أبريل 27, 2024

موقع جيوبوليتيكا: هل تسعى تركيا لتجاوز حلف الناتو بإنشائها نظام دفاعٍ صاروخي بمساندة روسيا وأوروبا؟

 

نشر موقع الدراسات الروسي “جيوبوليتيكا” دراسة تحدث فيها عن شراء تركيا منظومة دفاع جوي روسية من طراز أس-400، ومدى تأثير ذلك على التفاعل العسكري بين أنقرة وحلف شمال الأطلسي. ومن المثير للاهتمام أن أنقرة قد وقعت في الوقت نفسه اتفاقاً مع شركة “يوروسام” الأوروبية لإنشاء نظام دفاع جوي مشترك من الصواريخ. وفي السياق ذاته أعرب رجب طيب أردوغان، في وقت سابق، عن خططه لبناء نظام عسكري واسع النطاق.

من جهته وصف وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، شراء تركيا لمنظومة دفاع جوي روسية من طراز أس-400 بالقرار السيادي، إلا أنه في المقابل أشار إلى التأثير السلبي لهذا القرار على التعاون العسكري بين أنقرة وحلف شمال الأطلسي. وبالتزامن مع ذلك أعلنت تركيا توقيع اتفاق مع الشركة الأوروبية “يوروسام” لإنشاء نظام دفاع جوي مشترك من الصواريخ. والجدير بالذكر أن الرئيس التركي قد أعرب عن نياته الطموحة بشأن بناء قوة عسكرية تركية فاعلة في المنطقة.

أما بالنسبة للصفقة التي تم توقيعها في تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2016، بين الطرفين الروسي والتركي، فقد وصلت إلى مراحلها النهائية. ووفقاً لمصادر تركية، تبلغ قيمة المعدات العسكرية الروسية التي ستستوردها تركيا ما يربو على 2.5 مليار دولار. وفي الأثناء، سيتم استيراد بطاريتين منظومة صواريخ أس-400 من روسيا، في حين سيتم إنتاج اثنتين في تركيا.

في واقع الأمر تتمثل الأسباب الكامنة وراء اتجاه تركيا نحو شراء الأسلحة الروسية في أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية قادرة على إسقاط أي أهداف جوية، بما في ذلك المناورات الحربية للصواريخ الباليستية.

في المقابل لا تحظى أسلحة الحلف بمثل هذه المزايا، حيث لا يستطيع الأتراك اعتمادها على الحدود مع أرمينيا واليونان وعلى سواحل بحر إيجة، في حين  يمكن تركيز صواريخ أس-400 في أي جزء من البلاد.

وفقاً لوزير الدفاع الأمريكي، تتمحور إحدى المشاكل الرئيسية المتعلقة بشراء أنظمة الدفاع الجوي الروسية حول صعوبة تلاؤم الأسلحة الروسية مع أسلحة الحلف، حيث لا يمكن استخدامهما في الآن ذاته.

من جانبه أورد الخبير الروسي، إيفان كونوفالوف، أنه من غير المؤكد إن كان سيتم استكمال صفقة المنظومة الصاروخية أس-400 بين روسيا وتركيا. في المقابل أشار كونوفالوف إلى أن هذا الأمر يعد مجرد لعبة سياسية. ووفقاً لخبراء دوليين، يسعى الزعيم التركي، في ظل فتور العلاقات التركية الغربية، لإبراز نفسه كقائد لبلاد تحظى بأحد أهم الجيوش في العالم، فضلاً عن أنه زعيم قادر على العثور على حلفاء عسكريين آخرين.

من ناحية أخرى تخطط تركيا لتنفيذ عملية عسكرية في الجزء الشمالي من سوريا. ونظراً لأن أنقرة لن تتمكن من الحصول على دعم الولايات المتحدة في هذا الصدد، تعد الشراكة مع روسيا أمراً مهماً للغاية. ومن هذا المنطلق يمكن القول إن أردوغان عاجز عن توطيد علاقاته بالولايات المتحدة الأمريكية، في حين أنه في حاجة إلى الحصول على الدعم الروسي على الأقل، وذلك حتى يتمكن من التصدي للأكراد في شمالي سوريا.

وفي سياق متصل، أكد إيفان كونوفالوف أن تركيا، التي تعد واحدة من أهم القوى العسكرية في المنطقة، مهتمة بتحديث أسطولها العسكري وشراء منظومة دفاع صاروخي جديد وحديث. وفي الإطار ذاته، عمدت أنقرة إلى توقيع اتفاق لتطوير منظومة الدفاع الصاروخي مع الشركة الفرنسية الإيطالية “يوروسام”، وفقاً لما أكده وزير الدفاع التركي فكري إيشيق.

في الحقيقة لم تكن القوات المسلحة التركية تمتلك منظومة دفاع جوي متطورة قابلة للمقارنة بالمنظومة الروسية أس-400 وأس-300، أو منظومة الدفاع الجوي الأمريكية “باتريوت”، على الرغم من أنها ثاني أكبر قوة في منظمة حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة. ووفقاً لألكسندر أسافوفا، رفضت تركيا شراء المنظومة الأمريكية “باتريوت” لأسباب سياسية، فضلاً عن أسباب تقنية عسكرية.

على العموم يبدو أن تركيا تشعر بمزيد من الثقة، وتسعى لتعويض نقص الإمدادات الأجنبية. وفي 3 من تموز/يوليو، أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى خططه الطموحة في المجال العسكري، حيث أعلن عن إنشاء أول حاملة طائرات تركية. وفي هذا الصدد، أقر أردوغان بأنه “ينبغي أن تصبح تركيا مستقلة عن شركات الصناعة العسكرية الأجنبية بحلول سنة 2023”.

المصدر: موقع جيوبوليتيكا الروسي للدراسات

الرابط: https://www.geopolitica.ru/article/v-obhod-nato-zachem-turciya-sozdayot-nacionalnuyu-sistemu-pro-pri-podderzhke-rossii-i-evropy

 

ضع تعليقاَ