إعداد: زهير عطوف
تثير التجربة السياسية لحزبي العدالة والتنمية في تركيا والمغرب الاهتمام المتزايد من عدة جوانب، فهما
من بين الأحزاب السياسية القليلة ذات التوجه الإسلامي التي كان لها دورٌ فعال في المعترك السياسي مقارنة بأحزاب سياسية أخرى في الدول العربية والإسلامية.
وقد ساهم قرب تركيا والمغرب من أوروبا وتأثير الحضارة الأوربية عليهما، وتأثر العلمانيين من كلا البلدين بالنموذج الغربي، في إبراز خصوصية الحزبين في المغرب وتركيا[2]. فعرف مؤسسو حزب العدالة والتنمية التركي الحزب بكونه حزباً “علمانياً محافظاً”، واعتمد زعماء حزب العدالة والتنمية المغربي مبدأ “فصل الدعوي عن السياسي”، أو ما يصطلح عليه بـ “التمايز والشراكة”.
واليوم باعتمادهما على آليات التسويق السياسي وميكانيزماته، وتأطيرهما للفضاء العمومي، أصبح حزبا العدالة والتنمية التركي والمغربي جزءاً لا يتجزأ من الواقع السياسي في كلا البلدين. فأصبحا قوتين سياسيتين، أساسيتين، تحظيان بشعبية كبيرة في مجتمعيهما، واستطاع كل منهما أن يصبح طرفاً مركزياً في الحكم، ورقماً صعباً في المعادلة السياسية. وقد ساهم قائدا الحزبين أردوغان وبن كيران في صنع هذا النموذج، معتمدين ليس فقط على الكاريزما الفطرية ولكن كذلك على آليات التسويق السياسي في زمن لم يعد فيه مقبولاً الاستمرار في الخط التقليدي المعتمد كلياً على الزعيم؛ ممَّا ساهم في تغيير الخريطة السياسية داخل البلدين.
سنقوم بتحليل كل ذلك من خلال التطرق إلى المحاور التالية:
1- مفهوم التسويق السياسي واستراتيجياته.
2- حزبا العدالة والتنمية التركي والمغربي.. أية علاقة؟
3- التسويق السياسي في المغرب ابن كيران نموذجاً.
4- التسويق السياسي في المغرب حزب العدالة والتنمية نموذجاً.
5- التسويق السياسي في تركيا أردوغان نموذجاً.
6- التسويق السياسي في تركيا حزب العدالة والتنمية نموذجاً.
7- هل يشكل بن كيران أردوغان المغرب؟
لقراءة الدراسة كاملةً وتحميلها كملف pdf: التسويق السياسي عند حزبي العدالة والتنمية التركي والمغربي
______________________________________
[1] زهير عطوف: باحث مغربي متخصص في الشأن التركي والتسويق السياسي، حاصل على الماجستير من جامعة أولوداغ من مدينة بورصة التركية، أصدر كتاب “التسويق السياسي، الأحزاب التركية نموذجاً” باللغة التركية، طبع مرتين في ألمانيا وتركيا، وهو منشور في مجموعة من المواقع العالمية. صدر له العديد من الأبحاث والمقالات باللغة العربية والتركية في مجموعة من مراكز الأبحاث والمواقع الإلكترونية، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات والدورات وألقى عدة محاضرات سياسية
[2] أحمد الريسوني، “ظروف نشأة الحركة الإسلامية في المغرب”، الجزيرة نت، 15-06-1999. http://www.aljazeera.net/programs/guest-and-an-issue/2005/1/10/%D8%B8%