مايو 3, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية في النصف الثاني من شهر شباط/فبراير 2022

(المحتوى لا يعبر بالضرورة عن رأي وتوجهات المركز)


العناوين

  1. الاقتصاد العالمي سيعاني من العقوبات على روسيا ولكن ليس طويلاً
  2. أزمة سوريا المائية التي لن تختفي
  3. الإيدلوجية الإيرانية ضرورة
  4. حسابات تركيا في حرب أوكرانيا شرقاً أو غرباً
  5. المضائق في تركيا وحرب أوكرانيا
  6. أبعاد الغزو الروسي لأوكرانيا وتأثيره على الأزمة السورية

الاقتصاد العالمي سيعاني من العقوبات على روسيا لكن ليس طويلاً

24 شباط/فبراير 2022، atlantic council ، Hung Tran 

أهم ما جاء فيه :

بعد الغزو الروسي لأوكرانيا يبدو أن الاقتصاد العالمي سيعاني من سيل العقوبات الغربية ضد روسيا وتشمل هذه العقوبات خط الغاز نورد ستريم2 والعقوبات ضد الكيانات المالية الروسية وأخيراً إبعاد روسيا عن نظام سويفت المالي العالمي هذه الإجراءات القاسية جداً والصادمة سيكون لها عواقب سياسية واقتصادية عالمية، فمن المحتمل أنّ أسعار وكميات الطاقة ستعيش لفترة في حالة اضطراب مما يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي عالمي سيكون أكثر حدة في أوروبا وسط ارتفاع أسعار النفط والغاز العالمية،

لكن زيادة الإنتاج والمسارات الجديدة للتزود بالطاقة التي يجري تفعيلها حالياً ستعوض التأثير في غضون بضعة أشهر، فمساهمة روسيا المتواضعة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي -1.7% فقط- تعني أن الألم الاقتصادي العالمي سوف يمر على الرغم من أن تداعيات الغزو ستحدد الجغرافيا السياسية لسنوات.

وبسبب الرغبة الأمريكية في تجنب إغراق الحلفاء بأزمة طاقة طويلة الأمد فقد تتجنب في العقوبات القادمة حظر شحنات الغاز الروسية (التي تمثل 40% من الواردات الأوروبية) والنفط الخام (التي تمثل أكثر من ثلث الواردات) أو على الأقل ستتجنب الحظر الكامل. 

بالمقابل يمكن لروسيا خلق اضطرابات في سوق الطاقة الأوروبية عبر تقليل كميات التسليم إلى الأسواق، الأخبار الجيدة تعمل أوروبا بالفعل على تنويع مصادر طاقتها.  في عام 2022، تراجعت أسعار الغاز الأوروبية إلى حوالي 85 دولارًا بفضل الغاز الطبيعي المسال المستورد من آسيا، وفي الشهر الماضي تجاوزت شحنات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى أوروبا شحنات خطوط الأنابيب من روسيا لأول مرة، مع ذلك من غير المرجح أن توقف موسكو الإمدادات تمامًا خوفًا من إلحاق ضرر خطير بموثوقيتها كمصدر للطاقة على المدى الطويل.

لكن بعد الغزو الروسي ارتفعت أسعار النفط الخام إلى 100 دولار ويتوقع أن تواصل ارتفاعها لتصل إلى 150 دولار للبرميل الواحد إذا خفضت روسيا شحناتها إلى أوروبا في الوقت القريب، في أسوأ السيناريوهات سيكون التأثير المحتمل أقل حدة من الحظر النفطي الذي فرض عام 1923 كما أنّ ارتفاع الأسعار سيشجع السعودية والإمارات على زيادة الإنتاج بـ 3.5 مليون برميل يومياً كما يمكن للولايات المتحدة زيادة الإنتاج أيضاً من النفط والغاز وهذا الإنتاج سيساهم في وفرة في الأسواق العالمية والتخلص من صعود الأسعار. 

