أبريل 29, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الأجنبية عن الشرق الأوسط في النصف الثاني من شباط/فبراير 2016

المئات من مقاتلي حزب الله سقطوا في سوريا

الدور المحوري الذي يلعبه الأكراد اليوم في الشرق الأوسط، والصفقة التي يمكن للولايات المتحدة التوسُّط فيها بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، وتأثير الاستفتائين المرتقبين في تركيا وكردستان على مصير الأكراد، وقتلى حزب الله والحرس الثوري في سوريا، والاختلاف بين ما يعنيه وقف إطلاق النار لروسيا والولايات المتحدة، ومدى فعالية هذا الاتفاق على الأرض، وكيف أصبح بوتين يسبق الجميع بخطوة، والموقف الأمريكي من المناطق الآمنة، والمبررات القانونية لهذا المقترح، ومدى قابليته للتطبيق، وتأثير تخفيض المساعدات الأممية للبنان على اللاجئين الفلسطينيين، وخطورة الخلط بين الإرهاب والتمرد.

صفقة تركية-كردية برعاية أمريكية

تحت عنوان “الأكراد الآن هم مفتاح الحل في الشرق الأوسط” نشر مركز وودرو ويلسون مقالا لـ  هنري باركي استهله بالقول: “لم يكن الأكراد أبدا بهذا التأثير في الشرق الأوسط كما هم اليوم. حيث يمسكون بميزان القوى في العراق وسوريا، ويتواجدون في خضم التمرد في تركيا. لكن هذه الصحوة الكردية تختلف عن سابقاتها؛ سواء في سبعينيات العراق أو تسعينيات تركيا. ذلك أن القوى الكبرى والصغرى يجب أن تتعامل اليوم مع المطالب الكردية كما لم يحدث من قبل”.

وأضاف: “الوضع الحالي غير مستقر، ويمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة، خصوصا في ظل مطالبة أردوغان للولايات المتحدة بالاختيار بين تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD. لكن برغم ذلك، بإمكان الولايات المتحدة التوسط في صفقة يربح منها الطرفان. ففي مقابل وقف إطلاق النار وسحب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من تركيا إلى شمال العراق وسوريا، تتعهد تركيا بعدم التدخل في المناطق الكردية السورية”.

وختم بالقول: “تشمل مزايا هذه الصفقة: وقف الأعمال العدائية في تركيا التي أصابت أجزاء من المناطق الكردية بدمار يشبه ما لحق بالمدن السورية، وأزهقت أرواح المئات من المدنيين وأكثر من 300 فرد أمن. ومن شأن الاتفاق أيضا أن يسمح لحزب الاتحاد الديمقراطي والولايات المتحدة بالتركيز على تنظيم الدولة، بموازاة تعزيز مطالب الأكراد السوريين بنتائج منصفة بعدما تضع الحرب الأهلية أوزارها”.

الاستفادة من الأكراد

وفي سياق متصل، نشر مركز ستراتفور تحليلا بعنوان “الاستفادة من الأكراد” خلُصَ إلى أن “تركيا وكردستان تستعدان لإجراء استفتائين هامين يمكن أن يكون لهما تأثير على مصير الأكراد في المنطقة، وإن كانا بطريقتين مختلفتين جدًا.

(1) ففي أنقرة، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحشد المزيد من السلطة في قبضة الرئاسة، باسم التصدي للتهديد الذي تشكله الأقلية الكردية الجامحة في تركيا.

(2) وفي أربيل، يأمل رئيس حكومة إقليم كردستان، مسعود بارزاني، في تجديد ولايته الانتخابية من خلال إحياء قضية الاستقلال الكردي”.

وأضاف المركز: “الهدف الأساسي لكلا الرئيسين هو استخدام أصوات الناخبين لتعزيز قواعد سلطتهما، في الوقت الذي يكافح كلا منهما لاحتواء المعارضة. لكن إذا لم يلتزم الزعيمان الحذر، فإنهما يمكن أن يُخِلَّا بالعلاقات الحساسة التي عملت أنقرة وأربيل بجد على تدشينها”.

