يستعرض هذا الموجز الدوري أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الأجنبية عن الشرق الأوسط خلال النصف الأول من أبريل 2017، ويركز على رصد مضامين التناول البحثي للتعديلات الدستورية المقترحة في تركيا، ودلالات وتداعيات الهجوم الكيميائي والقصف الأمريكي في سوريا، وزيارة السيسي إلى واشنطن بعيون مراكز الأبحاث الأجنبية.
يتطرق هذا الإصدار أيضًا إلى ورشة العمل التي نظمتها مؤسسة راند حول مستقبل تمويل تنظيم الدولة، وتساؤل دورية ميدل إيست بريفنج: هل يغادر أردوغان سوريا حقًا؟ وتحليل مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية لدلالات اعتراض نظام “سهم” الصاروخي الإسرائيلي صاروخًا سوريًا.
ومن بين تحليلات أخرى يتناولها التقرير، تستعرض السطور التالية مقارنة مركز كارنيجي لتداعيات الإصلاحات الاقتصادية في تونس ومصر، واستشراف ذا شيفر بريف لتعزيز العلاقات المصرية-الإسرائيلية في عهد ترامب، وتناول الباحث المتخصص في الشؤون الخليجية سايون هندرسون السؤال العماني الأكثر إلحاحا الآن: من هو خليفة السلطان قابوس؟.
* مراكز الأبحاث الأجنبية تصوت بـ “لا” على التعديلات الدستورية في تركيا
نشرت المؤسسات البحثية الأجنبية خلال الأسبوعين الماضيين سلسلة من التحليلات التي تحذر في مجملها من مغبة الموافقة على التعديلات الدستورية في تركيا:
– استهل فريتز لودج مقاله المنشور على موقع ذا شيفر بريف بالتحذير من أن الاستفتاء المرتقب هو محاولة جديدة لتوطيد سلطة إردوغان، مشبهًا هذه الخطوة بمحاولات الانقلاب التي شهدتها تركيا خلال السنوات الماضية، غير أنها بنكهة غير عسكرية.
– أجرى ذا شيفر بريف حوارًا حول هذه المسألة مع مدير برنامج البحوث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سونر كاغابتاي، تحت عنوان “أردوغان يحتاج الأعداء أكثر من الأصدقاء”، استهله بالإشارة إلى أن “هذا التغيير سيجعل تركيا الدولة الديمقراطية الوحيدة في أوروبا، باستثناء قبرص، التي ليس لها مكتب منفصل لرئيس الوزراء، وتمنح الرئيس سلطة تحديد الميزانيات الحكومية وتعيين القضاة في المحاكم العليا”.
– نشر مركز وودرو ويلسون مقالا لـ هنري باركي بعنوان “تركيا لن تكون هي نفسها بعد هذا الاستفتاء”، واصفًا هذه الجولة بأنها الأكثر تأثيرًا في التاريخ الحديث.
ويرى الكاتب أن العواقب المترتبة على هذا الاستفتاء في تركيا بسيطة:
(1) التصويت بـ “لا” يمكن أن يطلق العنان لفترة من عدم اليقين وعدم الاستقرار العميقين.
(2) على النقيض من ذلك، فإن التصويت بـ”نعم” سيؤدي إلى إضفاء الطابع المؤسسي على نظام استبدادي شعبوي يهدد بانهيار كارثي.
– نشر المعهد الجمهوري الدولي إطلالة موجزة استهلت بالإشارة إلى أن هذا التعديل الدستوري المقترح الذي تدعمه الحكومة يأتي “في أعقاب موجة متعاقبة من التدابير التي اتخذها الرئيس رجب طيب إردوغان لترسيخ سلطته”.
وأضافت التغطية: “يقول مؤيدو التعديل الدستوري إن الاستفتاء سوف يُمَكِّن الحكومة من التعامل مع التحديات على نحو أكثر فعالية، في حين يؤكد النقاد أن التدابير لن تفيد إلا أردوغان ودائرة صغيرة من حلفائه السياسيين”.
– استعد معهد واشنطن مبكرًا باستضافة سونر كاغابتاي وأمبرين زمان وجونول تول يوم 18 أبريل للتعليق على نتائج الاستفتاء لكن تحت عنوان منحاز مقدمًا هو “سلطان تركيا الجديد.