من المؤكد حالياً أنّ إنشغال الغرب بالحرب مع روسيا سيفسح المجال للصين لالتقاط أنفاسها لاتخاذ إجراءات عدوانية في المحيط الهندي والهادئ وخلق توترات مع الولايات المتحدة الأمريكية منها هجمات سيبرانية من قبل الصين وروسيا على المنشآت الحيوية ومنها قطاع الطاقة في شرق آسيا.

وختم الكاتب بالقول: إنها لعبة طويلة الأمد يجب على الغرب تنويع مصادر الطاقة حيث يتمكن من عزل الصدمات التي يخطط لها الكرملين

وقال ايضا :من الواضح أن محور جديد قد انطلق وهو روسيا والصين وهذه الحرب الباردة مع حرب مندلعة في شرق أوروبا يمكن أن تهدد بالانتشار في دول أعضاء الناتو.

أزمة سورية المائية التي لن تختفي

24 شباط/فبراير 2022، atlantic council، nabil smman and aurora sottimano

أهم ما جاء فيها:

في أيار السنة الماضية انخفض منسوب مياه نهر الفرات في أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ عام 1953م، حذرت محافظة حلب من أنّ التدهور تاريخي ومرعب في منسوب تدفق مياه النهر لأن النهر مهم لعدة قطاعات منها الاستهلاك المنزلي والزراعة وإنتاج الكهرباء فقد أثّرت الأزمة على القطاعات الحيوية الثلاثة.

التأثير على القطاع الزراعي: أكثر من 475 ألف فدان (مئتي ألف هكتار) من الأراضي المروية تروى من سد الطبقة وسد تشرين على نهر الفرات، حيث فقد المزارعون 80% من محصولهم في محافظة الحسكة التي تعتبر سلة البلاد من القمح كما اضطر المزارعون إلى بيع المواشي بسبب نقص الأعلاف نظراً لقلة الأمطار، وسبب موجة هجرة من الريف إلى المدينة والتي تضاف إلى مئات الآلاف الذين هجروا بين أعوام 2006، 2008، و2010 مما أدّى إلى زيادة الأحياء الفقيرة في المدن الكبرى بما في ذلك دمشق العاصمة. 

مياه الشرب: كما أن توفير المياه الصالحة للشرب معرض للخطر حيث يتم تقنين مياه الشرب في جميع أنحاء البلاد، حيث يجبر السكان على الاعتماد على مصادر غير آمنة وغير صحية له عواقب على صحة العامة بظل فيروس كورونا.

الكهرباء: يوفر سد الفرات حوالي 70% من حاجة البلاد، حاليا لا تعمل سوى أربعة توربينات من أصل ثمانية بسبب نقص المياه منذ أيار 2021م كانت هناك آثار وخيمة على الشعب السوري على سبيل المثال تحصل ضواحي دمشق على ساعتين من الكهرباء يوميا حتى قلب العاصمة فإنها تعاني من الانقطاع يصل إلى ثماني ساعات يوميا. 

السياسة المائية للبلاد

حدثت في سوريا تغيرات عميقة في الهيدرولوجيا منذ عقود بسبب سوء الادارة والتغير المناخي والنمو الاقتصادي والاستخدام المكثف للمياه والمنافسة المتزايدة على المياه عبر الحدود الدولية. في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين شهدت سوريا ارتفاعاً حاداً على طلب الكهرباء بسبب زيادة السكان والتنمية الاقتصادية وأزمة جفاف حادة جداً عام 2010 سبب الهجرة للسكان من الريف إلى المدن وانخفاض في الإنتاج الزراعي بمقدار 60% ساهمت عدة عوامل في هذه الأزمة منها الري الجائر للمحاصيل عالية الإنتاجية وأيضاً حفر الآبار غير القانونية علاوة على ذلك فإن نسبة التبخر عالية جداً تقدر 202 مليار متر مكعب وفقاً للأبحاث، كما ساهم الري المفرط بعدة مشاكل وهي تلوث المياه بالزئبق والرصاص وزيادة ملوحة التربة والتصحر التدريجي. 

