بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي، تشكلت دول جديدة في منطقة القوقاز وهي (جورجيا، أرمينيا، وأذربيجان). وعملت تركيا إلى جانب حلفائها (الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الاتحاد الأوروبي) لكسب تلك الدول إلى جانبها على حساب روسيا، وللاستفادة من حالة الفراغ التي كانت تعيشها تلك الدول، بالاضافة الى إمتلاك أذربيجان احتياطيات كبيرة من موارد النفط والغاز، ورغبة الاتحاد الأوروبي بالوصول إلى تلك الاحتياطيات عبر تركيا، من أجل تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.
كانت أذربيجان من أولى دول العالم من ناحية اكتشافات البترول في العالم. وبسبب احتياطاتها الكبيرة، وإدخال التكنولوجيا المتطورة في عمليات الحفر والإنتاج والتصدير استطاعت تحقيق مكاسب مالية انعكست على الوضع الاقتصادي للدولة، مما رفع من وتيرة التنمية الاقتصادية، وقيمة دخل الفرد، وازداد الطلب على استيراد السلع، وتحولت أذربيجان إلى وجهة للاستثمارات الدولية. لذلك توجهت العديد من الشركات الدولية والاقليمية للاستثمار فيها. وتركيا باعتبارها الجار الإقليمي لأذربيجان سعت لأن تكون لها حصة من تلك الاستثمارات والتبادل التجاري، من خلال علاقاتها السياسية والاقتصادية المبنية على القومية التركية الواحدة المشتركة بين البلدين، والتاريخ المشترك، واللغة المشتركة. وتجدر الإشارة إلى أن تركيا من الدول المستهلكة والتي تعتمد بشكل شبه كامل على استيراد موارد الطاقة، وتسعى لتحقيق تنوع في مصادرها، وتقليل الاعتماد على روسيا وإيران.
هذه الورقة تحاول تسليط الضوء على التعاون في مجال الطاقة والتبادل التجاري بين تركيا وأذربيجان الذي يعتبر أحد العناصر الرئيسية في العلاقة الثنائية بين البلدين