أبريل 28, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية في النصف الأول من شهر نيسان/أبريل 2022

(المحتوى لا يعبر بالضرورة عن رأي وتوجهات المركز)


العناوين

  • من الموصل الى الرقة الى مار يبول قتل المدنيين جريمة
  • لماذا هذا التقارب العربي مع بوتين
  • تركيا عليكم الحذر من الإسلاميين الذين يحملون الهدايا
  • خطأ تاريخي يتكرر بين إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي وملالي إيران
  • الفرصة موجودة لإنهاء الحرب في اليمن

من الموصل الى الرقة الى مار يبول قتل المدنيين جريمة

12 نيسان/أبريل 2022 global research: medea benjamin and Nicolas davies

صدم الغرب من مشاهد الموت والدمار الذي خلفه الغزو الروسي لأوكرانيا وملأت شاشاتهم بالجثث الملقاة في الشوارع ولكن نسي  الأمريكيين أن جيشهم وحلفائه شنوا حرباً تلو الأخرى على عدة دول على مدى عقود من الزمن ودمروا مدن وبلدات على نطاق أوسع بكثير مما يشاهدون في أوكرانيا  الآن. 

أبلغنا مؤخراً أنّ الولايات المتحدة وحلفائها أسقطوا أكثر من 337000 قنبلة وصاروخ على تسع دول منذ عام 2001 حيث قال ضابط كبير في وكالة الاستخبارات الأمريكية لنيوزويك أن أول 24 يوم من الحرب على أوكرانيا كانت أقل تدميراً من اليوم الأول للقصف الامريكي على العراق 2003م، كما قصفت القوات الأمريكية  خلال الحملة  على داعش في العراق وسوريا أكثر من 120 ألف صاروخ وهو أعنف قصف في أي مكان منذ عقود، وأضاف أحد الضباط الأمريكيين لمنظمة العفو الدولية إن الهجوم الأمريكي على الرقة كان أعنف قصف مدفعي منذ حرب فيتنام, كما كانت الموصل في العراق أكبر مدينة حولتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الى ركام في تلك الحملة حيث كان عدد سكانها قبل الهجوم 1.5 مليون نسمة وبعد الهجوم تضرر أو دمر حوالي 138 ألف منزل من جراء القصف المدفعي. وأحصى تقرير استخباراتي كردي عراقي قتل 40 ألف مدني على الأقل في المدينة.

في الرقة السورية التي كان يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة تم تدميرها بشكل شبه كامل وأفادت بعثة تقييم تابعة للأمم المتحدة أن من 70 إلى 80 %من المباني دمرت أو تضررت وأفادت القوات الكردية في الرقة بمقتل 4118 مدني هناك ولايزال العديد من القتلى تحت الأنقاض في الرقة والموصل حتى الآن  ، كما أنه لا يوجد  استطلاعات شاملة عن الوفيات الفعلية. وعليه تعهد البنتاغون بمراجعة سياساته بشأن الخسائر المدنية في أعقاب هذه المجازر وكلف مؤسسة راند بإجراء دراسة بعنوان فهم الاذى الذي سبب للمدنيين في الرقة وانعكاساته على النزاعات المستقبلية والتي تم الإعلان عنها الآن.

 حتى في الوقت الذي يتراجف فيه العالم من  العنف المروع في أوكرانيا فإن فرضية مؤسسة راند هي أن القوات الأمريكية ستستمر في شن الحروب من قصف مدمر للمدن والمناطق المأهولة بالسكان وبالتالي يجب عليهم محاولة فهم كيف يمكنهم القيام بذلك دون قتل الكثير من المدنيين

لكن دراسة مؤسسة راند لا تتناول المشكلة المركزية أبداً وهي الآثار المدمرة والمميتة عن الأسلحة التي انفجرت في مناطق حضرية مثل الموصل في العراق والرقة في سوريا و صنعاء في اليمن أو غزة.

