في 13 فبراير 2016 نشر معهد دراسات الحرب (ISW) دراسة هامة حول فصائل الثورة أو المعارضة المسلحة في حلب، تضمنت الدراسة وصفا لكل فصيل أساسي من هذه الفصائل وتصنيف معين لها وفق معايير من غير المعتاد الاعتماد عليها في تصنيف الفصائل السورية عادة تتضمن قدرة كل فصيل على التأثير في القرار الإداري لمدينة حلب(القدرة على حكم حلب).
فهي تقسم الفصائل الى فصائل متمكنة صانعة قرار (5 فصائل) وفصائل يمكن ان تصبح متمكنة وصانعة قرار (3 فصائل) وفصائل ليست صانعة قرار وغير مرشحة بوضعها الحالي لكي تصبح من صناع القرار في حلب(6 فصائل).
وبحسب الدراسة فيجب على الولايات المتحدة العمل على تحقيق الأهداف الثلاثة التالية:
-
منع جبهة النصرة من تولي قيادة المعارضة في حلب.
-
تجنب كارثة انسانية تنتج من حصار طويل يُفرض على حلب.
-
حث شركاء الولايات المتحدة، تركيا على وجه الخصوص، لإظهار ردود أفعالهم تجاه المعارك في حلب واتخاذ خطوات عملية ضدها.
تقدم هذه الدراسة شرحًا مفصلًا عن مفاصل قوى المعارضة في حلب، ويوضح طرق تعبئتها باستخدام سياسة (ذكية) لتحقيق الهدف الأول المشار إليه سابقاً، وتوصي الدراسة أيضًا بالتخلي عن السياسة الأمريكية التي تعمل وفق شعار “وقف الأعمال العدائية” لأنها لا توفر أي حماية للحلبيين، وتدعو لاتخاذ الخطوات الثلاثة التالية لتأمين مصالح الشعب السوري، هي:
-
تنفيذ إنزال جوي إنساني في حلب.
-
توفير دعم مادي لجماعات المعارضة في حلب بعيداً عن جبهة النصرة وهذا يتضمن المتحالفين مع النصرة من أحرار الشام وغيرها
-
العمل على خلق منطقة إنسانية آمنة شمالي حلب.
وتسلط الدراسة الضوء أيضاً على المعضلة الأمريكية في التعامل مع التصعيد الروسي المتواصل في سوريا وحلب تحديداً وانعكاسات ذلك المستقبلية حيث تشير إلى أن النتيجة من كل هذا ستكون أزمة سياسية للبلدان “أمريكا أو الغرب” والتي تسعى للمساعدة في تجاوز الأزمة الإنسانية لكنهم يخشون تصعيداً معيناً مع روسيا، فحتى الآن، لم يبرز في المناقشات السياسية المحلية الأمريكية مبدأ دعم الجماعات المسلحة المعارضة لتعزيز خيارات أمريكا في سوريا على المدى الطويل. هذا عدا عن معضلة استفادة أمريكا من قوات المعارضة السورية في حرب داعش خاصة في مناطق التماس معها.
كما تتناول الدراسة مصادر الضغط على المقاتلين في حلب وتعدد سبعة مصادر تضغط عليهم وتقلل من احتمالية صمودهم أمام قوات النظام وشركائه في مقدمتها عدم امتلاك القوة البشرية الكافية للقتال في الريف والمدينة على حد سواء.
لقد قدمت الدراسة خطة عملية لدعم فصائل المعارضة المسلحة للصمود في وجه عاملين: الأول حرب النظام وحليفه الروسي عليها والثاني الصمود في وجه مساعي جبهة النصرة لاستمالة أي من الفصائل لطرفها، وتتجلى براغماتية السياسية المقترحة في الدراسة بعدم ممانعة الخطة أن يتم تقديم دعم لبعض الفصائل التي تحظى بعلاقة جيدة أو تواصل معين مع جبهة النصرة، والتي بدورها ستقوم بمحاربة جبهة النصرة أو الحد من تأثيرها في حلب. في نفس الوقت الذي اعتبرت الدراسة أن امتلاك أي فصيل للقذائف المضادة للدروع هو معيار لرضى وقبول الأمريكان به والتعاون معه.
كما تضمنت الدراسة أيضاً توصية بإنشاء منطقة آمنة في شمال حلب مع الإقرار بإمكانية استخدامها لتنفيذ هجمات ضد النظام أو تعزيز خطوط القتال، عدا عن الإشارة إلى إمكانية قيام تركيا بخطوة أحادية الجانب بهذا الخصوص.
التوقيت الحساس الذي صدرت فيه هذه الدراسة زاد من اهميتها إضافة إلى الحقائق المهمة التي توردها إلى جانب انها تطرح مجموعة من الاستنتاجات التي قد نتفق أو لا نتفق معها ولكنها بالتأكيد تمثل خطوات محددة قد يتم تبنيها من قبل الأطراف المعنية لتدراك الكارثة الحاصلة في حلب والتي يجب العمل عليها خلال الفترة الزمنية القصيرة المقبلة بل وربما يكون الأوان قد فات فعلاً على فعل ما يلزم ، وما تحذر منه هذه الدراسة وغيرها من التحليلات بخصوص الانعكاسات الكارثية لتقدم النظام وشركائه في حلب على الوضع الانساني في سوريا وخارجها وعلى أمن واستقرار المنطقة والعالم، ربما تكون هذه التحذيرات قد أصبحت واقعاً بالفعل ونحن نشهد هذه الأيام بالذات إرهاصات هذه الانعكاسات السيئة.
يمكنكم قراءة وتحميل ملف الترجمة العربية الكاملة للدراسة من هنا او من الرابط في نهاية الصفحة