ودعا المعهد متابعيه للانضمام إلى هؤلاء الخبراء في بث مباشر على شبكة الإنترنت للحديث حول مستقبل تركيا، “حيث يسعى الرئيس الشعبوي رجب طيب إردوغان إلى توطيد قبضته على السلطة السياسية المحلية”.
– مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية، والذي بدأ مؤخرًا يركز على تركيا بشكل ملحوظ ويخصص مساحة للكتاب الأتراك أو المحللين الذين يتخذون من أنقرة مقرًا لهم كي يناقشوا الوضع الداخلي في تركيا، نشر تحليلا للباحث بوراك بكديل وصف تركيا في عهد أردوغان بـ”رجل الديمقراطية الأوروبية المريض”.
ويضيف الكاتب: “ تتصرف تركيا في القرن الحادي والعشرون مثل البلد الذي وصفه الفيلسوف التركي منذ عقود: “سفينة تتجه شرقا. ومن على متنها يعتقدون أنهم يتجهون غربا، لكنهم فقط يركضون غربا على متن سفينة تبحر شرقا”.
– لكن يعقوب شابيرو غرَّد خارج السرب، حيث ركَّز في تحليلٍ نشره موقع جيوبوليتيكال فيوتشرز على الأهمية الذي يمثلها هذا الاستفتاء، قائلا: بغض النظر عن النتيجة، سوف تواصل تركيا صعودها كقوة إقليمية”.
وأضاف الكاتب: “قد لا يروق للناس ما يقوله إردوغان، لكنه ينظم حملة لمخاطبة الشعب التركي، دون أن يجبرهم على الذهاب إلى أماكن الاقتراع تحت تهديد السلاح. وإذا لم تكن هذه هي الديمقراطية، فمن غير الواضح ماذا تكون”.
– حول المسألة ذاتها، نظم مركز بروكنجز-الدوحة ندورة ناقشت آثار الاستفتاء الدستوري على الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في تركيا، وحاولت الإجابة عن الأسئلة التالية: ما هي العوامل التي تحرّك سياسات تركيا الداخلية والخارجية؟ وما هو موقف تركيا من الصراعات في المنطقة؟ وكيف ستؤثر نتائج الاستفتاء على علاقات تركيا مع القوى الإقليمية والعالمية؟ وكيف ينظر العالم العربي والإسلامي إلى تركيا؟
* دلالات وتداعيات الهجوم الكيميائي والقصف الأمريكي في سوريا
نشرت مراكز الأبحاث الأجنبية عددًا من التحليلات لرصد دلالات وتداعيات القصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات الجوية في سوريا:
– ركَّز الباحث أندرو تابلر على ما وصفه بـ “تغيير مسار الأسد”، مستشهدًا بإشارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى تحوّل محتمل في السياسة الأمريكية، حين قال: “من الواضح أن دور الأسد في المستقبل غير مؤكد. ومع الأعمال التي أقدم عليها، يبدو أنه لن يكون له أي دور في حكم الشعب السوري”.
ونصح الباحث الولايات المتحدة بـ “قلب الطاولة على الأسد”، واستغلال انتهاكاته لاتفاقية الأسلحة الكيميائية لصالح الالتزام بثلاث قضايا أخرى، هي: وقف إطلاق نار مستدام من شأنه أن يسمح بإجراء محادثات سياسية حقيقية – عملية إنتقال سياسي كما هي محددة في “إعلان جنيف” لعام 2012 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 – إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية المدنيين.
– نشر مركز بروكنجز مقالا للباحثة بسمة المومني أشارت فيه إلى أن “اليسار السياسي يبدو أقل تفاؤلًا حيال رد السيد ترامب (العسكري في سوريا)؛ نظرا لحالة الفوضى التي تعمّ البيت الأبيض ووزارة الخارجية وقلة عدد الخبراء الإقليميين المختصين الذين يعملون مع الرئيس”. مضيفة: “خطأ واحد يبعدنا عن احتمال حدوث تداعيات إقليمية كارثية، قد تتفاقم بسبب تأثير الدومينو. ويمكن أن يتحول هذا الوضع بسرعة إلى محاولة أمريكية فاشلة أخرى لإحداث تغيير نظام حكمٍ في الشرق الأوسط”.