هناك فشل في تطوير أسلحة دقيقة بشكل واضح حيث كشف الأمريكيون عن هذه الأسلحة الدقيقة في حرب الخليج عام 1991م لكن في الواقع كانت قنابلهم تشكل نحو 7% من دقة الإصابة حيث سقط على العراق حوالي 88 ألف من القنابل مما أدى إلى عودة الدولة والمجتمع إلى ما قبل عصر الصناعة وفقا لمسح أجرته الأمم المتحدة. وفي الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 م و تم تقدير دقة الأسلحة الأمريكية من %20 إلى 25% فقط

وحتى الأسلحة الدقيقة أخطأت أهدافها بعد دراسة أجراها محرر مجلة تجارة الأسلحة روب هيوسون، وهذه القنابل الذكية مميتة بنسبة 100% حتى دائرة نصف قطرها 15 أمتار وتحطم كل شيء مثل الأبواب والشبابيك وغيرها والإنفجار لوحده قاتل إذا استخدمت في مكان حضري ويتضمن نسبة خطأ 15 أمتار وهنا تظهر الكارثة فالمرجح أنها ستقتل مدنيين ويصف المسؤولون الأمريكيون هؤلاء الضحايا بالقتل غير العمد.

وفي رسالة وجهها المؤرخ هوارد زين الى نيويورك تايمز في عام 2007م يقول إن القتل المتعمد أو الغير مقصود والاختلاف في هذه الحالة لا يعفيك أخلاقياً أبداً ويضيف أن الإرهاب الانتحاري وإرهاب القصف الجوي هما متكافئان من الناحية الأخلاقية تماما وأي طرف يقول عكس ذلك هو إعطاء تفوق أخلاقي على الطرف الآخر وبالتالي يعملون على إطالة أهوال عصرنا  ، حيث أن الامريكيين يشعرون بالرعب عندما يرون المدنيين مقتولين بسبب القصف الروسي على أوكرانيا وفي نفس الوقت يقبل الشارع الأمريكي رؤية الجثث تحت الركام والمدن المدمرة على يد القوات الأمريكية في سوريا والعراق واليمن وغزة

وكلمة السر هنا هي وسائل الإعلام الغربية التي تلعب دورا رئيسيا في هذا حيث تظهر بكاء النساء على الجثث وعويل الأحباب على قتلاهم لكنهم لا يظهرون الذين قتلوا على يد القوات الأمريكية في شتى أصقاع الأرض.

حاليا يطالب الغرب بمحاسبة روسيا على جرائم الحرب في أوكرانيا ولم يبدؤوا  مثل هذا الكلام عن الامريكيين من قبل حتى أثناء الإحتلال الأمريكي للعراق.

وثقت كل من لجنة الصليب الأحمر وبعثة الأمم المتحدة الانتهاكات المنهجية لاتفاقيات جنيف التي تحمي المدنيين من آثار الحرب والاحتلال  بالرغم من الموافقة على التعذيب من قبل المسؤولين الأمريكيين حتى من قبل مسؤولي البيت الأبيض لم يحاسب أي ضابط رفيع المستوى بعد على جرائم التعذيب بحق المعتقلين في أفغانستان والعراق  ،كما في تقرير حقوق الإنسان لعام 2007م الذي وصف القتل واسع النطاق للمدنيين على يد القوات الأمريكية حيث يطالب القانون الإنساني الدولي العرفي بقدر الإمكان بعدم وضع الأهداف العسكرية بين المدنيين ويضيف أن وجود أفراد مقاتلين بين عدد كبير من المدنيين لا يغير من الطابع المدني للمنطقة، 

وطالب التقرير بإجراء تقرير شامل وسريع ونزيه في جميع المزاعم الموثوقة بوقوع أعمال قتل غير قانونية واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد الأفراد العسكريين الذين يتبين أنهم استخدموا القوة المفرطة أو العشوائية وبدلا من التحقيق قامت الولايات المتحدة بالتستر على جرائم الحرب التي ارتكبتها ومن الأمثلة مذبحة الباغوز في سوريا عام 2019م حيث ألقت قنابل ضخمة على مجموعة معظمها من النساء والأطفال وقتل حوالي 70 شخص

لذا من المفارقات أن نسمع بايدن يدعو بوتين لمواجهة محاكمة على جرائم حرب كما تزعم دراسة مؤسسة راند مرارا وتكرارا بأن القوات العسكرية الأمريكية لديها التزام عميق الجذور بقانون الحرب لكن تدمير الموصل والرقة ومدنا أخرى وتاريخ طويل من ازدراء الولايات المتحدة لميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف تروي قصة مختلفة تماما.

كما أننا نتفق مع الخلاصة التي قدمها تقرير مؤسسة راند بأن التعلم المؤسسي الضعيف للبنتاغون بما يخص قضايا الضرر المدني يعني أن الدروس السابقة ذهبت أدراج الرياح مما زاد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيين في الرقة ومع ذلك فإننا نتعامل مع فشل الدراسة الصارخ التي توثقها وهي العواقب الطبيعة الإجرامية لهذه العملية بشكل كامل والحقيقة القبيحة وراء كل هذه المذابح الأمريكية التي حصلت في سوريا والعراق وفي النهاية الإفلات من العقاب لكل المسؤولين الذين قاموا بها وهذا شجعهم على الاعتقاد بأنهم يمكن أن يفلتوا من قتل آلاف المدنيين وتدمير الرقة والموصل ولقد ثبتت صحتها حتى الآن على الأقل.

