أبريل 28, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية في النصف الأول من حزيران/يونيو 2022

(المحتوى لا يعبر بالضرورة عن رأي وتوجهات المركز)


العناوين

  • بعد استقالة الجماعة الصدرية إلى أين يتجه العراق ؟
    • لماذا استقالت الكتلة الصدرية ؟
    • الحجة المضادة لحكومة الوحدة الوطنية ؟
    • كيف سيكون تشكيل الحكومة الآن ؟
  • حرب جديدة في الشرق الأوسط تلوح في الأفق و مناورات عسكرية إسرائيلية تحاكي غزو لبنان و حرب مع إيران.
  • نتنياهو يعود للواجهة السياسية مرة أخرى في إسرائيل
  • ثلاثة تحديات تواجه النظام الإيراني.
    • التحدي الاول :الاحتجاجات على أسعار المواد الغذائية .
    • التحدي الثاني :المفاوضات المتوقفة
    • التحدي الثالث :الاغتيالات
  • لماذا لن تساوم إيران في المفاوضات النووية ؟
    • الدوافع الأيديولوجية
    • المفاوضات المتوقفة

بعد استقالة الجماعة الصدرية إلى أين يتجه العراق ؟

Abbas kadhim 2022-6-14 atlantic council 

بعد ثمانية أشهر من الجمود في البرلمان العراقي أمر مقتدى الصدر كتلته البرلمانية بالاستقالة الجماعية والانسحاب من الهيئة التشريعية المعطلة جزئيا ,ويمتلك الصدر 73 نائبا في البرلمان وتشكل نحو 22%من اعضاء البرلمان العراقي لكن لايزال بإمكان المؤسسة إجراء أعمالها بشكل قانوني كما أن الاستقالة على الرغم من أهميتها الرمزية لا تمنع قدرة البرلمان على تحقيق النصاب القانوني .

لماذا استقالت الكتلة الصدرية ؟

بعد أن حصل الصدرين على أكبر كتلة برلمانية في انتخابات 2021 اقترح الصدر تشكيل حكومة وحدة وطنية عابرة للطوائف وأقام الصدر تحالفا قويا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ومع الجبهة السنية الموحدة المؤلفة من ائتلاف التقدم والعزم .

ومع وجود أغلبية في البرلمان بدأ هذا الائتلاف المعروف باسم إنجاز وطن في بداية الطريق ولا يمكن إيقاف هذا الائتلاف لتشكيل حكومة وحكم العراق لكن كانت هناك بعض الانتكاسات لهذا المشروع قبل أن تكون له فرصة للوجود وبعد أن عجز عن ايجاد طريقة لإحياء وعد الأغلبية الوطنية الذي وضع الصدر ثقله السياسي بالكامل وراءه ,لم يكن هناك خيار سوى الاستمرار في المحاولة بأمل ضئيل النجاح أو العودة الى الاتحاد أو الانسحاب من ائتلاف تشكيل الحكومة ثم اختار الخيار السياسي الأقل كلفة وأمر نوابه بالاستقالة من البرلمان .

لقد بالغ حلفاء الصدر في استخدام الائتلاف لمصالحهم الحزبية ,لقد تبين منذ البداية أن شركاء الصدر لا يشاركونه رؤيته الوطنية لكنهم كانوا مهتمين بالفوز في أغلبية في لعبة متعددة المستويات محصلتها صفر . الحزب الديمقراطي الكردستاني وجه الضربة الأولى للمشروع الصدري من خلال ترشيح وزير المالية السابق هوشيار زيباري وأصروا عليه وتوجه معارضو الصدر إلى محكمة الاتحاد واستبعدوا زيباري بسهولة وعلاوة على ذلك كان هناك استغلال من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني مستغلا تحالفه مع الصدر في توزيع المناصب السياسية في البلاد وهذا دفع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني للتحالف مع المعارضة الشيعية وبعض المستقلين من السنة ويشكل جميعهم ثلث أعضاء البرلمان .