أيهما على حق؟ هل يُعتبر ذلك انتصارًا جيوسياسيًا أم هو انزلاق إلى حرب جديدة لم يطلبها الأمريكيون؟ تجيب الباحثة: في الواقع، من الناحية التقنية، يُعتبر ذلك الأمرين معًا. والعالم لديه سبب للقلق.
– نشر أتلانتك كاونسل التعليق التالي للباحث فريدريك هوف: لو أن الهجمات التي حدثت في السادس من أبريل أنهت موجة جرائم الأسد ضد المدنيين فهذا أمر جيد، ولو لم تفعل فإن مزيد من التحرك يعتبر أمرًا حيويًا. إن حماية المدنيين ومقاومة القتل الجماعي في سوريا– بصرف النظر عن نوعية سلاح القتل– هو أداة حيوية في مجابهة وهزيمة التطرف العنيف.
– رأى المساعد الخاص السابق للرئيس أوباما، دينيس روس، أن الولايات المتحدة لا يمكنها تحقيق النجاح ضد تنظيم الدولة في سوريا بدون معالجة مشكلة الأسد أيضا. مكررًا ما كتبه سابقًا أن أي تعاون مع روسيا في سوريا يجب أن يستند على عدم قيام الروس ثانية بتعزيز سلطة الإيرانيين في البلاد.
مضيفًا: “لا يزال ذلك اختبارا جيدا؛ لأن هناك صراعا أكبر يدور في المنطقة، بينما يشعر شركاء أمريكا التقليديين- من العرب والإسرائيليين- بالتهديد الإيراني واستخدام طهران الميليشيات الشيعية لكسب النفوذ والهيمنة على أنحاء المنطقة”.
– ورأى فيصل عيتاني أن “هناك منطق عسكري ونفسي وراء قرار النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيمائية، وهو معاقبة مناطق التمرد، التي يستمر انطلاق الهجمات منها ضد النظام، وتعيق خطط الحكومة في تعضيد سلطتها الكلية على غرب سوريا. لكن الباحث- على عكس ما حدث لاحقًا- استبعد أن تُقدِم إدارة ترامب على التصعيد، برغم إشارته إلى أن إدارة ترامب تفكر بالفعل في خياراتها العسكرية والدبلوماسية.
* زيارة السيسي إلى واشنطن بعيون مراكز الأبحاث الأجنبية
القضية الأخرى التي حظيت باهتمام عدد من مراكز الأبحاث الأجنبية خلال النصف الأول من شهر أبريل 2017 هي زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض:
– ملف مكافحة الإرهاب في زيارة السيسي إلى واشنطن كان محور مقال كتبه ديفيد شينكر في معهد واشنطن خلُصَ إلى أن: العلاقة بين الرئيسن المصري والأمريكي تقوم إلى حد كبير على مكافحة الإرهاب، وهي أولوية سياسية كان قد وضّحها كلا الزعيمين بشكل متكرر، ومن المرجح أن تكون محور اجتماعهما يوم الاثنين.
استباقيًا، رصد الباحث بعض الملفات التي يجدر بالطرفين مناقشتها في هذا الصدد: (1) تنظيم الدولة في سيناء، التي وصفها المقال بأنها تمثل مأزقًا، (2) التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل استخباراتيًا وتسليحيًا (3) زيادة التمويل الأمريكي لمصر.
– حتى قبل لقاء السيسي-ترامب، استبعدت إليسا ميلر، المدير المساعد في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، أن يتطرق الزعيمان إلى عدد من الموضوعات الهامة، ومنها سجن المواطنة الأمريكي آية حجازي، وبشكل عام المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان.
وأضافت: في نهاية المطاف، من غير المرجح أن نرى أي تطورات رئيسية تخرج من اجتماع السيسي مع ترامب، لكن الزيارة تتيح فرصة مهمة للحكومة المصرية للاستفادة من الخطاب الإيجابي الصادر عن البيت الأبيض بشأن الشراكة الأمريكية-المصرية ومواصلة دفع فكرة إقامة علاقة استراتيجية “متجددة” مع هذه الإدارة.
