slot dana slot toto toto 4d slot pulsa slot gopay slot ovo slot bet 200 slot bet 100 situs bet 200 situs bet 100 situs slot dana situs slot toto jagung77
نوفمبر 5, 2024

روبين رايت: عائلة الأسد ،عدوة لتسعة رؤساء أمريكيين متعاقبين

في الاجتماع الأول الذي عقده وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر مع رئيس النظام السوري حينها “حافظ الأسد” عام 1973، استمر الرجلان في الاجتماع حتى الساعة الحادية عشرة بعد الظهر تقريباً. ظنت كثيراً حينها صحيفة “تايمز” وغيرها من وسائل الإعلام أن الرجل “كسنجر” قد تعرض للاختطاف. لكن كيسنجر قال في سيرته الذاتية التي نشرها لاحقاً “سنوات التجديد” أن النقاشات كانت نموذجية. وأردف أن الأسد كان يتفاوض عن كثب وبجرأة وكأنه مقامر يبحث عن نصر مقنع لآخر رمق من أجل الحصول على أي تنازل متاح. وفي عام 1991، اضطر وزير الخارجية الأمريكي “جيمس بيكر” إلى التلويح بالعلم الأبيض والاستسلام وذلك لحاجته إلى استراحة يذهب بها إلى الحمام، ودعا بيكر أسلوب الأسد في التفاوض بأنه “دبلوماسية المثانة”.

 

ومنذ الانقلاب غير الدموي عام 1970، والذي جلب أسرة الأسد إلى السلطة. تمكنت سلالة الأسد – حافظ الأسد ولاحقاً وريثه بشار الأسد – من اغضاب 9 رؤساء أمريكيين. وصف كسينجر جلساته مع حافظ الأسد بأنها :”مضيعة للوقت، ومثيرة للأعصاب بل وغريبة”. ورغم تغير الإدارات الأمريكية ما بين ديمقراطية وجمهورية إلا أنها جميعاً وعلى حد سواء حاولت وشجعت وأثنت على مواجهة وإدانة “حكم عائلة الأسد” وحثه على إحداث تغييرات سياسية.

 

قام كسينجر لوحده ب 28 رحلة إلى دمشق  – أربعة عشرة رحلة خلال شهر واحد فقط-  وذلك للتعامل مع تداعيات الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973. وتمكن أخيراً من التوصل إلى اتفاق مع الأسد في عام 1974 يقضي بفك الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية على طول هضبة الجولان. وبعد ذلك بأقل من شهر واحد، أصبح ريتشارد نيكسون اول رئيس أمريكي يزور دمشق. تلقى نيسكون حينها ترحيباً عسكرياً بـ21 طلقة، وطاف مع الأسد في سيارة مفتوحة حيث كانت آلاف الأعلام الأمريكية ترفرف متأثرة بنسيم دمشق القوي. وظهرت لافتة على طول الطريق “دمشق الثورية ترحب بالرئيس نيكسون”. ولكن أياً من نيكسون – الذي أجبر على الاستقالة بعد شهرين- أو جيرالد فورد –نائبه الذي شغل منصبه- لم يتمكنا من توجيه هذا الارتباط خلال السنوات الأولى للأسد في السلطة نحو سلام أوسع في الشرق الأوسط.

 

الأسد الذي يلعب دوره ك”أسد دمشق”. كانت ضعيفة وغير مستقرة بعد الاستقلال عن فرنسا في عام 1946. وشهدت 20 انقلاباً خلال 21 عاماً. وكان انقلاب الأسد هو الأخير عام 1970. شهد انقلابه ترحيباً في البداية، فقد أشارت صحيفة “التايمز” إلى أن معجبي الأسد يرحبون باستيلائه على السلطة داخل حزب البعث الحاكم على اعتبار انه انتصار متوقع للبراغماتية على الأيديولوجية. ولكن في سعيه لتعزيز الدولة السورية وتحويلها إلى قوة إقليمية، اًصبح الأسد لا يرحم على نحو متزايد في تعامله مع المعارضين سواءً داخل البلاد أو خارجها.