عندما بدأت الانتفاضة في سوريا كانت المياه عاملاً مهماً في إشعال الثورة سببها الطائفية المعيشية في البلاد، خضوع السدود لسلطة داعش بعد عام 2012م بدأت داعش استخدامه كسلاح لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية و مصدر مهم للدخل وأداةً سياسية لدولتها، بعد انهيار داعش استحلت القوات الكردية السدود والحوض الجنوبي للقوات السورية الحكومية وهو ما دفع دفع الحكومة التركية لتقليل حصة سورية من المياه وتبادل الطرفان الاتهامات بتعطيل المياه المتدفقة إلى السدود، طريقة إصلاح قطاع المياه في سورية تتطلب إصلاحات عاجلة لـ 31 سداً في البلاد كما تتطلب إدارة فعالة للمياه وإصلاح السياسات الزراعية القائمة وتجنب البيروقراطية الفاسدة وإصلاح القوانين التي تشمل 140 قانوناً بشأن المياه مكتوبة منذ عام 1980 والتنسيق بين الوزارات وأهمها المائية والزراعية كما يجب التواصل مع تركيا من أجل أخذ الحصة الكاملة للمياه من نهر الفرات التي تقدر ب 500 متر مكعب في الثانية كما هو منصوص عليه في بروتوكول التعاون الاقتصادي الموقع عام 1987م 

وختم الكاتب بالقول: إنّ سوء الإدارة المحلية والمنافسة والصراع الإقليمي أدى إلى وضع قضية المياه على جدول الأعمال السياسي للجهات الفاعلة حيث تحولت ندرة المياه إلى قضية أمنية إقليمية كما يواجه عدم التعاون بين سوريا والعراق وتركيا إلى صراع محتمل بين هذه الدول.

الإيدلوجية الإيرانية ضرورة

24 شباط/فبراير 2022، geopolitical futures ،hilal khashan

أهم ما جاء فيه:

اتفاق نووي في فيينا يلوح بالأفق لكن تعلم طهران جيداً أنه ليس بإمكانها فرض شروطها مسبقاً للعودة إلى خطة العمل المشتركة الشاملة التي انسحبت منها الولايات المتحدة في عهد ترامب. 

تقول واشنطن للإيرانيين: استسلموا للأمر الواقع لأن الاتفاق ليس معاهدة ملزمة قانونياً، يرى خشان أن أهداف الساسة الإيرانيين أعمق وأبعد من مجرد رفع العقوبات عن بلادهم وهي أنهم يحتاجون قسط من الراحة من الأعمال العدائية مع الغرب والعودة لسوق النفط وإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع الدول الإقليمية قبل أن تتمكن من استئناف طموحاتها ونشر آيديولوجيتها في المنطقة.

حدود العودة للاتفاق الشامل

سمحت الخطة للإيرانيين بالعودة لسوق النفط ضمن خطة متكاملة على مراحل لدفع الإيرانيين للتخلي عن برنامجهم النووي وبرنامج تطوير الصواريخ وتقليص دورها الإقليمي لكن ضغط المفاوضون الايرانيون من أجل اطار زمني بالانتقال السريع إلى سوق النفط، ولكن الاتفاق يطالب إيران بتقليص تخصيب اليورانيوم إلى 3.67% وتصر الولايات المتحدة على امتثال إيران قبل رفع العقوبات عنهم، وبوتين حث الجانب الإيراني على القبول بالاتفاق لأن القوى العالمية تشارك في المحادثات في فيينا. 

كما تواصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بينت مع بوتين وطالبه بموقف صارم ضد طموحات ايران، يرى خشان أن رفع العقوبات لن يحل مشاكل طهران المالية و إنهاء عزلتها في الشرق الأوسط لذلك تسعى إيران لبناء علاقات مع دول أخرى في المنطقة وتريد إيران كسب ودّ السعودية من بوابة الدوحة حيث ستلعب الدوحة دور الوسيط بين الرياض وطهران.

أهداف الأيدلوجيا الإيرانية 

ستبقى العقوبات حتى تغير إيران من سياستها في المنطقة وإيقاف تطوير الصواريخ لذلك على طهران حل هذه القضايا المعلقة هذا ما قاله الأمريكيين. 