لماذا هذا التقارب العربي مع بوتين

6 نيسان/أبريل 2022 جيوبوليتيك فيوتشرز – Hilal Khashan

لدى الكثير من العرب أسبابهم لكره الرئيس الروسي بوتين وخاصة العرب السنة بعد الدور الذي لعبه بوتين في سوريا من قتل وتشريد لا يعد ولا يحصى وتدمير المدن على من فيها من المدنيين والثوار للحفاظ على بشار الأسد حليف موسكو في الشرق الأوسط وحتى الميليشيات الشيعية التي قاتلت الى جانب الأسد وموسكو ضد الثوار السوريين المناهضين لحكم الأسد تعرف جيدا أن للروس علاقة قوية مع اسرائيل مكنتهم من قصف الميليشيات الإيرانية في سوريا ومع هذا كله إلا أن بوتين يحظى بشعبية مفاجئة بين العديد من العرب من جميع أنحاء الطيف السياسي بما في ذلك الجمهوريات والملكيات.

بحثا عن بطل: يبحث الشارع العربي عن بطل على أمل الخلاص ، مثل آخر منقذ لهم  صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس عام 1187 وهزم الصليبيين في معركة حطين و في الخمسينيات من القرن الماضي اعتقد العرب أنهم وجدوا بطلهم وقائدهم وهو جمال عبد الناصر الذي وعد العرب بتحرير فلسطين وبتوحيد العرب لكن جيشه هزم في حرب الأيام الستة عام 1967 .

بعد ذلك فقد العرب ثقتهم بالجيوش العربية التقليدية ودعموا حرب العصابات وقادتها حركات فلسطينية ضد إسرائيل وبعد ذلك اجتاحت إسرائيل لبنان سنة 1982 و طردت حركة التحرير الفلسطينية فتح على أثرها  إلى تونس وأجبر زعيمها ياسر عرفات على السعي للسلام مع إسرائيل وشوهت صورة ياسر عرفات كزعيم للحركة الثورية، في عام 1988 حقق العراق نصرا باهظ الثمن على إيران بعد حرب مريرة دامت 8 أعوام حيث رسم صدام حسين النصر على أنه انتصار على التوسع الفارسي وكما سعى العراق للحصول على أسلحة نووية مثل مفاعل أوزيراك النووي الذي دمرته إسرائيل عام 1981.

بعد مدة هدد الرئيس صدام حسين عام 1990 بتدمير إسرائيل وبعد ذلك بأشهر غزا صدام الكويت وأعلن الكويت المحافظة رقم 19 وقوبل هذا الإعلان باستحسان من الجماهير العربية لكن سرعان ما هزم الجيش العراقي على يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وبعدها تحول صدام حسين من بطل عربي الى دكتاتور غير عقلاني، 

وبعد أن أثبتت لهم التجارب بأن بحثهم عن بطل محلي أمر واهن لجأت الجماهير العربية الى القادة غير العرب وهنا سطع نجم الرئيس التركي اردوغان الذي تحدى إسرائيل والغرب، حيث انتهج  خطاب لاذع لإسرائيل وجده العرب نموذجا يحتذى به لكن التغير بمواقفه السياسية المفاجئة كانت سبب في تغيير وجهة النظر عند العديد من العرب، في غضون ذلك خلق بوتين الانطباع القوي بأنه يمكن أن يكون بطل العرب وبوتين لديه قوة عسكرية هائلة مثيرة للإعجاب عند الشارع العربي مثل الأسلحة النووية والصاروخية.

حيث قام بوتين بتحديث الجيش عام 2000 وشن حرب خاطفة ضد جورجيا عام 2008 وضم جزيرة القرم عام 2014 وهذا تحدي للغرب وحلف الناتو وهاجم أوكرانيا مؤخرا في مسعى لمنع أوكرانيا من أن تصبح منصة عدائية ضد روسيا.