اجتمع جيمي كارتر مع الأسد في جنيف عام 1977 بغية استكشاف آفق مؤتمر أمريكي سوفيتي حول السلام في الشرق الأوسط. لم يهدأ الأسد خلال ذلك الاجتماع ولم ينضب. وطالب بعودة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل وطالب أيضاً بالمساواة الاستراتيجية للعالم العربي. وقال كارتر انه “مستعد لمواجهة معارك سياسية وعسكرية خطيرة بدلاً من الاستسلام لهذا المبدأ”. ودعا كارتر الرئيس السوري إلى زيارة واشنطن. بريق البيت الأبيض وبهرجته لم تغري الأسد. وقال كارتر في وقت لاحق:” رد الأسد أنه لا يملك أي اهتمام او مصلحة بزيارة الولايات المتحدة”. وبعد ذلك بعام، عندما تولى كارتر وساطة لتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين الرئيس المصري السابق أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، رد الأسد بتعميق علاقاته مع موسكو.

لعب الأسد مراراً وتكراراً دور المفسد للسلام خلال فترة إدارة ريغان. ففي عام 1981 كان من المفترض أن تشهد القمة العربية المقرر عقدها بمدينة فاس المغربية خطة من ولي العهد السعودي الملك فهد والتي تضم 8 نقاط وتحظى بدعم من واشنطن وتهدف إلى الاعتراف بحق إسرائيل في “العيش بسلام” مقابل عودة الأراضي. وصل حينها وفود 21 دولة إلى مدينة فاس وانتظر الجميع وصول الأسد، كنت في المطار حين وصلت طائرة الأسد التي كانت تقل حراسه وموظفيه فقط ولم يظهر الأسد أبداً وانهارت القمة وفق ما كتبت روبين رايت كاتبة التقرير.

تحولت التوترات بين ريغان والأسد إلى توترات معاداة علنية بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث كان آلاف السوريون ينتشرون في لبنان في ذلك الوقت. وكان وزير الخارجية الأمريكي حينها “جورج شولتر” قد توصل الى اتفاق سلام رسمي بين إسرائيل ولبنان إلا أن الأسد نسف الاتفاق برفضه سحب قواته كشرط للانسحاب الإسرائيلي.

حافظ الأسد على استراتيجية قاسية للحفاظ على النفوذ السوري، فخلال الغزو الإسرائيلي، دعم نشر قوات الحرس الثوري الإيراني في لبنان وساهم بإنشاء ميليشيات شيعية جديدة تطورت لاحقاً إلى حزب الله. ووجه اللوم للأسد في نيسان\ ابريل 1983 بعد تفجير السفارة الأمريكية في بيروت، وهو أول هجوم انتحاري ضد هدف أمريكي في أي مكان في العالم. وتلا ذلك اعتداءات على قوات حفظ السلام البحرية الأمريكية المنتشرة في لبنان، حيث لقي أكثر من 200 من أفراد البحرية مصرعهم بالإضافة إلى ضحايا تفجير السفارة. واتهمت الولايات المتحدة كلاً من الأسد وإيران وحزب الله بمسؤولية هذه الأحداث بنفس القدر من الاتهام. وبعد 35 عاماً من تلك الأحداث، يعد حزب الله الآن واحداً من أقوى الميليشيات العسكرية في الشرق الأوسط، ويساعد الآن عشرات الآلاف من مقاتليه في حفظ حكم سلالة الأسد في سوريا.

كتب شولتز لاحقاً في مذكراته:” لم يتردد الأسد في استخدام العنف والإرهاب لتحقيق أهدافه”. ومع ذلك، حافظت إدارة ريغان على علاقات دبلوماسية مع دمشق، بل إن ريغان اتصل بالأسد. عاد شولتز إلى سوريا لمقابلة الأسد خلال محاولة أخرى لإحلال السلام في الشرق الأوسط عام 1988. وفي رده على سؤال من الصحفيين المرافقين لبعثته عما إذا كان يحمل أي آمال خلال هذا اللقاء قال شولتز:” انني أشعر بالفكاهة الآن، لقد عرفت أن علينا أن نتشاور مع باقي العرب الآن”.