يقول خشان :أنه من المستحيل فصل سياسة إيران الخارجية عن أهدافها الأيديولوجية حيث تقوم سياسة إيران الخارجية على التوسع من خلال تصدير ثورتها إلى المنطقة العربية ونجحت في هذا المجال في سوريا ولبنان واليمن والعراق حيث أدّت إلى تفريق النظام السياسي العربي من خلال دعم التنظيمات الشيعية المتمردة على الحكومات العربية ووضعها بصدام مع الرياض في عدة ميادين من اليمن إلى لبنان والبحرين، وهذا النهج اتّبعه الإيرانيون منذ عام 1979 بعد إسقاط نظام الشاه في طهران.

كان مفهوم دعم المظلومين محورياً بنهج الخميني الأيديولوجي الثوري ودعم نضالهم ضد الحكام المستبدين تحت هذا الشعار بررت إيران تدخلها في المنطقة، كما أن سياسات إيران الوطنية لها طابع طائفي قومي النزعة حيث يعلن الدستور الايراني ان الشيعة الاثنا عشرية الإمامية هي الديانة الرسمية للإسلام ويجب أن يكون رئيس البلاد إيرانياً يؤمن بتوجهها الديني وتجمع الإيديولوجية الإيرانية بين الشيعة والمجتمع الفارسي المتجذر تاريخياً وثقافياً.

يوجد في ايران مجموعات أخرى من القوميات والأعراق والديانات التي تتعارض مع الجمهورية الإسلامية وخاصة السياسة الخارجية للدولة التي سمحت بالتدخل بدول المنطقة العربية.

توقعات الإقليم عن إيران 

يشعر العرب والإسرائيليون ان ايران لن تتخلى عن طموحاتها النووية إنما تأجلها حتى عام 2031 لأنها ستكون حرة في تخصيب اليورانيوم 

يعتقد خشان ان السعودية تريد عرقلة الاتفاق لكن لا يمكنها ذلك، كما تفضل ادارة بايدن حل الخلافات بين السعودية وإيران من خلال حوار بين بعضهم وتسوية خلافاتهم بشكل منعزل عن اتفاق فيينا. 

يرى الكاتب أن السعوديين بحاجة إلى اتفاق ينهي الحرب في اليمن المستمرة منذ سبع سنوات التي أرهقت البلاد اقتصادياً، وأنه قد تتوصل طهران والرياض إلى اتفاق بهذا الخصوص، لكن من غير المحتمل استمرار الاتفاق بسبب رؤيتها الاقليمية ويقصد ايران لكن الإيرانيين الآن بحاجة إلى استراحة من الصراع من اجل بناء اقتصادها وارضاء فقرائها. 

سياسة ايران المتبعة في المنطقة قائمة على القوة الناعمة طويلة الأمد من خلال المناهج الدراسية ونشر ثقافتها من خلال دعوات لزيارة إيران والتفاعل مع المسؤولين الحكوميين ورجال الدين والمثقفين ذو التأثير على الجمهور العربي. 

ختم الكاتب بالقول: إنّ أهم الركائز التي تقوم عليها السياسة الإيرانية وهي نشر التشيع من خلال التسلل إلى الشعوب العربية والاستفادة من الانقسامات السياسية وتدخلها في بعض الأحيان بين الدول، وهناك عدة أمثلة على ذلك منها حصار الدوحة من قبل العرب سارعت إيران لفتح الرحلات الجوية ومد الدوحة بكل ما تحتاجه من غذاء وبضائع.

حسابات تركيا في حرب أوكرانيا شرقاً أو غرباً

25 شباط/فبراير 2022، معهد الشرق الأوسط، howard eissenslu

أهم ما جاء فيه:

تحمل الحرب في شرق أوروبا من وجهة النظر التركية مخاطر كبيرة لكنها تحمل بعض الفرص، من الواضح أنّ تركيا طورت خطة أساسية للتغلب على العاصفة لكن من وجهة صانعي القرار في واشنطن فإن استراتيجية الأتراك تسبب لهم إحباطاً أكثر من الطمأنينة التي ينشدونها وسياسة الحياد المتبعة عندهم.

