تحاول هذه الورقة البحثية تحديد المنطلقات المركزية التّي حكمت السلوك التركي تجاه الدول التّي شهدت انتفاضات ما سُميّ “بالربيع العربي” عموماً، وتجاه الأزمة السورية المعقدّة على وجهٍ أخصّ،
من خلال مناقشة أهمّ طرحين أساسيين في هذا الصدد الأول المتعلق بتفسير القيم والآخر المتعلق بتفسير المصالح، مُستعينةً بما يُقدّمه كلٌّ من المنظور البنائي والمنظور الواقعي من تفسيرات في هذا الصدد،
متسائلةً: أيُّ العوامل يُعدُّ أكثر أهميةً ومركزيةً في رسم معالم السياسة الخارجية التركية تجاه محيطها الإقليمي، وخصوصاً تجاه ما سُمي “بدول الربيع العربي” منذ سنة 2011؟ هل هو عامل القيم أم عامل المصلحة؟
لتستخلص الورقة في النهاية، القوّة التفسيرية للمنظور الواقعي في تحديد المنطلقات المركزية للسياسة الخارجية التركية تجاه محيطها الإقليمي، في مقابل عجز مقاربات القيم على فهم وإدراك ما يحرّك السياسة الخارجية بالضبط.