كان غزو صدام حسين للكويت في آب\أغسطس 1990 بمثابة تقاطع نادر لمصالح واشنطن ودمشق. فقد كان هناك تنافس كبير بين سوريا والعراق، وتعهد الأسد بتقديم قوات كبيرة إلى قيادة التحالف بقيادة الولايات المتحدة للمشاركة بعملية عاصفة الصحراء لدفع العراق الى الخروج من الكويت الغنية بالنفط. وفي إطار خطته لإقامة “نظام عالمي جديد” بعد حرب الخليج، التقى الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب مع الأسد بجنيف، ونال موافقته على المشاركة في مؤتمر سلام مشترك بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في مدريد. لكن الأسد لم يحضر وهناك توقف زخم التقارب هذا.

انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 كلف الأسد خسارة حليفة الأكثر أهمية. كما ان اتفاقات أوسلو للسلام عام 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين ومعاهدة السلام التي تلتها بين الأردن وإسرائيل عام 1994، جلعت الأسد يشبه الرجل الغريب في المنطقة. وحال الرئيس الأمريكي استغلال نفوذ الأسد المتناقص، فبين عامي 1993 و1996 قام وزير الخارجية حينها وارن كريستوفر بأكثر من 30 رحلة إلى دمشق بغية التوصل إلى اتفاق بخصوص مرتفعات الجولان. شاركت كاتبة التقرير في معظم هذه الرحلات، وكثيراً ما قال كريستوفر للصحفيين ان يقترب من التوصل إلى تفاهم بشكل كبير جداً. وذهب كلينتون إلى دمشق في زيارة تعد الأولى منذ زيارة نيسكون السابقة، إلا أن الاتفاق لم يستقر ابداً ليخرج للعلن. وفي محاولة أخيرة قبل مغادرته منصبه، التقى كلينتون بالأسد مرة أخرى في جنيف عام 2000. قضى الأسد معظم وقت الجلسة وهو يحاضر في الرئيس الأمريكي الأصغر سناً منه حول تاريخ الحدود السورية مع إسرائيل، وكرر مطالبته بعودة كامل مرتفعات الجولان كشرط للسلام.

وقال مبعوث عربي لصحيفة التايمز عن الأسد :” انه يفضل الموت بدلاً من عدم الانسحاب الكامل، ولم يتغير رأيه منذ 30 عاماً، ولن يغير رأيه في غضون ساعات في جنيف”. توفي الأسد بعد هذه الحادثة بثلاثة أشهر فقط، قال كلينتون عنه في كتابه “حياتي”:” لقد كان رجلاً عديم الرحمة، لكنه بارع في الوقت نفسه، كان على استعداد لمسح قرية بأكملها لتلقين معارضيه درساً ما”.

كانت نية الأسد الأب تتجه نحو تولية ابنه الأكبر “باسل” السلطة بعده، لكن باسل توفي في حادث سيارة. وهكذا، أخذ بشار، الذي كان يتدرب كطبيب للعيون، مكان والده. يمثل الأب والابن الاسرة الحاكمة نفسها، لكن الأسد الاب كان اكثر انسجاماً مع العالم الحقيق والسياسة الحقيقية في العالم، وفقاً لما ذكره المبعوثين الأمريكيين الذين تعاملوا معه. حافظ الأسد، فرد واحد من اسرة تتكون من 9 أطفال، جاؤوا من قبيلة جبلية فقيرة وصعبة. كان الأول في عائلته الذي يتمكن من الحضور للمدرسة الثانوية. ذهب حافظ الأسد إلى حلب للدراسة في أكاديمية القوات الجوية، وهي المدينة نفسها التي سيدمرها ابنه لاحقاً، تولى حافظ الأسد وزارة الدفاع في سن الخامسة والثلاثين وقبل أن يصل إلى الأربعين كان هو الرئيس.