حيث كانت استراتيجية الأتراك ساحرة جداً في خفض التوترات مع قائمة طويلة من البلدان من إسرائيل و أرمينيا والإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر واليونان و الآن هناك جهد متنامي لاعادة علاقتها مع واشنطن. 

كل هذه الاستراتيجية كانت محل نقاش في أروقة البيت الأبيض والعواصم الغربية حول كيفية تصور سياسة أنقرة الخارجية المطورة ومكانها في داخل الناتو أم أنها تمثل تغير جذري تجاه الغرب أم أنها إعادة تقويم مؤقتة لمعالجة العزلة والأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا كلها كانت مسألة نقاش ساخن في الدوائر الغربية.

يقول هاورد: إنّ هناك فرصة للحليفين تركيا والولايات المتحدة وهما أكبر قوتين في الناتو لإعادة المياه إلى مجاريها بعد أزمة أوكرانيا وأن الموضوع فرصة لتركيا وأمريكا لمواجهة روسيا وإيران. 

جزئياً تكمن المشكلة في الكثير من التحليلات السياسية للخارجية التركية بأنه ينظر إليها من منظور مخاوف واشنطن وليس من منظور أنقرة ومخاوفها لكن غالباً يصاغ سؤال في مصطلحات شبه حضارية حول ما إذا كانت تركيا ستنقلب على الغرب و بالاعتماد على ركيزة السياسة الخارجية التركية التي بنيت على توسيع نفوذها في الإقليم في بيئة معقدة ومتعددة الأقطاب بشكل متزايد حيث لها علاقة قوية مع روسيا وإيران والصين وبالوقت ذاته لها علاقة قوية مع الغرب ولها دور مهم في الناتو.

برأيي هاورد إن الأزمة الحالية تلون سياسة تركيا بطموحاتها طويلة الأمد وهجومها ضد حلفائها الغربيين حيث تنافسهم في عدة ميادين من أوكرانيا وروسيا لكن متاعبها الاقتصادية وإدراك أن أي هجوم في الناتو يمكن أن يكون له تكاليف مدمرة، حيث تهدف سياسة انقرة بشأن أوكرانيا إلى اختراق هذه المصالح المتنافسة وعقلانية بنفس الوقت. 

لرسم صورة أوضح يقول الكاتب علينا العودة قليلاً بالتاريخ، فبعد ضم روسيا للقرم سنة 2014 كان موقف أنقرة صامتاً على الرغم من أن القرم له علاقة وثيقة بتركيا تاريخياً لقد رفضت ضم القرم بشكل قانوني لكنها تجاهلت الموضوع، بعد سنة أسقطت تركيا طائرة روسية لكن سرعان ما انتعشت العلاقة بينهم بعد استشارة الرئيس التركي دائرته الضيقة، وهم يعتقدون أن الأمريكيين دعموا الانقلاب الفاشل سنة 2016، وفي نفس السياق اشترت تركيا منظومة s400 من روسيا الأمر الذي أغضب واشنطن ويعتقد المحللون أنها كانت إشارة من أردوغان أن تركيا قادرة على البحث عن مسار آخر. 

وأيضاً كانت تركيا تتنافس مع روسيا في عدة دول من سوريا وليبيا و إقليم قره باغ مع كل هذه العلاقات حرصت أنقرة على إبقاء هذه المنافسة محدودة النطاق لكنّ استجابة تركيا للأزمة الحالية تسير على نفس النهج حيث انتقد أردوغان وعبر عن إدانته للغزو الروسي لأوكرانيا. 

ترى النخب التركية ان الازمة الاوكرانية لها انعكاسات سلبية جداً على الاقتصاد التركي لأنها تقع في أكبر أزمة اقتصادية وقد أدت هذه الأزمة إلى عدة توترات لمستها كل عائلة تركية تقريبا في اخطر تحدي يواجه أردوغان وحزبه الحاكم كما تعتمد تركيا على روسيا في عدة قطاعات مهمة منها القمح والغاز وتشهد البلاد احتجاجات على ارتفاع هذه السلع كما أن العملة فقدت 5%من قيمتها بعد الغزو. 

