ربما لم يكن الشيخ زهران علوش الرجل الأهم أو الأبرز على الساحة السورية، ومثله مثل القادة الآخرين له وعليه، ولكن المكانة التي يتبوؤها والظرف والطريقة التي تم فيها اغتياله جعلت منه ربما الحدث الأهم المتعلق بالثورة السورية على الصعيد الميداني في العام ٢٠١٥.
إن القرار فى سوريا اليوم موزع بشكل كبير بين الإيرانيين والروس ولا شيء يعيق عملهم وتنفيذ خططهم إلا الفصائل السورية، ولعلهم يظنون أن أفضل طريقة لتطويعها واخضاعها للحل السياسي المرتقب هو اغتيال القادة والفاعلين في الساحة السورية. وتفريغ الساحة منهم
وأياً كان التقييم الذي يمكن أن يتعرض له الشيخ زهران علوش فلقد مات كواحد من شهداء الثورة السورية وواحد من رموزها على الجبهة الصحيحة، بين أهله ورفاقه في مواجهة نظام بشار الأسد الطائفي، وذات يوم ستذكر سوريا اسمه إلى جانب يوسف العظمة وإبراهيم هنانو وحسن الخراط وآخرون ممن دافعوا عن حريتها وخلدوا أسماءهم في عقول أجيالها جيلاً بعد جيل.
تتناول هذه الورقة تعريفاً بالشيخ زهران علوش قائد فصيل جيش الإسلام وتتحرى قصة اغتياله الحقيقية وتتعرض للسياقات التي جاءت عملية الاغتيال ضمنها وما تمثله عملية الاغتيال هذه في هذا الوقت الحساس من مسار الحراك في سوريا