– موضوع الإرهاب في زيارة السيسي إلى واشنطن كان محور مقالٍ كتبه ديفيد شينكر في معهد واشنطن خلُصَ إلى أن: العلاقة بين الرئيسن المصري والأمريكي تقوم إلى حد كبير على مكافحة الإرهاب، وهي أولوية سياسية كان قد وضّحها كلا الزعيمين بشكل متكرر، ومن المرجح أن تكون محور اجتماعهما يوم الاثنين.
ورصد الباحث بعض الملفات التي يجدر بالطرفين مناقشتها في هذا الصدد: (1) تنظيم الدولة في سيناء، التي وصفها المقال بأنها تمثل مأزقًا، (2) التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل استخباراتيًا وتسليحيًا (3) زيادة التمويل الأمريكي لمصر.
– رأى الباحث إريك تراجر أن هذا اللقاء يمثل أفضل فرصة قد تتاح للرئيس ترامب لإبرام “اتفاق جيد” مع السيد السيسي، عندما يلقى الزعيم المصري ترحيب واشنطن الذي لطالما رغب به.
واستدرك الباحث في مقال نشره معهد واشنطن: لكن إذا حقق السيد السيسي هذا النصر دون الاعتراف بأي شيء عن علاقة بلاده المتعمقة مع روسيا، أو محاكمة الأمريكيين، أو أولويات المساعدات، فسيكون الرئيس ترامب قد أضاع أفضل ورقة حصلت عليها واشنطن منذ سنوات، وهو ما يبدو أنه تحقق بالفعل بالنظر إلى نتائج الزيارة.
– تحت عنوان “الإعلام المصري يشيد بعهد جديد من العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر” نشر أتلانتك كاونسل مقالا بقلم داليا ربيع، اعتبرت فيه هذا التطور يشكل علامة فعلية على نهاية العلاقة المتوترة مع إدارة أوباما، والتي ازدادت تدهورا مع الإطاحة برئيس الإخوان المسلمين محمد مرسي وانتخاب السيسي في منصبه.
ورشة عمل حول مستقبل تمويل تنظيم الدولة
في يونيو 2016، عقدت مؤسسة راند ورشة عمل مصغرة حول تمويل تنظيم الدولة، شارك فيها متخصصون في شؤون الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والاقتصاد.
يتتبع التقرير التطور المحتمل لموارد تنظيم الدولة في ظل ثلاثة سيناريوهات محددة:
(1) استمرار الحملة الحالية،
(2) التوصل إلى تسوية تفاوضية في سوريا وسياسية في العراق،
(3) الانتصار العسكري دون تسوية تفاوضية أو سياسية.
تمخَّض النقاش حول العواقب المحتملة على تنظيم الدولة في ظل هذه السيناريوهات الثلاثة المتناقضة عن عدد من الآثار على جهود مكافحة داعش، شملت:
– اتخاذ إجراءات لمواجهة وسائل محددة لجمع الأموال داخل الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم،
– استخدام المعلومات المالية لتدمير التنظيم،
– تهديد قدرة التنظيم على جمع الأموال عبر الأراضي الواقعة تحت سيطرته،
– ضمان عدم تحوّله إلى جمع الأموال من خارج أراضيه.
هل يغادر أردوغان سوريا حقًا؟
على عكس معظم التحليلات الإعلامية التي اعتبرت أن إعلان الجيش التركي إنهاء عملية درع الفرات كانت خطوة مفاجئة، رأت دورية ميدل إيست بريفنج أن هذا التطور ليس مستغربا؛ لأن تركيا كانت محصورة بالفعل في شمال سوريا وليس لديها أي مكان تذهب إليه، رغم تفهمها لدوافع من أعربوا عن استغرابهم من القرار.
يضيف التحليل الذي حمل عنوان “هل يغادر أردوغان سوريا حقًا”: أدرك “أردوغان من جهته أن صعود وحدات حماية الشعب إلى المستوى الذي يطرق فيه الجميع أبوابهم؛ يعود إلى صعود الجهاديين في شمال سوريا. وإذا كانت هناك خطة نهائية واضحة تحدد خطوط المناطق الكردية وغيرها، وتخاطب تطلعات الجماعات المسلحة غير الإرهابية؛ فربما ينظر بجدية حينها إلى هذا التحوُّل الكبير”.