نشأ ابن حافظ – بشار- في القصور الرئاسية، في عاصمة عالمية مدلل بالامتياز. تم تصوير بشار في البداية على أنه مصلح، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تواصله مع الشباب السوري وامتلاكه لزوجة انيقة – ابنة مصرفي مشهور- تظهر اهتمامها بالشباب والانترنت والتكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين. وبعد عقدين تقريباً من السلطة، أثبت بشار أنه يفتقد لكثير من دهاء والده بل وحتى حسه السياسي المشترك.

بحث الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن إمكانيات الزعيم الروسي الجديد، وأوفد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إلى دمشق في 3 زيارات. ولكن بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، سمح الأسد لآلاف الجهاديين الأجانب بعبور حدود بلاده (قرابة 75 ميل) إلى العراق لمحاربة القوات الأمريكية. وفي عام 2007 أكدت المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أن سوريا تقوم ببناء مفاعل نووي سري بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية في مدينة دير الزور النائية. وبالفعل هاجمت الطائرات الإسرائيلية الموقع. وقال بوش في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض عام 2007 “صبري نفذ على الأسد منذ فترة طويلة” ويعود السبب في ذلك إلى ايوائه لتنظيم حماس الفلسطيني وتسهيل حركة حزب الله عدا عن العمليات الانتحارية التي كانت تنطلق من بلاده صوب العراق ومساهمته في زعزعة استقرار لبنان.

وبعد تولي الرئيس أوباما منصبه بفترة وجيزة وتحديداً في عام 2009، شارك جون كيري، عضو مجلس الشيوخ حينها وزوجته تيريزا بوليمة عشاء مع الأسد وزوجته في أحد المطاعم الأنيقة في مدينة دمشق القديمة. وقال كيري في مؤتمر صحفي أن الإدارة الجديدة تعتبر سوريا “لاعباً أساسياً في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”. وحتى بعد اندلاع انتفاضات الربيع العربي وامتدادها إلى سوريا في آذار\مارس 2011، رأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في كتابها “مواجهة الأمة” أن هناك قائد مختلف في سوريا الآن. وقال العديد من أعضاء الكونجرس الذين توجهوا إلى سوريا خلال الأشهر الأخيرة أنهم يرون في بشار الأسد “مصلحاً”.

ومع إطلاق الأسد لقواته الأمنية لمواجهة المتظاهرين السلميين وهو ما تسبب في مقتل الآلاف عكس أوباما توجهه. وانضم إلى القادة الاوروبيين المطالبين بتنحي بشار الأسد. وقال أوباما في بيان خاص ” أن مستقبل يجب ان يتم تحديده عبر إرادة شعبها، لكن الرئيس بشار الأسد يقف في طريق الشعب السوري”. وأضاف أن الأوان قد آن لكي يتنحى الأسد جانباً. كما خصصت إدارة أوباما عشرات ملايين الدولارات لتسليح ومساعدة المتمردين السوريين الذين لم يكن لهم خلال تلك الفترة سوى تأثير محدود.

 

وعلى غرار اسلافه الثمانية تولى ترامب منصبه مبدياً استعداده للنظر في دور الأسد من أجل انهاء الحرب السورية الأخيرة على من قتل وتهجير ملايين السوريين على يد بشار الأسد أكثر مما فعل والده وبفترة زمنية أقصر بكثير. ولم يستغرق الأمر أكثر من 100 يوم في البيت الأبيض ليكتشف ترامب أن الأسد وسلالته هم مجرد أعداء بشكل واضح لتنفيذ الضربة الجوية الأمريكية الأخيرة.

 

 

روبن رايت: صحفية أمريكية متابعة لشؤون الشرق الأوسط شاركت في الكثير من البعثات الصحفية التي رافقت الدبلوماسيين إلى المنطقة. تكتب منذ العام 1988 بشؤون الشرق الأوسط

ضع تعليقاَ