 كما تنازع روسيا الولايات المتحدة في الهيمنة على العالم ودعا بوتين إلى نظام متعدد الأقطاب ، كما يجد العرب بوتين شخصية ذكورية لأنه خبير في فنون القتال ويركب الخيل ويجيد السباحة في الماء البارد حيث لا يجدها العرب في زعمائهم ويرى معظم العرب بوتين  أنه رجل قوي لا ينحني للضغوط ويريد استعادة أمجاد روسيا، في الواقع ظهرت روسيا على أنها قوة عالمية تحت حكم بوتين والذي اختارته مجلة فوربس أكثر شخص مؤثر في العالم منذ أربع سنوات.

كما أن بوتين يريد أن يكون شعبه مماثلاً لمعظم النخب العربية في المنطقة وإضافة لذلك أظهر بوتين القوة والعزم في الحرب في أوكرانيا وهذا سبب في زيادة شعبيته عكس الحكام العرب الغير آمنين والخائفين كان بوتين آمناً وغير خائف ولديه الكثير من القوة والهدوء والثقة بالنفس.

في سوريا مثلا غالبا ما أظهر بوتين القوة المبالغة باستخدامها ضد ثوار لا يملكون شيء من القوة على سبيل المثال صواريخ بالستية من السفن التي كانت تنطلق من بحر قزوين والبحر المتوسط، و الآن تظهر صور بوتين معلقة على المحال التجارية في معاقل العرب الشعبية مثل بيروت والبصرة على أن بوتين ساعد على رفع الظلم عن المظلومين لدوره في سحق الانتفاضة السنية في سوريا.

كما ينظر غالبية العرب لبوتين على أنه رجل قوي وزعيم دولة واسعة وقوية في موقفها ضد الولايات المتحدة التي لا ترغب في مواجهتها وجها لوجه لأن روسيا قوة نووية.

التراث السوفيتي الباقي في أذهان العرب عن روسيا: حيث يتعامل العرب مع روسيا على أنها وريثة الاتحاد السوفيتي عندما يحكمون على أفعال بوتين وإلى يومنا هذا لايزال الكرملين يعتمد على سياسة خارجية تعود للحقبة السوفيتية وخاصة فيما يخص القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث أن معظم العرب لديهم عقيدة معادية للغرب وأصبحت جزءً من وعيهم الجمعي لأن الغرب يدعم اسرائيل وخاصة الولايات المتحدة وهنا يميل جميع العرب إلى أي دولة تعارض السياسة الخارجية لواشنطن بغض النظر عن من هي، حيث لا تزال قضايا الاستعمار والامبريالية تشغل بال الشارع العربي و يتذكر جيدا كيف كان يدعم الإتحاد السوفيتي حركات التحرر في العالم الثالث وما زالوا يحتفظون بهذه العقلية.

كما أن العرب ينظر إلى بوتين بهذا الشغف حتى قد يصل بهم الأمر بأن انتصار بوتين في أوكرانيا انتصار لهم او ممكن ان يستفيدوا منه ويقول الكاتب إنه من دواعي سرورهم بأن يروا الرئيس الأوكراني اليهودي المدعوم من الغرب مهزوما على يد بوتين وفي هذه الحالة يكون موقف الشارع العربي مبني على أساس  نفعي وليس عقائدي.

كما أن بوتين لا يخفي مكانة الإسلام المتكاملة والتشاركية معه حيث يقول أن روسيا تربطها قضايا تاريخية مشتركة  بالإسلام  وهو ثاني أكبر ديانة في روسيا بعد المسيحية ويبلغ عدد المسلمين في روسيا 20 مليون مسلم يشكلون ما يقرب 14% من السكان وعندما انشأت الإمبراطورية الروسية كاثرين العظمى روسيا شجعت تدريس اللغة العربية في كليات ومدارس محددة على الرغم من وجود تمييز ضد المسلمين في روسيا إلا أنه يختلف عن الإسلام في الغرب حيث يتخذ التمييز في روسيا  بشكل عرقي حيث تفضل العرقية الروسية على الأعراق الأخرى.

