أيار/مايو 2016
للحصول على الورقة المادة بهيئة ملف (PDF)
من المعلوم أن لجماعات الضغط أو اللوبيات Lobbies في الولايات المتحدة حظوة معتبرة، وتحاول الإدارات الأمريكية المتعاقبة الموازنةَ بينها قدر الإمكان، فهناك اللوبي الاسرائيلي ولوبيات السلاح ولوبيات الأدوية واللوبي الكوبي واللوبي الإيراني (محط هذا البحث)، ولكل منها أهدافها واستراتيجياتها وتحالفاتها وصراعاتها. وعلى الرغم من الموازنة وضبط النغمة التي يحاولها كل رئيس أمريكي، فلا بد أن يكون لكل لوبي ميزة على آخر عند مختلف الرئاسات الأمريكية. ففي عقيدة أوباما، نرى انزعاج إدارة أوباما من مراكز الدراسات المتواجدة في إحدى شوارع “ماساشوستيس” بأنها “أرض محتلة عربياً” في إشارة على المراكز التي تقوم اللوبيات العربية بدعمها وتمويلها، ودلالةً على أن إدارة أوباما لا ميل لها إلى ما يسمى “اللوبي العربي”.
وقد قامت الـ BBC NEWS بتلخيص دراسة نشرتها مجلة Perspectives on Politics التابعة لـ Cambridge Journals، حاولت تحليل نظريات السياسة الأمريكية [3]. تستنتج الدراسة أن نموذج الحكم الأمريكي ليس ديمقراطياً بالمعنى الحقيقي إنما حكماً أقلوياً بالمعنى العملي، لكن “حكم الأقلية” هذا ليس هو المفهوم المعروف في دراسات النظم السياسية، إنما هو “حكم اللوبيات” التي تحوز على الثروة والمال والنفوذ والعلاقات. إذ قامت الدراسة بتحليل المتغيرات اعتماداً على بيانات كبيرة وخرجت بنتيجة مفادها أنّ المجموعات الصغيرة (أو اللوبيات) لها تأثير أكبر من الجماهير -أو مجموعات العمل المدني التي تمثل الجماهير- على صناعة السياسات وتوجيه القرارات المعنية بالشأن الداخلي أو الشؤون الخارجية.
تحاول هذه الورقة تسليط الضوء على حالة الاختراق الكبير للبيت الأبيض في زمن الرئيس أوباما من طرف اللوبي الإيراني، خصوصاً وأن أحد أهم مستشاريه في الملف الإيراني وفي مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض هو الإيرانية – الأمريكية “سحر نوروزاده“، بالإضافة إلى “فريال كواشيري“، وهي كاتبته الخاصة ومساعده الإداري ومن الأشخاص القريبين جداً من الرئيس أوباما، وكانت قد عملت في الفترة الرئاسية الأولى لرئاسته مستشارة في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أيضاً، بالإضافة إلى أنها عضوة في إحدى مؤسسات اللوبي الإيراني “مؤسسة المرأة الإيرانية الأمريكية”