تم توجيه الضربة الأخيرة للأغلبية الوطنية من قبل المحكمة العليا والتي قضت بحضور أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان لتحقيق النصاب القانوني لانتخاب الرئيس ,أنجز مشروع إنجاز وطن ثلث صفقته الداخلية وهو انتخاب محمد الحلبوسي رئيسا لمجلس النواب ولكن لم ينجز مشروع انتخاب المنصبين الرئيس ورئيس مجلس الوزراء .

الحجة المضادة لحكومة الوحدة الوطنية ؟

كانت المعارضة لها من العرب الشيعة في البرلمان على أساس أنها مصممة لاستبعاد الشيعة من التجمع ,وأشارت المعارضة الشيعية أن الأكراد يواصلون تولي منصب الرئاسة العراقية بينما يبقى منصب المتحدث خيارا سنيا حصرا ,بالإضافة لذلك سيكون للأكراد والسنة الحق في اختيار منصب رئيس الوزراء الذي هو منصب شيعي وبمشاركة اقلية من الشيعة في البرلمان .

يقول الكاتب أن الشيعة يمتلكون الأصوات لانتخاب أو منع أي مرشح من جانب واحد ,ويضيف بأن الأصوات الشيعية منقسمة من خلال استغلال الخصومات الداخلية وهو عمل ينم عن سوء نية من قبل القيادة الكردية والسنية وبحسب الأصوات الرافضة لمشروع الاغلبية الوطنية .

كما أن الشيعة أصروا على أنهم يشكلون الأغلبية في البرلمان والمجتمع ككل وإذا لم يتمكنوا من الحكم وفقا لقاعدة القانون فعندئذ على الأقل لا يكون أو لا ينبغي أن يكون هناك جماعات عراقية طائفية أخرى تتدخل في السلطة .

كيف سيكون تشكيل الحكومة الآن ؟

 الاستقالة الصدرية تحدي كبير للنظام السياسي العراقي برمته ,حيث أن الصدريين لديهم قاعدة شعبية كبيرة جدا وقوية يمكن أن تتحدى أي شخص لذلك يجب على الأعضاء الجدد توخي الحذر في التعامل مع تداعيات هذه الاستقالة ويجب عليهم المناورة جيدا لملء الفراغ . لذلك يجب إعطاء الصدريين مناصب وزارية تتناسب مع وزنهم في البرلمان قبل استقالتهم واذا رفض الصدريين ذلك وهو أمر متوقع ينبغي تقديم عرض لتخصيص هذه المناصب لمستقلين من خلال مشاركة الصدريين في اختيارهم وإذا رفضوا هذا ، فسيكون المسار هو التجديد للحكومة الحالية من أجل التحضير لانتخابات مبكرة أو تشكيل حكومة لنفس الغرض ,لذلك يتطلب كلا الحلين الأخيرين موافقة البرلمان على حل نفسه لتمهيد الطريق لانتخابات مبكرة .

وختم الكاتب يقول إن إجراء انتخابات مبكرة لن يحل المعضلة العراقية من خلال إعادة الانتخابات بسبب التكوين الديمغرافي والسياسي للبرلمان حيث يتم تخصيص القاعدة على أساس ديموغرافي مع بعض الاستثناءات .

وأضاف الكاتب لكي يحدث إصلاح سياسي حقيقي يجب على العراقيين العودة الى رسم وتصحيح الأخطاء بشجاعة في دستور 2005م .

حرب جديدة في الشرق الأوسط تلوح في الأفق و مناورات عسكرية إسرائيلية تحاكي غزو لبنان و حرب مع إيران. 

 timothy Alexander Guzman 2022-6-4 global research 

بعد الحرب الروسية على أوكرانيا واقتراب هزيمة الجيش الأوكراني تلوح في الأفق حرب جديدة في الشرق الأوسط ستأخذ مركز الصدارة وربما تكون مثل حرب 2006م التي بدأتها إسرائيل لكن اليوم الظروف مختلفة تماما الأمر الذي سيؤدي الى اندلاع حرب أوسع وستكون الحرب مع سوريا وإيران بشكل مباشر .

في الآونة الأخيرة ذكرت مواقع إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أجرى مناورات عسكرية تحاكي حرب محتملة مع حزب الله وتحاكي غزو لبنان ، حيث أجرى الجيش الإسرائيلي تدريباته في قبرص قبل عدة أيام . 

