأخيرة في محافظة إدلب ظروفاً جديدةً وتغيرات نوعية في مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية. فكان تفكيك هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة للفصائل واحداً تلو الآخر محوره محافظة إدلب، والتي تعد أكبر قاعدة للمعارضة السورية المدنية والعسكرية. فبعد سيطرة هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” على المحافظة، وإنهاء قوة حركة أحرار الشام في أواخر شهر تموز/يوليو 2017، أطلقت الهيئة ما سُمي “مبادرة الإدارة المدنية في محافظة إدلب” رغبة منها في إحكام قبضتها على مفاصل الحياة العامة في المحافظة، ودون أن تنظر لعواقب عملها؛ إذ هددت تلك السيطرة بوصم ما تبقى من الجغرافيا الميدانية والعسكرية للثورة السورية بالإرهاب.
كما تزامنت سيطرة الهيئة على إدلب مع توجه كثير من الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر لتأهيل النظام السوري من جديد؛ ممَّا دفع بالحليف التركي القطري للثورة إلى موقع الدفاع عن النفس، وتنامي النفوذ الروسي والأمريكي بجانب حلفائهما في سورية. وبناء على ذلك، فرضت تلك الظروف تطورات داخلية وسيناريوهات متعددة في محافظة إدلب، اختلفت توقعات المراقبين والباحثين حول إمكانية حدوث أحدها دون الآخر.
لقراءة الورقة البحثية وتحميلها كملف pdf: الحالة العامة في محافظة إدلب
ورهاناتها المستقبلية بعد التطورات الميدانية الأخيرة