قتلى حزب الله في الحرب السورية 

وكتب علي آلفونه في معهد واشنطن عن قتلى حزب الله والحرس الثوري الإيراني في ساحات المعركة السورية:

Figure1-Hezbollah-IRGC-Fatalities

ووفر إطلالة على عدد القتلى الإجمالي لـ حزب الله في ساحات المعركة وفقاً لمحافظة الولادة:

Figure2-Total-Hezbollah-Fatalities

Figure3-Hezbollah-Fatalities-District Figure4-Monthly-Hezbollah-Fatalities

ويخلص التقرير إلى أن “إعلانات جنازات حزب الله، لا سيما تلك التي تُنشر على موقع www.southlebanon.org وموقع www.yasour.org تعطي فكرة عن الطبيعة الفعلية لمشاركة الحزب في القتال، ومدى اتساع هذه المشاركة.

مضيفًا: “إن مقارنة هذه البيانات مع المواد المستمدة من المصادر المتاحة للجميع باللغة الفارسية بشأن القتلى في صفوف الحرس الثوري الإيراني تُلقي الضوء أيضا على التحول الواضح في كيفية نظر طهران إلى دور حزب الله في الحرب”.

وقف إطلاق النار.. اختبار سيطرة وثقة

ونشر مركز وودرو ويلسون مقالا للكاتب الروسي ماكسيم ترودوليبوف قال فيه: يعتبر اتفاق وقف إطلاق النار اختبارا رئيسيًا لكافة الأطراف المعنية، لكنه في المقام الأول اختبار لقدرة روسيا وأمريكا على كبح جماح القوى التي تزعم كلا منهما أنها تسيطر عليها. مشيرًا إلى أن أحد الفوارق بين أهمية الملف السوري للبلدين تتمثل في أن سوريا تعني الكثير لموسكو، وتحتل المرتبة الأولى في الاهتمام، بينما في الولايات المتحدة يراقب الجميع حفل توزيع جوائز الأوسكار ويتابعون المعارك الانتخابية.

وأضاف: “تفيد التقارير بأن المسئولين الأمريكيين في الأوساط السياسية والعسكرية، الذين لا يقتنعون بأن روسيا تلعب لعبة مباشرة في سوريا، يدفعون باتجاه المزيد من الضغط على موسكو، ويستخدمون في سبيل ذلك وسائل تشمل توسيع المساعدات العسكرية السرية للجماعات المتمردة المناهضة للأسد. في الوقت ذاته، ترى روسيا أن الاتفاق بين البيت الأبيض والكرملين لوقف القتال في سوريا ليس فقط  فرصة لإثبات أن روسيا قوة لا يستهان بها، ولكن أيضا قوة يعتمد عليها”.

مجرد اسم فقط

لكن مركز ستراتفور كان له رأي آخر تمثل في وصف وقف إطلاق النار بأنه مجرد اسم فقط، مستشهدًا بوقوع عدة حوادث تنوعت بين القصف المدفعي والغارات الجوية وتبادل إطلاق النار. وفي حين أوقفت روسيا طلعاتها الجوية خلال اليوم الأول في محاولة لتعزيز وقف إطلاق النار، أو على الأقل للتظاهر بأنها تقوم بذلك. لكن في اليوم التالي، بدأ يتصاعد تبادل إطلاق النار، بل وحتى العمليات البرية على جانبي الصراع من ناحية القوات الموالية الحكومة وكذا المتمردين”.

وحذر ستراتفور من أن الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار من شأنه أن يضر بالولايات المتحدة وروسيا. ذلك أن هدف أمريكا هو هزيمة تنظيم الدولة، بينما الحرب الأهلية المشتعلة بلا هوادة في سوريا تعوق هذه الجهود. أما روسيا فستستخدم وقف إطلال النار تكتيكا في محاولة لهزيمة المتمردين على أجزاء، كما أنها تريد الاستفادة من الهدنة لدفع المحادثات مع الغرب بشأن المصالح السورية والخلافات الأوسع التي تشمل الصراع في أوكرانيا. وانهيار وقف إطلال النار، الذي يؤدي إلى وقف عملية التفاوض، ليس في مصلحة سوريا”.

