أبريل 29, 2024

ستراتفور: داعش تسعى للتوسع في بنغلاديش

تستمر داعش في إظهار انتشارها وتمددها في مختلف أرجاء العالم، وهذه المرة نالت بنغلاديش تركيز المنظمة الإرهابية. ففي أحدث طبعة من طبعات مجلة داعش “دابق” بين رئيس عمليات داعش في بنغلاديش، الشيخ أبو ابراهيم حنيف، أهداف مجموعة مقاتلي داعش المنتشرين في بنغلاديش.

وبين حنيف أن مقاتليه شنوا بعض الهجمات الصغيرة والمتفرقة، لكنه أكد أيضاً على سعيه لشن هجمات أوسع تساهم في تعزيز مكانته بين الجهاديين المحليين وتعزيز المنظمة الأكبر داعش كذلك. وكما في معظم مناطق انتشار مقاتلي داعش، تواجه المنظمة مجموعة من التحديات على الأرض تحول دون تمكينها من تحقيق أهدافها الرئيسية.

ولعل أكبر عائق يحول دون توسع داعش في بنغلاديش هو فرع تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية وحلفائه. فالمجموعات الجهادية هذه تكافح بالفعل في العراق وسوريا لقيادة حركة المقاومة الإسلامية العالمية، وهو ما سيخلق لداعش جبهة قتال أخرى. وسابقاً، تمكن تنظيم القاعدة من تحقيق السبق في بنغالاديش وخاصة في العاصمة دكا، ويعود الفضل في ذلك إلى زعيم القاعدة أيمن الظواهري. حيث قام الظواهري في عام 2014 بطرح خطة شبيهة بخطة حنيف، والتي تعتمد على استخدام بنغلاديش كنقطة يمكن من خلالها التوسع في الهند وميانمار.هذا عدا عن امتلاك القاعدة للعديد من الحلفاء المحليين الذين سيشكلون عائقاً أمام جهود داعش في التوسع ببنغلاديش.

وكخطة بديلة، يلجأ مقاتلوا داعش إلى تركيز هجماتهم على أهداف أجنبية في بنغلاديش أملاً في جذب الجهاديين المحليين إلى معسكر داعش، واستغلت داعش في ذلك قدرتها على تجنيد خبراء قنابل ومخططي علميات وجلبهم من الخارج إلى بنغلاديش وهو ما مكن التنظيم من قطع شوط طويل في سباق السيطرة على بنغلاديش.

لماذا بنغلاديش؟

بحسب ما قال محمد حنيف فإن بنغلاديش تشكل أهمية استراتيجية لداعش لعدة أسباب، فهي تمتلك موقعاً يمكن التنظيم من توسيع عملياته في المستقبل باتجاه مناطق شرق الهند وميانمار، وبالطبع ستستغل داعش الأزمنة الإنسانية التي يعاني منها مسلموا الروهينجا، خاصة وأن الحركات الإسلامية العابرة للحدود لم تتمكن من استغلال ذلك الصراع حتى الآن.وترى داعش في بنغلاديش أرضاً خصبةً للتجنيد، هذا عدا عن كون بنغلاديش واحدة من أكبر الموردين للقوات العسكرية التابعة لبعثات حفظ السلام الأممية، التي تنتشر أغلبها في بلدان تقطنها أغلبية مسلمة. وعلى الرغم من أن القوات البنغلاديشية نادراً ما تشارك في مهمات قتالية خارجية، إلا أن حنيف ربط بين المقاتلين البنغال والجيش الإسلامي الذي سيهزم الصليبيين ويسيطر على العالم الإسلامي.

أثبتت بنغلاديش خلال التجارب الماضية أنها أرض خصبة للنشاط الإسلامي الراديكالي، حيث سيطرت العديد من الجماعات المتطرفة على منابر الخطابة هناك، بما في ذلك مجموعة أنصار الله – بنغلاديش، وهي المجموعة التي نجحت في استهداف بعض المدونين العلمانيين. يضاف إلى ذلك أنصار الجماعة الإسلامية، والذين كانوا يحملون السلاح حتى شارك حزبهم في البرلمان البنغلاديشي، ومن وجهة نظر داعش فإن هؤلاء يمثلين تجمعاً ضخماً للجنود المحتملين.

وبلا شك، فإن تواجد جماعات متطرفة إسلامية في بنغلاديش يمثل عامل تحدي لداعش وقدرتها على الإنتشار، فداعش تعتبر كل من سواها مرتدين، وهو ما سيضعها في خانة المواجهة الدائمة مع أي جماعة غيرها. وفعلياً انتقد حنيف خلال مقابلته التي نشرتها مجلة “دابق” الجماعة الإسلامية واصفاً إياها بأنها جماعة غير عميقة بما يكفي، وعليها أن تنظم تحت ظل “الدولة الإسلامية” في دعاية واضحة لاستقطاب أنصار الجماعة نحو تنظيمه.

ينبغي أن تؤخذ وعود حنيف على محمل الجد، خاصة وأنه تعهد باستقطاب أنصار الجماعات الدينية الأخرى المنافسة لداعش هناك. والأمر هنا يحمل أخطاراً أكبر، فاستفزاز القاعدة مثلاً قد لا يقتصر على اشتباكات بينها وبين داعش، بل ربما يشعل فتيل التنافس في استهداف التواجد الأجنبي وغيره من الأهداف الكثيرة المعروفة بين التنظيمين، وهو بلا شك أمر سيحتل صدارة عناوين صحف العالم.bangladesh-violence

ضع تعليقاَ