تقارب القادة العرب من بوتين: بالنسبة للزعماء العرب فإن التواصل مع موسكو أسهل بكثير من التواصل مع الغرب والسبب سهل لأن روسيا لا تتدخل في شؤونهم الداخلية فبعد انطلاق الربيع العربي في المنطقة أدانته روسيا وقالت عنه أنه مؤامرة أمريكية ضد الأنظمة القائمة كما ألقى بوتين شريان الحياة للطغاة العرب عند سحق الثورة السورية والتي كانت من الممكن أن تغير ملامح الشرق بشكل عام وخلال قمة العشرين الكبار حضر الأمير محمد بن سلمان بعد وقت قصير من اغتيال وحشي للمعارض السعودي جمال خاشقجي عام 2018 حيث عامله الجميع على انه قاتل منبوذ لكن بوتين صافحه بحرارة وحفاوة خاصة وأن بوتين يتواصل مع جميع القادة العرب ويقيم علاقات ودية معهم ويجلس بجانبهم عكس ما يفعل عندما يلتقي القادة الأوربيين عبر طاولة بعيدة، كما تعتبر روسيا مصدر السلاح للعديد من البلدان العربية منذ الاستقلال وتحتل الجزائر البلد الأول المستورد للسلاح من روسيا حيث تجاوزت 80% من تسليح جيشها من روسيا وعادت مصر الى السوق الروسية حيث تعد مصر ثالث بلد مستورد للمعدات الأمريكية عسكريا وتستورد حاليا أكثر من 40% من احتياجاتها العسكرية، حتى الإمارات التي تعتمد على الغرب في حاجاتها من الأسلحة هي الآن تشتري 6% من السوق الروسية كما عرض بوتين بيع نظام s400الى السعودية.

في غضون ذلك أصيبت واشنطن بخيبة أمل بسبب عدم إدانة القادة العرب الغزو الروسي لأوكرانيا حيث زار بلينكن وزير الخارجية الأمريكي المنطقة في مسعى لحشد الجهود العربية للضغط على بوتين من أجل إنهاء الصراع الدائر إلا أن الدول العربية ليست في وضع يجعلها تضغط على بوتين للتخلي عن أهدافه الإستراتيجية في أوكرانيا وعلاوة على ذلك تعتقد الدول العربية بأن بقائهم بالقرب من بوتين سيخفف من نهج الولايات المتحدة في انتقادهم بشأن سياساتهم الداخلية وخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية.

وختم الكاتب يقول إن القرب الجغرافي من روسيا والتداخل الثقافي والديني وافتقار روسيا تاريخيا للإستعمار سهلت على روسيا اقتحام المنطقة بمباركة عربية والساحة العامة معادية للغرب، كما يضيف الكاتب بأن بوتين يريد الترويج لروسيا على أنها الملاذ الآمن من السياسات الغربية.

تركيا عليكم الحذر من الإسلاميين الذين يحملون الهدايا

10 نيسان/أبريل 2022 – Gatestone institute – Burak bekdil

بعد استخدام الجيش الأوكراني طائرات BT التركية التي أثبتت فاعليتها في إلحاق ضرر كبير في القوات الروسية الغازية ، لكن هذه الطائرات لا يمكن أن تغير قواعد اللعبة في هذه المعركة بسبب عدم التكافؤ في ميزان القوة بين البلدين، لذلك يجب على الغرب إرسال أسلحة فتاكة مثل الدبابات والصواريخ لصد الغزو الروسي المدعوم من الصين وإلا ستجد أوروبا وأمريكا نفسها في الحرب مباشرة مع الروس.

ماذا يجري في عقل أردوغان الذي لايزال معاديا للغرب فهل هو قادر على الانتصار من خلال هجومه الخادع ؟

حيث يبدو أن أردوغان سيخدع الغرب مرة أخرى من خلال انتحال شخصية الحليف المؤيد للغرب لذلك علينا أن نفحص الواقع بشكل جيد، إن الاعتقاد السائد بأن الطائرات التركية بدون طيار يمكن أن تغير الواقع العسكري في أوكرانيا يشبه التفكير في إمكانية الطائرات BT إيقاف الغزو الصيني لتايوان، كما أن تركيا رفضت تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي s-400 ورفضت تركيا الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد موسكو وأصبحت تركيا مكان الأوليغارشية المفضل مثل رومان ابرامو فيش وغيرهم ، ومؤخرا رسى يخت يقال أنه مملوك لبوتين في أنطاليا التركية ويقول الكاتب أن تركيا تأمل في الحصول على كل ما بوسعها من مكاسب من هذا الصراع المسيحي-المسيحي على مبدأ دع الكفار يدمرون بعضهم البعض بالنار بينما تستفيد تركيا مكاسب جيواستراتيجية وانتشار الأعمال الروسية على أراضيها. 

ويقول الكاتب عن السياسة الخارجية لتركيا أن قلة من الناس يمكن أن يتصوروا بأن أردوغان استضاف الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ بعد قطيعة دامت مدة من الزمن وبعد عدة أيام من الزيارة التقى وزير الطاقة التركي فاتح دونمز بنظيره الإسرائيلي كارين الحرار على هامش مؤتمر الطاقة الدولي في باريس وقال دونمز انه يأمل السفر إلى إسرائيل لمناقشة التعاون في قطاع الطاقة وخط أنابيب الغاز .