بوتين لا يزال متقدما بخطوة

وفي السياق ذاته، نشر معهد واشنطن مقالا لـ فابريس بالونش قال فيه: “بعد مضي خمس سنوات على اندلاع الحرب السورية والكارثة الإنسانية الناتجة عنها وإقامة معقل جهادي على أبواب أوروبا، يجد القادة الغربيون أنفسهم أمام خيارين: (1) إما قبول ما تقدّمه موسكو (مع جميع السلبيات المحتملة المفصّلة أعلاه)، (2) أو التمسك بالهدف الذي يزداد صعوبة؛ وهو الانتقال السياسي المشروط برحيل الأسد”.

مضيفًا: “لدى هؤلاء القادة مخاوف مبررة إزاء التهديدات الإرهابية المحلية والتدفق المستمر للاجئين. ولكن إذا ما قبلوا التداعيات الظاهرة لوقف إطلاق النار، فإن تركيا، التي هي ربما أهم داعم للمعارضة، ستجد نفسها عندئذٍ معزولة ومرغمة على الحد من دعمها للثوار. وفي هذا الصدد، يبقى ملايين اللاجئين الذين أنتجهم الصراع أفضل وسيلة ضغط يمكن أن يستخدمها بوتين لإرغام أعداء الأسد على وقف الأعمال العدائية”.

الموقف الأمريكي من “المنطقة الآمنة”

كما لوحظ خلال الأسبوعين الماضيين وجود تركيز مكثف في معهد واشنطن على مقترح إنشاء منطقة آمنة في سوريا. حيث انتقد خبير القضايا الإستراتيجية في مناطق الشرق الأوسط والبلقان وألمانيا، جيمس جيفري، موقف الإدارة الأمريكية من الفكرة، قائلا إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لم تستبعد أو تدعم مفهوم المنطقة الآمنة، مضيفًا: “إن التأكيد على أن مثل هذا الجهد يتطلب ما يصل إلى 30 ألفًا من القوات الأمريكية، وأنه يمكن أن يخاطر بالدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، يحتاج إلى نظرة أقرب بكثير”.

واتهم “جيفري” الرئيس أوباما وكبار مستشاريه بـ “تشويه أي فكرة ملموسة، مستشهدين في كثير من الأحيان بنتائج مجهولة توصل إليها البنتاجون أو تقييم كبار الجنرالات دون تقديم تفاصيل داعمة”.

وأضاف الدبلوماسي الأمريكي، الذي خدم كسفير للولايات المتحدة في العراق وتركيا وألبانيا: “لا تزال الإدارة الأمريكية تعتقد أن التدخل الروسي والإيراني في سوريا بمثابة مستنقع. وقد كرر كيري في شهادته مرارا جملة “إنهم لا يستيطعون الانتصار على المعارضة السورية” مشيرًا إلى أن هذه هي خطته البديلة الحقيقية- ربما مع قليل من شحنات الأسلحة الأمريكية”.

وأردف “جيفري”: “إذا كان بوتين وأصدقائه الإيرانيين يحاربون المتمردين مثلما تحارب الولايات المتحدة مقاومة التمرد، يمكن أن يكون كيري على حق. لكن إذا كانوا يحاربون مثلما فعلت روسيا في الشيشان ونام الأسد في سوريا- مستخدمين القصف الكاسح، وتكتيكات الأرض المحروقة، والتطهير العرقي الشامل- فإن الفوز قد يكون حليفهم”.

منطقتان آمنتان محتملتان

وتحت عنوان “منطقتان آمنتان محتملتان في شمال سوريا” خلُصَ الباحث فابريس بالونش إلى أن كلًا من إدلب وحلب الشرقية كانتا بعيدتين نسبيًا عن احتدام القتال، ولا تزال مجتمعاتهما الريفية قوية، وتستفيد أساسا من الخدمات الأساسية الفعالة وتوزيع المساعدات الإنسانية المقدمة عبر حكوماتهما المحلية. ورغم أن هاتين المنطقتين مكتفيتان ذاتيا فيما يتعلق بالغذاء، فإنهما بحاجة إلى الحفاظ على بوابة مفتوحة لتركيا، خصوصا فيما يتعلق بخدمات العلاج والصحة. وبالتالي، فإن إقامة منطقة آمنة في أي منهما يمكن أن يعزز عودة اللاجئين والنازحين إلى القرى والبلدات الصغيرة حتى في غياب الخدمات العامة الكاملة”.

