أبريل 28, 2024

دور الدولة في مواجهة الأزمات والكوارث – سوريا نموذجاً

المركزية وحشد الجماهير: الطريق إلى ما بعد الدولة الفاشلة

اضغط هنا للحصول على هذه الورقة كاملة بهيئة ملف PDF

تعتبر الدولة الفاعل الرئيسي في أوقات الأزمات و الكوارث و توضع مؤسساتها على المحك في اختبار جدي لقوة هذه الدولة وقدراتها و تحضيراتها لمثل هذه الظروف في أوقات الرخاء، ويمكن أن يستنتج المتابع لتعامل مؤسسات السلطة مع الأزمات التي تمر ببلادها نتائج على قوة أو ضعف الدولة، وعلى الفساد أو الشفافية، كما يوضع أسلوب الإدارة العامة في منزلة الاختبار و تظهر الكفاءات و تبرز القيادات العامة و حجم التعاون بين السلطة و المجتمع.

كذلك تمثل الأزمات و الكوارث حالة تحريك للجمود و التوازنات في الدولة يمكن استغلالها لتصحيح الاختلالات الكبرى و تطوير وتمتين بنية المجتمع تجاه الأزمات، وقد خرجت بعض الدول أقوى في وجه أزمات مرّت بها، فخلال أزمة كورونا على سبيل المثال برزت كوريا الجنوبية كأحد أبرز الأمثلة للنجاح في مواجهة الأزمة حيث عززت الشفافية بين مؤسسات الحكومة و المواطنين و رسخت روح المسؤولية و استخدمت أنظمة تعقب ذكية لتتبع الحالات فحققت البلد ذات الخمسين مليون مواطن أقل حالات إغلاق في العالم و تجاوزت خلال فترة بسيطة معظم الأثار الداخلية للأزمة، كما أثبتت دول أخرى هشاشتها أمام الأزمات كما حصل مؤخراً في فيضانات السودان التي كشفت عن حجم الفساد وسوء الإدارة وتهميش المناطق الريفية من قبل السلطة، إضافة لضعف إمكانات مؤسسات الدولة ووقوفها شبه عاجزة أمام أزمات كهذه مما يجعل الحاجة لإعادة التفكير بدور السلطة ومؤسساتها محل جدل بين المثقفين و المتابعين.

وفي الوقت الذي من الممكن أن تشكل فيه الكوارث و الأزمات فضاءً خصباً للتعاون و التضامن الدولي كما هو الحال في أزمة الزلزال الذي ضرب النيبال عام 2015 حيث سارعت دول العالم لتقديم المساعدات النقدية والعينية لسكان البلاد وحكومتها و إصدار تصريحات تعبر عن التضامن الكامل، شكلت أزمات أخرى كأزمة الحرائق التي أصابت مؤخراً غابات الأمازون في العام 2019 ساحة للصراع بين البرازيل التي تتهم بأنها مقصّر اتجاه الاستجابة للأزمة وبين الدول الكبرى في العالم، حيث اتهم الرئيس الفرنسي “ماكرون” رئيس البرازيل “بولسونارو” على أنه كاذب و مخادع حيث لم يحترم الاتفاقات و اشتعلت في الغابات أكثر من 75ألف حريق خلال عام واحد، ليرد عليه الرئيس البرازيلي بأنه يفكر بعقلية استعمارية.

بدا العام 2020 كارثياً بالنسبة لحكومة نظام الأسد، تسع سنوات مضت على بدء الاحتجاجات دون أن يستطيع إنهاءها، فانتشار الجيش واستنفار قوات الأمن يحتاج لموارد يومية يجب تأمينها، عقوبات جديدة تدخل حيز التنفيذ، وخلافات داخلية تجلت في أزمة النظام مع رامي مخلوف، حرائق واسعة النطاق، وعملية إعادة الإعمار المنتظرة باتت أبعد من أي وقت، وفوق كل هذا فايروس كورونا الذي ضرب عرض البلاد و طولها، و تحاول هذه الورقة أن تسلط الضوء على أبرز هذه الأزمات كأمثلة عملية على التعامل مع ما تمت مواجهته ثم تستخلص النتائج حول النهج المتبع في إدارة الأزمات و الكوارث لدى حكومة النظام السوري و مستقبل هذه الإدارة و أضرارها على المنطقة و العالم.

اضغط هنا للحصول على هذه الورقة كاملة بهيئة ملف PDF

ضع تعليقاَ