منذ بداية الغزو قالت تركيا إنها تدعم وحدة الأراضي الأوكرانية وأن الغزو الروسي أمر غير مقبول وأنها تقف الى جانب أوكرانيا وبعد الغزو تبين استخدام الجيش الأوكراني طائرات بدون طيار صنعت في تركيا كان لها أثر كبير في تدمير الأرتال الروسية لكن لا يمكن الاعتماد عليها وعليه يقول السيد براق أن تركيا كانت تلعب دور اللاعب المحوري الموالي للغرب في الصراع الدائر بين الروسي والأوكراني وعلاوة على ذلك أراد أردوغان إساءة استخدام تعليق الاتحاد الأوروبي للمحادثات التي تسمح لتركيا الانضمام للاتحاد.

ويقول الكاتب إن تعليق المفاوضات من جانب الاتحاد الأوروبي أمر واقعي وعقلاني ويرجع ذلك إلى إستبداد تركيا في السنوات الأخيرة وموت سيادة القانون في البلاد وتضخم عجزها الديمقراطي كما أن أردوغان رفض الامتثال لأحكام المحكمة الاوروبية ، كما طالب أردوغان من الاتحاد الأوروبي بفتح باب المفاوضات من أجل العضوية ومفاوضات بشأن اتحاد جمركي واحد ويضيف أردوغان دع الغرب يرفع العقوبات المفروضة على الصناعات الدفاعية في تركيا ودعا إلى فتح عمليات الحظر المفروضة على تركيا  . يبدو أن أردوغان يريد من الغرب بأن ينظروا له من باب انه ساعد أوكرانيا وأفغانستان وأن لا يلاحظوا بأن أدائه خادع بالكامل وأنه لا يمكن لأردوغان أن يمثل بأنه حليف للغرب مرة أخرى لذلك يجب علينا أن نفحص قليلا في مواقف تركيا بعض الشيء

في 25 شباط امتنعت تركيا تعليق عضوية روسيا في هيئات مجلس التعاون في أوروبا وقال مولد أوغلو وزير الخارجية التركي أن تركيا لا تريد قطع الحوار مع موسكو لذلك امتنعت عن التصويت 

في 24 فبراير قال مسؤولون أتراك وباكستانيون بأن الصين قد تساعدنا في تطوير وإنتاج طائرات من الجيل الخامس 

في 13 مارس قال جاويش أوغلو إن المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تعالج المشاكل الأفغانية بشكل مناسب لذلك عليكم الإعتراف بالإمارة الإسلامية وهي المرة الأولى التي دعا فيها زعيم سياسي لهذه الخطوة ،  وهناك تقرير صادر عن الأمم المتحدة بأن شركة تركية بحرية ساعدت في انتهاك حظر الأسلحة المفروضة على ليبيا 

ويضيف الكاتب بأن الطائرات BT التركية هي فعالة في القوى المتكافئة فقط ويمكن إسقاطها من قبل منظومة بانتسير الروسية بسهولة، وقال جاويش أوغلو أن الأوليغارشية مرحب بهم في تركيا وأضاف لكن يجب الإلتزام بالقانون الدولي من أجل القيام بأي عمل تجاري وختم الكاتب يقول بأن روسيا تواصل استخدام المجال الجوي التركي بحرية كما لو لم يقم احد بغزو أوكرانيا.

خطأ تاريخي يتكرر بين إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي وملالي إيران

9 نيسان/أبريل 2022 – Gate stone institute – Majid Rafizadeh

لا يحتاج الغرب إلى الرجوع بالوقت كثيراً لرؤية نتائج سياساته مثل التهدئة والاتفاق النووي مع إيران التي أصبح نظامها أكثر تصميماً من أي وقت مضى على إبادة إسرائيل. حيث نشر المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي كتاباً من 416 صفحة بعنوان فلسطين بغلاف يعرض خريطة الشرق الأوسط بدون إسرائيل فيه كما يفصل خامنئي في كتابه خطته لتدمير إسرائيل ووصف نفسه بأنه حامل الراية الجهادية لتحرير القدس.