وترى الدورية التي تتخذ من دبي وواشنطن مقرًا لها أن “الحل القصير الأجل الوحيد، ذي الجدوى على المدى الطويل، هو: إنشاء مناطق شبه مستقلة، أو ذاتية الإدارة، في جميع الأنحاء. لكن يجب أن يكون هذا الحل مشروطا بعدم السماح للجماعات الإرهابية.
وتضيف: هل من الممكن أن يحدث ذلك في إدلب؟ نعم. إن الجماعات غير التابعة للنصرة، عند رؤية نهاية اللعبة وما تعنيه بالنسبة لهم، ستزيد الضغط على النصرة هناك. بعبارة أخرى: ليس فقط بالاعتماد على قوتك الخاصة يمكنك شن معركة فعالة ضد الإرهابيين. وفي هذه الحالة، قد لا تستخدم القوة أصلا كأداة أساسية.
درع الصواريخ الإسرائيلي يصل إلى مرحلة النضج
أطلقت سوريا ثلاث صواريخ مضادة للطائرات ضد طائرات إسرائيلية؛ اعترض النظام الصاروخي الإسرائيلي “سهم” لأول مرة في تاريخه التشغيليّ أحدها فوق الأردن وسقط الاثنان الآخران في إسرائيل، دون التسبب في أضرار.
لتحليل هذا الحدث، نشر مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية تقريرًا حول الجوانب التكنولوجية والتشغيلية والسياسية أعده عوزي روبين، المدير المؤسس لمنظمة الدفاع الصاروخي اسرائيلي التي تدير برنامج “سهم، خلُصَ إلى أن هذا الحدث يبعث برسالة قوية مفادها أن درع الصواريخ الإسرائيلي وصل إلى مرحلة النضج.
الإصلاحات الاقتصادية أقل خطورة في تونس من مصر
كتب عمرو عادلي وحمزة المؤدب تقريرا مطولا في مركز كارنيجي خلُصَ إلى أنه على الرغم من مساراتها المتباينة بعد انتفاضات 2010-2011، تواجه مصر وتونس اليوم تحديات اقتصادية مماثلة، لكن الإصلاحات الاقتصادية المؤلمة أقل خطورة في تونس منها في مصر.
ينصح الكاتبان بضرورة أن يكون توطيد النظام الديمقراطي الوليد في تونس من أولويات المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي، مع تأثيره الساحق على الشؤون الاقتصادية الخارجية في تونس وخبرات الدول الأعضاء في الحوار الاجتماعي.
لكن في مصر، على النقيض من ذلك، فإن غياب أي آلية حقيقية للحوار الاجتماعي والتمثيل المؤسسي لا يبشر بالخير بالنسبة للمستقبل، حيث يواجه المجتمع المصري تقشفا اقتصاديا في ظل نظام استبدادي، وليس له أي رأي حقيقي في ما يقرره قادته.
جماعة الإخوان تقيم أخطاءها
تحت عنوان “جماعة الإخوان تقيم أخطاءها” استعرضت دورية ميدل إيست بريفنج (واشنطن/دبي) وثيقة المراجعات التي صدرت مؤخرًا عن أحد فرعي الجماعة، ورجحت أن الوثيقة وجناح محمد كمال بأكمله لن يبلغوا شأنا كبيرًا داخل الجماعة، رغم أنه لا يزال من السابق لأوانه تقييم أثر الوثيقة على أرض الواقع.
ويشير التحليل إلى أن معظم رموز مجموعة كمال هم من الطبقة المتوسطة الحضرية المتعلمين، وفي حين أنها لا تستطيع إحداث اختراق كبير في صفوف الغالبية العظمى من أعضاء الجماعة في الريف، فإنها لا تملك احتكار العضوية في المناطق الحضرية.