وكانت قد نقلت وكالة أسو شيتد برس AP أن الجيش الإسرائيلي كان يحاكي القيام بضربات بعيدة المدى في إشارة إلى إيران وأجرى الجيش الإسرائيلي تدريبات بحرية وجوية وإعادة التزود بالوقود جوا وضرب أهداف بعيدة المدى .

ويقول الكاتب بأن إسرائيل تستعد لحرب كبيرة على عدة جبهات محتملة من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية و هذه الحرب ستحدد ما إذا كانت إسرائيل ستنجو من هجوم صواريخي من عدة جبهات أم لا ، وأضاف الكاتب أن إسرائيل نفذ صبرها وحلفائها الغربيين متورطين في حرب مع روسيا بالوكالة في أوكرانيا ولديهم أزمة مالية كبيرة .

ويقول أنه يمكننا القول بأن إسرائيل تستعد لخوض حرب شاملة من أجل البقاء فقط في حال عدم قدرة واشنطن على الدفاع عنهم بعد الآن .

يعتقد المسؤولين الإسرائيليين أنه بمجرد بدأ الحرب سوف تتساقط الصواريخ على مدن وبلدات إسرائيلية وتكمن خطة التدريبات على محاكاة وقف إطلاق الصواريخ ، ويقول كبار المخططين في الجيش الإسرائيلي بأن الطريقة الوحيدة لتحقيق مثل هذا الهدف هي مهاجمة المناطق التي ينطلق منها الصواريخ مما يبقي العدو بعيدا عن الحدود الإسرائيلية .

وعليه إسرائيل تدرس فعليا غزو لبنان بريا وفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل .

يعرف الإسرائيليين عواقب الحرب جيدا على حزب الله وفقا لتقرير جديد عن الأضرار التي ستلحق بالإسرائيليين في حال نشوب حرب يمكن أن يقصف حزب الله 1500 صاروخ يوميا وقد يصل عدد القتلى الى المئات بسرعة كبيرة جدا وقال الجيش الاسرائيلي بأن لبنان سوف يعاني كثيرا . 

ويقول الكاتب إن غزو لبنان سوف يعكس حلم اسرائيل الطويل في التوسع والسيطرة الكاملة على الشرق الأوسط .

إيران هي الهدف النهائي لإسرائيل

يقول الكاتب بأن الحرب الجديدة ستحظى بدعم الأمريكيين والأوروبيين وهكذا سيكون صب الزيت على النار بعد أيام من توقف المفاوضات النووية في فيينا تحت ضغط نواب في مجلس الشيوخ الأمريكي مثل بوب فيندينز الذي دعا أيضا لمعاقبة الصين على شراء النفط الإيراني .

ويرى الكاتب بأن الولايات المتحدة مستعدة لحماية اسرائيل بأي ثمن .

وختم الكاتب يقول أن حرب عالمية ثالثة على الأبواب وأقرب من أي وقت مضى ويأمل أن تدرك إسرائيل فداحة قرارها في حال قرروا الحرب على جيرانهم العرب المسلمين وبأن الأمر متروك للصقور داخل اسرائيل ، فهل يقررون الحرب أم غير ذلك ؟

نتنياهو يعود للواجهة السياسية مرة أخرى في إسرائيل 

Atlantic council 2022-6-9 by Amichai stein  

نتنياهو عاد إلى السياسة داخل إسرائيل وإذا سألت أي عضو في الحكومة الإسرائيلية تقريبا عن حقيقة عودة نتنياهو إلى رئاسة الوزراء مرة أخرى سيكون الجواب نعم وبأن العودة مسألة وقت لا أكثر . يأتي هذا الإدراك بعد أقل من عام على رحيل نتنياهو عن السلطة التي بقي فيها لعقد من الزمن والتي احتفل فيها الإسرائيليون برحيله لصالح خصمه السياسي نفتالي بينيت ، في ذلك اليوم صوت 61 عضوا من الكنيست لصالح نفتالي وحتى أصوات الأعضاء العرب الأربعة من قائمة منصور عباس ، وأعلن رئيس الحكومة المنتخبة الجديد نفتالي بينيت بأن حكومته الائتلافية ستعمل لصالح 80% من القضايا التي يتفق عليها جميع الإسرائيليون كما وافق التحالف الحاكم على أنه لن تكون هناك عملية سلام مع الفلسطينيين ، وأنه لن يكون هناك ضم للضفة الغربية لكن إسرائيل تفرض واقعا من المسجد الأقصى إلى غزة وبناء المستوطنات إلى التوترات بين اليهود والعرب.