ختم الكاتب بالقول: إن سياسة تركيا في هذه الأزمة تبدو حازمة لكن بحذر جداً وأن تركيا تنتظر ما ستنتج عنه المعركة إذا احتلت روسيا أوكرانيا فإن سياسة تركيا ستكون الحياد النشط كما فعلت في الحرب العالمية الثانية حيث وضعت نفسها بجانب الفائز.

المضائق في تركيا وحرب أوكرانيا

28 شباط/فبراير 2022، معهد بروكنجز، Kemal kirisci

أهم ما جاء فيه:

بعد أسبوع من المعارك في أوكرانيا والحشد الغربي ضده كان موقف الرئيس التركي ناقداً للغرب الذين يجيدون الكلام فقط على حد تعبير الرئيس التركي أردوغان، وقد طلبت كييف من انقرة اغلاق المضائق البحرية بوجه السفن الحربية الروسية وفقا لاتفاقية مونترو لعام 1936 فاستجابت تركيا متأخرة، وأبدى أردوغان موافقته الضمنية على قرار اغلاق المضائق مؤكداً على أن موقف تركيا نابع من وضع حد للحرب والعودة إلى طاولة الحوار. 

موقف أردوغان المتردد في الاختيار بين روسيا وأوكرانيا لم يحل بعد، وعلاوة على ذلك فهو يواجه معضلة أكبر وهي هل سيستمر في معاداته للغرب، بما في ذلك علاقته مع بوتين أو اتخاذ خطوة جريئة لإعادة تركيا إلى الحلف الغربي التقليدي. 

أحكام اتفاقية مونترو 

تنص الاتفاقية على حق تركيا في اغلاق المضائق بوجه السفن للدول المتحاربة مع استثناءات تسمح بعودة السفن إلى قواعدها في البحر الأسود، وهناك مادة تسمح لتركيا بإغلاق المضائق إذا شعرت بتهديد من وقوع حرب وشيكة وهذا يعود إلى تقدير الحكومة التركية.

أسباب أردوغان والمصاعب الجديدة 

الاقتصاد التركي الآن يعاني من مصاعب جمة وهي العجز في الميزان التجاري والتضخم الهائل كما تعتبر روسيا وأوكرانيا شريكاً اقتصادياً مهماً لتركيا. تستورد تركيا 64% من روسيا من احتياجاتها من القمح وأيضاً تستورد 13 %من أوكرانيا. أما بالنسبة لقطاع السياحة فيشكل الروس والاوكرانيين حوالي 41% من الناتج الإجمالي المحلي، كما لدى تركيا مشاريع مهمة في أوكرانيا وخاصة مشروع بناء مصنع طائرات بيرقدار الذي كان لها الفضل في عرقلة الروس في الايام الاولى من الحرب، لكن في ميزان الحسابات قد تكون الكفة الراجحة لموسكو لأن تركيا تعد ثاني أكبر بلد بعد ألمانيا باستيراد الغاز الروسي كما تقوم روسيا ببناء محطة للطاقة النووية التي ستزود تركيا ب 30% من احتياجاتها بحلول عام 2030م. 

وعلاوة على ذلك هناك عدة اتفاقيات بين روسيا وتركيا فيما يخص سوريا حيث اعتمدت تركيا على موسكو لردع الأسد عن تهجير الملايين من السوريين في الشمال الغربي لأن الشعب التركي لا يريد المزيد من اللاجئين على أراضيه. 

هذه العوامل لعبت دوراً في تقاعس أردوغان عن اتخاذ موقف ضد الغزو الروسي، كما أن أردوغان اختار اللعب على الوقت حتى لا ينزعج بوتين ومن المبكر الحكم على مسار الأحداث. 

ختم الكاتب بالقول: تركت الأحداث الاخيرة أردوغان في مواجهة معضلة جديدة وهي الاستمرار في السياسة الحالية او إعادة تركيا إلى توجهها الاستراتيجي القديم، إن تطبيق المادة 19 من الاتفاقية مهم لكنه ليس كاف وعلى أردوغان الابتعاد عن خطابه المعادي للغرب وإلغاء اتفاقية s400 من روسيا.