ويقول الكاتب أن إيران أصبحت أكثر قوة بسبب التهدئة التي تلقتها وتفاخرت بأنه يمكنها تدمير إسرائيل في أقل من ثماني دقائق ، وكما قال ونستون تشرشل إن الذين لا يتعلمون من التاريخ محكوم عليهم بتكراره، وهذا الشيء يحدث الآن بالضبط مع استمرار إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي في استرضاء ملالي إيران ومحاولة إحياء الاتفاق النووي عام 2015م. حيث يوجد اعتقاد عند إدارة بايدن والأوروبيين أن مكافأة ملالي إيران ستجعله يعمل كدولة قومية بناءة وحديثة لكن هذه الفكرة تم العمل بها أثناء إدارة أوباما وقال أثناء ذلك أنه واثق من أنها ستلبي احتياجات الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها.

ونتيجة لذلك رفع مجلس الأمن الدولي جميع العقوبات المفروضة على إيران التي استغرقت عقودا لفرضها وحرر أوباما اصول إيران التي تقدر بين 50 مليار دولار الى 150 مليار والغى أوباما أربعة أوامر تنفيذية سابقة ضد إيران وأزالت وزارة الخزانة الأمريكية 400 مواطن إيراني من القائمة المحظورة، كما سمحت إدارة بايدن وأوباما لإيران بالعودة للنظام المالي العالمي وتصدير واستيراد سلع ضخمة كانت محظورة في السابق وتبعه الاتحاد الأوروبي بنفس الإجراءات مما مكن الأوروبيين بالقيام بأعمال تجارية متزايدة مع الإيرانيين، وعليه يقول الكاتب أنه بسبب سياسات التهدئة اكتسب نظام ملالي إيران الشرعية ووجه له مليارات الدولارات الى حرسه الثوري وميليشياته وجماعاته الإرهابية ، كما عززت إيران عبر وكلائها في العراق وسوريا واليمن وفنزويلا ولبنان وحركة حماس في قطاع غزة واحتجزت طهران المزيد من الأمريكيين، وبدورها واجهت دول الاتحاد الأوروبي تداعيات خطيرة بعد تطبيع علاقاتها مع النظام الإيراني مثل الإرهاب حيث كانت الدول الأوروبية من بين الاهداف الرئيسية لمؤامرات إيران حيث تورط نظام إيران في سلسلة من الاغتيالات واحتجاز الرهائن وأعمال عدائية اخرى وتمكن مسؤولو الأمن من إحباط هجوم إرهابي كان يستهدف مؤتمرا كبيرا في باريس للمعارضة الإيرانية وكان يحضر الإجتماع شخصيات كبيرة بمن فيهم رئيس مجلس النواب الامريكي نيون ووزير الخارجية الكندي جون بيرد وبعد ذلك بعامين حكم على دبلوماسي إيراني بالسجن لمدة عشرين عام لمحاولته زرع قنبلة في باريس عام 2018م. 

وختم الكاتب يقول يجب ألا تكرر إدارة بايدن والأوروبيين الخطأ التاريخي لإدارة أوباما لأن استرضاء نظام ملالي الوحشي المارق لن يجعل الأوروبيين والولايات المتحدة في مأمن من سياساتهم الخبيثة والمدمرة وبأن سياسة الاسترضاء لن تؤدي إلا إلى لتشجيع المتطرفين في إيران على متابعة سياساتهم المعادية لأمريكا والمعادية للسامية والمعادية للغرب ومواصلة قمع لشعبهم بالحديد والنار.

الفرصة موجودة لإنهاء الحرب في اليمن

12 نيسان/أبريل 2022 – Thanasis cambanis

أهم ما جاء فيه 

كانت بداية شهر نيسان مميزة للغاية و مثمرة حيث تم التوصل غالى وقف أعمال القتال على الجبهات بين الحكومة والحوثيين بعد معارك دامت 7 سنوات.

إن التغيير الذي حصل في القيادة اليمنية المدعومة من السعودية أثمرت عن وقف لإطلاق النار وإن كان مؤقتا وهذا يفتح نافذة من أجل حل الصراع بشكل نهائي لكن في نفس الوقت يؤكد كلا الطرفان أنه يوجد صعوبة لإنهاء الحرب التي قاومت الجهود المبذولة في عدة أعوام مع عدم وجود أمل للمدنيين تلوح في الأفق الذين تحملوا أعباء تلك الحرب المريرة.