وبعد هذا كان هناك شيئان لم يأخذها التحالف الحاكم بعين الإعتبار : وهما أولاً القوانين الروتينية التي كان يقرها البرلمان بسهولة حيث اصبحت عمل جدل ونقاش طويل داخل البرلمان كما أصبحت أي قضية تتعلق بالدفاع عن المستوطنات وحتى الجيش محل جدل ونقاش ساخن وهذا مثير للقلق .

وثانياً :هناك حقيقة بأن المعارضة لم تهتم مطلقا إذا كان القانون سيء أو جيد يمين أو يسار حيث لم يستطيع الائتلاف الحاكم المكون من 61 عضوا من الإعتماد على أصوات المعارضة من الأحزاب اليمينية لإنجاز قوانين مثل لوائح الطوارئ .

وكان نفتالي بينيت دائما يلقي اللوم على الآخرين وهو الذي يتحمل كامل المسؤولية عن انهيار هذا التحالف .

 نفتالي أول رئيس وزراء متدين ، حيث حاول تجنب التعامل مع القضايا التي تثير الانقسام بين اليمين واليسار, لكن هذا ما لم يتوقعه الناخبين منه وأعضاء الكنيست ، كما خالف وعوده الانتخابية بعدم الجلوس مع ائتلاف الاحزاب العربية ولم يتحدث عن القضايا الجوهرية وتطوير القوانين .

والآن يوجد خيبة أمل من نفتالي لدى الجمهور الإسرائيلي وعليه يضمن نتنياهو رئاسة الوزراء من جديد والذي يأمل الشارع الاسرائيلي بأن يصلح المحاكم والضغط من بناء المستوطنات في الضفة الغربية .

يقول الكاتب بأن الاستنتاج الإسرائيلي القائل بأن التحالف مع حزب عربي لا ينجح ، فعباس كان يفعل المستحيل من أجل أن يظهر للإسرائيليين بأن العرب واليهود يمكن أن يكونوا جزء من نفس الحكومة يتغلبون على الخلافات العميقة لخدمة الشعبين العربي الإسرائيلي ،لقد كانت تجربة شجاعة جدا لكنها فشلت لأن عباس مثل نفتالي لم ينجح في جلب الأعضاء الكنيست الثلاثة الآخرين إلى حزبه وهم مازن غنيم ووليد طه وايمان ياسين الذين كانوا طوال الطريق السياسي معه .

والآن أصبح الائتلاف الحاكم حكومة أقلية من ستين عضوا في يوم جيد و 58 عضوا في يوم سيء وهذا سيكون له عواقب طويلة الأمد وقال أحد أعضاء الكنيست لا أحد يريد تشكيل مثل هكذا ائتلاف مرة أخرى .

متى تنتهي هذه الحكومة ؟هذا سيحصل لكن لم يتضح متى و كيف ، لم يتوقع أي من الخبراء والمحللين وحتى نفتالي نفسه لا يعرف متى ،ولا أحد يعرف لكن في الواقع يمكن أن تذهب إسرائيل إلى انتخابات مبكرة وهي الخامسة منذ عام 2019 لكن من المرجح أن يتم تشكيل حكومة بديلة في الكنيست الحالي ،لكن الأمر متوقف على موقف جدعون سار ، هو الشخص الأكثر يمينية في الائتلاف ,ويمكن أن يكونوا في حكومة يمينية يقودها نتنياهو لكن سار قال قبل الانتخابات بأنه لن يكون مع نتنياهو والآن يرفض بحرص تكرار ما قاله من قبل بأنه لن يجلس مع نتنياهو وربما يلمح الى المستقبل القادم.