أبعاد الغزو الروسي لأوكرانيا وتأثيره على الأزمة السورية

28 شباط/فبراير 2022، معهد الشرق الأوسط، Charles lister

أهم ما جاء في هذه المقالة:

يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا سيكون له تأثير عميق على سوريا والسياسة السورية. بداية، ربما تكون العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة قد تعرضت الآن لضربة قاتلة. فطوال أشهر عام 2021، كان المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون يمهد الطريق لإطلاق جهد دبلوماسي متعدد الأطراف أسماه “نهج خطوة بخطوة” في عام 2022. كانت احتمالات نجاحه ضئيلة دائمًا، لكنها تبدو الآن وكأنها أملًا كاذبًا أو مستحيلًا. 

بالنظر إلى المستقبل، فإن أحد المخاوف البالغة يكمن في التهديد الذي يتعلق بوصول المساعدات عبر الحدود في شمال سوريا. ففي يوليو/تموز، سيكون قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2585 – الذي يسمح بوصول المساعدات التي تيسرها الأمم المتحدة إلى شمال غرب سوريا عبر تركيا – بحاجة إلى التجديد وستكون إمكانية استخدام روسيا لحق النقض أكبر من أي وقت مضى. وهذا من شأنه أن يُعجِّل بأزمة إنسانية معوّقة لحياة ملايين المدنيين الذين يعتمدون بشكل جوهري على تلك المعونة والمساعدات. 

يمكن أن تحدث أزمة إنسانية أخرى أيضًا إذا، كما يبدو مرجحًا، تقلصت إمدادات القمح الروسي إلى سوريا أو انقطعت تمامًا نتيجة للحرب في أوكرانيا. فقد تسببت موجات الجفاف الشديدة المتتالية في إضعاف محاصيل القمح المحلية في سوريا، مما جعل البلاد أكثر اعتمادًا على المساعدات الروسية. وبينما كانت هناك مخاوف من حدوث مجاعة من قبل، فإن احتمال حدوث مجاعة يبدو اليوم أكثر ترجيحًا. 

على المستوى الأمني، قد يواجه عدم التضارب بين الولايات المتحدة وروسيا تحديًا أيضًا من خلال تدهور العلاقات الدبلوماسية والعسكرية. شهد عام 2021 انخفاضًا ملحوظًا في حوادث حافة الهاوية بين القوات الروسية والأمريكية في شمال شرق سوريا واستمرار الوصول الجوي الأمريكي دون منازع لضربات مكافحة الإرهاب في الشمال الغربي. من المحتمل جدًا أن تبدأ القوات الروسية قريبًا في تحدي خطوط منع الصراع وإغلاق الطرق والقوافل الأمريكية في الشمال الشرقي، مع احتمال التدخل في رحلات الطائرات بدون طيار والاستطلاع فوق الشمال الغربي. من شبه المؤكد أن قاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية ستصبح مصدرًا أكبر لفرض القوة الروسية في المنطقة الأوسع. 

وختم الكاتب بالقول: إن الأمر الأكثر إرباكًا فيما يتعلق بالعواقب هو ما إذا كانت العلاقات التركية الروسية ستتعرض للتحدي بسبب الحرب في أوكرانيا. لقد حددت أنقرة الآن الصراع هناك من الناحية القانونية على أنه “حرب” وأغلقت مضيق البوسفور والدردنيل أمام جميع السفن العسكرية، بما في ذلك البحرية الروسية – وهي خطوة يمكن أن يكون لها تأثير استراتيجي خطير على استعداد القوات البحرية والجوية الروسية فيما يتعلق بسوريا. بالنسبة لتركيا، يمثل الوصول عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا مصدر قلق عميق، وكذلك موقف روسيا تجاه الديناميكية الأمنية عبر شمال سوريا، لذلك قد يكون هناك مساحة لترتيب مقايضة أوسع لتجنب تدهور العلاقات. لكن إذا تفاقمت، سيصبح الوضع في شمال سوريا هشًا للغاية.

ضع تعليقاَ