في 2 نيسان تم الإعلان عن وقف إطلاق النار من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة السيد هانز المكلف بالتوسط لإنهاء الحرب، يمثل هذا الإتفاق أول توقف حقيقي في الصراع الدائر منذ 6 سنوات كما يقدم الاختبار الجاد للجهود الدبلوماسية التي شاركت فيها القوى الاقليمية المتنافسة في الشرق الاوسط. كان مهندسي الحرب في اليمن من السعوديين والإماراتيين عادوا لها منذ بدايتها عام 2015 م ولكن منذ ذلك الوقت أصبحت العلاقة متوترة بين البلدين الخليجيين في خلاف واضح حول عدة قضايا سياسية إقليمية ودولية، حيث تستمر أبو ظبي في الانخراط في الصراع لكن قلصت دورها بشكل كبير مقارنة بالرياض التي أصبحت رأس الحرب المقاتلة ضد الهيمنة الإيرانية ممثلة بوكلائها الحوثيين هناك.

وعليه يقول الكاتب بأنه يمكن أن يفتح وقف إطلاق النار جولة مهمة من الدبلوماسية وقد يمنح المتحاربين فرصة لإعادة تجميع قواهم.

 لكن التطور المفاجئ حصل في 7 نيسان بعد عدة أيام من سريان وقف إطلاق النار حيث تم الإعلان عن إنشاء مجلس قيادة جديدة يحل محل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وهذا في الحقيقة حصل في الرياض والبيان صدر من الرياض مع معلومات تفيد بأن العديد من الأعضاء لا يعرفون أدوارهم التي سيقومون بها حتى اللحظة، وهذا يشير إلى أن التغيير كان قرارا سعوديا بامتياز من أعلى إلى أسفل وعليه نستطيع أن نقول بان التحرك أما نحو موقف أكثر تصالحية أو استمرار في الحرب وهذا كله يعتمد على نوايا الرياض تماما.

وعليه العامل الحاسم في سياق الحرب في اليمن نابع من الحسابات المتغيرة في العواصم الإقليمية وسط دبلوماسية متعددة الأطراف والأهداف جارية حول الاتفاق النووي الإيراني حيث يلوح في الأفق إعادة إحياء الصفقة بشكل أقل وهذا بدوره سيكون له أثر مباشر على الصراع في اليمن صحيح أن  الحوثيين لم يتمكنوا من هزيمة أعدائهم اليمنيين لكن استطاعوا الاستمرار في أرض المعركة وصواريخهم وطائراتهم بدون طيار التي كانت تصل الى عمق الدولتين الخليجيتين على الرغم من الدفاعات الجوية الامريكية عالية الجودة وهذا سبب قلق في الرياض وأبو ظبي ويمكن أن يدفع الرياض إلى إعادة التفكير وتحليل الكلفة في حال الاستمرار في هذا الصراع، ومع كل هذا الأمل إلا أن  النافذة التي فتحت من أجل إنهاء الصراع لتحقيق اختراق فهي ضيقة وممكن  لا تستمر طويلا ، حيث أن سجل إيران في المنطقة هو التصعيد المستمر وليس حل النزاعات وهذا ما أكدته هجماتهم على أربيل العراق الشهر الماضي وبعد الحرب الأوكرانية التي استحوذت على الاهتمام العالمي وبالإضافة الى تداعياتها على جيرانها الأفقر الذين يستوردون الغذاء أصبحت فرصة لمتابعة أجندتها المتطرفة كما أن الشعب اليمني هو الذي يدفع معظم تكاليف الحرب المستمرة منذ 6 سنوات وليس الجماعات المتحاربة او رعاتهم. وبغض النظر عن التكاليف التي يتحملها التحالف العربي من ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار لكنها شجعت المعسكرات المتطرفة في كلا الطرفين، ومع استمرار واشنطن بمد الرياض وأبوظبي بالأسلحة والتخلي عن حقوق الإنسان في المنطقة يتلاشى آخر أمل محتمل لحل الصراع ، كما أن التحالف العربي لا يزال يضغط على واشنطن لوضع الحوثيين على قوائم الارهاب من شأنه أن  يجعل من الصعب إيصال مساعدات الامم للشعب المنكوب بشكل لا يصدق.وكانت تقارير للأمم المتحدة بأن الصراع قتل377الف شخص على الأقل وكانت 60%من هذه الوفيات سببها الجوع والمرض حيث كان اليمن على وشك المجاعة مرارا وتكرارا حيث يعتمد أكثر من 17.4مليون يمني على المساعدات حاليا.

ويقول الكاتب بأن وقف إطلاق النار وتغيير القيادة في الخارج يمكن أن يؤدي إلى اتفاق سلام شامل وان الظروف السائدة تجعل الصراع محتملا.

ضع تعليقاَ