مجلس العلاقات الخارجي : ثلاثة تحديات تواجه النظام الإيراني

Ray Takeyh 2022-6-8 CFR

بعد عام من انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران حيث الإقتصاد الضعيف والفاشل كما أن الدبلوماسية متوقفة تماما بشأن الاتفاق النووي ،وعودة التهديدات الأمنية على شكل اغتيالات وعليه يواجه النظام الإيراني جولة أخرى من التحديات الشاقة ، ويبدو النظام عازم على شن حملات اعتقالات و قمع ضد الاحتجاجات المحلية كما أظهر النظام قدرته على التلاعب بالسياسة الخارجية .

التحدي الأول :الاحتجاجات على أسعار المواد الغذائية

يقول الكاتب بأن إيران ينتظرها صيف ساخن وطويل من الاحتجاجات ضد سياسة رئيسي في الشأن الاقتصادي وربما تكون خارج السيطرة. حيث تعتمد الحكومة الإيرانية سياسة اقتصادية تسميها الجراحة الاقتصادية للتعامل مع عجز في الميزانية تبلغ 40 مليار دولار ويبدو أن إدارة رئيسي عازمة على مواصلة خفض الدعم عن القمح وسط نقص حاد به بعد الغزو الروسي لأوكرانيا ، وتصر إدارة رئيسي على مواجهة أوجه القصور في الاقتصاد كما أنها لن تنتظر إحياء الإتفاق النووي، حيث كان ثمن هذه السياسة مظاهرات في البلاد بعد ارتفاع سعر كيلو القمح ستة أضعاف كما ارتفعت مواد أخرى مثل زيت الطهي والدجاج وغيره من المواد الأساسية وبسرعة تحولت الاحتجاجات إلى هتافات سياسية مثل الموت لخامنئي والموت لرئيسي وقابلتها الحكومة بالقمع وكانت قاسية في القمع ، وكلما تقلص الدعم عن الغذاء زاد خطر خروج المظاهرات عن السيطرة .

التحدي الثاني :المفاوضات المتوقفة

 حيث لاتزال محاولة إحياء خطة العمل الشاملة في طريق مسدود على الرغم أن بعض القضايا بما يخص البرنامج النووي متقدمة لكن القضية الجوهرية هي الحرس الثوري الإيراني الذي وصفته الولايات المتحدة بأنه منظمة إرهابية ويبدو أنه مستعصيا عن الحل ولا يوجد حل يلوح في الأفق بشأن الحرس الثوري الإيراني، كما وجهت وكالة الطاقة الذرية انتقادات شديدة اللهجة لإيران لعدم تعاونها بشأن برنامجها النووي ويقول خبراء في المنظمة الدولية بان إيران على بعد أشهر من صنع قنبلة نووية بعد زيادة كبيرة في إمداداتها من اليورانيوم المخصب، من المرجح أن يؤدي إلى إطالة حالة الجمود .

التحدي الثالث :الاغتيالات 

في 22 مايو قُتل عقيد في الحرس الثوري الإيراني وهو حسن صياد فدائي واتهمت إيران إسرائيل باستهدافه، يقول الكاتب إنه إذا ثبت أن إسرائيل وراء اغتياله فهذا تصعيد خطير خارج البرنامج النووي الإيراني وتعد إشارة قوية من إسرائيل لإيران بأن علاقاتها مع المنظمات الإرهابية هي أساس لعمليات القتل،  وختم الكاتب أن نهج حكومة رئيسي هو الاعتماد على الأجهزة الأمنية للتعامل مع الاحتجاجات المحلية ويبدو أن النظام واثق من أن الاضطرابات الداخلية والدبلوماسية لاتزال تحت السيطرة.

جيوبولتيك : لماذا لن تساوي إيران في المفاوضات النووية ؟

hilal khashan 2022-6-2 geopolitical futures

بعد عام من المحادثات حول البرنامج النووي وأنشطة إيران انتهت المفاوضات بشكل مفاجئ دون الاتفاق على القضايا الجوهرية.

على الرغم من أن إيران بحاجة ماسة جدا للتوصل الى اتفاق لحل مشاكلها الإقتصادية.

لكن تكاليف الاتفاق بالنسبة للنخبة الحاكمة في طهران عالية جدا مثل دور الحرس الثوري حيث يؤمن الحاكمون في إيران أن مهمتهم نشر ايديولوجيتهم في أنحاء الشرق الأوسط وأن أي تنازل في المفاوضات يمكن أن يفوض الهدف الإلهي للبلاد.