الخطوة الأولى الأفضل 

وذهب أندرو جيه. تابلر إلى “الخطوة الأولى الأفضل لمواجهة تهديد المهاجرين من تنظيم الدولة تتجلى في قيام الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بحماية المدنيين السوريين في المناطق العازلة الموجودة بالفعل على طول الحدود السورية ورعايتهم. وفي وقت لاحق، يمكن لهذه المناطق أن تكون بمثابة قاعدة لممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة من حلب وأماكن أخرى، وذلك بدعم من الإنزالات الجوية”.

المبررات القانونية

وعن المبررات القانونية لإقامة منطقة آمنة في سوريا كتب جيمس جيفري: “ينبغي على أي مناقشة بشأن فرض منطقة حظر جوي أو منطقة آمنة أو منطقة عازلة مماثلة داخل سوريا، أن تقوم بتحليل المبررات القانونية الممكنة لمثل هذا الإجراء. ويعني ذلك التطرق لمختلف القوانين المعمول بها والصلاحيات التنفيذية داخل الحكومة الأمريكية، وآليات الأمم المتحدة ذات الصلة، والمسألة الأوسع نطاقاً المتعلقة بالدعم الدبلوماسي الدولي”.

الفلسطينيون في لبنان.. حلول متوسطة وقصيرة الأجل

وتحت عنوان “تخفيض الأمم المتحدة لمساعدات اللاجئين في لبنان يمكن أن يثير التوترات الفلسطينية” نشر المعهد المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) مقالا لـ دوريس كاريون خلص إلى أن مزيجًا من المظالم التي لم تُعالج، واليأس المتزايد، يمكن أن يسهم في مواجهات مع الدولة اللبنانية”.

وأضاف: “اليأس الفلسطيني والأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان يمكن أن يؤديا إلى زعزعة الاستقرار على نطاق واسع في البلاد التي تضم العديد من المجموعات المسلحة، وتديرها حكومة غير قادرة على الاستجابة بفعالية، في ظل قوى إقليمية تعمل بالفعل على تصعيد الصراعات بالوكالة في أماكن أخرى”.

وختم بمطالبة “الدول المانحة بتوفير الدعم المالي الإضافي التي تحتاجه الأونروا على وجه السرعة” باعتباره “الوسيلة الوحيدة لنزع فتيل التوتر على المدى القصير”. مردفًا: “أما على المدى المتوسط، يجب أن يكون الفلسطينيون جزءًا أساسيًا ضمن جهود المجتمع الدولي لمكافحة الفقر وعدم الاستقرار في لبنان”.

الخلط بين الإرهاب والتمرد

وتحت عنوان “الخلط بين الإرهاب والتمرد” نشر معهد كاتو تحليلا لـ جون مولر ومارك جي ستيوارت لفنا فيه إلى أن “العنف الإرهابي إذا ترسخت أقدامه واتسع نطاقه في الواقع، ولم يعد متقطعا أو متفرقًا، فإن هذا النشاط بشكل عام لم يعد يسمى إرهابا، ولكن حربا أو تمردًا”.

وأردف: “أما إذا أراد المرء تبني التعريف الواسع للإرهاب الذي ساد على نحو فعال منذ هجمات 11 سبتمبر؛ فإن عددا كبيرًا من الجهود العنيفة التي سميت سابقا حروبا أهلية لا بد من إعادة تصنيفها. لكن حتى بدون هذا التمديد المبالغ فيه، فإن الخلط بين التمرد والإرهاب في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر تجعل العالم يبدو كما لو كان غارقا في الإرهاب، وهو الأمر الذي يقرع جرس إنذارٍ غير مبرر خارج ساحات الحرب، حيث لا يزال الإرهاب يشكل خطرا محدودًا جدًا”.

ضع تعليقاَ