تضيف الدورية: “مع ذلك، فإن ما نراه قد يكون تاريخيًا أول محاولة كبيرة للإجراء مراجعة نقدية للثقافة التقليدية داخل جماعة الإخوان المسلمين المغلقة جدا، وقد يكون أيضا مقدمة تاريخية لتشكيل الأحزاب السياسية الحديثة على أساس رؤية دينية مقابل الجماعات الدينية المعروفة التي تتوق إلى القيام بدور سياسي”.
النشاط الاجتماعي في مواجهة السلطوية المصرية
نشرت مؤسسة كارنيجي مقالا لعمرو حمزاوي حول ما وصفه بـ “الحراك المُجتمعي المقاوم في مصر” خلُصَ إلى أن هذا النوع من الحراك في مصر غداة انهيار السياسات الحزبية، أضحى أكثر أهمية في مجال مقاومة السياسات والتكتيكات السلطوية الجديدة للحكم.
وأضاف: “في حين أن الجنرالات الحاكمين في مصر يمسكون بالسلطة بقبضة مشددة في كل قطاع تقريبا من قطاعات المجتمع، فإن العديد من الجماعات الناشطة حققت على الأقل بعض النجاح في مساءلة الحكومة عن انتهاكات حقوق الإنسان. صحيح أن الأمر سيتطلب الكثير من الانتصارات لمواجهة القمع الراسخ، لكن هذه المجموعات تقدم أفضل أمل لتغيير واقع مصر الحالي”.
تعزيز العلاقات المصرية-الإسرائيلية في عهد ترامب
– نشر موقع ذا شيفر بريف مقالا للباحث حسان حسنين حول “تعزيز العلاقات المصرية-الإسرائيلية في عهد ترامب”، استهله بالإشارة إلى أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ستكون من بين القضايا الرئيسية التي سيؤكد عليها السيسي لتوثيق العلاقات مع الولايات المتحدة، لكن الكاتب في المقابل أشار إلى العداء الذي لا يزال يكنه العرب لإسرائيل بنسبة تصل إلى 89% بحسب تقرير لـ ميدل إيست مونيتور، وعدم تمكن المصريين من السفر لإسرائيل بدون تصريح أمني، وهو ما يمثل عقبة في طريقة تطوير هذه العلاقة، لذلك يطالب المقال بضرورة إزالة هذه الصعوبات عبر رفع القيود على السياحة في إسرائيل، وكذلك التعاون في مجال التعليم، إلى جانب تعزيز التعاون الاقتصادي.
من هو خليفة السلطان قابوس؟.. السؤال العماني الأكثر إلحاحًا الآن
تناول الباحث المتخصص في الشؤون الخليجية، سايمون هندرسون، مسألة خليفة السلطان قابوس، مشيرًا إلى أن اسم سلطان عمان الجديد مكتوب في ورقة موضوعة بداخل ظرف مختوم ومحفوظ داخل القصر الملكي في العاصمة مسقط.
هناك أيضًا ظرف ثانٍ موجود في قصر ملكي آخر في مدينة صلالة الجنوبية، يحوي على ما يبدو الاسم نفسه تحسّبًا لعدم العثور على الظرف الأول عند وفاة الحاكم الحالي المريض السلطان قابوس بن سعيد البالغ من العمر 76 عامًا”.
وتابع “هندرسون”: “تفيد الرواية الأكثر شيوعًا بأنّ كل ظرف يحتوي على اسمين يعودان إلى الخيارين الأول والثاني للخلافة لدى السلطان قابوس. لكن ثمة رواية أخرى تشير إلى أن الظرف الموجود في مسقط يحتوي على اسم واحد فيما يحتوي ظرف صلالة على آخر.
المتعارف عليه أنه عند وفاة قابوس- الذي يعاني من سرطان القولون، على الأقل منذ عام 2014- سيجتمع مجلس مكوّن من أقاربه لاختيار خلفه، على ألّا يتم الاستعانة بالظرفين إلّا إذا عجز المجلس عن الاتفاق على اسمٍ واحد في غضون ثلاثة أيام.
لكن الممازحون يقولون إنّ أفراد الأسرة الحاكمة سوف يكونون قلقين جدًا بشأن الشرعية ما بعد الوفاة التي كانت قد مُنحت من قبل السلطان الراحل إلى درجة أنهم سيطلبون رؤية الظرفين قبل القيام باختيارهم”.