الدوافع الأيديولوجية:

يعتقد الإيرانيين أن تعليق المفاوضات لن يدوم طويلا وسيكون هناك اتفاق في نهاية المطاف لذلك لا يرون أي داعي للاندفاع نحو اتفاق غير غير جيد والبعض يدعم هذا النهج في القيادة الإيرانية إيمانا بأن الدولة هي قوة إقليمية عظمى تستحق أن تقود الشرق الأوسط وجميع الدول الاسلامية .

وحسب المعتقدات الشيعية بأن الإمام الثاني عشر دخل في الغيب عام 874 خوفا على حياته وهو من خلفاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحسب معتقدات الشيعة أن محمد المهدي سوف يظهر بمهمة إنهاء الظلم والهدف النهائي من عودة المهدي هو قيادة البشرية إلى الخلاص بطريقة عادلة ، وعليه يصر الإيرانيون أن تقديم أي تنازلات غير ضرورية في مفاوضات فيينا سيكون انتهاك المهمة الإلهية للإمام الغائب .

المفاوضات المتوقفة :

دخل كلا الطرفان في عقلية مختلفة وتوقعات مختلفة حيث رفضت طهران مناقشة أنشطة الحرس الثوري وبرنامج الصواريخ، كما كان هناك تشدد أمريكي على أنه يمكن فقط رفع عقوبات فيما يخص البرنامج النووي فقط .

واليوم وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود ومن غير المرجح أن تستأنف قبل عام 2023م وكان سببه معارضة الكونغرس الأمريكي لمطالب إيران وحرب أوكرانيا .

وقال كبير المفاوضين الأمريكيين أن احتمالات التوصل إلى اتفاق في المستقبل المنظور ضعيفة جدا, حيث ساوم كلا الطرفين على أفضل المكاسب ، لكن بعد عام من المفاوضات قررت الولايات المتحدة إنهائها، لأنه لا يمكن إزالة الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب التي تهدد أمن العديد من الدول التي تربطها علاقات وثيقة مع واشنطن كما رفض الإيرانيين تقديم أي تنازلات فيما يخص أنشطة الحرس الثوري الإيراني .

تزايد السخط في البلاد يتوقف على مستقبل إيران و على مستقبل منصب المرشد الأعلى وكيف سيكون شكل إيران بعد وفاة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ؟ لا يمكن للمرشد الحالي تسمية المرشد التالي لأنه هو مسمى من سلفه ومن المشكوك فيه أن يحافظ خليفة خامنئي على الصرح الديني للنظام . 

حيث تواجه إيران الآن احتمال الوقوع في أيدي الحرس الثوري الإيراني, الذي من شأنه أن يحكم البلاد بالحديد والنار ودكتاتورية مطلقة .

كما أنه لا يوجد شخص قوي داخل المحافظين الإيرانيين يمكنه الحفاظ على شكل الحكم في البلاد ، حيث أن إيران بلد غير متجانسة عرقيا والمذهب الشيعي هو من يحفظها من الانهيار.

ومنذ العهد الصفوي حكموا إيران منذ بداية القرن السادس عشر ، كانت الشريعة جزءا لا يتجزأ من النظام الحاكم كما فقد الشاه السلطة في عام 1979م بسبب قوة المؤسسة الدينية ،وعليه أن صعود الدكتاتورية العسكرية من شأنه أن يجلب الانقسامات في البلاد مما يهدد بقاء إيران كدولة موحدة . 

والآن ينظر الإيرانيون إلى رجال الدين بازدراء ويعتبرونهم من النظام السياسي الفاسد ، كما يخشى رجال الدين اليوم في إيران اليوم من التجول في الأماكن العامة لتجنب السخرية وحتى يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الاعتداء الجسدي عليهم . 

وختم الكاتب يقول :إن النظام الإيراني يتدهور بشكل سريع أكثر مما يعتقد المراقبين ، وأن الشعب الإيراني غالبا ما يثور ضد الثورة لكن عندما يثور فإنه يصنع التاريخ من جديد .

ضع تعليقاَ