شهد مجلس العلاقات الخارجية في 5 كانون الثاني/ يناير 2016، ندوة بعنوان “ماذا نفعل في سوريا”، ضمن برنامج “The Home Box Office”. لا شك أن المجلس هو من أهم مراكز الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية وأكثرها تأثيراً، فهو يضم عددًا من المسؤولين السابقين في الإدارات الأمريكية من مدراء لوكالة الاستخبارات المركزية ووزراء خارجية ومستشارين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى أساتذة جامعات ومدراء بنوك ومحامين وشخصيات إعلامية نافذة. إلا أنه يوصف من قبل بعض النُّقاد بأنه يعمل لترسيخ النفوذ الأمريكي وتعزيز النظام العالمي.
ذكر المدير السابق لوكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايكل هايدن في لقاء له في برنامج “من واشنطن” على قناة الجزيرة، نقلًا عن مدير تحرير مجلة فورين بوليسي ديفيد روثكوف “إننا خلال عشرين عامًا انتقلنا من عالم ذي قطبين مع الاتحاد السوفييتي إلى قوة عظمى ذات قطبين”. وفي هذه الورقة نتناول السياسة الأمريكية من منظورين مختلفين من الإدارة الأمريكية ذاتها، وذلك بالاعتماد على ندوة شارك فيها مسؤولون سابقون من الإدارة لهم منظوران مختلفان في السياسة الأمريكية تجاه سوريا.
أدار الجلسة رئيس مجلس العلاقات الخارجية منذ عام 2003 ريتشارد هاس. وهو دبلوماسي أمريكي، عمل مديرًا لتخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية، ومستشارًا مقربًا لوزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول، وكان مبعوثًا أمريكيًا خاصًا لعملية السلام في إيرلندا الشمالية. وانقسم الحضور بشكل واضح إلى فريقين. ضم الفريق الأولى بول بيلار وفيليب غوردن. بول بيلار هو مسؤول استخباراتي عريق، عمل في مجلس الاستخبارات الوطنية في شؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا، حيث تولى في فترة ما بعد حرب العراق 2003 كتابة أهم وثيقة في مجتمع الاستخبارات، على حد وصف هاس، وهي “التقديرات” (estimates). ويكتب الآن هذه الوثائق بشكل غير سري على حد وصف هاس كذلك، في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون.
فيليب غوردن، هو أحدث الحضور عهدًا بالعمل في الإدارة الأمريكية. عمل في مجلس الأمن القومي، وكان مساعدًا خاصًا للرئيس الأمريكي، ومنسقًا لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، ويعمل الآن زميلًا رئيسيًا في مجلس العلاقات الخارجية. أما الفريق الثاني، فقد ضم مايك دوران، المدير الرئيسي لبرنامج شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي منذ 2005 وحتى 2007، وهو الآن زميل رئيسي في معهد هادسون.
وُضِعت الأبواب في الورقة من قبل المُعِد لتسهيل تناول النّدوة، ولا يرتبط ترتيب الأبواب بتسلسل تناول المواضيع في النّدوة كذلك. وقد اشتملت الورقة على تعليقات وأسئلة لمتداخلين في النّدوة لم تُذكر أسماؤهم في التّقديم.